وجودية المسرح / علاوة وهبي
جان بول سارتر (1905…1980) فيلسوف فرنسي وجودي النزعة عدمي روائي وناقد وكاتب رواية وقصة وسيناريو وناشط سياسي، كذلك سارتر اشتهر اكثر بانه فيلسوف اكثر من شهرته وفي المجالات الابداعية وتعرفه الاغلبية بانه الفيلسوف الوجودي العدمي الملحد كذلك. بدا حياته في التدريس وذلك خلال الحرب العالمية الثانية اذ علم في المانيا التي كانت تحتل فرنسا .انخرط في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الالماني لبلده.
صديق دائم لسيمون دي بوفوار، وتقول سيرته انه تأثر بفلاسفة سبقوه منهم ديكارت وهيجل. وكيركجارد وماركس ودوستويفسكي وغيرهم. سارتر منحت له جائزة نوبل لاداب سنة 1964 ولكنه رفضها تماشيا مع مبادئه النضالية . من اقواله “الانسان محكوم عليه ان يكون حرا لانه ذات مرة البي في العالم وهو مسؤول عن كل ما يفعل” كذلك “لا يمكنني ان اجعل الحرية هدفي ما لم يتساوي الاخرين امام هدفي” و “الانسان مسؤول مسؤولية كاملة عن طبيعته واختياراته”و “الحرية هي ما تفعله مع ما تم فعله بك”. هذه ركائز فلسفته وركائز كتاباته الابداعية الاخري التي حاول واجتهد في عرضها في كل كتاباته الفلسفية والرواىية والمسرحية كذلك .
نعم سارتر كاتب مسرحي وهو مثل اغلب الكتاب الغربيين الذين لم يكتفوا بنوع واحد في الكتابة بل تنوعت كتاباتهم واغلبهم كتب للمسرح كذلك كتب سارتر مجموعة لاباس بها من النصوص المسرحية قدم اغلبها علي ركح المسرح في فرنسا وفي دول اخري كذلك يمكننا ان نذكر من مسرحياته:
1/ الايذي القذرة (1948)
2/ الذباب (1943)
3/ جلسة سرية
4/ موتي بلا قبور
5/ البغي الفاضلة ‘1946 )
6/ اسري التونا (1958)
7/ نيكراسوف (1956)
8/ الشيطان والاله الطيب (1951)
علاقتي بمسرح جان بول سارتر تعود الي منتصف الستينات بعد استقلال بلدي من الاحتلال الفرنسي وكنت ما ازال علي مقاعد الدراسة في الثانوية العامة ومنتمي الي فرقة مسرحية واول عمل قراته له هو الذباب . والتي لم افهمها في القراءة الاولي لمنني داومت علي قراءتها في كل مرة وبعد ان وقعت في يدي مسرحية سوفوكليس اجاممنون وقراءتها عدت الي ذباب سارتر لاجد مغاليقها تفتح امامي وقد استلهما سارتر من السطورة الاغريقية وتبدا بعودة اوريست من منفاه ومعه المربي الذي تكفل بتربيته ليجد اهل مدينته وقد تكاثر عليهم الذباب وكبر حجمه فاستولي عليهم الندم.
مسرحية مأساوية غارقة في الوجودية وتعد من الماسي الكبري في ادب المسرح الفرنسي علي غرار الماسي التي كتبها راسين . بعدها صرت ابحث عن نصوصه المسرحية وقراءتها وكان ثاني نص هو الايذي القذرة والتي تتحدث عن اغتيال سياسي في بلد خيالي لتاتي بعدها الابواب المغلقة والتي تجري احداثها في غرفة يحتمل انها جهنم غرفة ليس لها نوافذ ولها باب واحد . ياتي الخادم اولا ليدخل الاشخاص الثلاثة الي الغرفة . شخصيات تتوقع ان تعذب ولكن لا احد منهم يعذب مع ادراكهم انهم يفترض ان يعذبوا يعذب بعضهم البعض . ويقومون بذلك ولكن بطريقة التحق في ذنوب كل واحد منهم في رغباته وذكرياته المؤلمة تعذيب ذاتي للذات في سعي للتكفير عن الذنوب . وباختيار حر لان كل واحد منهم حر .وكان حرفي ارتكبه من ذنوب وفق فلسفة سارتر الوجودية .اما البغي الفاضلة فقد قدمناه في فرقة الامل المسرحي سنة 1964.
مسرح جان بول سارتر ليس كغيره لانه مسرحي وجودي به مسكة عبثية قد يشلبهه فيه مواطنه البير كامو. بعض نصوصه تطرح قضايا سياسية ذات اهمية كبري. كما انها تتضمن مسائل اخري تجعلها اقرب الي الميتافيزيقية منها الي السياسة كشرعية استخدام العنف نتائج فعل العلاقة بين الفرد والمجتمع والفرد والتاريخ وكلها طبعا مز صلب فلسفة سارتر الوجودية.
عرف سارتر كذلك بانه مناصر لقضايا الحرية وكانتوله مواقف كثيرة كما كان معارضا لاحتلال فرنسا للجزائر ولما تقوم به ضد الاهالي من تقتيل وقد اصدر في ذلك كتابا مهما للغاية بعنوان عارنا وفي الجزائر كما وقف مع مظاهرات الطلاب سنة 1968 وكان كذلك من الموقعين علي بيان ال..121 وغيره انه سارتر الكاتب الشامل فيلسوف الوجودية وكاتب المسرح الوجودي .وصاحب المأسي الكبري في المسرح الفرنسي.