البعد التفاعلي لمسرحية رسائل الحرية في الفضاء المسرحي الجديد/ بقلم د.عماد هادي الخفاجي
غيّرت التفاعلية الرقمية في مسرحية “رسائل الحرية” للمخرج حافظ خليفة الفضاء المسرحي حتى أحالته من فضاء متماسك بدواعي المكان وامتيازاته الحدية الثابتة إلى فضاء ذي سيولة متغيرة غير متماسكة . وان تلك السيولة منطوية على اللاحد الزماني فيها . إذ أدت الأساليب التفاعلية للتواصل ضمن الثقافة الرقمية والسعي نحو فكرة السيولة المتغيرة إلى ظهور فضاء مسرحي يتقبل تلك الصفة مع الإبقاء على التفاعل بين المتلقي والمحيط مما يجعل ذلك من التفاعلية جانبا مهما من التقنية الرقمية المعاصرة وعليه يمكن تحديد عدد من المحاور للعمل في انتاج ذلك الفضاء بما يتمتع به من سيولة على نحو :
- المحور الاول ويمثل التفاعل المادي بين المصمم والفضاء المسرحي الجديد، وهذا المستوى يمثل عمليات تشكل الفضاء المسرحي بتأثير المصمم ضمن بيئته المحيطة وصولا الى المتلقي .
- المحور الثاني ويمثل التفاعل بين المصمم والكمبيوتر لإنتاج أشكال تصميمية إبداعية متعددة.
- المحور الثالث ويمثل التفاعل بين المخرج والمصمم لإنتاج الاشكال وبما يخدم العرض المسرحي
- المحور الرابع ويمثل التفاعل ما بين الممثل ومن ثم المتلقي للاندماج بالفضاء المسرحي الجديد.
لذلك فالتفاعلية الرقمية تمثل الأنموذج الفكري التقني المستقبلي والتي تحدد للفضاء المسرحي الجديد وضعا جماليا يتماثل مع ما أحدثته الرقمية من تأثير على المجتمع بأكمله.
يتضح مما تقدم بان التفاعلية في العرض المسرحي تؤكد على أهمية الترابط ما بين العالم الحقيقي والفضاء المسرحي الافتراضي القائم على القاعدة الرقمية الوسيطة وبالتالي فان المحاور الاربع هذه تؤكد على الاعتماد على البرمجيات المتعددة وما لها من تأثير على الجانب المادي من الفضاء المسرحي ودورها بعملية دفع المصممين والمخرجين نحو المجال الافتراضي الرقمي والإفادة منه لأجل تحقيق جماليات جديدة في العروض المسرحية المعاصرة.