نص مسرحي: "نصيحة غراب"/ تأليف: سحر الشامي

مسرحية للأطفال

 
شخوص المسرحية :
ـ زهرة بيضاء
ـ نحلة
ـ غراب
ـ فراشة
ـ مجموعة الذباب
*** المشهد  الأول  ***
(حشائش خضراء تتوسطها زهرة بيضاء اللون  ونحلة ، بجانبهما عين ماء)
الزهرة  والنحلة: (ينشدان) هيا نعمل هيا نعمل.. لا أروع من العمل .. ولا أجمل.. في العمل ينمو العطاء.. بنمو الأمل.. ينمو الوفاء.. فنغدوا أصحابا  بالهمة.. نبني الحياة بوجه أكمل.. هيا نعمل.. هيا نعمل.. هيا نجمع رحيق  الوردِ.. نصنع منه أطيب شهدِ.. فيه غذاء.. فيه شفاء.. نحن فخورون بما نفعل.. هيا نعمل. هيا نعمل
النحلة :يا له من  صباح جميل .
الزهرة: فعلا إنه صباح جميل ،
النحلة: هل تعلمين أيتها الزهرة إنك أجمل ما في هذا الصباح !
الزهرة  :حقا ؟
النحلة : بالتأكيد ، ولا شك في ذلك.
الزهرة : أمر يدعو للسرور أن أكون جميله إلى هذا الحد ولكن لدي سؤال ؟
النحلة : تفضلي واسألي .
الزهرة : ما هو سر جمالي يا ترى؟
النحلة: (تدور مع موسيقى) سر جمالك ليس واحد بل مجموعة أسرار .
الزهرة: (بتعجب) مجموعة أسرار !
النحلة:  نعم، نعم  (موسيقى) هي مجموعة أسرار.. منها لونك.. منها عطرك..منها رحيقك..غذائنا المختااار
غذائنا المختااار
الزهرة: (بصوت عال) كلام جميل .. كلام معقول .. اريد أن أقول شيئاً عنه .
النحلة : قولي يا زهرة .
الزهرة : كيف يكون رحيقي هو سر جمالي.. وأنا أملك الأوراق والساق والشكل المثالي؟
النحلة: إعطاء الرحيق قمة الجمال.. جمال يدوم ليس له مثال
الزهرة:  ليس له مثال!؟
النحلة : نعم ، لاشك في ذلك .
الزهرة:  إذن  خذي من رحيقي ما شئت.
النحلة : يا لكرمك ، شكرا  لك يا صديقي ، والآن إلى اللقاء .
الزهرة : إلى اللقاء .
(تخرج النحلة ويدخل غراب يقترب من الينبوع ليشرب)
الغراب: (باستغراب) اووه، زهرة بيضاء جميلة .
الزهرة : شكرا أيها الغراب . تبدو  غريبا عن هذا المكان ، أليس كذلك ؟
الغراب: نعم، هذا صحيح، جئت من  مكان بعيد واحسست بالعطش، والان بعد أن ارتويت علي إكمال رحلتي.
الزهرة : ولكن قبل ذلك هل لي بسؤال .
الغراب: تفضلي.
الزهرة:  لقد قلت عني أنني جميلة ،  صح ؟
(في هذه الأثناء تدخل فراشة فتتفاجأ بوجود الغراب وتحاول الهروب ولكنها تنجذب للحديث بين الزهرة والغراب فتتوقف في إحدى الزوايا لتتنصت)
الغراب : بل وأجمل الأزهار .
الزهرة : ترى ما هو سر جمالي برأيك ؟
الغراب: (يضحك بشدة) هرررراء، هرررراء.. سؤال هراء من زهرة بقرب ينبوع ماء !!
الزهرة : وما دخل ينبوع الماء في سؤالي؟
الغراب : هههههه نكتة أخرى ههههه… أليس عليك أن تنظري إلى الينبوع  لتشاهدي نفسك؟
الزهرة : هل تقصد أن جمالي في مظهري ؟
الغراب : طبعا ، إنه أمر مفروغ منه .
الزهرة : ولكني تعلمت أن الجمال يكمن بعطائي .
الغراب:عطااا ههههه ؟ عطاء ههههه؟ عطاء ماذا يابلهاء؟
الزهرة : رحيقي مثلا  أمنحه لكل صديق .
الغراب : ههههه (رحيق وقت الضيق) ههههههه .
الزهرة : لماذا تضحك كلما سألتك؟
الغراب : حسنا ، حسنا سوف لن اضحك بعد الآن هههههه .
