كل ده كان ليه ؟؟؟؟!!! حكي بطعم الفضفضه /كتبت: نسرين نور
العلاج بالفن أو مايعرف ب”art theraby” لطالما آثار هذا النمط من إستخدام الفن للعلاج فضولي وحفذني على مشاهدته واستخدامه . فجاءت حكايات الشباب مفعمه بالصدق والإلهام .
لكن.. ما الذي يدفع المشاهد لأن يترك الغطاء الوثير الدافئ في هذه النوة ذات الاسم الشاعري “الشمس الصغيرة” ويحرك إليته ليشاهد عرضا مسرحيا ؟؟!! بل والأكثر من ذلك،يترك مشاهدة مبارة السوبر بين الأهلي والزمالك؟؟؟؟؟
الإجابة : الفضول والثقة
فأنا أثق بالمخرج السكندري صاحب ومدير مؤسسة المدينة للفنون الآدائية والرقميه زميل الدراسة الأستاذ أحمد صالح . كذلك أثار فضولي الإعلان عن العرض والذي تم تحت رعاية المركز السويسري وجاء نتاج ورشة تجمع فيها المشاركين لمدة أسبوع في منتج بسيوة تلك المدينة الملهمه .،جاء إذن نتاج مشروع “mind the gap stories”وهو برنامج لعلاج الفجوات بالحكي .
تجمع شباب وبنات ليس ثمة مشترك بينهم سوى بعض الآلام الناتجة عن الآخر سواء كان من الأهل والأقارب أو المجتمع ككل .
في عرض جمع بين الحكي والغناء والتعبير الحركي في سلاسة وثقة ولمدة ساعة من الزمن استمعنا إلى مايشبه الفضفضة التي تتم عادة بين الأصدقاء وجاء التكشف طلبا في نكأ جراح قديمه وحديثه تسببت في ندوب في النفوس الجميلة والهدف هو العلاج .
حين أضع يدي على الجرح وأحاول معرفه أصل الداء حين أصل لدرجة من الاستعداد والثقة لأن أحكي عن ما تسبب لي في الألم ونغص علي أزهى فترات العمر _سواء الطفوله أو مطلع الشباب_ يجب أن أتخلص منه فلطالما آمنت أن الذكريات السيئة كأكياس القمامه يجب التخلص منها أولا بأول .
من الملاحظ أن جميع المشاركين لهم ولهن مشكلات مع المجتمع سواء بمعناه الواسع أو المجتمع بدوائره اللصيقه بهم . فأغلبهم منبوذ بسبب شكله الخارجي أو أفكاره التي تحمل تحديا للسائد والموروث .
_دون دروس أو وعظ_ يجعل العرض بعض الآباء والأمهات يراجعوا بعض التصرفات التي تصدر عنهم دون قصد أو بدافع التربيه أو الخوف على الأبناء فبعضها يترك عقدا وأزمات لا تنتهي بالتقادم .
لا أنسى حكاية احد الشباب _والتي تبدو عادية _ فهو شعر بألم كبير من مكالمة تليفون بين صديقه ووالد هذا الصديق . وبقليل من التأمل والتساؤل “هو أنا إيه الي مزعلني” أدرك أنه لطالما حلم بعلاقة صحيه تجمعه ووالده لكنها لم تحدث يوما .
العرض كان تحريضي بشكل ما فقبيل نهايته أعلن المخرج عن إذا ما أراد احد الحضور المشاركة بتجربته فهذا متاح وجاءت حكايات مثيره فالبعض تماهى مع نفس اللحن وكأن البوح مُعدي وكأن حالة الصفاء والدفء التي منحها الشباب بحضورهم المبهج اللامبالي شجع البعض على المشاركة وفي عقل باله قال ولما لا ..
ولا أنسى احدى المشاركات التي فتحت بجرأة إحدى جراحها القديمة ، جٌرح الطفولة وقالت: ولدت سمراء في عائلة بيضاء بياض الثلج ،قصيرة في عائلة من العمالقة ، ابنه فلاح رغم ثراء الجد الذي لم يتورع في إلصاق لقب خاص بها هي فقط دون اعتبار لأي شئ _حتى لكونها في النهاية حفيدته لحمه ودمه _ ولشجاعتها قالت هذا اللقب الميمون الذي ألصقه بها الجد . “الجارية”
لكم أنت عظيم أيها الفن .. لكم أنت مفيد ..