نص المسرحي: " دنيــــــــــا " / تأليف : حسن العلي

الشخصيات :

• أمل : عاملة بمشغل ( دنيا ) للخياطة النسائية وتمثل دور الفتاة العانس عمرها 32 سنة .
• رجاء : عاملة بالمشغل ، متحررة و عازفة عن الزواج ، عمرها 19 سنة .
• إيمان : عاملة بالمشغل ، حلمها غريب جداً وهو أن تكون رجلاً عمرها 20 سنة .
• زهرة : عاملة بالمشغل ، ملتزمة دينيا ، وعقلانية وهادئة ، عمرها 24 سنة .
• مريم : مالكة المشغل ومديرته ، عصبية ، مطلقة ، عمرها 35 سنة .

المنظر :
(مشغل دنيا للخياطة النسائية، ديكور مناسب وفخم جداً، مقاعد وطاولات ماكينات خياطة مصفوفة بعض الفساتين الجاهزة معلقة، وكذلك بعض الأقمشة المتدلية بالمكان، تدخل (مريم) وهي في حالة غضب مما تراه من فوضى)
مريم : ( بتوبيخ ) ويش هالإزعاج اللي عندكم ؟! وويش هالفوضى !!!
الجميع : وعليكم السلام
مريم : ما تجاوبوا على سؤالي !!
إيمان : وو يش صاير ؟!! أي فوضى ؟!
مريم : كل هذا !! وتسألي أي فوضى !! وأصواتكم اللي موصلة الى بيت الجيران .. قاعدين في سوق حراج مو بمشغل .. هذا المكان محترم وما أبي أحد يشتكي منه ومنكم
أمل : أعوذ بالله من مريوم الرجيم
مريم : ويش قلتي ؟! مريوم !!!
أمل : أقول .. شاهدتي فلم ( رب إرجعون ) ؟!!
مريم : لا والله شاهدت فوضى واستهتار.. بدل ما تحشوا في فلان وفلانة، قابلوا شغلكم وانتو عارفين هالأيام موسم أعراس.. لازم تنجزوا اللي عليكم لا يتراكم عليكم الشغل واتركوا عنكم السوالف.. هنا مكان عمل وبس (تنصرف عنهم خارج المشغل)
رجاء : هذي من فتحت هالمعمل واشتغلنا عندها فاكرة روحها بتملكنا
أمل : وكأن مشغلها الوحيد بالديرة .. ما تدري أن عشرات مشاغل الخياطة وغيرها عامرة الديرة ..
إيمان : ولا .. والحين متوجهين لشي بصالح المرأة .. مقررين أنهم يقفلوا محلات الخياطة النسائية اللي بها عمالة هندية ويتركوا هالعمالة الى المرأة السعودية
زهرة : وهذا عين الصواب … قرار سليم وحكيم .. والمفترض إن أي شي يخص المرأة تقوم به بالمقابل المرأة وتشرف عليه .. مو احسن من انها تقابل عامل أجنبي .. مرأة مقابل مرأة فيها تفاهم وبعيد عن الخجل وغيرها
أمل : أني أبي أفهم شيء واحد … على ويش شايفة نفسها علينا هالمريوم ؟!!
زهرة : بصراحة من حقها تخاف على المعمل وشغلنا .. وانتون كله سوالف
أمل : من حقها بس بأسلوب … مو الدين المعاملة
رجاء : لا …… هي اصلا من انفصلت عن زوجها … تغيرت 180 درجة
إيمان : مع إن كان قرارها … .
أمل : هالمريوم غريبة … في وحدة تفرّط بزوجها عشان معمل خياطة .. ناس مو حاصلة ليها وناس ترفس النعمة برجولها
زهرة : هذا حلمها وطموحها … ما كان في بينهم تفاهم .. والحياة الزوجية لازم فيها تقديم تنازلات بين الطرفين .. طليقها ما كان يبغاها مرتبطة بأي شي .. يبغاها ربة منزل وبس وهي ما كانت مستوعبة أنها تتخلى عن حلمها … .
إيمان : وهو من الجهة الثانية كان مصر على قراره وعشان كذا انفصلوا
زهرة : وبكل هدوء … من دون مشاكل ولا عوار راس … والله يوفق الإثنين في حياتهم …. .
إيمان : بلل … توهم انفصلوا .. كيف يوفقهم بحياتهم وهم منفصلين .. أبي أفهم .. كيف ؟!!!
زهرة : اني ما قلت بحياتهم الزوجية .. قصدي كل واحد يوفقه بحياته ويحقق امنياته … . أوه خلوني بشغلي .. لا تلهوني .. مو ناقصة تهزيء ( تتقدم رجاء الى زهرة وتهديها وردة )
رجاء : زهرة …. تفضلي .. هذي لك
زهرة : ها !!! ليي أني .. يالله حلوة … مشكورة وكلك ذوق .. بس ما قلت ليي ويش المناسبة ..
رجاء : نسيتي وإلا اذكرش .. اليوم عيد ميلادك وإلا أني غلطانة
زهرة : ( بخجل ) صحيح …مشكورة
رجاء : تستاهلين أكثر … وكل عام وأنتي بخير
زهرة : وأنتي بخير وصحة وسلامة
( تعود رجاء إلى مكانها وزهرة تشم الوردة وتضعها على الطاولة وتكمل عملها ، تقوم أمل وتحمل إحدى الفساتين المصممة لعروسة ما وتدور به )
أمل : حلم .. وأمنيات … ويش حلاته .. يجنن عليي .. مو ؟!!
رجاء : ويع .. ويع .. ويع … .
أمل : ما يهمني .. المهم إني ألبسه والناس تشوفني وأني اتبختر به
رجاء : تصدقي لايق عليك .. لأن ويع زائد ويع يساوي ويعين ( تضحك )
أمل : يعني الحين معادلة كوميدية أنتي ووجهش .. ويش فهمش إنتي يا الطرمة .. هذا فستان فرح .. وأنا أحلم بفرحتي ….
رجاء : من طوابير الخطابين اللي على باب بيتكم .. مالت عليك .. موتي بحسرتك
زهرة : ما في شي مستحيل والله كريم ….  ( ويرزقكم من حيث لا تعلمون )
رجاء : حكيمة يا زهرة .. كلك حكم ودرر .. ما شاء الله عليك
إيمان : ( لأمل ) بس انتي إسعي .. اطلعي من بيتكم .. شوفي الناس .. احضري مناسبات …
زهرة : مناسبات دينية .. اجتماعية .. عائلية .. منها تتنفسي ومنها تتعرفي
رجاء : يا سلام عليك يا زهرة.. إنتي شمعة.. أنتي المثل الأعلى (لأمل) ايي.. احضري حفلات أعراس.. شوفيهم كيف يتمايلوا وكل وحدة عندي الزود.. واشتغلي رقاصة.. أو شوفي الفضلات المكدسة على بعضها من نعايم الله في الحفلات.. شيليها ووزعيها على الفقراء
أمل : هذي أني.. من البيت للمشغل والعكس ويوم إجازتي ما أعدي بيت أهلي.. حظر تجوال. كل شي ممنوع في هالبيت
رجاء : زين يسوون فيك.. أهلك يبون لك الستر.. ويش لك بالروحات والجيات.. انتي كلك على بعضك فيلم مرعب.. مكانك استر لك.. ما يبوك تخرعين العالم.. بعدين تتعقدي
أمل : وحلمي !!!
رجاء : مو لايق عليك .. فوق مستواك .. انت المفروض تحلمين بحمار ميت ، تكشفي الفال .. غواصة في البحر وتغرقين ونفتك منك ومن أحلامك
أمل : لهالدرجة أني رخيصة (تدور على الجميع وتسألهم) أني قبيحة؟! أني وحشة؟!! أني فيلم مرعب ؟!! (تعود لمكانها)
رجاء : صدقيني لو تمثلي بدون مكياج  .. ابصم لك بالعشر فلم مرعب ناجح وبكل جدارة
زهرة : عيب يا رجاء .. انتي يا أمل جمالك مثل أكثر الجميلات وبعدين الأهم يا أمل جمال الروح
أمل : ما فهمت !!
زهرة : جمال الروح يبقى معاك حتى لو وصلتي الى مرحلة الكهولة بس جمال الوجه والقوام.. هذا الجمال ما يدوم مع تقدم العمر
رجاء : (تضحك ساخرة) من في هالزمن يدور على جمال الروح.. لا تتوهمين بس.. وبعدين انتي لا جمال روح ولا شكل (تخرج رجاء المرآة وتناولها لأمل ) خذي شوفي روحك واحكمي يا ملكة جمال هوليود
أمل : لا .. هذي المرايا تقليد .. ميد إن تايوان
رجاء : تايوان وإلا اليابان .. ما يفيدك ما دام وجهك ميد إن سودان
إيمان: (تتقدم للمنصة وكأنها ستقدم برنامج أمام الجمهور وبصوت رجولي) أعزائي المشاهدين.. نقدم لكم اليوم ومن خلال برنامج راسين بالحلال وموضوع الحلقة ( مراهقات فوق الخمسين ) وضيفة حلقتنا الأخت الفاضلة ( أمل محمود ) (تتقدم أمل بتفاؤل وتتوجه خلف الستارة لنرى ظلها ) أمل …. في بداية حلقتنا .. عرفينا وعرفي المشاهدين بنفسك
أمل : أمل محمود .. عمري 32 سنة .. متخرجة من معهد الحاسب وأحلم بالزواج
زهرة : ( ترفع يدها ) وين المصداقية ؟! كيف عمرها 32 سنة وموضوع الحلقة مراهقات فوق الخمسين .. ما يصير …. .
رجاء : بالعكس يا قلبي.. من قال لك عمرها 32 سنة.. هذي عمرها 60 سنة وعلى قولة جدتي تخدم في السبعين .. وتحياتي وأشواقي
إيمان : عفوا ً .. نعتذر لهذا الخطأ .. عنوان الحلقة مراهقات بلا حدود
الجميع : قمة المصداقية
إيمان : كوني مقدم البرنامج .. أوجه لك سؤال صريح من أخوك أيمن
أمل : فديتك والله .. لك روحي وقلبي وعقلي يا حبيبي .. وينك من زمان عني
رجاء : صحيح مسخرة .. مقدمة برامج وبلعناها .. بس من إيمان إلى أيمن !!!
زهرة : ( تضحك ) أيمن !! فعلا مشكلة أزلية تنمّي عن شخصية ازدواجية
إيمان : هذا إسمي الحركي .. كيفي .. البرنامج برنامجي وبفلوسي
رجاء : اليوم أيمن وبكرا فتحي
إيمان : نرجع لمحور حديثنا والسؤال يقول .. ما هي مواصفات زوج المستقبل ؟
رجاء : أي زوج وأي مستقبل ؟! اللي ينتظر وحدة طخت السبعين
أمل : ابغاه .. املح .. اشلح .. اصلع .. املس .. يبرق .. عواينة مثل الفنجان .. طويل .. قصير .. ضرس واحد .. لو طقم .. مو مهم .. أبيض .. أسود
رجاء : أبيض وأسود ..  شطرنج هذا مو زوج .. ما تنلام .. قصدها حمار وحشي .. ( تشير لأيمان )  للتوضيح
إيمان : وللحين ما حد تقدم إلى خطبتك ؟!
أمل : من وين يا حسرتي .. صديقاتي كلهم تزوجوا وخلفوا عيال إلا أني طايح حظي .. نفسي أحمل وانجب كتاكيت
إيمان : كتاكيت وهذا وجهك يا أم الخضر والليف … آااا … عفوا ً
أمل : نعم .. ما سمعت
رجاء : تقول لك للحين ما انتحرتي ؟!!
أمل : واذا انتحرت بيطقوا بابي لرجال ؟!
إيمان : بالتأكيد …. نعم
أمل : ها !!!
رجاء : بيطقوه … يعزوا أهلك بوفاتك وبس
إيمان : أنا عن نفسي وأعوذ بالله من كلمة أنا … أرى من واجبي أطق بابكم
أمل : وويش تنتظر بعد .. طقه وتقدم ليي على سنة الله ورسوله ..
إيمان : (تنصدم) ها !!! أنا الجنتل مان .. وبقمة رجولتي وشهرتي اللي تحلق من الخليج للمحيط .. اتقدم لوحدة مثلك .. والله لو تخلى الدنيا من البنات ما تقدمت لك .. ( يبكي مقهوراً ) أعزائي المشاهدين نعتذر لعدم اتمام الحلقة لأسباب طارئة وتقبلوا اعتذاري .. أخوكم أيمن معصوم
رجاء : معصوم !! ليش باكستاني ( تضحك )
إيمان : تاني وإلا تالت … ما اسخفك  ( تُسقط الستارة )
إيمان : ( مشيرة لأمل وأمل مشدوهة ) ومن بكرا أقدم استقالتي من البرنامج
أمل : (مشدوهة) انتي !! مستحيل .. ليش ؟! ليش تسوو فيني كذا .. ويش سويت لكم ؟!! انتون قاسي … قاسي ( تعود للجلوس بمقعدها )
زهرة : انتون قاسي !! ما فهمت !!
رجاء : ( تقترب من زهرة ) لا … هي بس تشكرنا وتقول انتون على راسي .. أي ترجمة .. أني تحت الخدمة  مسكول وأني لبيك .. تبيني أكمل عنك الفستان حاضرة .. انتي بس ارحمي حالك شوي .. .
زهرة : تسلمين يا رجاء .. لو صحيح تبي تخدميني .. اتركي عنك السوالف وخلصي شغلك
رجاء : ( تتباكى ) افا .. من خوفي عليك بس
زهرة : وأنا من خوفي عليك .. لا تجي الأخت مريم وتهزأك كالعادة
رجاء : ها !!! ( في سريرتها ) بلل طلعت ولا شي .. وطايحة من عيونها .. بس زهرة خايفة عليي .. اكيد  ( تتجه لإيمان وتشير لزهرة ) تحبني …. تحبني
إيمان : من ؟! زهرة !! سلامات .. انتي تتكلمي عن زهرة ما غيرها .. عظم الله أجرك على روحك .. .
رجاء : ليش ؟!!
إيمان : يا الطرمة .. زهرة ما عندها هالسوالف .. بنت ملتزمة في الدين وتحارب كل شي يخدش بالحياء ..
رجاء : من زمان واحنا نزور بعض .. بس لو هي تطلع معاي الكورنيش .. نروح باسكن روبنز .. نروح المقاهي .. نشرب الشيشة مثل أهل الغرام .. ( ألا حبذا .. حبذا .. حبذا .. حبيبٌ تحملت منه الأذى .. ) رومانسية ما بعدها رومانسية .. .
إيمان : هذا يسمونه جنون .. جنون يا بنت خاتون
رجاء : ويش أسوي .. مو ذنبي .. القدر اللي جمعنا هنا .. القلب اللي مال ليها .. ما بيدي شي
إيمان : إذا قلبش اعمى .. وين عقلش يا جوليت زمانك ؟!
رجاء : ماخذ إجازة مرضية .. تعب كل يفكر .. يفكر
إيمان : إلا طار وما ظنتي يرجع لك
رجاء : وعمره ما رجع .. مو مهم .. اهم شي  ( تنظر لزهرة وتتنفس بعمق ) أحبها .. أحبها وأموت فيهاااا
أمل : ( تفزع من مكانها ) حبتش القرادة .. الوحدة ما تآخذ راحتها في بيتها
إيمان : حبش هذا لا يتقبله لا عاقل ولا مجنون .. لا دين ولا مذهب ( تبتعد عنها وتجلس مكانها )
أمل : انتي كم عمرك الحين ؟
رجاء : 19 سنة
أمل : 19 سنة وفرصتين تجيك للزواج وتضيعينها .. آه يا قلبي آه ..  مرة ترفضين ومرة تنفصلين .. أنا قلت يمكن عندك طموح وتبغي تتفرغي حتى تكملين دراستك أو إن وظايفهم مو عاجبتنك أو عديمين إحساس وما لهم بالرومانسية أو عدم تكافؤ نسب أو فكري أو اقتصادي (بعصبية) وآخرتها أبراجهم ما يتوافقوا مع برجك !! صحيح عذر اقبح من ذنب (كذب المنجمون ولو صدقوا ) ما اتفهك .. هذا الجهل بعينه
رجاء : لا .. مو صحيح .. كان مجرد تبرير للإنفصال لأني أصلاً مو مستوعبة فكرة الزواج .. ( باشمئزاز ) عمري ما تخيلت أعيش في بيت مع .. مع .. مع من ؟! أبو سروال وفانيلا … ياي
أمل : ( مقهورة )  أبو سروال وفانيلا …. الزواج سنة الحياة
رجاء : وهالسنة ما أبيها … ما تناسبني .. غصب
أمل : كان رسلتي ليي ولو واحد من اللي رفضتيهم عشان أحيي هالسنة
زهرة : استغفر الله .. الحمد لله والشكر على نعمة العقل ، ( لرجاء ) ومستقبلك ؟! الى وين تبي توصلي ؟!
رجاء : انتي .. آاااا .. أبي أعيش فري .. ويش ليي بهالسجن المؤبد .. مسؤلية وعيال .. ممنوعه من الطلعات  ممنوعة من كل شي .. ما عدا حاجة وحدة مسموحة لك وبس .. تحملين وبس
زهرة : اسمحي ليي يا رجاء .. تفكيرك مو منطقي أبداً وبعدين مو كل لرجال نفس الشي .. نظرتك السلبية للجنس الآخر هذي هي اللي بتحطمك … أبوك .. هل يتعامل مع أمك ومعاكم معاملة دكتاتورية .. أو أخوك داكو متزوج .. هل يتعامل مع زوجته بدكتاتورية ؟!
رجاء : بالعكس .. لنا مطلق الحرية لأن أهلي غير .. واعيين ووفاهمين .. ما عندهم عقد
زهرة : وباقي الناس .. متخلفين !!
رجاء : يمكن ايي ويمكن لا .. بس الشايع انهم يبغوا يفرضوا صوتهم وجبروتهم على المرأة .. ما عندهم تفاهم  وأقرب مثال أمل ومريوم صاحبة المشغل اللي تطلقت بعد سنتين من زواجها ويا كثرهم اللي انفصلوا بسبب عدم التوافق
زهرة : ويا كثرهم اللي انخطبوا وتزوجوا وعاشوا بسعادة
رجاء : هذولة اللي حدود أحلامهم الزواج وبس .. لا وتلاقيهم مقدمين تنازلات عشان بس تستمر علاقة الزواج ، كانهم طايحات في جبود أهاليهم مثل أملوووه وجاهم فارس الأحلام وحررهم .. ما يدروا انهم بيتحولوا من سجن صغير الى سجن  كبير و كله عذاب في عذاب ..
زهرة : مو صحيح .. أني ما أدري من هذي  اللي تارسة راسك وغارسة فيه هالأفكار  السودا  عن الزواج ومكرهتنك بالرجال
رجاء : ( في سريرتها ) حبش .. أنا أحبك يا الهبلة ( لزهرة ) من يعني .. الواقع
زهرة : أي واقع ؟!! لا .. إنتي الحوار معاك عقيم ( تعود لتكملة عملها )
رجاء : مو مهم أي واقع .. المهم إني .. إني .. ( تدور لإيمان ) يا ليتها تفهم .. متى تفهم إني أحبها
إيمان : وأنتي للحين ما تبتي ؟!!!
رجاء : شسوي !! القلب وما يهوى .. قولي ليي الحين ويش الدليل إلى قلب زهرة .. واتساب وما فاد .. انستغرام وصور وما فاد .. هدايا وما فاد ..  قصايد نزار قباني وما فاد  ..  عزايم وضحك ودردشة وما فاد .. كل التجارب الرومانسية جربتها .. هذي كلش ما عندها إحساس .. كأني عايشة في صحراء أدور فيها عن الماي ومو لاقية .. ما عندي إلا هالفانوس كاني علاء الدين .. احكه عشان يضوي ليي الطريق مع ان الطريق نهار ( تحكه وتنفض عنه الغبار وإذا بأمل تمثل دور المارد وتظهر لها من الخلف وهي تقهقه )
أمل : شبيك لبيك .. خدامك بين يديك
رجاء : بسم الله  ( تحك عيناها مشدوهة ) أنت من ؟!
أمل : أنا سجين هالفانوس من مئات السنين وأنت حررتني ومقابل حريتي احقق لك أمنياتك .. أنتي تآمرين وأنا أنفذ
رجاء : ( متفاجأة ومبسوطة ) ايه .. أبيي شي واحد .. أني أعيش قصة حب .. بس هذا الحب من طرف واحد .. أبي الطرف الثاني يحس فيني .. يحبني .. ( بعمق ) وإلا باموت
إيمان : برنامج فوز مو مارد سحري .. فوزية الدريع واحنا ما ندري
أمل : أمنيتك هذي صعبة ومكلفة .. لا تفكروا بس المواد الغذائية والعقارات وحفلات الزواج والكهرباء والبنزين والمواصلات ارتفعت أسعارها .. ترى حتى الأمنيات ارتفعت لدرجة انها تكلفك حياتك
رجاء : بس أني حررتك من سجنك
أمل : ( تضحك ) ما أدري سجن أبو غريب وإلا غوانتاناموا .. .
رجاء : والحل ؟!!
أمل : الحل .. يا ترجعيني الفانوس أي بيتي الذهبي أو تدفعي ضريبة إلى حكومتنا الرشيدة
رجاء : ضريبة !! ليش ؟! وأمنياتي ؟!!!
أمل : ضريبة لأنك تجرأتي وهربتيني من عالمي الجميل وهذي جريمة يعاقب عليها القانون.. اني فكرت باطلع باشوف روحي عروس في ليلة الزفة.. ما دريت إني بانصدم بوجوه ما حلاها ربي.. ويع.. ويع ( تخلع أمل رداء المارد وتظهر على حقيقتها فيتفاجأ منها الجميع )
الجميع : أملوووووووه
أمل : وانتوا وين ما أروح وراي .. وانتي ( مشيرة لرجاء ) بالله عليج .. أني خلني أشوف ليي واحد يحبني ويتزوجني .. تبيني أشوف لك حل .. خاربة .. خاربة  ( يرميان عليها الأحذية وغيرها من الأدوات  )
أمل : خلاص … توبة وما راح أعيدها
إيمان : لا عيديها .. ( تبرز عضلاتها ) أول مرة أحس برجولتي
زهرة: (نسمع صوت رسالة واتساب من جوال زهرة ، فجأة تصرخ فرحا) يا خوات … يا خوات …
الجميع : ويش فيك زهرة ؟!!! ( يقتربون منها جميعاً )
رجاء : فديتش يا زهرة .. لبيك
زهرة : أبشركم .. تحققت أول أحلامي
الجميع : مبروك وألف مبروك
أمل : بشرينا .. .
زهرة : سبرايس .. أني تخرجت من الدراسة وما حصلت لي مكان واللي تمنيته اني افتح ليي مشروع تعليمي ..
أمل : أحلامش بسيطة مو مثلنا .. لأنها بيدك .. بس أحلامنا بيد غيرنا
زهرة : الجميل بالموضوع أن حلمي اللي تحقق راح يفتح ليي باب لتحقيق المشروع وغيرها من أحلام
أمل : يعني انتظر يا تيس لآن يجي الصيف
إيمان : وكيف ؟ طايحة على كنز مثلاً ؟!!
رجاء : أو ربحتي بمن سيربح المليون
أمل : أو طلع لك ورث من جدك لويس التاسع عشر
زهرة : لا .. الشي أكبر وأكبر من كل هذا
رجاء : ويشو ؟!
زهرة : تبون تعرفون .. قربوا مني .. ( تهمس بآذانهم ) سبرايس ( ينضغطون ويعودون لمقاعدهم )
إيمان : وأني … حلم واحد وبس ..
أمل : ويش حلمك ؟! الزواج ؟!!!
إيمان : لا
رجاء : الحب ؟!!
إيمان : لا
زهرة : اكيد تطمحين بمشروع ضخم أو تصيري مقدمة برامج
إيمان : لا .. لا .. لا ..
رجاء : ( ساخرة منها ) لا ..لا ..لا .. ويش حلمش خلصينا .. تشربي قدو
إيمان : حلمي غير … مختلف وما احد أحلم به .. حلمي لو يوم واحد يتحقق .. وبس .. حلمي اصير رجال
الجميع : ها !!!
رجاء : هذي حطمتنا كلنا .. .
إيمان : مثل ما أنتون تحلموا .. أني بعد من حقي أحلم
أمل : بس أنتي حلمش مستحيل .. حلم مريض أو يمكن متلبسنش جني
إيمان : يوم واحد بس .. لا تلوموني .. طول عمري محكورة بين أربعة جدران .. طبخ وغسيل وتنظيف .. أعظم من خدامة .. وعليي تنفيذ الأوامر وبس .. ما ليي كلمة في البيت زي أخواني .. أبي أشوف شي ثاني أجرب شي ديفرنت .. أبي أسافر بدون محرم .. أبي أعيش متحررة من كل الضغوطات
زهرة : استغفر الله … لا جنت وقعدت .. لا اعتراض على خلقت ربي
إيمان : نفسي أسوق دبّاب .. ( تقلد حركة الدبّاب )
أمل : رحنا فيها … دبّاب !! رجال وداشر بعد !! لا ويسموك قاهر الشباب ( تضحك )
إيمان : نفسي ألعب كورة وإلا ميسي أحسن مني في ويش ؟!
رجاء : ميسي مرة وحدة !!
إيمان : نفسي ألبس كفرول واشتغل في ورشة
زهرة : ميكانيكية .. و زيوت في زيوت !
أمل : ما نفسك تشتغلي في المجاري بعد ؟! أو بالحفريات تطلعي لينا النفط ؟!
إيمان : نفسي ألعب كيرم .. حتى لو انهزمت صيمة .. نفسي أشارك في برنامج الرابح الأكبر …. .
رجاء : أنتي بدون شي مخصرة تخصّر .. إلا إذا ناوية تختفي من الوجود
إيمان : نفسي أشارك ببرنامج Arabs Got Talent
أمل : خف علينا يا فريد الأطرش … يا قنبلة الموسم
إيمان : ليش انحرم من كل شي .. وكل مكان أروح ليه لازم محرم .. ما باقي إلا الحمام يلزمونه بمحرم
الجميع : هيه … جنيتي !!!
إيمان : إذا بقيت كذا اكيد باجن ( تحتضنها أمل بعمق )
أمل : هونيها وتهوني … إذا كبرتيها تكبر وإذا صغرتيها تصغر
إيمان : النفاخة  ( تضحك منها أمل )
أمل : الله يغربلك .. شوي والدموع أربع .. أربع.. قايلة لك لغز .. خلاص ولا يهمك من بكرا أحول اسمك من إيمان إلى إيمي .. على اسم سواق بيت الجيران  ونكتب كتابنا على سنة الله ورسوله
إيمان : ( تبتعد عنها ) لا … إلا هذي … وبعدين شوي شوي عليي عصرتيني
زهرة : يا بنات .. أبشركم … خلاص .. وداعاً
الجميع : ها !!! على وين ؟!!
زهرة : وداعاً للعزوبية … أني انخطبت والنتايج سليمة وأسبوع الجاي عقدي وحفلتي .. مو تنسون ؟! ( يبارك لها الجميع ويعانقونها فرحاً ما عدا رجاء التي نزل عليها الخبر كالصاعقة )
رجاء : ( مشدوهة ) ها !! مستحيل !! وأني !!
زهرة : انتي !! ليش !! غيرتي نظرتش في الرجل .. الله يبشرك بالخير والفال لك
رجاء : مستحيل !! أي خير وانتي مع حبيب ثاني غيري
زهرة : ( مشدوهة )  استغفر الله … ويش فيك يا رجاء .. انهبلتي !! مو على بعضك .. انتي صاحية .. أي حب وخرابيط اللي تتكلمي عنها .. عيب عليك واستحي على وجهك …
رجاء : ايي … أني أحبش !!
زهرة : لا … الظاهر انك مريضة وتحتاجي لعلاج نفسي
رجاء : كل هذا عشان إني حبيتش .. لا .. وآخرتها اطلع مجنونة !! ( تدخل في هستيريا من الضحك وهي تخرج من المشغل )  
زهرة : لا … ما ليي قعدة هنا .. ومن بكرا  أقدم استقالتي ( تحمل أمتعتها وتنصرف )
إيمان : ( نداء ) رجاء !! زهرة !! ( تهم بالخروج ورائهما )
أمل : ويش قعدني أني بعد … البيت اللي ما فيه رجال فإن العيش فيه محال … .
( تحمل أمتعتها وتخرج ، يبقى المشغل بنفس فوضته ولم يتغير شيء ، فجأة تدخل ( مريم ) وتتفاجأ بالمكان وبعثرته وخلوه من العاملات )
مريم : ويش صاير ؟! ويش السالفة ؟! معقولة حرامية طبوا وخرّبوا المكان .. بس ما في شي مسروق .. اني قلت برجع وبلاقي نص شغلهم خالص .. ليش ما كلموني .. السالفة فيها إنّ .. هذولة ما ينفع معاهم غير التفنيش وبس (تنصرف إلى مكتبها وتنطفأ الإضاءة ، تعود الإضاءة خافتة ودائرية في مكتب ( مريم ) وهي منتهية من قراءة رسالة الواتساب ، تتوجه للجمهور معاتبة العاملات ) والحل ؟! هذا الحل بنظركم ؟! استقالة جماعية .. والسبب .. ما عاد المكان يوسعكم .. ولا يلبي حاجتكم … اذا المكان ما يوسعكم بسبب مشاحنات بينكم فبإمكانكم تحلوا مشاكلكم وكل مشكلة وليها حل .. لأن قراراكم هذا يضر بالمشغل .. وإذا ما يلبي حاجتكم فليش قبلتوا تشتغلوا من الأساس عندي ؟!!! حرام عليكم حرام (تطفأ الإضاءة وتعود مرة ثانية على المشغل لنرى عاملات أجنبيات ( فلبينيات )  يعملن بكل حماس وحيوية ونشاط  تدخل عليهن مريم بروح المحبة و التفاؤل .. تخاطبهم ببطء وكأنها تفهمهم بالكلام والإشارة )  يا أخواتي … هذا أول يوم لكم فيه بالمشغل والشغل متراكم عليكم ؛ لكن كل شي بحقه وانتون ومجهودكن .. اذا انجزتوا اللي أني طلبته منكن في فترة وجيزة لكم مني مكافأة فوق راتبكم .. اتفقنا ؟!
الجميع : اتفقنا  ( تهم مريم بالخروج لمكتبها لكنها تتوقف لبرهة )
مريم : وأي استفسار .. أي مشكلة مع زبونة أو مع بعضكن البعض لا سمح الله أني موجودة وباب مكتبي مفتوح في كل وقت .. ويعطيكم العافية ( تنصرف عنهم )
انتهت المسرحية
* حسن العلي ( 20 / 10 / 1434 هـ )