الزهرة : والآن أوضح لي اكثر ما هو سر جمالي؟
(تبدا موسيقى)
الغراب :حسنا سأقول لك ما هو سر جمالك.. إنه مجموعة أسرار
الزهرة : مجموعة أسرار !؟
الغراب: نعم، نعم لا تستغربي.. القي نظرة على الماء وجربي.. ستشاهدي أجمل الأزهار بلون أبيض يبهر الانظار.. اوراقها الخضر تزيدها اكبار.. وعطرها عطرها يميزه البعيد عن بعد امتاااار
الزهرة : (تصفق باوراقها) كلام جميل وكلام معقول لا أستطيع أن أقول شيء عنه (تنحني لتر صورتها على وجه الماء، فتنبهر)حقا، انا جميلة مثل قمر أربعة عشر (بغضب) لم تنبهني النحلة إلى ذلك، كانت تركز على عبارة واحدة (صدى صوت النحلة يردد : رحيقك غذائنا المختااار .. غذائنا المختااار) بسيطة لن تري قطرة رحيق بعد اليوم أيتها النحلة .
الغراب: (بمكر) اه، وقبل الرحيل اسمعي هذه النصيحة. عليك أن لا تمنحي رحيقك في كل الأحوال لأنك لو فعلت ذلك سوف تجف اوراقك  حتى تذبل ويذهب جمالك وأمامك ينبوع الماء اتخذيه مرآة لتري فيه جمالك (يشرب مرة أخرى من ينبوع الماء) والآن وداعاً .
الزهرة : وماذا عن العطاء أيها الغراب؟
الغراب : (وهو يخرج) هررراء … هررراء هههههه .
الزهرة : الوداع، الوداع أيها الغراب. سوف اعمل بنصيحتك.
 
*** المشهد  الثانــي  ***
 (نفس الأجواء ، تستمر الزهرة بالنظر إلى نفسها في الماء، تدخل النحلة، فتقوم الزهرة بغلق أوراقها، تتعجب النحلة لذلك وتدور حول الزهرة)
النحلة : زهرتي الجميلة ما بها؟
الزهرة : خلصيني ماذا تريدين؟
النحلة : أريد أن اطمئن على صديقتي الزهرة .
الزهرة: (باستهزاء) ألا ترين أنني نائمة، عجيب أمركم كم تعشقون إزعاج الآخرين .
النخلة : بل الأعجب ما اسمعه الآن منك . ترى هل أنا في حلم؟
الزهرة : (باستهجان) أبدا، أنت واعية ومثل الفل، فقط اتركيني لوحدي .
النحلة : أنا لا أصدق ما أسمع، معقوووول ؟
الزهرة : (تقلد كلام النحلة)  نعم، معقوووول (تدور النحلة حول الزهرة وتتراجع في خطواتها حزينة ثم تخرج .. تتعاقب الايام ويتغير شكل الزهرة..) ..(بحزن) ماذا أفعل، لقد كثر الرحيق حتى تساقط على أوراقي .
(تدخل الفراشة والنحلة ويقفان على مسافة من الزهرة البيضاء)
النحلة : كيف نخلص الزهرة من هذا الوضع؟
الفراشة: (كادت تطير مثل البالونة وهي تسمع كلمات الغراب يكرر.. انت جميلة، الينبوع مرآتك ، احفظي جمالك ، امنعي رحيقك … )
النحلة : ذلك أسوأ ما سمعته. منذ أن حكيت لي ما حصل وأنا أزداد حزنا على الزهرة .
الفراشة : إلى أين ستصل بهذا الحال يا ترى؟
النحلة : لا أعلم ، ولكن علينا أن نفعل شيئاً .. وحالا (تقترب النحلة من الزهرة) أيتها الزهرة .
الزهرة : (تفتح أوراقها) نعم ، ماذا  تريدين؟
النحلة: جئت لكي أنظف أوراقك من الرحيق المنساب عليها .
الزهرة  : شكرا ، لا اريد .
الفراشة : لو استمريت على هذا الحال سوف تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ، وانت تفهمين ما اقصد.. خاصة هدا فصل الصيف .
الزهرة : حسنا ، هل انتهيت من كلامك؟
الفراشة : كلا ، ليس بعد (تقترب منها وتهمس)  الخطر المدمر آتٍ وانت كلك غبار .
النحلة : وما هو الخطر  المدمر ؟ أتحفيني .
الفراشة : (تهمس بصوت غير مسموع) هل عرفتي الآن ؟
الزهرة : هل انتهيتي الآن؟
الفراشة: (بتعجب) ماذااا !؟؟
الزهرة  :  هيا ، هيا هيا ، إرحلا (تخرج النحلة والفراشة ، تتعاقب الأيام ويظهر الغبار على وريقات الزهرة) هذا الغبار التصق على رحيقي المنساب، ماذا أفعل (تسمع اصوات من بعيد) .. (خائفة) هذا ما كنت اخاف منه ، هذا ما كنت أخشاه . لقد نبهتني الفراشة ولكني كنت عنيدة .
( تدخل مجموعة من الذباب)
الجميع : (موسيقى مع رقص وغناء) نحن العصابة.. أهدافنا.. لا للنظافة .. لا للنظافة
رئيسة العصابة : انا الذبابة.. رئيسة العصابة .. مهمتي خطيرة .. رغم اني صغيرة .. أعشق الإزعاج .. حتى خلف الزجاج.. واحول البياض إلى سواد.. واحول البياض إلى سواد
المجموعة :هده ليست دعابة .. نحن أسوأ عصابة .. هذه ليست دعابة.. نحن أسوأ عصابة
رئيسة العصابة: احذر مني كل الحذر .. إن كنت نظيفا لن استمر .. وإن ان كنت  مهملا .. عني أبدا لن تستتر
المجموعة:هذه ليست دعابة.. نحن أسوأ عصابة .. هذه ليست دعابة .. نحن اسوأ عصابة
رئيسية العصابة : ذبابة رقم ١ اذهبي وانظري لهذه الزهرة وزودينا بتقرير مفصل عنها.
ذبابة رقم ١ : أمرك يا رئيسة العصابة (تدور الذبابة حول الزهرة وهي تكتب ثم تاخذ لها صورة) سيدتي، إن هذهِ الزهرة خالية من النظافة يملئها الرحيق والغبار وعليه يجب أن نفعل ما يقتضيه  قانون الذباب والأمر لكي.
رئيسة العصابة : أيتها الذبابات المحملات بالأسلحة الجرثومبة  يا من شرفتن المكان بالميكروبات، لقد سمعتن التقرير جيدا، فهل نحن ضالمات؟
الجميع : لا.
رئيسة العصابة : هل نحن ضالمات؟
الجميع  : لااااااا .
رئيسة العصابة: حسنا .. ذبابة رقم 1
ذبابة رقم 1 : نعم
رئيسة العصابة :  ذبابة رقم 2
ذبابة رقم 2: نعم .
رئيسة العصابة : ذبابة رقم  3
ذبابة رقم  3  :نعم .
رئيسة العصابة : ذبابة رقم 4
ذبابة رقم 4: نعم .
رئيسة العصابة : نفذوا الواجب في الحال .
(تهجم الذبابات على الزهرة وهي تصيح)
الزهرة : انقذوني.. انقذوني ، سأفقد جمالي .
رئيسة العصابة : ههههه لا نرى أي جمال عدا رحيق منساب وعليه غبار
الزهرة : الذنب ذنبي ، ليتني لم اسمع كلام الغراااب . ليتني مافعلت .
رئيسة العصابة : هيا أيتها الذبابات لاتتركن مكانا إلا ونشرتن فيه اسلحتكن الجرثومية .
النحلة: (تدخل على صوت الزهرة فتحاول إنقاذها وتقوم بدفع الذبابات واحدة بعد الأخرى حتى يخرجن) هل انت بخير الآن؟
الزهرة : نعم ، نعم ، شكرا لك على انقاذي  لا اعلم ماذا أفعل لولاك .
النحلة : لا شكر على واجب ، كيف حالك الآن؟
الزهرة : كما ترين ، في أسوأ حال .
النحلة : نعم ، لقد اخبرتني الفراشة عما دار بينك وبين الغراب ، ما كان لكي أن تسمعي كلامه.
الزهرة : ظننت أن الغراب حكيم فيما يقول وينصح . ولم يدر ببالي أني سوف اؤذي نفسي واؤذيك انت ايضا .
النحلة : اه ، لا تذكريني ، فقد عانيت من فراقك كثيرا .
الزهرة : أنا آسفة .  لقد منعتك من أخذ رحيقي .
النحلة:  حاجتي ليست للرحيق فقط بل وإليك يا صديقتي .. والآن هيا لكي انظفك من هذه الوساخة (تقوم بتنظيف الزهرة وهما ينشدان)هيا نعمل هيا نعمل.. لا أروع من العمل .. ولا أجمل.. في العمل ينمو العطاء.. بنمو الأمل.. ينمو الوفاء.. فنغدوا أصحابا  بالهمة.. نبني الحياة بوجه أكمل.. هيا نعمل.. هيا نعمل.. هيا نجمع  رحيق  الوردِ.. نصنع منه أطيب شهدِ.. فيه غذاء.. فيه شفاء.. نحن فخورون بما نفعل.. هيا نعمل. هيا نعمل
النهايـــــــــة
** سحر الشامي
l.com gmai @ 1974 saharalshamy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت