ملتقى الدوحة لكتاب الدراما وجائزته .. افاق واسباب وابعاد بمشاركة 29 دولة و 819 كاتباً /بقلم: جهاد ايوب
في زحمة القحط الاجتماعي العربي الذي نعانيه، وتشتت فكر المثقف العربي الذي أصبح مقنناً وموجهاً يرغب بالتراضي حتى تلاشت أفكاره اخذاً بتلاعب في زواريب السياسة حتى لُعب به، وتحرك بغوغائية ضيقة ليصبح كتلة تفرض لا شيئ ذا قيمة تحرك الفعل عند المتلقي، وهذا أصاب كل أنواع الفنون الفردي والجماعي، إلا أن حركة الدراما بأنواعها، وبالأخص التلفزيونية تحديداً رغم انطلاقتها الخجولة في فعل التأثير بدأت مع نهضة الفضائيات تأخذ حضوراً قوياً لاح من خلاله الاستغلال الإنتاجي والسياحي والسياسي، أقصد الدراما أصبحت مؤثرة، أو تصنع حلفاً في الحراك البنيوي لبناء مواطن يؤمن بوجوده جراء فعل الدراما والفن والثقافة كأننا في حرب سلبية على الذات بطلها الكاتب والفنان والدراما!
° المشكلة:
إن غياب اطار الإبداع والتواصل بين الطرح الفني والناس اصبح استراتيجية إعلامية للأسف مسؤولة في شراكة دعم التخلف، ومفصلية في هذا الظرف الحرج والمؤلم، لذلك كان لا بد من تحريك هذا الركود الإعاقة، ليحدث إشارات إيجابية حتى الآن في التمني والانتظار، وقد جاءت من خلال ملتقى كتاب الدراما في الدوحة وجائزته، والغاية منهما تحالف مع الإنسان دون استغلال أو استخفاف بالعقول لتواكب وجودنا المعاصر!
إن غياب الجهة التي تتصالح وتمثل المشاهد، وحصرها برؤية منتج لا يدرك أهمية وخطورة العمل الدرامي إلا من خلال الربح التجاري السريع، ولا يفقه بدور الدراما بل يسعى لمكاسب مالية وهذا من حقه بقدر ما نعانيه في واقعنا الواحد، خاصة أن منطقتنا غير مستقرة ومستمرة، ووضعنا الدرامي وصل إلى مرحلة سيئة، ورغم كل هذا ظهر التعاطف مع فكرة الملتقى عند من أسس وشارك في الدورة الأولى حيث كانت التمنيات بمستوى الأحلام، وايضاً كان التشجيع عند من لم يشارك ايماناً بالتواصل لتحريك ما يمكن، ولكوننا نحتاج إلى أولويات تفكر بأشكال جديدة تستطيع أن تلبي حاجيات إصلاحية تساهم في تطوير العمل الدرامي، وليس تجمعاً لملتقى سنوي( وهذا بعيد عن الفكرة والمسؤولين)، واول الغيث كانت جائزة الدوحة للكتابة الدرامية دون الاهتمام بحلبة غير تقليدية بالمشهد الإبداعي وبدنامكية مستمرة، أقصد الغاية من الملتقى والجائزة رؤية فيها تصور عام منتج وفاعل لعودة الاهتمام بالعمل الدرامي ببعد استراتيجي جاد ورهان للنجاح!
° الملتقى والجائزة:
“ملتقى الدوحة لكتاب الدراما” عمل إصلاحي درامي حالم قد يصبح حالة تصحيحية مع الوقت، وجدية التعامل مع جائزة الدراما التي انبثقت عن المؤتمر الأول لملتقى الكتاب قد تعطي مسؤولية عند الكاتب في بناء شراكة فاعلة، ولحسن الحظ أن الملتقى والجائزة خارج لعبة السياسة بل سياسة تفعيل وتحفيز المبدع العربي كي يزهر دون قيود غبية، وخارج انقلابات الجهل بحجة الرقيب، لذلك جاءت قيود الجائزة فنية أخلاقية تطويرية، وليست حالة من الجمود الفكري مع ابتسامة الحرب المفتوحة بين الإبداع وشروط المظاهر والعراضات الشخصانية، وتجمعات للعشاء والصورة خارج نظام النجاح والاختلاف والتميز!
الملتقى بين التظاهرة الأولى، والاستمرارية الثانية نستطيع القول من خلال المراقبة والمتابعة والمشاركة في حينه، ومن خلال عناوين الجلسات رغم أهمية المحاضرين والمشاركين، وقيمة المحتوى المطروح أننا لا نزال ندور في لعبة التنظير المكثف، والشكوى القديمة الجديدة وعلى ما يبدو أبدية، لذلك لا بد من قراءة موضوعية للحدثين بحيادية من أجل الإفادة في تحقيق الغاية والهدف والحلم!
يتطلب للملتقى روافد ضرورية تعتمد على إبقاء الندوات مع الاخذ بعين الاعتبار والأهمية أسباب إخفاق او نجاح الدراما، مشاكل واقعية تحدث في العمل الدرامي وليس مهما البوح فقط عن الإعاقات الانتاجية لاغين بذلك معانات الكاتب والفني والفنان!
لا بد من ورش تذهب إلى المعنيين، والطامحين لفهم هذا الرافد الدرامي.
الذهاب إلى الجامعات والثانويات والمدارس لخوض حوارات تُعرف الطلاب على جهود الدراما، وتُعرف أهل الدرامي والمنظرين والفاعلين واللاعبين فيها على متطلبات أجيال المستقبل وأحلامهم وما يعنيهم! الابتعاد عن الصالات المغلقة في طرح الشكوى والقضية، واختيار أماكن إعلامية واجتماعية فاعلة ” صحف، ومجلات، وفضائيات،
ومواقع تواصل، وجمعيات معنية” لعقد عناوين مشتركة للحوار، وهنا نبتعد عن جعل الندوات في قالب جامد ومتخصص أكاديمي. اصدارات ضرورية عن فعاليات الملتقى، واستغلالها إعلامياً والاستفادة من ضيوفه.
جلسة نقدية ضرورية مع نهاية كل ملتقى يشارك فيها الجميع من أجل الإفادة الفاعلة خارج المجاملات، ومن ثم يسطر ما خرج عنها بجلسة خاصة ومغلقة للمشرفين والأمناء والمسؤولين عن الملتقى من أجل التطور، والوصول إلى تحقيق هدف الحلم الذي ظهر.
° الجائزة
لا خلاف أن انبثاق جائزة من الملتقى قيمة إضافية من ذهب الحراك، وهي رافد مفيد تصنع منافسة تصب في صالح الدراما بكل أنواعها، ومع الأيام ستصبح أكثر انتشاراً وغاية لكل عامل في الدراما. خيارات الجائزة إصلاح الواقع الدرامي وطرح ثوابت فكرية تخوض بمنهجية ترتبط بالإبداع الذي نراهن عليه من أجل إعادة بناء الجسم السليم في البنية الدرامية لنص يشبهنا، ويصفعنا، ويدفعنا إلى تطوير الحالة الواقعية خارج ما نشهده من تراجع واضح في الارباك والارتباك في الدراما العربية!
الجائزة لا تستغل الماضي بل تحاكمه سلوكياً من أجل التطور والسعي للتعلم، الجائزة بنيوية لدفع الكاتب الفنان ليكون شريكاً في البناء وليس مجرد عابراً للسبيل والسلام!
جائزة الدوحة للكتاب الدرامية أمال استراتيجية منظورة وفاعلة، وأمل في مشروع تشاركي فني، وتوسعي بنائي مستقبلي، ورغم أنها في دورتها الأولى ضمت لجنة التحكيم الخاصة بها حوالي 12 ناقداً ومحكماُ من مختلف التخصصات الأدبية لا يعرفون بعضهم، ولا أحد يعرفهم غير الأمانة العامة.
ووصل عدد الدول المشاركة إلى 29 دولة منها فرنسا، وسنغفورة، وبلجيكا، وبريطانيا، وأميركا، واستراليا، والصومال، والسويد، والسعودية، والدنمارك، والبحرين، وموريتانيا، وليبيا، وكندا، وألمانيا، والكويت، واليمن، وقطر، ولبنان، وتونس، والسودان، وسلطنة عمان، وفلسطين، والأردن، والعراق، و الجزائر، وسوريا، والمغرب، ومصر.
ووصل عدد المشاركين إلى 819، وزعت كما يلي:
ـ عدد المشاركين في السيناريو التلفزيوني 77 من 15 دولة,
ـ عدد المشاركين في السيناريو السينمائي 426 من 21 دولة,
ـ عدد المشاركين في النص المسرحي 316 من 22 دولة,