نص مسرحي: "وامطرت لؤلؤا" / تأليف: محمد غباشي
من وحي اللحظة والموقف
المكان: ذلك المكان المخصص لإتمام إجراءات السفر باحدي المطارات وما حوله
الزمان: لازمان يحدد الاحداث
الاشخاص:
هي: في العقد الرابع تحمل كل صفات المرأة العشيقة الزوجة الام…وتمثل وتؤدي الشخصيات التي ترد في الاحداث.
هو: في العقد الخامس وان كان لا يبدوعليه ذلك يحمل من صفات العقل والهدوء والخبره الحياتيه الكثير…يمثل ويؤد ي كافه الشخصيات
(موسيقي ومؤثرات لصوت المطر مصاحبه للأشخاص توحي بحركة أحد المطارات في احدي العواصم.. تبدأ الاضاءه بالانتشار تدريجيا لتكشف عن البوابه الخاصه لدخول المغادرين في احد المطارات)
المشهــــــد الاول
اللوحة الاولي
(حركه المطارات المتعارف عليها والأصوات المصاحبة لها تعم الخشبة والصالة وبالامكان اشراك جمهور الحضور في اللعبة والفرصة متاحة لعرضها بطريقه مختلفة لعرضها في قلب مكان الجمهور مثلا أو حسب الرؤية الإخراجية)
نري هو ضمن هذه التركيبه والذي يعمل كعامل تحميل ويمسك بإحدي العربات المخصصة لتحميل الحقائب قبل الكاونتر المعد لاتمام الاجراءات المتبعه للمسافر (وهناك اقتراح أن تكون الاحداث علي رصيف تحميل الحقائب أي أمام الباب المؤدي الي صاله المطار )
في هذه الاثناءنري هي داخله من قاعه الجمهور محمله بالعديد من الحقائب الصغيرة والاكياس المعبأة بالحاجيات تجرها معها حتي تصل أمام باب الدخول فتقف في حيره من يريد المساعده والاهتمام لحاجياتها فتجد مبتغاها عند هو الذي ينتظر زبونا
هي: (عند دخولها تتمتم مع نفسها بعصبية)أوغاد…أنذال…لا يعرفون كيف يتعاملون مع النساء (يهرع هو لالتقاط حاجياتها ووضعها علي العربة ويردد بعض المصطلحات المتبعة في هذا الموقف..ييس مدام..الخ) لحظة من فضلك…دعني التقط أنفاسي أولا (تفتش في حقيبتها الصغيرة) أين ذهبت السجائر الحقيرة….يووووه (تحاول مره أخري تعقبها حركه تفتيش جيوبها)أوووه.. أين ذهبت ال.. (تلتفت تنظر اليه مترددة فلا يبالي..وعليه فتقرر في النهاية أن تطلب منه سيجارة..بعد تردد ) .لو سمحت هل من الممكن أن أجد مكانا قريبا لبيع السجائر هنا
هو : …بالداخل وأخشي ان يداهمك الوقت فتتأخري عن طائرتك وعلي كل حال تفضلي (يخرج علبه سجائره ويعطيها اياها )
هي 🙁تأخذ علبه السجائر وتتناول سيجاره بلهفه وتنتظر أن يشعلها لها فينتبه ويخرج قداحته ويشعل لها السيجارة.. تدخن السيجارة بنهم وتحاول أن تجد طريقة لشكره فتكتفي بابتسامه فيبادلها بابتسامة يغلب عليها الفضول) شكرا لك ….
هو :عفوا سيدتي
(بعد فتره قصيرة يتناوبان حالات النظر للاخر محاولين اكتشاف بعضهما البعض)
هي : ….اممم…..يبدو المطر غزيرا في هذه الفترة من العام
هو : (ينظر للسماء) نعم مطر غزير فعلا…أو تعلمي سيدتي أن المطر يرتبط عاطفيا وحسيا بحياة الإنسان
هي: ( ناظرة بدهشة اليه) كيف؟
هو : حسنا….عندما تعترضك المشاكل والعراقيل والاحزان في حياتك ستجدي المطر مصاحبا لك فيها بشكل ما ولون ما وبالتالي عندما تشعرين بالسعادة والفرح ستجدي المطر أيضا مشاركا لك بلون وشكل أخر
هي: (بابتسامه ودهشه اكبر ) كلام رائع ولكن .. كيف ..عرفت ..أقصد كيف … ؟
هو: لا ابدا أنا فقط قرأت هذا التحليل قريبا في كتاب يسمي…(يحاول التذكر)
هي : العالم اليوم …
هو : نعم العالم اليوم …هل قرأته أيضا؟
هي: ( تضحك ) أعتقد ذلك
هو : ومالمضحك في الامر؟
هي : أبدا ……فأنا صاحبه التحليل المشار اليه بالكتاب المذكور
هو : أوووه …أأأسف أقصد..أهلا وسهلا بك سيدتي …شرف عظيم لي أن ألتقيبك
هي : أهلا بك (بتردد ) لكن يبدو لي انك اكبر من ….
هو : (ضاحكا) لا فرق هنا بين الكبير والصغير أقصد بالعقل والتحصيل العلمي فالكل سواء في تقديم عمله …هي فقط مسألة توزيعات وتصاريف قدريه بحته
هي: ( تبدأ بالاهتمام وتزداد دهشه واعجاب بما يقول) لم تقل لي …ماذا تفعل هنا ؟
هو: (يسرح قليلا وتشرد هي بافكارها) أحمل متاع الآخرين..وألملم شتات نفسي (يحاول تغيير الموضوع )أخشي أن تتأخري سيدتي علي طائرتك …..لذا فعلينا التحرك
هي: (وقد أفاقت من شرودها) هاه…أه نعم هيا
(يبدأن بالتحرك لداخل المطار الي أن..نسمع دويا هائلا بمؤثراته المناسبة المصحوبة بالدخان والاتربه والاشخاص والاصوات الداله عن انفجار ما في نفس المكان)
المشهـــد الثانــي
اللوحــــة الاولي/
(لحظات ونشاهد المكان بعد اثار التفجير وقد علاه الغبار حقائب المسافرين المختلفة وحاجياتهم الشخصية وقد تبعثرت هنا وهناك)
هو : أنت بخير؟
هي : أعتقد ذلك ….وأنت؟
هو: (يتنفس الصعداء ) لازلت أحيا…
هي : وأنا أيضا
هي : (تتلفت حولها بخوف وحزن) لماذا…و ما ذنبنا ؟
هو : ( يتأمل المكان) لا أدري … ربما سنجد طريقة ما للخروج من هذا المأذق
هي : نعم …ربما …كيف …؟
هو: ما بك أهدأي قليللا سيدتي حتي نجد حلا
هي : بلا سيدتي بلا هم؟؟…ألا تدرك ما نحن فيه…ألا تدرك أن أحدهم قد قام بتفجير المكان دون مراعاة لمن فيه من أرواح؟
هو : (محاولا التعقل)…فعلا… لماذا ندفع الثمن دائما دون ذنب أو جريره (يصمت)
هي :اسمع أناس أتحرك وأبحث عن مخرج بدلا من استسلامك هذا (تبدأ بالتحرك بجنون فتتخبط وتقع وتحاول مره ثانيه حتي تنهار فتقبع مكانها باكيه ) بينما يبحث هو عن هاتفه النقال فيجده محاولا الاتصال
هو : الو ….الو .. أووووه لا صوت ولا اشارة تدل علي أنه يعمل (تجثو علي ركبتيها بعد عثورها علي لعبه تصور طفلا يبكي فتحتضنها وتبدأ بالبكاء) أنا أعرف مداخل ومخارج هذه المنطقة حسب طبيعة عملي هنا لكن خارطة المكان تغيرت بعد الانفجار …. لذا سأحتاج الآن الوقت والصبر والهدوء حتي أستطيع العثور علي مخرج (تعود للنحيب والبكاء مع احتضانها للدمية.. ناظرا اليها بدهشه)……
هي (تواصل شاردة) تماما كهذه اللحظة ..نعم أذكرها تماما ..لم يملك المسكين أي فرصه للنجاة من هول الانفجار الذي أطاح بكل شيء في حياتي ففقدته في لحظات..أبني الوحيد بعدما فقدت أباه من فتره في حادث سيارة..ابني الذي أتي بعد معاناة اليمة ولم يتبق لي شيء في الدنيا سواه بعد زوجي…زوجي الذي لم يدخر وسعا لإسعادي …..
هو: أأسف جدا أعتذر منك لم أستطع انقاذك.. كنت مقصرا متخاذلا منهارا حين التقينا في تلك البلاد هاربين من موت محتم لم أدري أن القدر قد خبأ لنا نهاية مصائرنا واذا بالمطر يباركنا ويغسلنا فرقصنا تحته نحتفل بهربنا وميلاد علاقتنا التي ولدت في نضال وهروب و….مطر
هي : (تردد كالنحيب) قالوا في التحقيقات ان تسربا للغاز هو السبب في الانفجار..أي تسرب هذا وأي غاز وأنا التي لم تغب عنه سوي دقائق…تركته نائما في هدوء وذهبت لشراء الحليب الذي كنت سأجهزه له عند قيامه من نومه…لم أستطع ارضاعه من صدري.. الذي جف بعدما مات زوجي في الحادث المشئوم . لم أدري وقتها متي أفقت من الصدمة لكنهم قالوا بعد أيام وقد نضب كل شيء فيا.. وها أنت يا ولدي قد أبيت الا أن تلحق بأبيك بعد شهور من رحيله فذهبتما وتركتماني وحدي. (تنتبه) وحدي
هو: ( يكمل كلامه مع تحركه لزاوية ما و يبدا تشخيص الحالة) التقينا انا هارب من تهمه باطله بازدراء قيم ومجتمع بائس وهي هاربة من نظام اجتماعي فرض عليها الخنوع والطاعه العمياء لم نكن ندري حين تعارفنا أننا سندفع ثمن سعادة لحظاتنا القليلة ولم نك نعرف أن الموت يمهد لنا الطريق لنصله مفعمين بالسعادة اللحظية ساواماتنا مافيات البشر علي رحله الموت هذه وزجوا بنا في قارب صغير اسموه البالم ضمن مجموعه مختلفة نساء ورجالا وأطفالا يزيد عددهم عن الثلاثين بينما لا تزيد حمولة القارب عن العشرين أو اقل..سارت المركب بنا تحت جنح ظلام دامس يلفنا البرد والامواج المتلاطمة وحدنا دون مرافق ولا دليل سوي ضوء باهت يبعد عنا أميال ليست بالبعيدة ما كدنا نصل اليه حتي توقف موتور المركب عن العمل وتعالت صرخات الأطفال والنساء فازداد الخوف والهلع اختل توازن المركب فانقلب بمن فيه عرضه للامواج العاتية والموت المرتقب ولم تشفع سترات النجاة الرخيصة رديئة الصنع في انقاذ ارواح من ابتلعهم جوف البحر ومنهم..حبيبيتي…التي لم استطع الوصول اليها الا متأخرا فحاولت ضمها الي صدري وقلبي الذي نبض من أجلها
هي:….حدثني عنها
هو :هي ….من قال فيها يزيد بن معاوية وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت علي العناب بالبرد
هي…يا لها من محظوظة
هو : لقائنا معا يبدو لي أنه …..
هي : ارتهان للصدفه ….؟
هو : قد يكون قدرا
هي : أقدارنا تملكنا ولا نملك الا أن نرضخ لها
هو: ( يضحك)…غريب فعلا
هي: ( بفضول ) مالغريب في الامر
هو : غياب زميلي في العمل والمسئول عن هذا المكان ..فحللت محله كي أقابلك وأري ابتسامتك التي تشبه ابتسامتها وعينيك التي تشبه عيناها و….
هي: أين حقيبتي؟ هاه دعني الملم حاجياتي ان استطعت.. ما هذه حقيبه كبيره لمسافر لا يعرف مكانهاا لان ..تري كيف يكون صاحبها؟
هو : ( ينتبه لما تقول مؤخرا ويتابعها بنظراته)أو تعتقدين بأن الوقت مناسب الان للتكهن في شخصيات أصحاب الحقائب؟
هي : ولما لا ….ماذا لدينا لنفعله؟علي الاقل نقتل هذا الصمت وفراغ الانتظار
هو : (يفكر قليلا) وكيف سنستدل علي اصحابها؟؟…….وحتي لوعرفنا فما الفائده؟
هي : أوووه …ألا تملك غير الاسئله لتطرحها؟ اسمع …ساعدني علي تخطي هذه اللحظات افضل لي ولك ….
هي🙁 تبدأ في نثر محتويات الحقيبة) ما هذا…ملابس صيفيه …كريمات ضد أشعه الشمس .أدوات حلاقه وعطور…ملابس داخليه جديده ووو (تتهكم) المسكين قد أعد كل شيء للرحله الصيفيه ولم يعلم أنه سيذهب الي رحله أخري
هو :لا ندري ما تخبئه لنا الاقدارعاده
هي : أه انظر…. حقيبه أخري…. تري ماذا تحوي هذه المرة؟ (تفتحها وتبدأ في نثر محتوياتها) حسن هي اذن لامرأه شرقيه ويبدو لي أنها متقدمه بالعمر..اممم ماذا لدينا هنا .عباءات نسائيه..مناديل راس ..مسبحه.. (تقرر) حسنا (تبدأ بارتداء ما وجدته.. تبدأ بتقمص الشخصيه بينما يظل هو منتظرا) هيييه يا ولدي..كانت أياما جميله قضيناها معا انا وعمك الحاج رحمه الله والذي أوصاني قبل موته بأن أحب زوجات أولادي حتي وان كانوا علي غير ديننا ولا عادتنا وملتنا..وعليه فقد جئت الي هذه البلاد لابارك لولدي زواجهما من بنات الفرنجه …يقال بأن الاجنبيات لهن محاسن أيضا ولو أني كنت أفضل لهما بنات خالهما الوثير والذي لم يعطه الله ولدا ليرثه بل صبيتان غايه في ال.. (تستدرك ) صحيح انهما ليسا بنفس مستوي جمال الاوربيات ولكن..علي كل حال هذا نصيب اسمع … قالوا لي جميعهم سينتظرونني في عند البوابه الرئيسيه للمطار .. أه من هنا اذن … اسمح لي ياولدي لا أريد التأخر عليهم مع السلامه ( تجر حقيبتها وتذهب بينما يتابعها هو بنظراته )
هو : (وقد افاق من االذهول ) يا لها من امرأة.. ولم لا.. سافعلها أنا أيضا (يعود لحاله البحث عن حقيبة أخري ليجد ضالته في واحده ملقاه بعيدا.. يفتحها ويكشف محتوياتها) يا حبيبي..ملابس قس…وما هذا أيضا..الكتاب المقدس وبعض الصلبان حسنا .. لطالما أحببت هدوء القساوسه وهندامهم المتشح بالسواد هه لن نخسر شيئا (يبدأ بارتداء زي القسيس ويبدأ بتقمص الشخصيه ويبدأ بالترديد) أبانا الذي في السموات..تقدس اسمك.. تقدس ملكوتك في السماء وفي الارض
هي: (تدخل هي بعد أن نزعت ثياب المرأه تتفاجأ بالمشهد فتتجه خلفه حذره) لو سمحت يا…يا أبي …كان هنا رجل وو.و.
هو : (لازال متقمصا الشخصيه لاتري وجهه) يا بنتي… جئنا لهذه الدنيا …وسنذهب كما جئنا
هي : نعم صحيح …لكن هل قدر لنا أن نأتي تعساء ومعذبين في الارض يا أبت ؟
هو : التعاسه والالام يا ابنتي هي طريق السعاده الابديه
هي : ( تأخذ وضع الاعتراف بالكنيسه فتضع منديلا علي رأسها وتبدأ) مشكلتي يا أبتي أنني لم أجد للسعاده معني في حياتي ولم أعرفها يوما
هو : السعاده الحقيقيه يا بنتي في القناعه والرضي بما قدر الرب..دعيني أباركك ياب نتي عسي أن تجدي ضالتك (يبدأ بالتمتمه والدعاء الخافت) والان اذهبي يا بنتي في حال سبيلك مصحوبه برعايه الرب القدير وأنا سأذهب لحال سبيلي عساني أنير دربا للآاخرين من الرعايا (يخرج بينما تبقي هي للحظات ثم تبدأ )
هي : هييه …يااا هو .. أين أنت ؟ لن أجلس وحيده وأنت تمرح هنا وهناك
هو: (داخلا ) نعم ما بك …؟
هي : أين كنت بحق الله ؟
هو :كنت … كنت ألبي نداء الطبيعه .. نعم ماذا أردت …؟
هي : كان هنا قس وأردت أن …
هو: (ضاحكا مقلدا نفس الشخصيه ) نعم نعم وماذا قال لك يا بنتي ؟
هي : (تنتبه ) انه ….أنت …؟
هو : نعم ولما لا فكلنا خلفاء الله في الارض
هي : يا لك من ماكر …
هو : المهم ماذا سنفعل الان في ورطتنا هذه ؟
هي: سابحث عن حقيبه اخري
هو : الم تملي بعد من الفضول ومحاوله اكتشاف الآخرين ؟
هي : لا لم أمل … فقد أعجبتني اللعبه ….هات الحقيبه التي بجوارك يبدو لي انها مثيره للاهتمام
هو : هذه أم هذه ؟
هي : … هذه …نعم هاتها
هو : حسنا …هه
هي : لباس رسمي نسائي … تري ماذا تعمل صاحبه الحقيبه؟ (تفتش في الحقيبه مره أخري) هههههم..نعم نعم..صاحبه الحقيبه تعمل مراسله تلفزيونيه (تبدأ بالتشخيص ويشاركها ايضا الحدث الذي يتغير يوميا طوال فتره العروض) سيداتي سادتي..أهلا وسهلا بكم معنا من هذا المكان الذي يعتبر الحدث الابرز هذا اليوم وحيث ترون معنا مشهدينا الكرام فقد أدي الانفجار الذي حدث هنا في واحد من أهم المطارات في العالم . تري مالدافع وراء هذا الانفجار؟ ومن وراء هذه الفعله الشنعاء التي نجم عنها الكثير من الضحايا الابرياء الذين لا ذنب لهم سوي أنهم أتوا لمواكبه الحياه من خلال سفرهم وترحالهم وعن هذا الحدث الهام يسرنا أن نتوجه للسيد…للسيد (تتلفت حولها فلا تجد الا هو فتستحثه للاشتراك في اللعبه)
هو : (بتردد) أه أممم في الحقيقه وفي الواقع …
هي: (تقاطعه) نعم سيدي هي فعلا جريمه لا تغتفر في حق الانسانيه.. هل لك أن تفسر لنا كيف حدث هذا الانفجار ولصالح من ومن وراء هذا الحدث الغير انساني بالمره ؟
هو: (يدخل اللعبه أيضا) نعم هو عمل غير انساني تماما وقد أعددنا العده للكشف سريعا عن مرتكبي هذا الحدث الاثمين والذي راح ضحيته عدد كبير من الابرياء
هي : (مقاطعه ) اذن نطمأن شعوبنا الغاليه بأننا خلال فتره قليله سينتهي هذا الالم الذي سببه الجناه وسنمحو عن ذاكرتنا وقع هذه المأساه التي راح ضحيتها الالاف من الابرياء …لذا كونوا معنا أعزائنا المشاهدين بالصوت والصوره لنتابع معا وقائع هذا الحدث الهام ومن قلب الحدث كانت معكم ومن قلب الحدث….من شبكه التلفزه العالميه (تنهي بابتسامه ووضع مصطنع تماما كمراسلات التلفزه المتصنعات)
هو: لم أعلم أنك بهذه البراعه في مجال الاعلام المرئي
هي: (تضحك) المسأله ليست اعجازا يكفي أن تملك بعض المؤهلات الخاصه والكثير من الخيال والثرثره لتصبح اعلاميا اللوحه الثالثه والاخيره ..(تنتبه وتؤشر) انظر اليست حقيبه جميله
هو:كل الحقائب تتساوي أمامي الان في جمالها وقبحها
هي : لالا يبدو لي أن هذه تختلف عن الحقائب الاخري (يشدها الفضول فتتحرك باتجاه الحقيبه)
هو : هوووووه سنعود لنفس اللعبه ونفس الدوامه
هي : (تصل للحقيبه وتفحصها) ويبدو لي أنها نسائيه هذه المره
هو: وكيف عرفت؟
هي : للمرأه ذوق خاص يا عزيزي في اختياراتها …نحن نفهم بعضنا البعض
هو :حسنا دعيني اساعدك ( يتحرك باتجاهها )
هي : (تنهره بلطف) اياك …انت تعرف أن للمرأه اسرارها وأشيائها الخاصه
هو : ولكنها
هي : انتظر ..(تفتح الحقيبه )..أوه ه لالالالاثوب في غايه الاناقه (تتأمله بفضول أنثوي) جميل حقا (تقرر) حسنا سأجربه (تأخذ الثوب وتنتحي ركنا بينما هو يشده الفضول أيضا فيبدأ يتأمل محتويات الحقيبه ويخرج بعض الحاجيات الانثويه ويتأملها)
هو : حماله صدر جميله..لكن هل تكون صاحبتها جميله أيضا ؟.صغيره.؟ طاعنه في السن..لا أعتقد..وكم يكون مقاسها يا تري؟
هي : ( أتيه فجأه فلم يشعر بها) 16
هو :(متفاجئا ) ماذا …؟
هي : 16 قياس صدرها 16هل ارتحت الان …؟؟
هو🙁 يرتبك محاولا تغيير الموضوع وقدل احظ أنها قد ارتدت الثوب الذي بدا جميلا عليها)ها هأه.ثوب جميل فعلا وكأنه صنع خصيصا لك
هي : (تختال) أو تعتقد هذا ..لكن تنقصه بعض الاضافات حتي تكتمل الصوره (تعود للحقيبه وتفتش عن شيء ما) تماما كما توقعت فهي امراه تعرف كيف تتانق.. حقيبه اليد المناسبه للثوب ثم.. الحذاء المناسب و.. بعض الاكسسوارات التي تكمل المشهد …… أه انتهينا أنا مستعده
هو: ( باستغراب) مستعده لاي شيء؟
هي : يبدو لي انك لا تتمتع بنفس الخيال الخصب يا عزيزي..هيا هيا دعنا نكمل اللعبه …هيا استعد انت أيضا .. أه يجب أن نبحث لك عن شيء مناسب ايضا ابحث لك عن ملابس مناسبه وارتديها بسرعه …هيا هيا لا تقف كالمسمار
هو: (يتحرك ويبدأ بالبحث عن حقيبه مناسبه تصلح لما قررا فيجد ضالته في حقيبه كبيره) نعم تبدو هذه مناسبه ..( ) أهه …واو ( تأتي علي صوته مدفوعه بالفضول لما في الحقيبه ) ملابس فخمه…يبدو أن صاحبها دبلوماسي أو سياسي أو رجل ثري
هي : هيا لا وقت لدينا اسرع
هو ( بتردد ) حاضر ..ها انا جاهز ايضا (يتبختر أمامها كالطاووس)
هي : أووه لا لا يا سلام علي لعبه الاقدار..تعرف..حلمت وأنا صغيره أن يكون حبيبي وسيما أنيقا .في ملابسه.. ورجولته ومشيته المميزه..(تحلم) وقد جاء الي طالبا ودي دون بقيه الفتيات…الله يسامحها أمي أقنعت أبي برفضه خوفا من تسلطه علينا كما حدث في فيلم زوجه رجل مهم (تضحك من نفسها وتفيق من حلمها) ياه.. كانت أحلامنا جميله في الصغر..لم نكن ندري ما تخبئه لنا الايام
هو :كم من أرديه وأزياء تخفي حقيقه أصحابها…أو تدري لطالما حلمت أنا أيضا بارتداء زي كهذا …علي الاقل كنت سأتبادل الادوار مع من ظلموني (نسمع صوت المطر مع موسيقي خفيفه تتصاعد حسب الموقف)
هو: اسمعي .. هاه هل تسمعين.. انه صوت المطر.. اتدرين ماذا يعني هذا ..هذا يعني أن هناك أمل جديد… هذا يعني أن المطر يدعونا اليه.. يدعونا الي الرقص..هيا.. هيا.. فلنرقص معا تحت المطر (يرقصان معا بسعاده علي لحن الفالس حتي تتوقف الموسيقي فجأه لينهار جزء من المكان فيتجمدا ملتصقين ببعضهما للحظات حتي …يستعيدا اللحظه التي أعادتهما للواقع)
(وفي الخلفيه نسمع الحوارات التاليه بلاي باك)
هي : عرفت دوما أن حلمي لا يكتمل ….حتي في لحظات الخيال
هو: كلانا يدرك أن الواقع هو الغالب دائما
هي : لماذا ….ولم ندفع نحن الثمن وليس غيرنا؟
هو : هي حسابات مدفوعه الثمن لاشياء أخري
هي: ( تشيح بوجهها غير موافقه وتنتحي ركنا )
هو : (محاولا تغيير الموقف ) هييه …مابك؟ أنسيتي أننا في لعبه؟؟ تعالي نبحث عن حقيبه جديده لنكتشف عوالم أخري لأناس أخرين
هي : لا أريد ..مللت اللعب وسأمت الانتظار وسأمت كل شيء …لم يبق لي الا الموت
هو : لا لا أرجوكي …كفاني ما فقدت …يبدو أن القدر قد ابتسم لنا أخيرا فقد وجد أحدنا الاخر
هي: ( تفك رمليا فيما قال) أو تعتقد …أو تعتقد أن قدرنا قد منحنا فرصه أخري للعيش
هو : ولم لا فلقاءنا وتقاربنا ما هو الا فرصه قدريه كي نكمل حياتنا معا
هي : خوفي من القادم يرعبني …
هو : وأنا أيضا….اعتقدت لسنوات عديده أن عجله أيامي قد توقفت عن الدوران ولم يبق لي الا انتظار الموت كي ألحق بها
هي : لم اصدق عندما كان زوجي يقول بأن الايام ستمر سريعا لذا علينا اغتنام أحلي أوقاتها وهاهو قد اغتنم أحلاها وذهب دون أن يعيش مرارتها
هو :نظره واحده لماضينا نحن الاثنين كفيله بولاده جديده في وقتنا هذا
هي : لن نخسر أكثر مما خسرنا …معك حق …هيا لنبدأ رحله بحث جديده في عوالم الاخرين
(يتقدم أحدهم ويدخل كل منهما في كيس الموتي الاسود ويغلق عليهما يتجه نحو السهم الذي يشير الي أسفل )…..
اظــــــــــــــلام
** محمد غباشي
الكتابه الاولي في الشارقه 17-6-2014
الكتابه الثانيه في 21-03-2016
الكتابه الثالثه في 5-04-2016
التعديل قبل الاخير 21-04-2016
التعديل الاخير 19-07-2016