الكاتب المسرحي علي العبادي ل"الفرجة ": مجزرة (سبايكر) دفعتني لآكتب (عزف نخلة)!/ حاوره:ناظم السعود

•  أريد ان أؤسّس لخطاب مسرحي يحمل هوية الوجع!
• نصوصي تتداخل فيها المذاهب المسرحية
• لماذا يتحّول ” المهد ” الى صندوق عتاد ؟!

 
وصلتني الاصداء الايجابية التي حققها العرض المسرحي المعنون ( عزف نخلة ) والذي قدم في عام ٢٠١٦ والمأخوذ من نص مسرحي كتبه – بالاسم ذاته – المؤلف المسرحي الشاب علي العبادي ، هذه الاصداء جاءت عبر منافذ مختلفة : فنية / جماهيرية / نقدية / كتابية .. الخ وكانت بمجموعها تؤشر ولادة ناضجة بل ومنتظرة لكتابة التص المسرحي الذي عانى من جمود واضح بعد رحيل او صمت الرواد يوسف العاني وسعدون العبيدي ونور الدين فارس وطه سالم ، ولم يكن ثمة غرابة فى ان تحصد ممثلة العرض الفنانة وداد هاشم جائزة افضل ممثلة في مهرجان ينابيع الشهادة المقام برعاية نقابة الفنانين العراقيين بمدينة بابل كما حظي العرض بمتابعة جماهيرية كبيرة ،
وهذا الاهتمام الاستثنائي دفع اتحاد ادباء وكتاب كربلاء الى افراد جلسة خاصة ل(الكادر) للاحتفاء بهم وبمنجزهم . لقد سعيت لمحاورة الكاتب المثابر علي العبادي لاستخلاص المعلومة منه والتواصل مع صاحب الحدث الذي يعد بالكثير للحاضر والقادم وعلمت منه انه كتب سبعة نصوص مسرحية ( منها الحقائب السود / براد الموتى / انا لست مجنونا / قيئ / حينما تعزف اللاءات) وكلها تعالج جوانب من الواقع العراقي الملتهب ، وقد جعلتني هذه النصوص اتساءل : هل يكون هذا الكاتب املا ” مشرقا ” لكتابة النص المسرحي العراقي ؟!
طبعا وصلتني الاجابات على فترتين متعاقبتين ولكنني ساختصرها اكراما لقراء جريدة (اعمار كربلاء ) وانتظارا لفرصة قادمة سانشرها كاملة : الحادث المفجع
 
*ما الذي دفعك اولا لكتابة نص (عزف نخلة ) ؟
– ينبغي ان ابادر للقول انني تأثرت كثيرا لما سمعت للمرة الاولى بالحادث المفجع الذي حدث في((سبايكر)) فاعتصر قلبي من الم الضحايا والفقدان ، واكثر ما فكرت به هو الام من ذوي الضحايا ، ظل هذا الموضوع يلازمني الى ان بدأت بالشروع بكتابة نص (عزف نخلة) في سنة 2015 .
* هل كتبت هذا النص اقتباسا من نص عربي او اجنبي؟
– ابدا لم ألجأ الى الاقتباس من نص مسرحي عربي او عالمي ، انا احاول ان أؤسس لخطاب مسرحي يحمل هوية وجع وطن تارة ويتمرد تارة اخرى بوجه التابو ولاسيما المفتعل منه هذا على الصعيد الفكري اما على الصعيد الفني للكتابة فلا احب ان اخضع الى قاعدة مسرحية في الكتابة ربما القاعدة الوحيدة التي لخضع لها كيف لي ان أؤثث فضاء الوجع والفوضى بالدهش والصدمة والتمرد !. المكاشفات النقدية
* اي مذهب مسرحي تحاول التعويل عليه عند كتابة النص ؟
– عليّ ان اكشف لك ان نصوصي تتداخل فيها المذاهب المسرحية اذ لا اكتب على مذهب واحد محض ،ومن الجلي لمن يشاهد هذا العرض المسرحي ان يتوصل لنتيجة مفادها انه لا يمكن ان نبني مشروعا انساني او وطنا او انسانا دون مكاشفات نقدية!.
* اكان مخططا من قبلك ان تخرج النص على خشبة المسرح اي هل كنت تفكر بالاخراج وانت تكتب النص؟
النص ليس جثة
– في العادة وأنا اكتب النص اراه بعين الممثل والمخرج كوني اتعامل بالهوايتين ، اي نص اكتبه لا افكر باخراجه بدءا و لكن ما بعد الكتابة هي المرحلة الملهمة لي تستفزني في تقديم النص لاني لا اتعامل معه كجثة بل هم ووجع لديه شهية شرهة للصراخ فاروضه عبر المسارات الجمالية لافاق المسرح وادخله في مختبر من الجمال والوجع والمحنة .
دلالات ( المهد )
* هل انا مصيب لو قلت ان ” المهد “” يعني ان المستتقبل الذي تراعيه الام كان فارغا وليس فيه الا الغياب وهل تلجأ الام الى صنع الغد بعد ان ضاع منها ” الحاضر”؟
– قراءتك ذكية ومهمة وتفكيك عال لواحد من اهم ايقونات النص وربما اكدت فيما ما ذهبت اليه عبر الفضاء البصري حينما اصبح (المهد) عبارة عن صندوق عتاد في داخله شريط لصور فوتوغرافية ودمى عسكرية ومدنية وسيارة عسكرية صغيرة وشريط قماط يلف به الرضع، هو ذاكرة من البراءة والوجع والفرح والبكاء وتأكيدا على ذلك ما جاء في النص على لسان الام : أحلامه، حرمانه، صرخاته، ضحكاته، كل ذلك أودعها في هذا المهد.
* ما هي العروض التي قدمت او ستقدم مستقبلا انطلاقا من النص الذي كتبته؟
عرض كويتي
– قدّم جزء من النص في الكويت ضمن عرض مسرحي حمل عنوان” فوضى” للمخرجة الكويتية شيرين حجي يتألف العرض من ثلاثة نصوص وهي (عزف نخلة لعلي العبادي ، نهاية عالم لسامي بلال ، عرس الدم للكاتب العالمي لوك ) اما فيما يخص عرض (عزف نخلة) سوف اقوم بتقدمه في اي مهرجان مناسبة على امل ان تتهيأ لنا الظروف المناسبة .
* ثمة وجع يتلبّس كل من يقرأ النص .. أكان ذلك مقصودا منك ؟!
– هول الفاجعة او المجزرة الذي اودى بأحلام الامهات والحبيبات والاخوات الى الهاوية كأنه اقرب ل “انتفاضة جثة” او لموت مؤجل تحيل المتلقي لان يسال ويحتج او يطلق شهيته لان يصرخ عاليا !.