المفهوم التعريفي لمسرح الشارع/ بقلم:حسام الدين مسعد
لقد انبري الباحثون والمهتمون بمسرح الشارع بوضع عدة تعاريف لمفهوم مسرح الشارع جميعها اتفقت نظريا حول أن مسرح الشارع هو « كل عرض مسرحي يقدم في الأماكن والفضاءات المفتوحه مصادف الجمهور المتواجد في هذه الأماكن ومحدث التفاعلية معه بقصد إيصال أفكار العرض للجمهور »
إلا أنني لا اميل لهذا التعريف الذي لم يحدد طبيعة التفاعل مع المتلقي ولم يفسر اطر تكوين العلاقة الثنائيه في إختيار موضوعات مسرح الشارع وطبيعة الرسالة المقدمه وإن كنت أري أن اقرب التعريفات لمسرح الشارع والتي تتماس مع التطبيق العملي لعروضه هو التعريف الذي ساقه الباحث العراقي دكتور بشار عليوي والذي عرفه بوصفه «كل عرض مسرحي يقدم في الشارع والساحات والأماكن العامة متخذا من الناس المتواجدين عشوائيا جمهورا له ومستلهما موضوعاته من الواقع اليومي بهدف إيصال أفكاره عن طريق المشاركه التفاعليه مع العرض »
ونري من هذا التعريف ان مفهوم مسرح الشارع خاضع للعلاقة الثنائيه التي تربط مكان تقديم عروضه بتفاعل الجمهور المتجمع بشكل عشوائي معها من خلال إشراكه في اللعبة المسرحيه حيث ان مسرح الشارع يستهدف الجمهور اينما وجد وخارج العمارة المسرحيه وخصوصيته تكمن في انه يخلق فرجة ذات طابع حيوي يكون المتلقي فيها مختلف عن علاقة التلقي التقليديه .
ويستخدم إصطلاح مسرح الشارع من أجل تحديد العمل الذي يصمم من أجل عرضه في الشوارع بقصد إيصال خطاب معرفي معتمد علي تفاعل الجمهور المجتمع بشكل عشوائي مع رسالة العرض .
إلا أنني مازلت اطوق الي تعريف يزيل الخلط الشائع بين مسرح الشارع وأي شكل فرجوي آخر . لذا فأنا أري أن المفهوم التعريفي
لمسرح الشارع «هو كل عرض مسرحي يقدم في الشارع والفضاءات المفتوحه والأماكن العامه متخذا من الناس المتواجدين بشكل عشوائي متلقيين لخطابه الذي استلهم موضوعاته من الحياة اليوميه لهم بهدف تكوين علاقة ثنائيه تبادليه يجد المتلقي فيها نفسه شريكا ومشتبك مع الأفكار الدلاليه للعرض »
إن هذا التعريف يتعارض مع رأي كثير من المنظرين في« أن إدراك المتلقي للمسرح يعد تفاعلية »وقس علي ذلك ان المشاهد غير المشارك او غير المتجادل مع رسائل العرض يعد ادراكه تفاعلية وأن المشاهد الذي يذهب لقاعات العرض ليشاهد ذاك الممثل الذي يثير ضحكه بحركات والفاظ تخرج عن السياق الدرامي للعرض هو متفاعل مع العرض . لذا قصدت من تعريفي لمسرح الشارع اننا بصدد استهداف متلقيين لا جمهور من المشاهدين لكون المتلقي هو من يفهم ويعي ويصل الي الغايات الدلاليه وبالتالي يكون علاقة ثنائيه بينه وبين ممثل مسرح الشارع من خلال فهمه وإدراكه لرسائل العرض فتحدث التفاعلية التبادلية فيما بينهما .
إن التفاعل الحقيقي لعرض مسرح الشارع يتأتي من الإشتباك الذي يعد سمة مميزه لعروض مسرح الشارع ولا أقصد بالأشتباك إنسياق ممثل مسرح الشارع خلف رغبات هذا المتلقي التافه ولكن قصدت ان يجد المتلقي نفسه داخل عرض مسرح الشارع فتتكون العلاقة الثنائيه بينه وبين ممثل مسرح الشارع فيتم كسر جميع الحوائط والحواجز ليجد المتلقي نفسه قد وصل الي غايات معينه وبوسيلة نقل تبادليه تبدأ من الممثل وتنتهي عند المتلقي للوصول للغايات الدلاليه للعرض تلك هي اللحظة التي ننشدها جميعا في عروض مسرح الشارع لحظة تتمحور حول أبعاد اجتماعيه ذات طابع إنساني وقيمي .
** حسام الدين مسعد- مصر