مسرح الشباب…مواهب تتحدى الواقع…/ غادة كمال

في البدايه ونحن نطرح للبحث تجربة مسرح مصر التي قدمها الفنان أشرف عبد الباقي والتي أثارث جدلا كبيرا سواء على مستوى الفنانين أو النقاد أو الجمهور….سواء اختلفنا مع التجربة أو اتفقنا لابد ان نعترف بأن له شرف المحاولة…
وعن نفسي اختلف كثيرا مع هذه التجربة والتي اطلق عليها مسرح مصر…ربما لان هذه الاعمال تعرض في دار الاوبرا لجامعه مصر…ولأن اغلب الفنانين المشاركين من طلبه الجامعة..
مما جعلهم يطلقون علية اسم مسرح مصر….ليس لأنة يمثل مصر ولكن نسبة لمكان انطلاق العروض…ربما. بدأت التجربه قويه…مجموعه من الشباب يقدمون أعمالا منفصلة تعتمد علي الكوميديا….ومع تكرار العروض.. ضاعت ملامح التجربة والخط الرئيسي الذي انشأت من اجله…وبدأت تدخل في دوامة الضحك بلا هدف…والأغراق في الأفيهات المتبادلة بين أعضاء الفرقة لانتزاع ضحك وتصفيق الجمهور….وقد كان هدف الفرقة في البداية تقديم مواهب شابه والدفع بها الي الحياه المسرحية وقد نجحت بالفعل في ذلك ونال الشهرة عدد من اعضاء الفرقة واقتحموا الحياة المسرحية والدراما التلفزيونية بأعمال وصلت مساهماتهم فيها الي ادوار البطولة..
وتجولت الفرقة في العديد من الدول العربية .. ونالت نجاحا كبيرا لانها تجربة جديده…واذا كان البعض يدافع عن التجربة انها قدمت مواهب شابة واستهدفت لغة الشباب.. فيجدر الاشاره الي ان الفنان الكبير محمد صبحي قدم نجوما شابة في اعمال جادة وهادفة ..ومنهم نجم الكوميديا هاني رمزي الذي ظهر لأول مره في مسرحيات للنجم محمد صبحي ثم انطلق بعد ذلك الي عالم النجوميه…
اعود وأكرر ان تجربة مسرح مصر قد فقدت ملامحها شيئا فشيئا….واصبح السمة الرئيسيه لها هو تقديم الكوميديا من اول لحظة وحتي اسدال الستار مما اثر علي خط سير العمل..
ومن خلال تقديمي لبرنامج مسرح الشباب مع الزملاء وائل الدمنهوري و اماني احمد.. استضفت علي مدي سنوات .. فرقا شبابية.. من مصر والدول العربية….تراوحت اعمالهم بين الكوميديا والتراجيديا والكوميديا السوداء…ولكن الغريب في هؤلاء الشباب ان لديهم فكر واعي…هو السمة المميزه لهم.. يجمع بينهم ضعف الأمكانيات…و نقص الفنانين. فنجد البعض منهم هو الكاتب والمخرج والمؤلف.. تعددت اعمالة يقينا وحبا للمسرح.. لا يهم اين يكون.. المهم ماذا يقدم…تغلبوا علي مشكله نقص الأمكانيات وقدموا عروضهم في الشارع والقري والنجوع…يحملون هم المسرح علي اكتافهم.. والبعض منهم استغل دراستة في تقديم اعمال مترجمة تم تحويلها للعربية بحنكة بالغه…هذا ما اجعلني اجد ان تجربة مسرح مصر لا تستهدف الشباب. لان هؤلاء هم الشباب الذين حاورتهم لساعات فوجدت لديهم اراده فولاذية لجعل المسرح ثقافة مشتركة بين كل الفئات.. ولا اتفق مع ان ما يقدمه مسرح مصر هو الكوميديا…لان الكوميديا يجب ان تكون هادفة وتطرح موضوعات اجتماعيه للبحث…وان كانت هناك معارك نقدية دارت علي مدي سنوات بين العملاقين د رشاد رشدي و د.محمد مندور…هل الفن للفن ..ام الفن للمجتمع…هنا نطرح سؤالا هل ما تقدمة هذه التجربة يخدم الفن ام يخدم المجتمع.. سؤال لا نجد لة أجابة فيما نشاهده من اعمال…واعتقد ان الرواج الذي تشهده هذه الأعمال من حضور جماهيري مكثف…قد يعود الي انها تجربة جديدة…وانها ظهرت في ساحة و وقت يعاني فيه شباب المسرحيين من معوقات كثيرة لأنتاج وتقديم اعمالهم …مما جعل هذه الأعمال تتراجع وتدفع للساحة بأعمال تمتلك مقومات الأنتاج وتفتقد الي القضية والهدف…ولكن يبقي في الاخير ان لهم شرف المحاولة وان ضاعت ملامح التجربة…
 
غادة كمال/ أعلامية مصرية مقدمة برنامج مسرح الشباب
عضو هيئة الأشراف بمجموعة المسرح ثقافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت