الفنانة والصحفية المغربية ” بشرى عمور”…. شهادة إبداعية. مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي 14 – الاردن/ رسمي محاسنة

عن: صوت العرب: عمان 
 
بعدما كان المسرح مجالا حكرا على الرجل بفضل العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي فرضت تأخر المرأة المغربية في ولوجها  الى داخل هذا الصرح السرمدي، إلا أنها تمردت على هذا الحال المفروض على كينونتها و استطاعت فك الحصار الذي سٌيجت فيه كفاءاتها ومهارتها.

اعتمدت المرأة  بدرجة قاطعة على تراكم خبرتها و تنوير وعيها الذي حققته بنفسها حول إرادتها المستقلة و قدرتها على الإنجاز، فتحررت مبدئيا من تلك المهام التي حصرتها  في الظل كخياطة الأزياء أو تلبيسها و التفنن في وضع المساحيق و الأقنعة. بل أكدت حضورها الكامل فوق الخشبة بعدما اقتصرت  في السابق على أدوار ثانوية، لتسمو إلى مضمار التأليف والإنتاج والإخراج والنقد والبحث لتفلح في ترسيخ كيانها كشريك فعلي في منظومة الحياة بكل تجلياتها مسجلة باستحقاق حضورا راسخا ومتميزا.
وفي كرونولوجيا موجزة لأهم الأسماء و المراحل التي شهدت مساهمة المرأة المغربية في مجال المسرح، خصوصا في شق التمثيل/ التشخيص، نجد هناك ثلاثة أجيال :جيل التأسيس، وجيل الترسيخ، وجيل الدراسة والتكوين.

هناك العوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي شكلت شخصية المرأة المغربية، حيث واجهت معوقات كثيرة إلا أنها تمردت عليها لاثبات ذاتها،فكان هذا الحضور الكامل والبهي للمراة المغربية على المسرح في أدوار بطولة رئيسية، بعد ان كانت على الهامش بأدوار ثانوية. وانا جزء من هذه الحالة.في البيئة الضيقة”الأسرة” والبيئة العامة” الدار البيضاء”، ساهمت بتكوين المعرفي، ومنذ المرحلة المبكرة من طفولتي لافي المدرسة الابتدائية ، انطلقت من هناك، حيث كانت البداية مع تقليد الشخصيات، ولعل الحكايات الشعبية التي كانت تروى في بيتنا ساعدت مخيلتي على التحليق بعيدا، من حيث تخيل الشخصيات وتقمصها احيانا.
وفي تلك المرحلة قدمت مسرحية من تأليفي واخراجي وتمثيلي، وهي خطوة جريئة جدا اذا اخذناها بظروفها، كما انني شاركت في مسابقة على مستوى الدار البيضاء وحصلت على الجوائز.
وقد انضممت الى فرقة مسرحية، مما ساعدني في ذلك الوقت المبكر من عمري، ان تتعرف على أسماء مسرحية مهمة،واظبت على متابعة المسرح ، وقدمت شخصية ” أنتيجون” بكل ما تحمله هذه الشخصية من عمق وثراء.
وبسبب ظروف انتقال العائلة إلى مدينة أخرى، وظروف عائلية اخرى، لم اتمكن من الاستمرار في المسرح، لكنها كانت بداية التحول نحو قراءة الأعمال المسرحية،والكتابة عنها، ووصلت الى مرحلة اصبح لي مقال أسبوعي.
وانا اعتقد ان قراءتي التحليلية مسرحية” ليلة القتلة” هي التي كشفت عن قدراتي في النقد المسرحي، وقدمت لجمهور المثقفين والمهتم. لكن المسرحية التي انطلقت منها شرارة القراءة النقدية هي ” الريح” للمخرج الزيتوني بوسرحان،
واعتبر ان تكويني من خلال الورشات، فكانت ورشة أداء الممثل التي سهر عليها المرحوم حسين حوري، و في مجال النقد كانت أولى ورشة عن طريق رضوان أفندي ثم محمد بهجاجي، لتتوالى بعدها ورشات اخرى،سواء في المسرح او الاعلام.
وهكذا اخترت طريق الإعلام، وبجهود شخصية أسست مجلة” الفرجة المسرحية”، والتي أعتقد أنها إضافة نوعية للإعلام المسرحي الجاد والمتزن، ومن خلال الصحافة بدأت ادخل عالم المهرجانات والتظاهرات المسرحية المحلية والعربية”.رغم أنه مازالت لي الرغبة في العودة لممارسة التمثيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت