"أنت اللي قتلت الوحش" نقطة ضوء لا نتمناها (مؤقتة) / محمد الروبي
في تجربة تستحق الإشادة والتشجيع، كون مجموعة من الشباب فريقا مسرحيا أسموه (المسرح المؤقت)، ولا أعرف إن كانت صفة (المؤقت) هي اعتراف بأن استمرارهم مشكوك فيه في ظل ضيق ذات اليد من ناحية، وفي ظل تعنت رقابي يزداد مع الأيام من ناحية أخرى؟.. أم أنه مجرد اسم لا يحمل دلالة بعينها؟ لكن ما أثق فيه أن هؤلاء الشباب، وعبر ما قدموه من عرض مسرحي متقن يتميز بالبساطة ويعكس وعيا بما يمر به الواقع الآن وبما كشف عن قدرات تمثيلية متنوعة، يستحقون الاستمرار ليكون مؤقتهم دائما.
الفريق كما علمت هم من خريجي قسم المسرح بالجامعة الأمريكية، اتفقوا مع معلمتهم (أسماء يحيى الطاهر عبد الله) على أن يستمروا، واختاروا معا نصا كوميديا كان قد نال من الشهرة حين خرج لأول مرة ما جعله واحدة من أيقونات المسرح المصري. النص هو “أنت اللي قتلت الوحش” لعلي سالم، الذي كتبه في أعقاب نكسة 67 محاولا فهم الذي حدث، ومبديا رأيا فيه يتمثل في أن “الهزائم الكبرى تأتي حين يسيطر الخوف على الشعوب فتفقد إيمانها بما يجب أن تدافع عنه وتتراجع إلى خلف لثقتها بأن لا أحد يشاركها فيما يحدث ومن ثم هي ليست منوطة بالمواجهة، فقط انتظار لمخلص والتهليل له”.
النص كما هو معروف يتخذ من أسطورة أوديب متكئا للكشف عما حدث وما زال يحدث، لكن في شكل كوميدي ساخر يمزج بين الأسطورة والواقع، تنفجر من تناقضاتهما الضحكات التي لن تضيع في الهواء بل ستكون حافزا لمزيد من تفكير وبحث عن إجابات لأسئلة الواقع، وستجعلك كمشاهد تردد بين حين وآخر “نعم هذا ما يحدث.. نعم نحن كذلك”.
البساطة كانت عنوان هذا العرض، الذي قدم لثلاث ليال فقط على مسرح جمعية الجيزويت بالقاهرة. فقد حرصت المخرجة (أسماء يحيى الطاهر) ومعها معاونوها من مصمم ديكور ومصممة ملابس وممثلين، أن يكون البطل هو الموضوع، وأن الهدف هو المقارنة بين ما نشاهد والواقع، لذلك كان أسلوب العرض هو (اللعب على المكشوف) فالمنظر المسرحي لا يتجاوز جزءا من جدار في خلفية الخشبة محاطا بعمودين يقتربان دون تحديد تام من الزمن الفرعوني، فنحن في طيبة التي هي مصر (القديمة المعاصرة).
(اللعب على المكشوف) يتأكد منذ اللحظة الأولى حيث ترتيب جلوس بعض من أبطال العرض على المقاعد الأمامية لصالة المتفرجين بملابسهم ذات الإيحاء الفرعوني، تجاورها ملابس أخرى عصرية تماما يرتديها بعض الشخصيات وعلى رأسهم (أوالح) رئيس الشرطة المتحكم في كل شيء، الذي حسب ما يكشفه حواره ورث هذه المهنة منذ مئات السنين عن عائلة لا تزال تحافظ على النهج المتمثل في (بالخوف وحده تستقر البلاد).
المنظر الثابت رغم تغير الأماكن هو أيضا من دعائم أسلوب (اللعب على المكشوف) وكذلك دخول وخروج من وإلى الخشبة عبر الصالة يقول بوضوح إننا المقصودون بالنداء الذي يتردد كل حين (يااااا أهل طيبة). إذن، لا مجال لشك أن مسخرة (أنت اللي قتلت الوحش) لا تستهدف ما الذي حدث لأوديب (أيقونة التراجيديا اليونانية) بقدر ما تستهدف ما الذي يحدث لنا (نحن أبناء طيبة الآن).
سيكشف العرض عن قدرات تمثيلية مبشرة سواء لأصحاب الأدوار الرئيسية أو أولئك الثانويين، وسيكشف بالتالي عن كم التدريبات والوعي لمنهج أدائي يقف على الحافة ما بين التقمص والتعليق.
وأخيرا.. سعيد أنا بقدرات أصحاب (المسرح المؤقت) متمنيا أن يطول (مؤقتهم) إلى أبعد مدى.
الفريق كما علمت هم من خريجي قسم المسرح بالجامعة الأمريكية، اتفقوا مع معلمتهم (أسماء يحيى الطاهر عبد الله) على أن يستمروا، واختاروا معا نصا كوميديا كان قد نال من الشهرة حين خرج لأول مرة ما جعله واحدة من أيقونات المسرح المصري. النص هو “أنت اللي قتلت الوحش” لعلي سالم، الذي كتبه في أعقاب نكسة 67 محاولا فهم الذي حدث، ومبديا رأيا فيه يتمثل في أن “الهزائم الكبرى تأتي حين يسيطر الخوف على الشعوب فتفقد إيمانها بما يجب أن تدافع عنه وتتراجع إلى خلف لثقتها بأن لا أحد يشاركها فيما يحدث ومن ثم هي ليست منوطة بالمواجهة، فقط انتظار لمخلص والتهليل له”.
النص كما هو معروف يتخذ من أسطورة أوديب متكئا للكشف عما حدث وما زال يحدث، لكن في شكل كوميدي ساخر يمزج بين الأسطورة والواقع، تنفجر من تناقضاتهما الضحكات التي لن تضيع في الهواء بل ستكون حافزا لمزيد من تفكير وبحث عن إجابات لأسئلة الواقع، وستجعلك كمشاهد تردد بين حين وآخر “نعم هذا ما يحدث.. نعم نحن كذلك”.
البساطة كانت عنوان هذا العرض، الذي قدم لثلاث ليال فقط على مسرح جمعية الجيزويت بالقاهرة. فقد حرصت المخرجة (أسماء يحيى الطاهر) ومعها معاونوها من مصمم ديكور ومصممة ملابس وممثلين، أن يكون البطل هو الموضوع، وأن الهدف هو المقارنة بين ما نشاهد والواقع، لذلك كان أسلوب العرض هو (اللعب على المكشوف) فالمنظر المسرحي لا يتجاوز جزءا من جدار في خلفية الخشبة محاطا بعمودين يقتربان دون تحديد تام من الزمن الفرعوني، فنحن في طيبة التي هي مصر (القديمة المعاصرة).
(اللعب على المكشوف) يتأكد منذ اللحظة الأولى حيث ترتيب جلوس بعض من أبطال العرض على المقاعد الأمامية لصالة المتفرجين بملابسهم ذات الإيحاء الفرعوني، تجاورها ملابس أخرى عصرية تماما يرتديها بعض الشخصيات وعلى رأسهم (أوالح) رئيس الشرطة المتحكم في كل شيء، الذي حسب ما يكشفه حواره ورث هذه المهنة منذ مئات السنين عن عائلة لا تزال تحافظ على النهج المتمثل في (بالخوف وحده تستقر البلاد).
المنظر الثابت رغم تغير الأماكن هو أيضا من دعائم أسلوب (اللعب على المكشوف) وكذلك دخول وخروج من وإلى الخشبة عبر الصالة يقول بوضوح إننا المقصودون بالنداء الذي يتردد كل حين (يااااا أهل طيبة). إذن، لا مجال لشك أن مسخرة (أنت اللي قتلت الوحش) لا تستهدف ما الذي حدث لأوديب (أيقونة التراجيديا اليونانية) بقدر ما تستهدف ما الذي يحدث لنا (نحن أبناء طيبة الآن).
سيكشف العرض عن قدرات تمثيلية مبشرة سواء لأصحاب الأدوار الرئيسية أو أولئك الثانويين، وسيكشف بالتالي عن كم التدريبات والوعي لمنهج أدائي يقف على الحافة ما بين التقمص والتعليق.
وأخيرا.. سعيد أنا بقدرات أصحاب (المسرح المؤقت) متمنيا أن يطول (مؤقتهم) إلى أبعد مدى.
في ( مسرحنا )