قراءة في نصوص علي العبادي المسرحية.. "تفو" انموذجا / بقلم: وضاح طالب دعج
قبل اعوام قدم احد طلابي في المعهد/ قسم الفنون المسرحية ، عرضا مسرحيا في كلية الفنون الجميلة جامعة ديالى ، دون ان يخبرني على غير العادة ، خاصة انه ضمن فرقة مسرحية انا مؤسسها واديرها ! ، بعد ان عرفت بنجاح العرض في الكلية المذكوره والتي كنت استاذا فيها ايضا ارسلت استوضح من تلميذي لماذا لم تخبرني ، قال خشيت ان ترفض لان عنوان النص (حذائي)!! هكذا قالها بتردد ، لان لا اقبل تقديم اي نص مسرحي
منذ ذلك الحين وانا اتابع نتاج (علي العبادي ) فوجدت نصوصه امتازت بأسماء اختيرت بذكاء مفرط ، اذ امتازت بملامحها السيميائية الصادمة للمتلقي !! فهي عنوانات تنفتح على مدلولات واسعة يفهمها كل منا حسب ثقافته ! ، نعم فالدال والمدلول يصل الجميع بمستواه السطحي ، لكن عمق الدلالة مختلف وهذا ما تحقق بحرفية وذكاء في مجموعة (تفو) المسرحية ، ليحقق (العبادي) الجذب والفضول عندنا نحن اول متلقي نتاجه الخلاق ، اما عند الغوص الجمالي في بحر علي نجد ان نصوصه تجاوزت كونها نصوص !!!! ، فنحن نتحسس عرضا مسرحيا وليس نصا مسرحيا ، مما اجده يضيف ضغطا يرهق يتقدم ليخرج اعماله .
“تفو ” كما معظم علي العبادي قدمت لنا حالة مغرقة في البيئة العراقية لامراة نعرفها جميعا !! فهي ام فلان او اخت فلان اوفلانه ببساطة هذه عراقية بائسة ليست لانها شؤم بل لان البلد اصابه الشؤم بقدوم من تسلطوا علينا ، من هنا وصفت نصوص العبادي انها مغرقة في البيئة العراقية وهذا امر اتمنى ان ينتبه اليه فمن شأن هذا ان يقوقع اعماله ضمن بيئته المنتجة فيها واليها و يفرض قيودا على انتشار اعماله واظن عليه ان يدرك كنه ما ادركه ( شكسبير ) في تجاوزه الزمان والجغرافية ، فحقق خلودا تجاوز بيئته ايضا.
ان “تفو ” بنيت حبكتها بخيال مبدع وصياغة عارف مدرب خبر البناء الدرامي اذ ادخلنا طول( العرض ) !! نعم العرض وليس النص والذي جعلنا في تحليل دائم لبقايا البيت وسبب البقاء فيه ؟ ومن اين هذه الرسائل ؟ ولمن توصلها بصقا ؟!!! الامر الذي خلق لنا متعة مطردة كلما سرنا مع الحدث من خلال اثارتنا كمتلقين بالتحليل الذي بفهمه واجادته تزداد المتعة ، لذلك اجد انه جنح بنا لجمع بين التطيهر والتغريب باحترافية عالية