هل فازت مصر بمؤامرة؟!/ محمد الروبي
حول الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي
شهدت الدورة الـ12 لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت هذا العام بالعاصمة عمان، حضورا مصريا لافتا على مستوى الأبحاث الفكرية وعلى مستوى كتابة النصوص سواء الموجهة للطفل أو الموجهة للكبار. في حين شهدت حضورا باهتا على مستوى المشاركة الفنية. فمصر التي سبق لها أن فازت بالجائزة في العام الماضي عن عرض (الطوق والأسورة) لم تفلح في تقديم عرض يشارك في المسابقة أو ما اصطلح على تسميته بالمسار الثاني، بينما اكتفت بمشاركة واحدة في المسار الأول (الذي هو خارج التسابق) بعرض (أيام صفراء) أخرجه الشاب أشرف سند عن نص سويسري وبإنتاج مركز الهناجر للفنون.
وقبل أن يسأل البعض ولماذا لم يشترك عرض (أيام صفراء) في المسابقة، ويفسر ذلك بتفسيرات تآمرية – كما العادة – نذكر أن لائحة مسابقة الشيخ سلطان القاسمي تنص على أن يكون العرض المشارك بها عن نص عربي خالص. في محاولة لتشجيع الاهتمام بالنصوص العربية بعد أن لوحظ كثرة اللجوء إلى النص الأجنبي.
غياب العرض المسرحي المصري عن المشاركة، وضعف المشاركة على الهامش عوضتهما المشاركة البحثية والنصية حيث حصلت مصر على الجوائز الثلاث (أول، ثانٍ، ثالث) في مسابقة النص المسرحي. حيث فاز نص «حافة العالم» للكاتب طه زغلول بالمرتبة الأولى، والمرتبة الثانية فاز بها نص «مآذن تلفظها الأندلس» للكاتب أحمد سمير، وبالمرتبة الثالثة نص «سيدة اليوتوبيا» للكاتب عبد النبي عبادي. وكذلك فازت مصر بالجائزة الأولى في مسابقة الكتابة الموجهة للأطفال بنص (أساطير المستقبل) للكاتب محمود عقاب. كما فازت مصر بالمركز الثاني في مجال الدراسات البحثية ممثلة في منى عرفة وبحثها (الجسد والخلق). لتكون مصر بذلك حققت خمس جوائز من مجموع الجوائز التسع وهو أمر يدعو إلى الفخر، ويستدعي اهتمام المسئولين عن المسرح في مصر بأصحاب الجوائز ليس فقط عبر تكريم مستحق من قبل وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح، ولكن وهو الأهم من خلال الإسراع بتقديم هذه النصوص الفائزة على خشبات المسرح المصري.
يبقى السؤال حول (لماذا غابت مصر عن المشاركة في المسابقة الأهم وهي مسابقة العروض). وبداية وردا على التفسير التآمري الذي يحلو للبعض اللجوء إليه بشوفينية ممقوتة، لا بد أن نعيد إلى هذا البعض السؤال (ولماذا لم تطل هذه المؤامرة جوائز التأليف والأبحاث؟). وهل يمكن بالمنطق نفسه أن يسأل آخرون: (هل حصول مصر على كل الجوائز في مسابقة التأليف – مثلا – هو مؤامرة لصالح مصر ضد بقية الدول العربية المشاركة؟). الأمر إذن يخص إنتاجنا المسرحي أولا، ثم كيفية التقدم للمسابقة، وأخيرا منهج الاختيار للمشاركة. وهنا لا بد أن نسأل: هل تقدمت مصر بأكثر من عرض للمسابقة وتم رفضها جميعا، أم أن أحدا لم يتقدم؟ وأخيرا، كيف يتم الاختيار؟ هل يتم الترشيح عبر لجنة داخلية من كل دولة عربية ثم تختار لجنة أعلى تابعة للهيئة عرضا أو أكثر مما تم ترشيحه من اللجنة الداخلية؟.. ربما الإجابة عن هذه الأسئلة تكشف لنا أين مكمن الخطأ، إذا كان هناك خطأ.
وحتى نحصل على إجابات لهذه الأسئلة، دعونا نفرح بشبابنا المصري من المؤلفين والباحثين الذين حققوا إنجازا أخشى أن يضيع في زحمة التباكي على الخروج من التسابق.. فهل نفعل؟
وقبل أن يسأل البعض ولماذا لم يشترك عرض (أيام صفراء) في المسابقة، ويفسر ذلك بتفسيرات تآمرية – كما العادة – نذكر أن لائحة مسابقة الشيخ سلطان القاسمي تنص على أن يكون العرض المشارك بها عن نص عربي خالص. في محاولة لتشجيع الاهتمام بالنصوص العربية بعد أن لوحظ كثرة اللجوء إلى النص الأجنبي.
غياب العرض المسرحي المصري عن المشاركة، وضعف المشاركة على الهامش عوضتهما المشاركة البحثية والنصية حيث حصلت مصر على الجوائز الثلاث (أول، ثانٍ، ثالث) في مسابقة النص المسرحي. حيث فاز نص «حافة العالم» للكاتب طه زغلول بالمرتبة الأولى، والمرتبة الثانية فاز بها نص «مآذن تلفظها الأندلس» للكاتب أحمد سمير، وبالمرتبة الثالثة نص «سيدة اليوتوبيا» للكاتب عبد النبي عبادي. وكذلك فازت مصر بالجائزة الأولى في مسابقة الكتابة الموجهة للأطفال بنص (أساطير المستقبل) للكاتب محمود عقاب. كما فازت مصر بالمركز الثاني في مجال الدراسات البحثية ممثلة في منى عرفة وبحثها (الجسد والخلق). لتكون مصر بذلك حققت خمس جوائز من مجموع الجوائز التسع وهو أمر يدعو إلى الفخر، ويستدعي اهتمام المسئولين عن المسرح في مصر بأصحاب الجوائز ليس فقط عبر تكريم مستحق من قبل وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح، ولكن وهو الأهم من خلال الإسراع بتقديم هذه النصوص الفائزة على خشبات المسرح المصري.
يبقى السؤال حول (لماذا غابت مصر عن المشاركة في المسابقة الأهم وهي مسابقة العروض). وبداية وردا على التفسير التآمري الذي يحلو للبعض اللجوء إليه بشوفينية ممقوتة، لا بد أن نعيد إلى هذا البعض السؤال (ولماذا لم تطل هذه المؤامرة جوائز التأليف والأبحاث؟). وهل يمكن بالمنطق نفسه أن يسأل آخرون: (هل حصول مصر على كل الجوائز في مسابقة التأليف – مثلا – هو مؤامرة لصالح مصر ضد بقية الدول العربية المشاركة؟). الأمر إذن يخص إنتاجنا المسرحي أولا، ثم كيفية التقدم للمسابقة، وأخيرا منهج الاختيار للمشاركة. وهنا لا بد أن نسأل: هل تقدمت مصر بأكثر من عرض للمسابقة وتم رفضها جميعا، أم أن أحدا لم يتقدم؟ وأخيرا، كيف يتم الاختيار؟ هل يتم الترشيح عبر لجنة داخلية من كل دولة عربية ثم تختار لجنة أعلى تابعة للهيئة عرضا أو أكثر مما تم ترشيحه من اللجنة الداخلية؟.. ربما الإجابة عن هذه الأسئلة تكشف لنا أين مكمن الخطأ، إذا كان هناك خطأ.
وحتى نحصل على إجابات لهذه الأسئلة، دعونا نفرح بشبابنا المصري من المؤلفين والباحثين الذين حققوا إنجازا أخشى أن يضيع في زحمة التباكي على الخروج من التسابق.. فهل نفعل؟
عن: مسرحنا