بفلسطين: مسرح عشتار يختتم جولة عروضه الأولى لمسرحية "حالة سقوط" في جامعات الوطن/ الفرجة
اختتم مسرح عشتار- رام الله جولة عروضه الأولى لمسرحية “حالة سقوط”، والتي استمرّت منذ مطلع شهر شباط حتّى نيسان من العام الحالي، بواقع 7 عروض.
وتجوّلت المسرحية في عدة محافظات وجامعات، وهي: جامعة الاستقلال، ومسرح بلدية أريحا، جامعة خضوري في طولكرم، ومسرح الحرية في جنين. وقدّم 3 عروض على خشبة مسرح عشتار، منهم عرضين لكلية مجتمع المرأة- الطّيرة، وعرض لجامعة فلسطين التقنية- فرع رام الله.
ويلي العرض، حوار تفاعلي مفتوح مع الجمهور للحديث عن موضوع المسرحية، الذي يتناول مفهوم التّعليم التّحرري، والتّعليم الحالي داخل مدارسنا.
تدور أحداث المسرحية حول سجن المعلمة “منار” لأنّها شرحت لطلابها نظرية داروين التي تتحدث عن مراحل تطور الإنسان، وتنصّ أنّ الإنسان والقرد من نفس الفصيلة، بالتّالي تسجن لأنّها بحجة نشر أفكاراً تسمم عقول الطّلاب. أيضاً تتناول موضوع التّعليم الجامد المعتمد فقط على التّلقين وإصدار الأوامر للطلاب، دون إتاحة الفرصة لعقولهم للتّفكير وطرح الأسئلة.
وتباينت ردود فعل الجمهور على هذا العمل الجريئ بين مؤيد ومعارض، فمثلاً كلية بنات الطّيرة قالوا أنّ المسرحية لا تعمّ الجميع ويوجد تغيير في المناهج، والبعض قال أنّ المنهاج الفلسطيني يحصر عقل الطّالب وتفكيره لأنّه يعتمد على التّلقين إذ لا يوجد مساحة للبحث العلمي، والنّظام التّعليمي يضع عقل الطالب داخل صندوق ويغلق عليه، كما وتمّ اقحام الدّين في جميع المواد لأنّ الدّين هو أساس العلم والمرجع، لكن عند الرّجوع إلى الدّين نرى أنّه دعا إلى التّفكير والتّدبير.
أمّا طلّاب جامعة فلسطين التّقنية، تفاعلوا مع العرض وناقشو هذه القضية، وقالوا أنّه يجب فصل الدّين عن التّعليم، ويجب السّماح بهامش من حرية التفكير والبحث والتّعليم، وتكمن مشكلتنا أنّنا نربط الفكر بالدّين لكن عندما يخرج الشّخص من الصّندوق المغلق ويبدأ بالتّفكير سوف ينتقد ولا يجد من يدعمه. والبعض الاّخر خالف هذه الاّراء وتحدّثوا أنّه يوجد أمور حتمية لا يجب المساس بها، وأنّ الشخص قبل أنذ يفكّر عليه أن يفكر بداية في الدّين.
أمّا في شمال فلسطين، بالأخص في مسرح الحرية في جنين، أشاد الجمهور أنّه لا يوجد تعليم حرّ في مدارسنا لأنّ بعض المدارس تعتبره مضيعة للوقت بالتّالي يركّز على التّلقين، والأستاذ داخل المدرسة يتفادى الحديث عن المواضيع الدّينية والسّياسية ، وفي الغالب يعود إلى أنّ المعلم نفسه لا يوجد لديه حرية ومساحة لتناول هذه المواضيع بموجب الواقع الذي نعيشه، وأكّد بعض المدرسين الذين شاهدوا العرض على هذه النّقطة، حيث تقيّدهم وازرة التربية والتّعليم بسياستها وبخطّتها، وتتابعهم باستمرار أين وصلوا في المنهاج بالتالي لا يوجد وقت لمناقشة مواضيع مع الطّلاب. وبهذه الطّريقة نرى أنّ المدرسين لا يخلقون طلّاباً مفكّرين، بل يخلقون تابعين لهم.
يذكر أن الجولة الثّانية من العروض سوف تكون في النّصف الثاني من العام الحالي، وهذا العمل بالشّراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبرغ، مستوحى من مسرحية “وارث الريح” لِجيروم لورنس وروبرت لي وكتابة: غسان ندّاف. إخراج محمد عيد. تمثيل: ياسمين شلالدة، مريم الباشا، شبلي البو، مسعد هاني، رزق إبراهيم، خليل البطران. سينوغرافيا: جريس أبو جابر. أزياء:علي خالد عبيد. تقنيات: محمد قنداح. إضاءة: إدوارد معلّم، موسيقى: بشار مراد. إدارة الإنتاج، وجوكر العرض: إيمان عون.