غيتري.مجدد السخرية الفرنسية/ بقلم: علاوة وهبي
لان فرنسا وعاصمتها باريس تنعت بانها عاصمة الثقافة .وان باريس هي مدينة الفنون والجنون علي حد قول الراحل لويس عوض .لان ابوه فنان من فناني مسرح ابوليفار ، كان عليه ان يرحل الي فرنسا فجاء الاب الي فرنسا ليمارس عشقه المسرحي .الذي لم يجد له متنفسا وفي بلده الاصلي روسيا.
اما الابن فاسمه ساشا غيتري، هكذا يختصر والاصل والكامل هو الكساندر بيير جورج ساشا غيتري ولد سنة 1885 ببطرسبورح. وتوفي سنة 1957 بفرنسا .كاتب مسرحي وكاتب سيناريو ، وشاعر ومخرج وممثل كذلك. اراد السير علي خطا الاب ..وعشق المسرح كما الاب وزاد عنه الكتابة والاخراج والسنيما .
ومكتته اعماله من نيل عضوية اكاديمية غونكور التي تمنح الجائزة الادبية التي تحمل اسمها وهي من اثمن الجوائز الادبية الفرنسية. في فرنسا تربي وعاش وفبها تفتقت مواهبه الفنية ومن ابيه تعلم التمثيل. ومثل غيره من الاجانب الذين هاجروا بمفردهم او مع عائلاتهم الي فرنسا اثري الادب الفرنسي بكتبه واثري المسرح الفرنسي بمسرحياته وهز الركح بادائه والهب الايدي تصفيقا لسخريته. عرف غيتي في الاوساط الفنية .المسرح والسنينا بانه كاتب ساخر وبامتياز ويعترف له الكثير بانه الذي اعاد لفرنسا سخريتها بهد ان ضيعتها سنوات الحرب.
ورغم اتهامه بالخيانة والتعامل مع المحتل الالماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية الا انه دافع عن نفسه وتمكن من تبراة نفسه من التهمة..كتب ما يزيد عن 140مسرحية يمكننا ان نذكر منها:
1/ الرغبة
2/ موزار
3/ السيدة يبرجير
4/ ابي معه حق
5/ باستور
6/ تاليران
7/ ستون يوما في السجن
وتتراوح مسرحياته بين الدراما التاريخية والكوميديا الخفيفة المعاصرة .
يعترف له بعض النقاد كونه الكاتب الذي اعاد الي الكوميديا سخريتها التي فقدتها بعد موليير وفايدو الذي كان يوف بانه موليير فرنسا الثاني والذي في سجله ازيد من200نص مسرحي .لكن ساشا الروسي الاصل خطف الاضواء منهما معا بعد الحرب العالمية الثانية كما خطفها غيره من الكتاب الذين لييوا من اصل فرنسي مثل يونسكو الروماني وبيكيت الانجليزب .وكذا مواطيني ساسا اداموف وساروت . الا انه مساره في المسرح غير مسار هؤلاء، فاذ كانوا هم ارباب مسرح العبث فقد اختار هو ان يكون ساخرا علي ان يكون عبثيا ..
بعض من اقواله الشهيرة: ” اذا سرق رجل ما زوجتك فل يوجد انتقام افضل من ان تتركه يحتفظ بها” كذلك “الافضل ان نحب انسانا لا يحبنا من ان يحبنا انسانا لا نحبه”,
اجمل مسرحياته عنوانها “ستون يوما في السجن”. وتتحدث او يتحدث فيها عن الكيفية التي تمت بها معاقبته من المجتمع الفرنسي لتواطئه مع المحتل الالماني والنازية اثناء الحرب العالمية الثانية، واتهامه انه لم يكن في المقاومة لا بالسلاح ولا بالكلمة. لكن غيتري المثقف الفنان عرف كيف يدافع عن نفسه ويرد التهمة عنه فقال لمن هاجوا ضده ” لم اخدم العدو في شيئ. كل ما في الامر انني واصلت حياتي وعملي كأن شيئا لم يكن”.هكذا دافع عن نفسه وهكذا سخر من الذين اتهاموه بالخيانة .فتمكن من اعادة ثقة اكبر شريحة من الفرنسيين به وتابع عمله ليقروا له بعدها بانه الكاتب الذي جدد السخرية فب المسرح واعاد لهم تلك البهجة التي افتقدوها مسرحية جراء ما عاشوه من ويلات الاحتلال الالماني لبلدهم .
ومن روائعه كذلك مسرحية اخري غاية في الجمال عنوانها “الوضعية الرفيعة”، وتتحدث عن اليسار واهله. وفي الفن والمسرح بشكل خاص وهذه واحدة من اعال هذا الكاتب التي قراتها زمان في مجلة paris theatre.المجلة المختصة في نشر روائع المسرح الفرنسي وغير الفرنسي وهي من النصوص التي ما ازال اذكرها واما ازال معجب بها كذلك وقد استخدم فيها غيتري قوة لغته الشعرية. غيتري اذن واحد من كتاب المسرح الفرنسي ومن اصول غير فرنسية وممن اعاد له امجاده وجددوا فيه واحد الذين اعادوا لفرنسا سخريتها التي فقدتها.