دقات المسرح: مبادرة الإحتفال بعام المسرح العربي "2020"/ بقلم: د.عمرو دوارة
- – مناسبة مرور مئة وخمسون عاما على بدايات المسرح المصري حدث أدبي وفني مهم يتطلب إحتفاليات تليق به.
- – عام 1870 هو البداية الحقيقية للمسرح الذي استمر دون انقطاع حتى الآن.
- استثمار هذه المناسبة المهمة تأكيد لدور المسرح بحياتنا ويتطلب ضرورة إعادة تشكيل لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.
- تعاون جميع مؤسساتنا الثقافية والفنية والتنسيق فيما بينها ضرورة لتحقيق الأهداف المرجوة.
×××××××××××××××××××××
شهدت بدايات هذا العام صخبا شديدا بمناسبة انعقاد الدورة الحادية عشر لمهرجان “المسرح العربي” والمؤتمر الفكري المصاحب له (خلال الفترة 11 إلى 15 يناير 2019) حيث أثير آنذاك جدل كبير حول البدايات الحقيقية للمسرح المصري، وتحول الجدل والخلافات في الرأي إلى تبادل للإتهامات بالخيانة والعمالة وبيع تاريخ الفني لصالح بعض الهيئات العربية!! وكالعادة هدأت الضجة بمرور الأيام ولم يعقد مؤتمر لحسم الخلافات كما تردد أيامها. ومرة أخرى ارتفعت أصوات المسرحيين خلال الأسابيع الأخيرة دفاعا عن محاولات بيع “مسرح البالون” ومجموعة المسارح بجواره، حيث تصدي الجميع لتلك المؤامرة الإستثمارية التي تسعى للمتاجرة بتاريخنا الفني!! كل هذا ونحن مغيبون تماما ولم يتبق سوى شهرين فقط (60 يوما فقط) على بداية عام 2020!! ولم نستعد لذلك الحدث الثقافي والفني المهم جدا الذي يشهده العام القادم، وهو مرور 150 (مئة وخمسون) عاما على بدايات المسرح المصري.
×××××××××××××××××××××××××××
– نظرة تاريخية:
كانت بدايات المسرح العربي – بصورته الغربية الحديثة – قد تحققت بفضل مغامرة الرائد اللبناني/ مارون النقاش عام 1947، ومن بعده تجربة الفنان السوري/ أبو خليل القباني عام 1856، ولكن للأسف نجحت قوى الرجعية والتعصب والتخلف في وأد كل منهما مبكرا، لتنجح بعد ذلك البداية الثالثة بمصر بفضل جهود الرائد/ يعقوب صنوع عام 1870، وبذلك أصبحت هي البداية الحقيقية للمسرح العربي باستمرارها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
ويجب الإشارة إلى أن صحوة المناخ الثقافي والفكري في نهايات القرن التاسع عشر – والتي كان من مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف والترجمة وظهور عدة صحف مع إيفاد البعثات العلمية للخارج – كان لها أكبر الأثر في نجاح تجربة “يعقوب صنوع” المسرحية، ويضاف إلى ما سبق التعضيد والمساندة والتشجيع الذي أبدته الطبقات المتوسطة بالمجتمع نحو مسرحياته التي كانت تعد ترجمة صادقة لحاجة البلاد إلى مسرح مصري وطني يتناول القضايا اليومية للطبقات المهمشة والطبقات المتوسطة، ويكون بديلا عن تلك المسارح الفخمة التي شيدت واقتصر نشاطها على تقديم العروض الأجنبية المستضافة بهدف الترفيه عن الجاليات الأجنبية بالبلاد والطبقات الأرستقراطية.
والحقيقة أن تجربة الرائد/ يعقوب صنوع والتي وئدت مبكرا بنفيه إلى باريس عام 1872 كنتيجة منطقية لتوجيهه بعض الإنتقادات اللاذعة للخديوي من خلال مسرحياته (وخاصة مسرحية “الضرتين”) لم تذهب هباء، بل كان لها الفضل الأول في غرس أصول الفن المسرحي العربي بالتربة المصرية الخصبة، وتنبيه الخديوي إلى ذلك الفراغ الذي تركه “يعقوب صنوع” شاغرا، مما دفع الخديوي إلى محاولة استكمال مظاهر النهضة التي ينشدها وتعويض غياب الفن المسرحي بالموافقة على دعم واستقبال فرقة “سليم النقاش” القادمة من الشام لتقديم عروضها بمصر عام 1876، والتي بفضل بداياتها القوية نجح المسرح المصري في تحقيق الاستمرارية دون انقطاع.
ويتضح مما سبق أن بدايات المسرح المصري عام 1870 بفضل الرائد المصري/ يعقوب صنوع لا تحتاج لأدلة ولا تأكيد بل أجمعت عليها جميع الكتابات والوثائق والمراجع العربية والأجنبية، ومن أهمها المرجع القيم المهم: “المسرحية في الأدب العربي الحديث” لشيخ المؤرخين المسرحيين الرائد اللبناني/ د.محمد يوسف نجم والمنشور في عام 1956، وكذلك الكتاب المهم “دراسات في المسرح والسينما عند العرب” للمستشرق الألماني/ يعقوب لنداو (والصادر باللغة الإنجليزية عام 1958، وترجمه/ أحمد المغازي عام 1972)، وأيضا كتاب “المسرح المصري في القرن التاسع عشر” بقلم/ فيليب سادجروف (الذي صدر عام 1996)، والذي اعتمد فيه بالدرجة الأولى على كتاب “يعقوب لنداو” كمرجع.
×××××××××××××××××
– المبادرة وأهميتها:
الدعوة للإحتفال بهذه المناسبة التاريخية ضرورة ثقافية وفنية يجب أن تتحمل مبادرتها وتنظيمها وزارة الثقافة بكل مؤسساتها وهيئاتها، كما يجب عليها حشد وتجميع باقي الجهود وذلك بالتنسيق مع باقي الوزارات الأخرى المعنية بمجالات الثقافة والفنون ومن بينها وزارات: التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة، والمجلس الأعلى للإعلام، وبالطبع يا حبذا لو نجحت الفنانة القديرة/ إيناس عبد الدايم وزير الثقافة في أن تحظى هذه الإحتفاليات بدعم ورعاية السيد/ رئيس الجمهورية أو السيد/ رئيس الوزراء. فهذه المناسبة بخلاف حفاظها على حقنا التاريخي في الريادة المسرحية تؤكد للعالم كله أهمية إسهاماتنا في ركب الحضارة العالمية المعاصرة، كما تؤكد مدى اهتمامنا وتقديرنا لقوتنا الناعمة من الثقافة والفنون وفي مقدمتها المسرح.
واعتقد أننا برغم ضيق الوقت يمكننا تنظيم تلك الإحتفاليات بصورة مناسبة إذا خلصت النوايا وتكاملت الجهود، وأعتقد أن الخطوة الأولى الأساسية لتحقيق ذلك تكون بإعادة تشكيل “لجنة المسرح” بالمجلس الأعلى للثقافة، بحيث تضم بصورة موضوعية نخبة من المسرحيين القادرين على العطاء، ويملكون مهارات التخطيط والقيادة والمتابعة، بحيث يمكن اعتبارهم “الدينامو المحرك” لتنظيم الإحتفاليات والتنسيق بين جميع هيئات ومؤسسات وزارة الثقافة وفي مقدمتها صندوق التنمية الثقافية، للتنسيق لكيفية توفير الإعتمادات المالية اللازمة لذلك.
××××××××××××××××××××××××××
– إقتراحات للهيئات الثقافية والفنية:
هناك كثير من الأفكار الخاصة بالإحتفاليات المقترحة، وكذلك كثير من المشروعات التي أرى أهمية تحويلها من مجرد آمال وأحلام إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وبالطبع يستلزم ذلك أولا تحديد المهام المطلوبة مع تحديد الجهات المنوط بها تنفيذها، هذا مع ضرورة التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الهيئات والمؤسسات المختلفة.
– المجلس الأعلى للثقافة:
يضم “المجلس الأعلى للثقافة” عددا كبيرا من اللجان المتخصصة ولكننا ونحن بصدد الإحتفال بهذه المناسبة المهمة تكون المهمة الكبرى من اختصاص لجنة “المسرح” ثم بدرجة تالية كل من لجنتي: “الموسيقى” (المسرح الغنائي)، و”المهرجانات” (المهرجانات المسرحية المحلية والدولية).
وأرى أن على لجنة “المسرح” دور مهم جدا، ويمكن إجماله في التخطيط العام لهذه الإحتفالية ومتابعة توفير الدعم اللازم لها (يمكن البحث عن وسائل غير تقليدية وطرح أفكار خارج الصندوق ومن أهمها البحث والتعاقد مع بعض الرعاة وأيضا التنسيق مع بعض الوزارات الأخرى طبقا لمجال كل منها)، وذلك مع ضرورة التنسيق بين الجهات والمؤسسات الثقافية المختلفة حتى لا تستنزف الجهود وتتكرر الإنجازات.
وأقترح في هذا الصدد تنظيم مؤتمر مسرحي كبير مع بداية كل شهر طوال العام، يتم من خلال محاوره المختلفة تقديم عدة دراسات حول كيفية تفعيل الأنشطة المسرحية بكل من: المدارس، الجامعات، الشركات، مراكز الشباب، فرق الهواة والفرق الحرة والمستقلة والمشهرة، على أن يتم طباعة تلك الدراسات وتوزيعها على الجهات المختلفة. هذا مع ضرورة بناء ومد الجسور بين وزارة الثقافة وبعض الوزارات والجهات المعنية بالمسرح. ويمكن للمجلس أيضا تنظيم مسابقات في التأليف والنقد المسرحي بأسماء كبار الكتاب والنقاد، وذلك مع طباعة مجموعة الأعمال الفائزة، كذلك يمكن في هذ الصدد إعادة طباعة بعض الإصدرات المسرحية القيمة التي سبق له أصدارها.
×××××××××××××××××××××××××
– الهيئة المصرية العامة للكتاب:
مما لا شك فيه أن “الهيئة المصرية العامة للكتاب” (برئاسة/ د.هيثم الحاج علي) هي الجهة المنوط بها بالدرجة الأولى إصدار الكتب والمطبوعات المختلفة سواء بإعادة نشر بعض الكتب المهمة التي نفذت طبعاتها الأولى أو بتلك الإصدارات الجديدة التي تتوافق مع خطة النشر العام وتحقق هدف التنوير وارتقاء مستوى الوعي بصفة عامة. وتتضمن قائمة مطبوعات الهيئة عددا كبيرا من السلاسل المسرحية والأعمال الكاملة لكبار المسرحيين وبعض الدراسات النقدية المتخصصة والمترجمات المهمة، وبالتالي يمكن إعادة طبع بعض الإصدارات القيمة التي نفذت، مع تنظيم معرض دائم بجميع المسارح طوال العام والبيع بأسعار مخفضة. وإذا كنا نطالب بإعادة طبع بعض المراجع المهمة وفي مقدمتها “قاموس المسرح”، “معجم المصطلحات المسرحية”، فإنني أطالب أيضا بالإسراع في إصدار “موسوعة المسرح المصري المصورة” بأجزائها السبعة عشر، وإعادة طبع كتاب “المسرح المصري .. مئة وخمسون عاما من الإبداع” الذي شرفت بنفاذ طبعته الأولى كاملة.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
– الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية:
تحتفظ “الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية” (برئاسة/ د.هشام عزمي) بمجموعة نادرة من النصوص والدراسات والمراجع والدوريات المسرحية النادرة. وأقترح كخطوة أولى طباعة قائمة بتلك المقتنيات القيمة الخاصة بالفنون المسرحية، وذلك مع تسهيل مهمة الإسترجاع لجميع الباحثين والدارسين. كذلك أقترح إعادة طبع بعض النصوص النادرة والكتب المسرحية المتخصصة وأيضا بعض الدوريات المسرحية المهمة خلال القرن العشرين في طبعات شعبية بأسعار في متناول الجميع.
×××××××××××××××××××××××××
– الهيئة العامة لقصور الثقافة:
تضم “الهيئة العامة لقصور الثقافة” (برئاسة/ د.أحمد عواض) عددا كبيرا من الفرق المسرحية بمختلف الأقاليم، وهذه الفرق تصنف فنيا وإداريا تحت مسميات الفرق: “المركزية”/ “السامر”، “القومية”، “قصور الثقافة”، “بيوت الثقافة”، “نوادي المسرح”، ويمكن لجميع تلك الفرق إذا أحسن توظيفها تحقيق نهضة مسرحية حقيقية في جميع ربوع مصر، وذلك إذا ابتعدت عن التعقيدات الإدارية والمحاولات الساذجة للتسابق للحصول على الجوائز، واهتمت بتقديم تلك النصوص التي تتوافق مع الواقع والقضايا الخاصة بكل أقليم، مع الحرص على تنظيم جولات فنية بالعروض المتميزة، فحينئذ فقط يمكنها القيام بدورها التنويري المنشود في نشر الثقافة والارتقاء بمستوى الوعي والمشاركة في معارك التنمية بتقديم عروض ممتعة محكمة الصنع.
هذا ويمكن أيضا توظيف الإحتفال بهذه المناسبة في استكمال تجهيز بعض المسارح بوسائل التقنيات الجديدة وخاصة أجهزة الإضاءة والصوتيات، وكذلك في إنهاء جميع اشتراطات الأمان والسلامة المهنية المطلوبة والتي أغلق بسببها عدد كبير من المسارح بمختلف الأقاليم.
××××××××××××××××××××××
– أكاديمية الفنون (بمعاهدها المختلفة):
تضم أكاديمية الفنون (برئاسة/ د.أشرف زكي) عددا من المعاهد الفنية المتخصصة والتي يمكنها المشاركة بإيجابية في هذه الإحتفالية وفي مقدمتها “المعهد العالي للفنون المسرحية”، الذي يمكنه إصدار كتاب توثيقي عن المراحل المختلفة لتأسيس وإنشاء المعهد، متضمنا قوائم أسماء جميع الخريجين بالأقسام المختلفة، مع إلقاء الضؤ على أهم إسهامات نجوم كل دفعة بالحياة المسرحية. كذلك يمكن إعادة تنظيم عملية إطلاق أسماء الرواد على قاعات التدريب المختلفة، مع إصدار كتيب بإسهامات كل منهم أو كتاب توثيقي يجمع السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لهؤلاء الرواد جميعا.
ويمكن أيضا توجيه طلاب السنوات المختلفة إلى تقديم عرض توثيقي عن أحد الرواد المسرحيين كل شهر، وهي التجربة التي سبق تقديمها من خلال فرقة المسرح المتجول (موسم 1986/1987) وقدمت خلالها عروض: الجذور، أرزة لبنان، يعقوب صنوع، جورج أبيض. ويا حبذا لو استطاعت إدارة الإكاديمية من خلال التنسيق بين “المعهد العالي للفنون المسرحية”، و”المعهد العالي للموسيقى العربية” إعادة تقديم بعض الأوبريتات الغنائية على مدار العام.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
– قطاع الإنتاج الثقافي (بقطاعاته المختلفة):
يتضمن “قطاع الإنتاج الثقافي” (برئاسة الفنان/ خالد جلال) ثمانية جهات انتاجية وخدمية ومن أهمها في مجال المسرح كل من: البيت الفني للمسرح، البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية، “مركز الهناجر للفنون”، “المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”، ويمكن توظيف الإحتفال بهذه المناسبة في تأسيس واستكمال إصلاح البنية الأساسية، والمقصود بذلك افتتاح دور عرض مسرحي جديدة (أو على الأقل الشروع في بنائها، وفي مقدمتها: مسرح مصر، مسرح السامر)، واستكمال تجهيز بعض المسارح بوسائل التقنيات الجديدة وخاصة أجهزة الإضاءة والصوتيات، وقبل هذا وذاك إنهاء جميع اشتراطات الأمان والسلامة المهنية التي أغلقت بعض المسارح.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
– البيت الفني للمسرح (بفرقه المختلفة):
يضم “البيت الفني للمسرح” (برئاسة الفنان/ إسماعيل مختار) عشرة فرق مسرحية (القومي، الكوميدي، الحديث، الطليعة، الغد، الشباب، المتجول الجديد، القاهرة للعرائس، القومي للطفل، الشمس للإحتياجات الخاصة)، وذلك بالإضافة إلى تأسيس شعبة المواجهة والتجوال بالمسرح الحديث، وجميعها تقدم عروضها بالعاصمة فقط غالبا وذلك باستثناء شعبة المواجهة وعدد قليل جدا من العروض التي تقدم ببعض المصايف.
وأرى ضرورة استغلال الإحتفالية عام 2020 بالحرص على تقديم انتاج مسارح الدولة في جميع الأقاليم، وأيضا بجميع مواقع التجمعات الطبيعية (المدارس/ الجامعات/ المصانع/ .. إلخ)، هذا مع ضرورة التزام كل فرقة بتقديم العروض التي تتوافق مع هويتها، والاهتمام بالقضايا الآنية وعدم الإغراق في الرؤى التجريبية وتقديم الطلاسم، والتي أعدها ترفا فنيا لا تحتاجه حياتنا المعاصرة ولا تتناسب مع التحديات الكبيرة التي تواجههنا.
×××××××××××××××××××××××××
– البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية (بفرقه المختلفة):
يضم “البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية” (برئاسة الفنان/ عادل عبده) ثلاثة فرق مسرحية (الغنائية الإستعراضية، أنغام الشباب، تحت 18) ومنوط بتلك الفرق تقديم الأوبريتات والمسرحيات الغنائية، لذا أتمنى خلال الإحتفاليات بعام 2020 إعادة تقديم أوبريت من الأوبريتات المتميزة كل شهر، ويمكن إقتراح إختيارها من خلال تلك الأعمال التي أثبتت نجاحها لكبار الملحنين: سيد درويش، زكريا أحمد، سيد مكاوي، أحمد صدقي، محمد الموجي، بليغ حمدي مثل: البروكة، العشرة الطيبة، شهرزاد، يوم القيامة، ليلة من ألف ليلة، القاهرة في ألف عام، وداد الغازية، الحرافيش، هدية العمر، ملك الشحاتين.
××××××××××××××××××××××××
– فرق الهواة والفرق الحرة والمستقلة:
سبق أن تقدمت “الجمعية المصرية لهواة المسرح” لوزير الثقافة السابق عام 2016 بمبادرة تقديم ألف ليلة عرض، والتي كانت تعتمد على اختيار أفضل خمسين فرقة من الفرق الحرة والمستقلة والهواة بالجمعية (التي بلغ عددها مائة وستون فرقة بجميع المحافظات) والتنسيق فيما بينها لتقوم كل عشر فرق بتقديم نصوص تتناول بعض أمراضنا الإجتماعية من خلال خمسة محاور (مثل: الإرهاب والتطرف/ الأمية والجهل/ الإدمان/ زيادة النسل/ السلبية)، على أن تقوم كل فرقة بتقديم عشرين ليلة عرض في خمس محافظات كحد أدنى، ليصبح بذلك العدد الإجمالي لليالي العرض: 50×20= 1000 ليلة عرض. وأعتقد أن عام المسرح بهذه المبادرة سوف يؤكد أهمية دور المسرح وسيوضح جليا كيفية مشاركته الإيجابية بمعارك التنمية، وكذلك قدرته على التماس مع الجماهير بكل المحافظات، وكل ذلك بميزانيات رمزية بلغت طبقا للتقدير الأولى خمسة ألاف جنيه لكل عرض، وبالتالي تكون التكلفة الإجمالية 250 ألف جنيه (ربع مليون جنيه) أي أقل من ميزانية عرض صغير بمسارح الدولة!!
××××××××××××××××××××××××××
– المركز القومي للمسرح والفنون الشعبية والإستعراضية:
مهام كثيرة يجب أن يقوم بها هذا المركز الفريد بدوره الحيوي في هذه الإحتفالية الكبرى، وأعتقد أن أولها هي محاولة استكمال تلك الخطط الطموحة (التي بدأها رئيسه الحالي الفنان/ ياسر صادق) باستكمال طباعة الكتب التوثيقة التي كانت قد توقفت طباعتها لعدة سنوات، حيث وصل قطار التوثيق إلى عام 1925 فقط ويجب أن يستكمل بإذن الله حتى عام 1994، كذلك وصل التوثيق للسنوات المعاصرة فقط إلى موسم 2007/2008، وبالتالي يجب استكمال التوثيق حتى عام 2019/2020 خلال العام القادم بإذن الله.
وأطالب المركز بعدم الاكتفاء خلال عام المسرح 2020 بالإصدارات التوثيقية السابقة مع الاستمرار في انجازه المهم بإصدار إثنى عشر عددا من مجلة “المسرح” الشهرية وأربعة أعداد من مجلة “ألوان من فنون” الفصلية بل بالعمل أيضا على إصدار عدة كتب توثيقية جديدة، وأقترح في هذا الصدد إصدار كتب تتناول أنشطة الفرق الصغيرة والمجهولة في مسيرتنا المسرحية (كفرق: المسيري، فوزي منيب، يوسف عز الدين، محمد كمال المصري، بشارة واكيم .. إلخ)، وكذلك مجموعة كتب تتناول أنشطة جميع فرق الدولة. هذا ويشرفني أن أتقدم بإقتراح خاص يمكن أن يساهم كثيرا في هذه الإحتفالية الكبرى ولا يستطيع تحقيقه إلا المركز وهو إصدار “الأجندة المسرحية” لأول مرة (وفيما يلي تصور تفصيلي لها).
ومما لا شك فيه أن قيام المركز بمهامه على الصورة المثلى بالإضافة إلى تحقيقه لتلك الطموحات المنشودة يتطلب بالدرجة الأولى ضرورة مضاعفة الإعتمادات المالية والميزانيات الخاصة به، وذلك مع محاولة تغيير وتطوير بعض اللوائح القديمة حتى تتيح له إمكانية جذب المعونات والإستثمارات أيضا.
×××××××××××××××××××××××××××××
– الأجندة المسرحية:
المقصود بمصطلح “الأجندة المسرحية” هو تخصيص يوم من أيام السنة المتتالية لأحد الفنانين المسرحيين بشرط أن يتوافق ذلك اليوم مع تاريخ ذكرى ميلاده (فالإحتفاء بالفنانين المبدعين يجب أن يكون بذكرى الميلاد وليس بتاريخ الرحيل). ويعني ذلك إختيار 365 فنانا مسرحيا فقط من جميع المبدعين – في مختلف مفرادات العرض المسرحي – خلال مسيرة المسرح منذ نشأته وحتى الآن، وبالتالي يتم طباعة أجندة مسرحية تتضمن في كل صفحة منها صورة أحد الفنانين ونبذة مختصرة عنه لا تتعدى عشرة أسطر (تتضمن تاريخ الميلاد والرحيل والمؤهلات وأهم الإسهامات)، كما يتم طباعة نتيجة مكتب ونتيجة حائط بها بكل صفحة (التي تمثل شهرا من شهور السنة الإثنى عشر) صورة كبيرة لأهم مبدع مسرحي ولد خلال هذا الشهر ثم صور صغيرة لباقي المبدعين الذين شاركوه الميلاد في نفس الشهر.
×××××××××××××××××××××××××××××
ويتضح مما سبق أن هذا الحدث الثقافي والفني حدث مهم جدا ويجب ألا يمر دون الإحتفاء به بالصورة التي تليق بإدراكنا ووعينا وتقديرنا لقوتنا الناعمة وفي مقدمتها الفنون المسرحية، ولذا أهمس في أذن جميع الزملاء والأصدقاء من المسؤولين والمبدعين: “دعونا نتنافس في كيفية تحقيق تلك الطموحات المسرحية، وفي تنظيم تلك الإحتفالية على مدار العام منافسة شريفة، بعيدة عن أي خلافات أو مهاترات أو محاولات لجذب الأضواء بصورة شخصية أو مؤسسية، فالهدف أكبر وأسمى من ذلك بكثير جدا”، أنها بلادنا الحبيبة “مصر” ياسادة وفنوننا المسرحية وقوتنا الناعمة التي حفرت لنا مكانة خاصة في قلوب جميع الأشقاء العرب أفلا يستدعي ذلك أن نتكاتف بصدق وإخلاص ولو لعام واحد ؟؟!!. وأخيرا لا يسعني سوى الدعاء بأن يوفقنا الله لما فيه صالح أوطاننا العربية بصفة عامة وصالح مسرحنا العربي والمصري بصفة خاصة.