نص مسرحي:” خرساء” / تأليف: شاكر عبد العظيم

نشر في: ديسمبر 16, 2013 فى: نصوص/ الفرجة
 
هي : في ال ( 20 ) من العمر أو في ال(30 ) من العمر أو في ال (40-50- 60 – 70  – 80  …) .المهم أنها في الحياة وليست خارجها .
على القارئ – المؤلف – المخرج- الناقد – العامل – المهندس – الطبيب – بائع الجرائد . الصحفي .و.و.و.و. على الجميع أن يؤثثوا مكانا أو بيئة لهذه التي في الحياة بحسب ما يرتأون . ولا ينسوا ما يجب أن تكون عليه من زي . واكسسوار وماكياج وجميع ملحقاتها التي لا اعرفها ، وان يختاروا لها عمرا مناسبا من بين الأعمار المطروحة، وأن يفكروا إذا ما كانت جميله أو متوسطة الجمال أو قبيحة ، ليفكروا بباقي الأشياء   ) .
ـ 1 ـ
/ الفعل:
ـ الخرساء تمسك بمقص وهي تحركه ببطئ بإحدى يديها ، ثم تتصاعد الحركة تدريجيا ،
ـ الخرساء تبحث عن شيء تقصه ، تبحث في كل المكان وحركة المقص لا تتوقف وكذا صوته العالي .فجأة وببطئ ، الخرساء تبدأ بقص شعرها .. شعرها – مع أنين لامرأة ليست خرساء أنين مؤلم / مزعج وازعاجه يأتي من كونه يثير الشجن بقوة تفوق قدرتنا على إبعاده عن أذاننا .
ــ الخرساء تنثر خصلات الشعر التي قصصتها في الهواء وهي ترقص مع صوت الأنين المتصاعد ، ترقص بحيوية الحزن المخيم على المكان .
( هل  يمكن أن يكون الرقص بديلا للغة المحكية ؟ ربما .. وربما لا ).
-2-
تتناثر خصلات الشعر هنا وهناك .. فتمسك  المرأة بعدها بمجموعة من الأوراق الملونة وتقوم بقصها ونثرها هي الأخرى في الهواء .
المرأة الخرساء تنطق فرحة بعد رقصة الحزن .
ــ به به به به به به به به به بهب هبهه هبهه هبهه هبهه هبهه
شعورها يزداد حيوية مع الأوراق الملونة.
فجأة ودون سابق إنذار ( ولا اعرف لماذا) أخذت تصرخ بكل قوتها مع توتر أعصابها الشديد .
ــ هبهه هبهه هبهه هبهه هبهه هبهه هبهه هبهه هب هب هب به به به بهب هب هبهبهبهبهبهبهبهبه .
يستمر صراخها المخنوق وصعوبة إخراج الكلمات بتلك العصبية الرهيبة وتلك الكلمات المهمة ..
(على الجميع أن يعرفوا ماذا أرادت أن تقول ، إذا كانوا قراء حقيقيين ويحبون المعرفة .. ويتعاطفون مع هموم الإنسان)
تشعر الفتاة بتعب رهيب .. لكنها لا تسقط أرضا متهالكة، بل تحرك المقص مع ارتطام ذراعي المقص بصوت عالي لتخرج مقصا آخر باليد الأخرى وتحركهما معا بإيقاعية غير منتظمة .
(ترى هل يمكن أن تكون لغة الصوت بديلا عن اللغة المحكية؟؟؟)
ــ تجلس على الأرض دون توقف لصوت ضربات المقص ، يمكن مساعدة يدي المرأة ببث تسجيل صوتي يتداخل مع ضربات المقص بنفس صوت الضربات ،
ــ مطر حقيقي يتساقط على المكان . يشعرها بالحيوية ، تنهض ، تقف ليس في وسط المسرح . تغني .
صوت المقص إيقاع لأغنيتها ، ( لا تستخدم أي موسيقى سوى المقص )
الأغنية
ــــ مقطع أول /
ب هبه بهبهبهبه بــــه     هبـــــــــــه هبـــــــــــــهبــهــــــــــــهبهبه
ــــ مقطع الثاني
ابـــــه ابه ابـــــه ابهـــــــب ابهــــــــهبهـــــهــــــــــــــــــــــه
هبهبه هبهبه ب هبه ب هبه به  به
ـــ مقطع ثالث
لم يكتب أو يغنى بعد
ـ يستمر الغناء مع حركة يديها وهي تضرب بالمقصين بقوة بخفة وبطيء وبسرعة وقوة وبحسب ما تغنيه هي .
ـ أثناء الغناء تقوم بقص قطعة لا بأس بها من ثوبها تلف بها رأسها ،
ـ الغناء لا يتوقف .
ـ  يوقف الغناء صوت مرور قطار ، قطار مسرع لكننا سرعان ما نسمع صوت تحطمه وربما يكون صوت تصادم قطارين
ـ لكن الفتاة المطربة تستمر في الغناء، رغم التصادم الرهيب، يتلاشى صوت التصادم، المطربة تتوقف لكن يعلو صوت ضربات المقص .
ــ تتجه إلى أحد جوانب المكان لتجلس على  (ربما إذا وافق القارئ)  كومة أنقاض ، أو أزبال ، أو أو أو .
ــ تبدأ بقص أظافر قدميها الواحد تلو الأخر، بطريقة رتيبة، وما يثير الرتابة هو صوت المقص وضرباته مع كل اظفر من الأظافر .
ــ لا وجود لموسيقى تبعد عنا الرتابة تلك.
ــ بعد أن أكملت قص أظافر قدميها تنتقل لقص أظافر يديها، ثم يستمر صوت المقص بالقص حتى بعد أن تكمل قص أظافرها.
ــ ينطلق صوت لأغنية تركية لا نفهم معناها ، صوت الأغنية واطئ بحيث لا يؤثر على فعل الفتاة.
ــ تنهض الفتاة كالمجنونة باتجاه كومة من الريمونت كونترول التي تستعمل مع أجهزة الستلايت والتلفاز الحديث وأجهزة أخرى ( أتمنى يوافق القارئ على هذه الفكرة ” فكرة الريمونت كونترول ).
ــ الفتاة تأخذ واحدا بعد واحد من الريمونت كونترول وترميها على الحائط وتتحطم، حتى تحطمها جميعها وهي تطلق صرخاتها .
صرخات المرأة : هب هبهبهبهب هبهبه ببببه بهبهبه هههههب بهبهبه باهبابهابهبابهابهابهاب
تمسك بالمقص لتمزق به ثوبها الذي ترتديه وكل قطعة تقوم بتعليقها في أحدى جهات المكان بحركة سريعة، حتى يمتلئ المكان  بقطع من ثوبها، هنا وهنا وهنا وهناااااك . مع تقاطيع إيقاعية لصوت المقصين  اللذين تحركهما بيديها  .
بحركة لا إرادية تسير ربما  لا إلى الأمام أو ليس في الوسط ولا في أعلى يمين المكان أو يساره أو في الخلف أو، أو (دع عقلها الباطن يختار المكان الذي ترى هي من المناسب أن تقف فيه ، لأنها ستطلق كلمتها المهمة)
الخرساء تحاول النطق بصعوبة بالغة ، نستشعر بأنفاسها التي تكاد أن تتوقف ونرى صعوبة تنفسها حتى إننا نسمع صوت دخول الهواء وخروجه من والى صدرها .
ـ تتوقف فجأة، تخرج (سيجارة) بعد أن ترمي المقصين من يديها وتشعلها لتدخن، تتلاعب بالدخان، تلاحقه، تدخن السيجارة حتى أخر نفس فيها. ثم ترمي العقب وتسحقه بحذائها لتعود من جديد الى كلمتها.
الخرساء : (بكل صعوبة) م م م م م م م م م م ا ا ا ا ا ا ا ا  ء ء ء ء ء ء
بعد أن تكمل كلمتها بشق الأنفس، تجلس على الأرض بنفس مكانها وتخرج سيجارة أخرى وتدخن .
( نهاية؟)
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت