النص في مسرح الشارع/ بقلم: حسام الدين مسعد (مصر)

إن مسرح الشارع تبني موضوعاته علي الفكرة  وليس النص المكتوب، ولذا فأنني أري أن مسرح الشارع جاء لفضاء المتلقي أينما وجد هذا الأخير وليس العكس. ومن هذا المنطلق فإن مسرح الشارع لا يعترف بالنص البنيوي التقليدي وإنما يكون الإشتغال فيه علي الإرتجال والذي يخلق العلاقة الثنائيه التي تسمح للمتلقي بالمشاركة والتفاعل. إن الفكرة في مسرح الشارع يجب ان يراعي فيها دراسة قضايا وإحتياجات الشارع مع مراعاة الدراسة الديموغرافيه للجمهور المتلقي لرسالة العرض المسرحي.
والديمغرافيا هو فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو (الإنجاب والوفيات والهجرة) – ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، وغير ذلك في إحدى المناطق.
و هذه الدراسه لخصائص السكان في إحدى المناطق هي المدخل الأول لرسالة العرض المسرحي والتي ستحدد لغة العرض او بتعبير ادق ستحدد أداة التواصل مع متلقي العرض في مسرح الشارع .
وتشمل الجوانب التقليدية المختلفة لعلم الاجتماع التقسيم الطبقي الاجتماعي والطبقة الاجتماعية والحراك الاجتماعي والدين والعلمنة والقانون والجنس والانحراف. نظرًا لأن جميع مجالات النشاط البشري تتأثر بالتفاعل بين الهيكل الاجتماعي والوكالة الفردية، فقد وسّع علم الاجتماع تدريجياً تركيزه ليشمل مواضيع أخرى، مثل الصحة والطب والاقتصاد والمؤسسات العسكرية والعقاب، والإنترنت، والتعليم، ورأس المال الاجتماعي، ودور النشاط الاجتماعي في تطوير المعرفة العلمية.
كما اتسع نطاق الأساليب العلمية الاجتماعية. يعتمد الباحثون الاجتماعيون على مجموعة متنوعة من التقنيات النوعية والكمية. أدت التحولات اللغوية والثقافية في منتصف القرن العشرين إلى اتباع نهج تفسيرية وتفسيرية وفلسفية متزايدة نحو تحليل المجتمع. على العكس من ذلك، شهدت نهاية التسعينيات وبداية عام 2000 ظهور تقنيات جديدة تحليلية وحسابية.
تُعلم الأبحاث الاجتماعية السياسيين وصانعي السياسات والمربين والمخططين والمشرعين والمسؤولين والمطورين وأقطاب الأعمال والمديرين والأخصائيين الاجتماعيين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية والأشخاص المهتمين بحل القضايا الاجتماعية بشكل عام. ولذا فإن هذه الدراسه الديموجرافيه لمتلقي مسرح الشارع هي المدخل الأول لمعرفة القضايا اليوميه وهموم متلقي مسرح الشارع هذا المسرح الذي يكترث الي الحوار الإرتجالي مع المتلقي لبلوغ حالة الإشتباك التي ننشدها من خلال الفكره او النص وتصبح هي الإطار الأول في تكوين العلاقة الثنائيه بين المتلقي وممثل مسرح الشارع .
إن كان البحث المستمر في تكوين العلاقة الثنائيه بين الممثل والمتلقي في مسرح الشارع يسعي بجدية لأن يجد المتلقي نفسه جزء مشتبك ومتشابك مع عرض مسرح الشارع فأننا في سبيلنا لذلك نحتاج الي عامل او محفز تفاعلي إشتباكي علي دراية بقضايا وإهتمامات المتلقي مدرب علي آليات الإشتباك الحواري قادر علي تأطير هذه العلاقة الثنائيه من خلال الإرتجال انني أقصد ممثل مسرح الشارع ذلك المسوق لهذا المنتج الثقافي الفكري.
ان التأكيد الدائم على النص المرتجل من قبل المشتغلين في العروض الفرجوية لمسرح الشارع ساهم وبشكل كبير على انحسار النص المكتوب حتى صارت الحركة النقديه تلاحق نص العرض تناوليا.. وكأن مفهوم النص هو ايقاد فكرة وفق سعي جمعي ومن ثم صبها بقالب تفاعلي على وفق المفهوم الاشتباكي مع المتلقي.. هذا من جانب.. اما الجوانب الاخرى التي اسهمت في ندرة النص المكتوب فهي تتنوع وفق النظرة المجتمعية .. وسبل الانتاج .. ومساحة العرض.
وحيث أن مسرح الشارع يذهب إلي المتلقي أينما وجد ويدرس ديموجرافيا وسيسيولوجيا قضاياه اليوميه فإن ذلك يشكل عبئا علي كتاب مسرح الشارع ادي الي ندرة النصوص المكتوبه لمسرح الشارع,
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت