نص مسرحي:"المحكمة" / تاليف: محمد عبد الخضر الحسيناوي

(خارج حدود الزمان والمكان)

صوت من خارج المسرح (المسرح مظلم اثناء الحديث انارة حمراء تنير وتنطفئ ترافقها موسيقى صاخبة، تنطفئ الانارة كليا في نهاية الحوار لتعاد الانارة الاعتيادية عند كلمة محكمة)
الصوت: شكلت المحكمة الخاصة بناءا على الدعوى المقدمة من المقتول 203 والمقتول 80 في القضية المرقمة 0000 على المدعى عليهم المتوفي 63 والسيد 207 برئاسة القاضي المرحوم 102 وعضوية النائبين النائمين 105 و106 في تاريخه وساعته وتم الاحتفاظ بسرية الأسماء حفاظا على ديمومة المحكمة من الراي العام محكمة
(صمت)
(يفتح الستار منصة وهمية يجلس عليها ثلاثة القاضي اطولهم وبجانبه الايسر النائب الأول وعلى يمينه النائب الثاني وضع فوق رؤوسهم كبوس اسود ويسار المسرح منصة يقف عليها المدعي العام يرتدي لباس المهرج وعلى يمين المسرح اثنان بملابس بيضاء يفترشون الأرض بأوضاع مختلفة كأنهم اموات).
القاضي: قرارات هذه المحكمة لا يعلو عليها اي قرار مهما تعددت أطرافها وهي ملزمة للجميع
المدعي: (بخوف وتحذير) سيادة القاضي قرارات ملزمة للجميع الجميع
القاضي: (مترددا) اجل، ربما، لا يهم انها ملزمة للجميع
مقتول/1: (وهو نائم) حتى هنا (تحدث صرخات وضوضاء بين المؤيد والرافض)
القاضي: سكوت (يضرب بالمطرقة التي يمسك بها) محكمة سكوت، هل اكتمل عدد المدعين والمدعى عليهم
المدعي: لا يكتمل ابدا اخترنا منهم هؤلاء والبقية تأتي
القاضي: لا يهم، سكوت، المدعي تفضل
المدعي: شكرا سيدي الرئيس
القاضي: (مقاطعا) لست رئيسك ولا سيدك اترك تلك الكلمات واجعلها تمر بسلام
المدعي: القاضي المحترم
القاضي: ولا تلك
المدعي: القاضي والمستشارون ال….. لا يهم، القضية التي امامكم غير مكتملة الركائز
القاضي: كيف أوضح أكثر
المدعي: اين محامي المتهمين اين محامي المشتكي
القاضي: اترك تلك الركيزة كل منهم يدافع عن نفسه
النائب/1: ولكن ستكون ثغرة في تلك القضية
القاضي: دعنا نغلق الثغرات الماضية أولا لتكون ثغرة أخرى تفسد ما تم
النائب/2: يمكننا ان نشترك كلنا بالدفاع والهجوم
القاضي: رأي مقنع ليكن هذا، هل هذا يكفي لسد الثغرة أيها المدعي
المحامي: (يدخل من جانب المسرح هزيل في كل شي هندامه وشكله وجسمه) هل تأخرت، ربما تأخرت بعض الوقت لأني كنت في الضفة الأخرى والعبور بين الضفتين امر مهلك لكثرة العابرين كلهم يأخذون العبور بلا عودة سواي امتلك باجا يسمح لي بالعبور والعودة وسينتهي قريبا
القاضي: من انت يا هذا وكيف تقاطع المحكمة بعد انعقادها
المحامي: اعتذر منكم (يعدل ملابسه) انا المحامي أ.
القاضي: (مقاطعا) لا تنطق اسما هنا لم تعد حاجة للأسماء
المحامي: ولكني سأعود
القاضي: لو عدت، سنكتفي برقم يتأرجح وليكن رقمك صفر
المحامي: صفر
القاضي: تدافع عن اية جهة
المحامي: المجني عليهم
القاضي: من خولك هذا
المحامي: انا تبرعت
القاضي: لا نحتاجك واياك ان تتكلم بدون اذن مني فهمت
المحامي: لماذا يا..
القاضي: (مقاطعا) لأننا اختصرنا الأشياء ولا يمكن ان تكون محامي لجهة بينما الجهة الأخرى لا يوجد من يدافع عنها
المحامي: لا مشكلة انا ادافع عنها أيضا
القاضي: تدافع عن الجاني والمجني عليه
المحامي: نعم ادافع عن الجميع
القاضي: ما هو راي هيئة المحكمة
المدعي: لا مانع ربما يسهل علينا بعض الأمور
النائب/1: بشرط ان لا يكون ثرثارا
المحامي: (يضع يده على فمه) سأكون كما تريد
النائب/2: ليكن هذا حتى تكتمل الركائز كما نوه عنها المدعي
المحامي: كلام سليم وسأقبض من الطرفين
القاضي: لا تتكلم بدون اذن مني والا حبستك 24 ساعة
المحامي: قبل هذا الوقت سينتهي كل شيء ولا يمكنك تركي بهذا الضياع
القاضي: سأفعل إذا لزم الامر الصمت، كن حذرا فهمت
المحامي: فهمت، او ربما فهمت
القاضي: الان اكتملت ركائزك أكمل أيها المدعي
المدعي: ضبابية الموقف الذي دعينا اليه، لا نفهم باي فقرة او سند قانوني يحاكم عليه المدعى عليهم أيها السادة الا تعتبرون بان كل شيء انتهى ليعقد الصلح بين الجميع وتغلق تلك الدعوى كأي دعوة أخرى غلقت
المحامي: لا لن أوافق على غلق الدعوى والصلح
القاضي: الم احذرك، عن ايهم تتحدث الجاني ام المجني عليهم
المحامي: عن نفسي لان اجوري ستنتهي هي أيضا
القاضي: لن اعيدها مرة أخرى عد الى مكانك ولا
المحامي: فهمت اغلق فمي
القاضي: أكمل
المحامي: (يقفز من جديد) يا سيادة ال..
القاضي: (مقاطعا) اجلس انت ولا تتكلم حتى تنتهي الجلسة، أكمل أيها المدعي
المدعي: كما نوهت لكم سابقا بان هذه الجلسة الأولى وخير الأمور ان لا تتفرع وتتوسع ويتألم شخص اخر الصلح خير
(المقتول 1+المقتول 2 ): (ينهضون بملابسهم البيضاء كأنها اكفان بصوت عال) لا.. لا نتنازل ابدا لا يمكن ان يتساوى القاتل والمقتول (صمت)
القاضي: الصلح خير وقد انتهى كل شيء
المقتول 1: والدماء التي ماتزال بأكفاني
القاضي: تزول
المقتول 2: من يزيلها ويعدنا من جديد
المدعي: كان مقترحا ولا يمكننا الضغط على المجني عليهم اطلب من عدالة المحكمة البدء بالمحكمة
القاضي: المتهم الأول
صوت: المتهم الأول 63
(يدخل المتهم 63 يرتدي ملابس الكابوي الأمريكي يحمل عظم فك في فخذه الأيمن يسير بهدوء بين الجميع ويتفحصهم بنظرات استهزاء يقف بين القضاة والمدعي)
القاضي: يمكنك الوقوف بهذا المكان (إشارة الى الجهة الأخرى)
المتهم 1: هل تطلب مني ام تامرني
القاضي: هو طلب هيئة المحكمة
المتهم 1: لا باس (يتحرك للجهة الأخرى)
المدعي: ان هذا المتهم الماثل بين عدالتكم سبب الأذى النفسي والجسدي
مقتول 1: لم يسبب الأذى بل دمر كل شيء
القاضي: (مقاطعا) لا تتكلم الا بإذن المحكمة
المدعي: الملف بين ايديكم وكل شيء موثق
القاضي: هل تود الإضافة، لا توجد المدعى عليه الأول ما هو الضرر الذي لحق بك من المتهم تكلم
مقتول1: لم يكن ضررا بل دمر أجيالا وزرع الرعب بأجيال أخرى كان يحكم بالسوط يتلذذ بقتل الأبرياء
القاضي: لا تخرج عن الموضوع ولا تعمم تكلم عن نفسك انت او تترك للدفاع الحديث
مقتول1: كل الجرائم تتشابه وما كان لي جرى لغيري كان لي فكر غير ما يسوقون له اكتب مقالات وكتب توثق الحقبة السوداء التي كنا بها كتبت عن عائلة تبعثرت اشلاؤها تحت أنقاض البيت بعدما صدرت الأوامر ادفنوهم احياء لأنهم ضيفوا هاربين من الموت كانت تلاحقهم دوريات القتل والترهيب لم يكن أبا احمد صاحب الدار سوى رجل بسيط لا ينتمي لأي فكر او توجه يأخذ كل يوم عربته الصغيرة بعد ان تجهزها ام احمد بال باقلاء ليبيعها ويجلب بثمن ما باع الاكل يطعم به ستة أطفال.
متهم1: كانوا مخربين
مقتول1: (مقاطعا) كانوا يبحثون عن وطن، كانوا يبحثون عن وطن الوطن الذي لم نراه، وكتبت عن الشباب اللذين قطعت اذانهم
متهم1: متخاذلون
مقتول1: (مقاطعا) بل زهور ترفض القتل والدمار تعشق الحياة لا تنتمي لمنظومة السوط والجلاد لا يرغبون القتل والقتال من اجل القتل ولا غير القتل كتبت عن قطع اللسان لمن قال الحقيقة
متهم1: انهم يستهزؤون بي
مقتول1: انهم قالوا الحقيقة، الحقيقة التي تخشاها لتخرس افواههم
المحامي: يا سيادة القاضي ان الحقيقة تكمن
القاضي: اجلس من حيث اتيت ولا تتكلم الا بإذن مني
المحامي: (يعود ويجلس في مكانه) كنت أحاول منع النزاع
القاضي: لن تكون ما دمت تدافع عنهما القاتل والمقتول
المحامي: لن أتكلم ما دمت سأقبض اجوري
متهم1: لا تملكون الصلاحية لمحاسبتي
القاضي: نملك كل شيء ما دمنا بهذا الضياع
متهم1: لن تتمكنوا مني
مقتول1: بل نتمكن منك لأنك فقاعة فارغة الا تذكر اين اختبأت ومن أي جحر اخرجوك
متهم1: لا اذكر شيئا ولا اريد ان أتذكر انا قوي
القاضي: محكمة (يطرق بقوة)
متهم1: لست وحدي من قتل ذيولي كانت تقتل لست خائفا (يجلس بوضع القرفصاء وهو مهزم يترنح ويحاول الاختباء) انا احمل اوسمة وبطل انا لن اسمح ان أكون فقاعة انا فقاعة تبحث عن ملاذ لن اسمح لكم بقتلي انا مازلت، اين اختبئ لا اريد ان لا اتركوني لا اريد ان أرمي بين انياب الجحيم لا (يختفي بعمق المسرح)
القاضي: افتحوا له البوابة
مقتول1: نلاحقك بأكفاننا ولعنات الأرض والسماء تلاحقك لن تهدأ الجراح والالام لا لن تهدأ وسجلوا بأقلامكم وعقولكم بان الذي استباح دمائنا لن يستقر الا في صقر لن نتركه لا لن نتركه (يصول بين الحاضرين ويختفي في عمق المسرح)
المحامي: هل فقدت اتعابي تبخر القاتل والمقتول من يعطيني اتعابي
القاضي: عليك ان تحمد الله مازال راسك يترنح فوق رقبتك
المحامي: جئت بضمانتكم ولن اذهب بلا رأس.
القاضي: مازال امامك الكثير
المحامي: لن أتكلم ابدا
القاضي: بل عليك ان تتكلم في القضية التالية
المحامي: وأخيرا عرفت هيئة المحكمة بقدراتي. السيدات والسادة
القاضي: اخرس ولا تتكلم
المحامي: لست افهم ما تريد
المدعي: لا تتكلم الا بأذن المحكمة هل فهمت الان
القاضي: ناد على المتهم والمجني علية الاخر
المدعي: المتهم 207 والمجني علية 203
المقتول 2: انا مازلت انتظر وسأنتظر حتى يأخذ حقي
المدعي: المتهم لم يصل بعد
المقتول 2: ولن يأتي
المحامي: هل هو مازال في الضفة الأخرى لا يمكنني الانتظار أكثر ربما يغلق طريق العودة
القاضي: تنتظر والا فتحنا لك البوابة
المحامي: البوابة لا انا ضيف عليكم ولا يمكنكم حرق الضيف اقصد من باب الكرم والشهامة
القاضي: هل انت واثق بانه سياتي
المدعي: هكذا قال ولكنه لعوب كما تعرف
المحامي: هل اعرفه مازال معي بالضفة الأخرى
المدعي: سمعت من هو انه 207
المحامي: (يرتعب) اتقصد هو لا غيره 207 هل يعقل هذا لا انا انسحب لن أكمل معكم
القاضي: ومن قال لك بانك تتكلم انت تصمت لن نحتاج دفاعك
المحامي: ولا هذا سيادة القاضي انا لست اهلا لكل هذا أنتم عبرتم ولا يهمكم شيء ولكني مازلت هناك وهو معي لي أطفال وعائلة
القاضي: لن يستطيع ايذائك
المحامي: اااااااااااااه هناك يسرقون باسم الدين ويحتالون على الكتاب انت ربما لا تعرفهم ولكنهم يسرقون مال اليتم ويأكلون السحت ويحللون الكبائر انا لن أضحى بما تبقى لي من عمر اعتبر مرافعتي هدية مني اليكم سأرحل بهدوء ورحيلي لن يؤثر عليكم كما قلت
المقتول 2: وتتخلى عن القضية وانت من اقسم على الحق
المحامي: أي حق واي باطل اختلطت علينا حتى استفحل الباطل وتصورنا بانه الحق
المقتول: كن قويا
المحامي: لست قويا اعترف بهذا انا لست قويا هؤلاء لا تسمية لهم لا تنفع القوة والحق ينطقون بالحق ويفعلون الباطل يبكون في صلاتهم ويسرقون الايتام انا جبان واعترف ارجوك دعني ارحل او اقولها لك لن احتاج موافقتك سأرحل قبل ان يراني لن أبقى حتى يأتي ان شئت افتح البوابة لا اخافها ولكنك لن تفعل سأعود من حيث اتيت سأرحل (يهرب بسرعة وخوف ويختفي)
القاضي: يا للخيبة وتنتظرون منهم الإصلاح والتغيير اغلبهم مثل هذا
المدعي: لا حل امام هيئة المحكمة سوى
القاضي: (مقاطعا) سوى ان تحل هذه المحكمة خيبة الامل التي خلفها هذا الهزيل تسربت لهيئة المحكمة
المدعي: ولكن
القاضي: لم يعد سوى انا وانت وهذا الضحية اما هؤلاء (يشير الى النواب) النواب منذ بدء الجلسة وهم نائمون يتمتعون بأحلام الراتب والامتيازات والصفقات اجلس أيها النائب وانت
النائب 1: نعم انا معكم سمعت كل شيء ولكني غير مقتنع
القاضي: باي شيء
النائب 1: نحتاج الى مخصصات إضافية بدل اطعام ونوم وسفر وو
القاضي: (مقاطعا) اعتقد بانك مازلت نائما نومك أفضل من جلوسك نحن في المحكمة يا سيادة النائب
النائب 1: اه اعرف هذا اعرف اعتذر منك
القاضي: وانت
النائب 2: انا مازلت أفكر كيف يمكننا اقناع المجني عليه بالعدول وانهاء ما نحن به
المقتول 2: لن تهدأ الأرض ولا تدور الا بالحق
القاضي: لن يأتي كنت اعرف هذا لأنه يخشى المجابهة
المقتول 2: ولكنه سياتي لا مهرب له
المدعي: الوقت ثمين ولا يمكننا الاستمرار
القاضي: النداء الأخير وسيكون الحكم غيابيا
صوت: المتهم رقم 207 النداء الأخير / المتهم   207 النداء الأخير
المدعي: لا خيار لهيئة المحكمة سوى الاستمرار والحكم غيابيا
المقتول2: يهرب وتعقد الصفقات ويبرأ
المدعي: كما هي الصفقات السابقة
القاضي: نكمل الجلسة ماهي دعوتك على المتهم 207
المقتول 2: كما ترى وتعلم كنا نحلم بحياة أفضل لا اعرف نواياه ولكني أحب الأرض التي ولدت بها عندما احتاجتني نسيت كل شيء حتى طفلتي الوحيدة حملت كفني ورحلت لأدافع عنها تركت دراستي وعملي وكل شيء سلمني مع الاف مثلي للأعداء بعدما قبض الثمن وسرق الأرض وما بها, تاجروا بنا لنتمزق نحن واطفالنا
المحامي: (يدخل مسرعا وفي حالة هستيرية) اغلقوا العبور كنت اعرف هذا لقد اغلقوا العبور اين اذهب الان لا طريق لي ولا عودة لا تقل لي اهدأ انتهى كل شيء وبقيت عالقا بين الضفتين
القاضي: انت ثانية ما بك الم احذرك ذهبت بغير اذن مني وعدت بصراخ وعويل
المحامي: الم تسمع لقد اغلقوا العبور للضفة الأخرى أنتم لا يهمكم هذا بالتأكيد لأنكم هنا ولكن انا كيف اعبر هل يعقل بان عبوري كان باتجاه واحد، انظر بعيوني او بشعري ربما قلبي هل مازال ينبض ام توقف مثلكم هل انا حي ام ميت
المدعي: اهدأ ولا تصرخ هكذا من اغلقها الان سيفتحها ربما خلل فني
القاضي: ربما خلل فني
الكل: ربما خلل فني
المحامي: (صراخ وعويل) خلل فني، خلل فني كل الأشياء التي ترحل ولا تعود سببها خلل فني الانفجارات والسرقات والحرائق والمشاريع الوهمية سببها خلل فني ومن يعاقب هذا الخلل الفني
مقتول2: هكذا قالوا عنا خلل فني
المحامي: سمعت كل الأمور التي يصنعونها أسبابها
الجميع: خلل فني
المحامي: مبنى ومشفى يبنى وتصرف الأموال وتسرق لمشروع وهمي والسبب
الجميع: خلل فني
مقتول2: انسان يقتل امام الناس والسبب
الجميع: خلل فني
المحامي: أموال تغرق في حصالة محكمة، دائرة العقود في الوزارات تحرق والسبب
الجميع: خلل فني
المحامي: وانا سأقتل امام الجميع وبالتأكيد سيكون
الجميع: خلل فني
المحامي: لا.. لا اريد ان اقتل اريد ان اهرب افعل شيئا يا
القاضي: اهدأ يا هذا لا ينفعك الصراخ وكن قوي.
المحامي: أكون قويا اجل يجب ان أكون قويا وكيف أكون قويا يا هذا وانا عالق هنا لا وجود للاختباء ولا تتصور بان هذه لعبة يمكننا الانسحاب منها كل شيء تم تدوينه هناك وانتهى الامر انتهى امري سأكون كما كان فلان وفلان وكما أنتم، رحمه الله.
القاضي: (يطرق بقوة) محكمة
المحامي: أي محكمة هذه ابحث لي عن مخرج ولا تتركني بين عالمين لا وجود لي ولا عدم
القاضي: سبق ان حذرتك
المحامي: وكرر كل لحظة تحذيرك انا السبب انا استحق هذا
القاضي: لم ندعوك ولكنك اتيت
المحامي: غبي، اعرف هذا انا السبب، الطمع يا سيدي الطمع اعترف بهذا واستحق العقاب ولكن لا يكون عقابي هذا بغلق البوابة وبقطع الطريق لأكون العالق ما بين هذا وذاك
المدعي: لا خيار لنا سوى اكمال المحاكمة
المحامي: محاكمتي
القاضي: اهدأ يا هذا، المحكمة عقدت لمحاكمة المتهمين
المحامي: لن أتكلم ولكن ابحثوا لي عن طريق لأعود
القاضي: ستعود حتما ستعود والا ما فائدتك هنا وانت مثل الذين هناك الخوف يحتويك والفأر بعقلك
المحامي: أي الاوصاف التي تنعتني بها لا اهتم لها لي أطفال وزوجة هناك ولا صحبة لي هنا
المدعي: كلنا أصحاب لك لا تهتم
المحامي: نعم ولكني مازلت حي أتكلم واتنفس
المدعي: ونحن كذلك
المحام: لا، لا اريد هذا هل عقدتم العزم على بقائي
القاضي: لا حكم لنا بهذا
مقتول2: يا سادة ابتعدتم كثيرا
المحامي: ابتعدنا بلا ابتعدنا حتى تلاقينا وسنبقى هنا دائما
القاضي: ليهدأ الجميع وننهي بالنداء الأخير ناد على المتهم 207
(يدخل الحجي ملتح يحمل الكثير من القلائد والسبحة التي تطوق عنقه وبيده الأخرى ماسكا بسبحة اخرى يلتحق به مجموعة من الرجال لا يختلفون عنه بالشكل والمظهر يرتعب الجميع ويغيرون اماكنهم)
الحجي: لا داعي لندائك الأخير كي لا يكون الموت الثاني
القاضي: من تكون
الحجي: انا الحجي
القاضي: ومن تكون
الحجي: لم تسمع بعد قلت لك
القاضي: (مقاطعا) عرفت هذا ولكن ما أكثر الحجاج عندكم ايهم انت
الحجي: جئت نيابة عن الحجي 207
القاضي: المتهم 207
الحجي: نحن لا نتهم
مقتول2: أنتم من دمر كل شيء ودمائي تشهد بهذا
الحجي: ربما كانت غلطة ملف وانتهى
مقتول2: حسبي الله ونعم الوكيل هو الفيصل بيني وبينكم حسبي الله ونعم الوكيل (يخرج مقتول2 وهو يردد الكلمات الأخيرة)
الحجي: لا صبر لكم كل هذا من اجل سنوات قليلة
المدعي: لستم اهلا لها
الحجي: ماذا قلت وهل كان اهلا لها
القاضي: محام المجني عليه
المحامي: انا، انا لست محامي كانت غلطة امي ان تراني محامي ابدا لم ارغب دخول القانون كنت أكره شيئا اسمعه هو القانون ولكن شاءت الاقدار وتم قبولي في كلية القانون صدقني لا اريدها
الحجي: استغفر الله (يشير بالسبحة التي يمسكها على جماعته) استغفر الله (يخرج كل منهم هراوة من تحت ملابسه يزداد الرعب بين الحاضرين يترك المنصة القاضي ومن معه ويهربون خارج المسرح بصعوبة)
المحامي: وانا أي طريق اذهب (يهرب بالاتجاه المعاكس)
الحجي: استغفر الله من كل ذنب لن تهربوا ولن تصحو، حتى بأحلامكم نكون، لأنكم ارتضيتم هذا استغفر الله
(أصوات وصيحات كثيرة تنادي: هذا هو الظلم، أنتم بلاء، اتركونا وعودوا من حيث اتيتم) (يصاب الكل بفزع ورعب يتحركون باتجاهات مختلفة ويغادرون المسرح)

انتهـــــــــــــــــــت

 
محمد عبد الخضر الحسيناوي (الاحد 4/8/2019 الساعة 2:30 صباحا)
 
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت