نص مسرحي: "الولوج من الباب الضيق"/ تاليف : د.أحمد محمد عبد الأمير

مسرحية إيمائية صامتة ( مايم شوارع )                  

 
الشخصية : ممثل رئيس ، يحمل حقيبة كبيرة فيها أدواته ، يرتدي سروالا ضيقا أسود اللون ، وقميصا مخطط بالأسود والأبيض مع سترة واسعة  ، ويضع فوق الرأس قبعة غربية .
ملاحظة : أدوات العرض واكسسواراته مقسمة إلى جزئيين ، جزأ متوافر في مكان العرض في مكان مناسب أو محمولة لدى أحد الفنيين ليقوم بعملية توظيفها في العرض ، وهي عبارة عن مضخة هواء كهربائي صغير يمكن حمله باليد . وأخرى محمولة داخل حقيبة الممثل الكبيرة الحجم الداخلة هي الأخرى في العرض وتحتوي على : مسجل المؤثرات ، خراطيم إطفاء النار عدد اثنان مصنوعة من الكتان القابل للف ، قنينة إطفاء صغيرة الحجم بطول عشرين سنتمتر تنثر بودرة بيضاء ..
صوت صفارة إنذار قوي ، كالمستخدمة في أيام الحروب ، يعقبها صوت مضخة الهواء الكهربائية ، يدخل الممثل من أعلى المسرح جهة اليسار يحمل حقيبة كبيرة ، ويومئ بمقاومته لهواء المضخة الموجه هوائها نحوه مباشرة ، ثم يطلق مع الهواء قصاصات من الورق تعيق تقدم الممثل نحو وسط أعلى المسرح . تزداد حدة الإعاقة الواضحة من خلال الإيماءة الجسدية وحركة الملابس والحقيبة .. يومئ إلى مكان المضخة بالتوقف عن ضخ الهواء ، لكن الهواء الناثر لقصاصات الورق مستمر .يومئ بانزعاجه ، يتوقف صوت مؤثر صفارة الإنذار ، ثم يعقبه توقف المضخة تدريجياً . يرتب الممثل ملابسه ، ويخرج من فمه وملابسه كمية من قصاصات الورق .
يتوجه نحو وسط وسط المسرح ويومئ بوجود باب وهمية ضيقة الإبعاد ، يطرق عليها ثم يحاول فتحها ، يفتح الباب وينظر من خلالها إلى ما في خلفها ، يحاول الولوج رغم الضيق جزأً جزأً ، يجتاز الباب ويغلقها خلفه بخفة من خلال قدمه .
ينظر الممثل حوله وتبدو عليه إيماءات الغرور يحي الجمهور الناظر إليه ويومئ بالحب والمودة والعشق لهم ويستطيع مساعدتهم ، يومئ إلى جدران وهمية ويشير إلى العدد من الملصقات الدعائية لشخصيات مختلفة ، فيشير إلى الأول ، ويسأل من هذه الشخصية ، شم يكرر ذات الأمر مع الملصق الثاني والثالث والمتباعدة عن بعضها البعض بأماكن مختلفة من الجدران الوهمية .. يتذكر الممثل إحداها ويشير إلى كينونة هذه الشخصية المتخيلة إلى كونه لصاً قد سرق من الناس الأموال ويومئ إلى كيفية فتح الخزينة ووضع النقود في جيبه ، ثم يومئ إلى كونه شخص غير نافع ، ثم يغادرها إلى الثاني ، يتذكرها ويشير إلى إنها كانت شخصية فاسقة وتحب اللعب بالقمار والشرب والرقص ، فيؤدي الممثل عددا من الرقصات غير المؤدبة ، ويخرج من جيبه عدد من أوراق القمار ويرميها في الهواء فوق رؤوس الجمهور بطريقة كالتي يستعملها المحتفلون فوق الراقصات ، يومئ استهجانا بها ويتركها الى الثالثة التي يتذكرها شخصية تدعي الدين ويومئ اللعب بملابسه الدينية . يقرر تمزيق الملصقات بطريقة عنيفة الواحدة بعد الأخرى إيمائيا ويقرر في الأخيرة أن يضعها في فمه ، يمضغ نصفها في فكه الأيمن ، ويضع النصف الثاني في فكه الأيسر ، يتمتع بالمضغ ، يبتلعها فتقف في نهاية فمه ، يومئ بالاختناق ويحاول الابتلاع ، يطالب من الجمهور المساعدة ، يقترب الممثل من أحد الجماهير ويطلب المساعدة ، يساعده فينفخ الممثل من فمه قصاصات صغيرة من الورق ( بطريقة يخفي فيها المثل كمية القصاصات في جيبه ويقبض بيده ثم ينفخ في يده بطريقة يخدع بها بصر المشاهد ) ثم يبتلع المتبقي ويومئ بنزول الورق إلى المعدة ثم إطلاق الغازات من المؤخرة ، يشعر بالراحة .
يومئ أن كل شيء قد أنتها وحان ألان البدءُ من جديد ، أنا الذي سوف أضع لكم صورا جديدة ، يفتح حقيبته الكبيرة ويومئ بإخراج علبة مادة لاصقة ، يفتحها ويومئ أن رائحتها كريهة ، ويومئ بيديه لتكون هي الفرشاة التي تضع المادة على الجدار ، ثم يغلقها ويرجعها إلى الحقيبة ، ويومئ بإخراج ورقة كبيرة من الحقيبة ، فيأخذها ليلصقها على الجدار الوهمي ، يثبتها على الجدار جيداً ثم ينظر إليها ، يومئ أن منظرها جميل جدا ويطلب من الجمهور النظر إليها ،ثم يعود مرة أخرى إلى الحقيبة ليكرر ذات الفعل مرتين وبمواقع مختلفة ، ينتشي فرحا بما الصق على الجدران ويومئ إلى الجمهور بالنظر إليها . يشير بيده إلى أول ملصق ، باستغراب ، يقترب منه ويومئ محاولا إعادة إلصاق الصورة ، ثم يشير إلى الملصق الثاني ويكرر ذات الفعل مرة أخرى ، ومرة ثالثة مع الأخير ، وهكذا يظل في حركة نشطة بين الملصقات المتهاوية ، يومئ بالإجهاد ويقف في مسافة وسط بين الملصقات ، يومئ بتساقطها الواحدة بعد الأخرى . يومئ بالتفكير ، ثم يقترب من الحقيبة ويأخذ علبة اللصق ويفتحها ، يشمها ثم يمد سبابته داخل العلبة الوهمية ، ويحاول تذوق المادة اللاصقة ، يستغرب ويومئ من خلال وجهه أنها مادة حلوة المذاق ، فيطلب من الجمهور أن يتذوقوها فهي جيدة الطعم ، يشاركه عدد من الجمهور في ذالك الأمر ..
صوت إنذار حريق ، تصدر من الرجل إيماءات ارتباك عن مكان الحريق المعلن عن حدوثه ، فيشير إلى جهة ما معينة ثم إلى جهة ما أخرى تجاه الجمهور ، فيتوجه إلى الحقيبة ويخرج منها خرطوم إطفاء الحرائق الملفوف على هيئة دائرة ، يفتحها ويدفع بها نحو الجمهور ويمسك بنهايتها ويوجه فوهتها نحوهم وينتظر تدفق الماء ، يحاول عدة مرات أن يخرج الماء لكن يفشل في ذالك ، يترك الخرطوم بيد احد الجماهير التي طلب منها الرجل مساعدتها ، ويأخذ من الحقيبة خرطوم أخر ويتعامل معها ذات الطريقة ويحاول إطفاء الحريق المفترض بين الجمهور ، لكن الماء لم يخرج من الخرطوم أيضا ، فيطلب من احد الجماهير أن يعينه فيها ويمسك بالخرطوم ، ويعود نحو الحقيبة ليخرج منها علبة معدنية للإطفاء ، يفتحها ليطلق الغبار جهة الجمهور ، فيثير الغبار والفوضى في كل مكان .
بعد لحظات من السكون ، يبدو عليه اليأس والحزن لعدم القدرة على تقديم أي شيء للمساعدة إذ فشلت اغلب محاولاته . يعود إلى الحقيبة ليأخذ منها سيفا كبيرا ، يتأمله ويقوم به عدة حركات تبرز قوته ، يدفع بالسيف نحو صدره إيمائيا ( أي عبر وضع طرف السيف بين الصدر والعضد ليبدو مطعوناً ) ويبدو عليه انه قد مات ويسقط على الأرض ، دون حراك . لحظات ويتحرك الرجل بإيقاع بطيء ويومئ كأنه قد خرج من جسده ويترك السيف على الأرض ، ينظر إلى جسده المتخيل ويومئ كأنه يحلق عالياً بعيداً عن الأرض عبر استخدام يديه كجناحين وينظر إلى الأسفل ويحيي الجمهور مودعا ، يتوقف عن التحليق ويسير كأنه وصل إلى السماء العالية ، يومئ بفتح باب كبيرة جداً ويخترقها ويدخل ، يركع على ركبتيه ويجمع يداه إلى صدره ويومئ كأنه يركع أمام الرب ويحرك رأسه كأنه يستمع إليه . ثم يستخدم إحدى يديه كأنها يد رفعت الرجل من قافيته الخلفية وحمل بعيدا ودفع بقوة بعيداً عن الربً . يومئ كأنه يسقط من السماء العالية نحو الأرض ويعود إلى ذات المكان الذي انتحر عنده وذات الفعل ( أي وضع السيف بين العضد والصدر ) لحظات ويرفع الرجل رأسه يخرج السيف ويقف على قدميه ، ينظر إلى الجمهور حزيناً ثم يستدير ويعود إلى الحقيبة ويضع السيف فيها ويجمع الخرطوم الأول ثم الثاني ويحاول غلق الحقيبة . يحملها ويندفع بحركات بطيئة نحو الجمهور ، ويخترقهم مغادراً بعيداً عنهم .
                                                 تمــــــــت
 
د.أحمد محمد عبد الأمير
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت