بتونس: مختبر مسرح ذوي الهمم تجربة ذات أبعاد فنية وإنسانية يخوضها مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر

يخوض مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر منذ عدة أسابيع وعلى امتداد سنة كاملة تجربة فنية جديدة ينفتح من خلالها على الجمعيات الراعية لذوي الاحتياجات الخصوصية أطلق عليها اسم « مختبر مسرح ذوي الهمم » وهي تجربة أولى تحمل أبعادا فنية وإنسانية حسب ما أفاد به عبد الواحد المبروك مدير المركز.
وعلى اعتبار أن المسرح بالنسبة إلى « ذوي الهمم » هي وسيلة فنية وإنسانية وليست غاية في حد ذاتها انطلق هذا المشروع بالشراكة مع الجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية فرع توزر وجمعية أمل لحاملي الاعاقة بتوزر بغاية جعل الفن الرابع وسيلة لمرافقتهم نفسانيا في فترة يحتاج فيها حامل الإعاقة الى الفن لدور شتى أصناف الفنون في العلاج لتحقيق ثلاثة أهداف هي الادماج والثقة بالنفس والثقة في الآخر.
وبناء على ذلك يسعى المشروع وفق مدير المركز إلى إعداد عرض فرجوي ينطلق من صاحب الإعاقة ومحيطه وإشكالياته وهواجسه وظروفه الاجتماعية والنفسية لتحسينها والتحسيس بوضعيتهم ومعاناتهم وحتى امكانياتهم الإبداعية والفنية والعلمية وغيرها خاصة وأن هذه الفئة لا تحظى بقدر كاف من الاهتمام الإعلامي والمجتمعي والمؤسساتي في رأيه.
ويحظى منظوري هذه الجمعيات بحصص تأطير وتكوين يشرف عليها أحد أساتذة المسرح وبحضور مختصين اجتماعيين ونفسانيين يرافقونهم على امتداد المشروع والى جانب اعداد عمل مسرحي في إطار هذا المشروع فان الهدف الأسمى على حد تعبيره هو التعرف على مدى تأثير المسرح وتأثير التجربة عليهم وعلى محيطهم وخاصة التحسيس بالظروف الصعبة التي تعرفها الجمعيات خصوصا مع ارتفاع نسبة الإعاقة في الجهة التي تتجاوز 5 بالمائة.
واعتبر عدد من الإطارات العاملة بالجمعيات التجربة رائدة توظف الفن لتأطير ذوي الهمم وفق تعبير نورة الدربالي الأخصائية الاجتماعية بالجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية فرع توزر، لما تعانيه هذه الفئة من أنواع الاحتقار المادي والمعنوي وافتقار مراكز التربية المختصة للإمكانيات المادية واللوجستية والمبادرات التي من شأنها التعريف بمواهب حاملي الإعاقة.
وتطمح نورة إلى أن يساهم المشروع في تغيير نظرة المجتمع لحاملي الإعاقة وفي بعث الثقة لدى إطارات الجمعيات والمراكز للالتفاتة البناءة لهم وقد تساهم التجربة وفق قول أمل حرشاني مديرة جمعية الامل لحاملي الإعاقة في تحقيق نتائج غير متوقعة على مستوى نفسية حامل الاعاقة لأهمية المسرح العلاجي حسب رأيها وتعزيز ثقته في نفسه وفي محيطه.

واط