الطوق والأسورة .. لماذا ؟/ محمد الروبي
أن يفوز عرض (الطوق والأسورة) هذا العام بجائزة أفضل عرض متكامل في مسابقتين هما الأكبر في الوطن العربي (المسرح العربي- يناير، قرطاج – ديسمبر) فلابد أن نسأل لماذا-؟ بل إن السؤال يزداد إلحاحا إذا ما تذكرنا أن العرض نفسه سبق وأن فاز بجائزة المهرجان التجريبي في دورته الـثامنة أي منذ 23 عاما !!
البعض اتخذ من هذا الفوز المتتالي دليلا على (إفلاس المسرح المصري) معتمدين على أن عرضا أنتج منذ ما يقارب ربع القرن ومازال قادرا على المنافسة بل ويحقق فوزا كبيرا فهذا يعني أن المسرح المصري مات منذ (ربع قرن). وهي وجهة نظر أصفها بالمتطرفة ولنا في ذلك حديث تفصيلي.
بعض آخر كان على النقيض تماما إذ رأى أن فوز (الطوق والأسورة) في قرطاج (تحديدا) هو دليل ناصع على قوة المسرح المصري. وهي أيضا وجهة نظر متطرفة بل وأظنها ساذجة.
بداية لابد أن نعترف أن نجاح عرض مسرحي أو إخفاقه في مهرجان ما لا يكفي أبدا -بل لا يصح- أن يكون حكما على مكانة المسرح. فللمهرجانات ظروفها الخاصة أهمها أن النجاح والإخفاق مرهونان بمستوى العروض المشاركة في المهرجان ، فلجان التحكيم تختار من المعروض أمامها. إذ ربما يخفق عرض مسرحي جيد في الحصول على الجائزة لأن منافسيه كانوا على مستوى عال في هذا العام وفي تلك المسابقة. والعكس أيضا صحيح إذ من الممكن أن ينجح عرض ما في الحصول على جائزة رغم كونه عرضا عاديا وذلك لأن المعروض أمام لجنة التحكيم في هذه المسابقة وذلك العام أكثر ضعفا. إذن دعونا نتفق على أن الفوز والخسارة ليسا دليلا على مستوى المسرح في بلد الفائز أو الخاسر.
ما يهمني شخصيا في فوز (الطوق والأسورة) بجائزة قرطاج ومن قبلها جائزة المسرح العربي في العام نفسه أمران أراهما من وجهة نظري المتواضعة هما الأجدر بالاهتمام والتوقف عندهما طويلا. الأمر الأول يخص أهمية الـ(ريبورتوار). وهو ما سبق وأن كتبت عنه مرارا وتكرارا. فإعادة تقديم العلامات من عروضنا المسرحية مهم على أكثر من مستوى، بدءا من اتاحة الفرصة للجمهور ومن بعده المبدعون الشباب لمشاهدة ما لم يشاهدوه من قبل. مرورا بأن هذه المشاهدة ستفتح بابا للنقاش حول كيف كنا وماذا علينا أن نفعل لنستكمل طريقنا، انتهاء بأن المكانة المسرحية في أي بلد ما تقاس دوما بما قدمه هذا البلد على مدار تاريخه.
الأمر الثاني يخص العمل نفسه وما يطرحه (فنيا واجتماعيا). وبرأيي أن أجمل ما طرحه عرض الطوق والأسورة هو ما يمكن وصفه بالإجابة عن السؤال الأزلي (المسرح لماذا؟). فالعرض طرح قضية اجتماعية ما تزال تشغلنا (رغم قدم تاريخ الأحداث التي يدور حولها العرض) .. وثانيا أنه قدم هذه القضية بأسلوب فني يتسق وما يطرحه وباختزالات فنية تؤكد القاعدة الذهبية التي تقول (ما يمكن الاستغناء عنه يجب الاستغناء عنه) فخرج العرض لافظا للزوائد الإخراجية التي يظنها بعض المخرجين الآن من موجبات الإبهار واستعراض العضلات.
مرة أخرى أؤكد على أن فوز الطوق والأسورة بالجائزة الكبرى في أكبر مهرجانين عربيين لا يجعلنا أبدا أن نتخذه حكما على حال المسرح المصري الآن وفقا لأي من النظرتين المتطرفتين . فحال المسرح المصري تتحكم فيه عناصر كثيرة بدءا من الرقابة مرورا بآليات الإنتاج وصولا إلى قلة عدد دور العرض. فدعونا نفرح بفوز (الطوق والأسورة) على ألا يغيبنا هذا الفرح عن مشكلات يجب أن نواجهها بصدق مع النفس وبعلم … فهل نفعل؟
البعض اتخذ من هذا الفوز المتتالي دليلا على (إفلاس المسرح المصري) معتمدين على أن عرضا أنتج منذ ما يقارب ربع القرن ومازال قادرا على المنافسة بل ويحقق فوزا كبيرا فهذا يعني أن المسرح المصري مات منذ (ربع قرن). وهي وجهة نظر أصفها بالمتطرفة ولنا في ذلك حديث تفصيلي.
بعض آخر كان على النقيض تماما إذ رأى أن فوز (الطوق والأسورة) في قرطاج (تحديدا) هو دليل ناصع على قوة المسرح المصري. وهي أيضا وجهة نظر متطرفة بل وأظنها ساذجة.
بداية لابد أن نعترف أن نجاح عرض مسرحي أو إخفاقه في مهرجان ما لا يكفي أبدا -بل لا يصح- أن يكون حكما على مكانة المسرح. فللمهرجانات ظروفها الخاصة أهمها أن النجاح والإخفاق مرهونان بمستوى العروض المشاركة في المهرجان ، فلجان التحكيم تختار من المعروض أمامها. إذ ربما يخفق عرض مسرحي جيد في الحصول على الجائزة لأن منافسيه كانوا على مستوى عال في هذا العام وفي تلك المسابقة. والعكس أيضا صحيح إذ من الممكن أن ينجح عرض ما في الحصول على جائزة رغم كونه عرضا عاديا وذلك لأن المعروض أمام لجنة التحكيم في هذه المسابقة وذلك العام أكثر ضعفا. إذن دعونا نتفق على أن الفوز والخسارة ليسا دليلا على مستوى المسرح في بلد الفائز أو الخاسر.
ما يهمني شخصيا في فوز (الطوق والأسورة) بجائزة قرطاج ومن قبلها جائزة المسرح العربي في العام نفسه أمران أراهما من وجهة نظري المتواضعة هما الأجدر بالاهتمام والتوقف عندهما طويلا. الأمر الأول يخص أهمية الـ(ريبورتوار). وهو ما سبق وأن كتبت عنه مرارا وتكرارا. فإعادة تقديم العلامات من عروضنا المسرحية مهم على أكثر من مستوى، بدءا من اتاحة الفرصة للجمهور ومن بعده المبدعون الشباب لمشاهدة ما لم يشاهدوه من قبل. مرورا بأن هذه المشاهدة ستفتح بابا للنقاش حول كيف كنا وماذا علينا أن نفعل لنستكمل طريقنا، انتهاء بأن المكانة المسرحية في أي بلد ما تقاس دوما بما قدمه هذا البلد على مدار تاريخه.
الأمر الثاني يخص العمل نفسه وما يطرحه (فنيا واجتماعيا). وبرأيي أن أجمل ما طرحه عرض الطوق والأسورة هو ما يمكن وصفه بالإجابة عن السؤال الأزلي (المسرح لماذا؟). فالعرض طرح قضية اجتماعية ما تزال تشغلنا (رغم قدم تاريخ الأحداث التي يدور حولها العرض) .. وثانيا أنه قدم هذه القضية بأسلوب فني يتسق وما يطرحه وباختزالات فنية تؤكد القاعدة الذهبية التي تقول (ما يمكن الاستغناء عنه يجب الاستغناء عنه) فخرج العرض لافظا للزوائد الإخراجية التي يظنها بعض المخرجين الآن من موجبات الإبهار واستعراض العضلات.
مرة أخرى أؤكد على أن فوز الطوق والأسورة بالجائزة الكبرى في أكبر مهرجانين عربيين لا يجعلنا أبدا أن نتخذه حكما على حال المسرح المصري الآن وفقا لأي من النظرتين المتطرفتين . فحال المسرح المصري تتحكم فيه عناصر كثيرة بدءا من الرقابة مرورا بآليات الإنتاج وصولا إلى قلة عدد دور العرض. فدعونا نفرح بفوز (الطوق والأسورة) على ألا يغيبنا هذا الفرح عن مشكلات يجب أن نواجهها بصدق مع النفس وبعلم … فهل نفعل؟