ثنائية الشخصية المتشيئه والمشياءه وتمثلاتها في نص مسرحية "تيمون الاثيني" لشكسبير/ د. أسيل الطائي

وظف (شكسبير) مواضيع الحياة في مسرحياته من خطيئة الانسان والغيرة والخيانة في العديد من نصوصه المسرحية ،منها نص مسرحية (تيمون الاثيني) فنجد خطيئة الانسان حيال ذاته وقدراته وطموحاته تتجسد في المبالغة لحب الاخر.
تلك المبالغة التي أدت بشخصية البطل (تيمون) ان يفقد جميع ممتلكاته معتقدا ان الأصدقاء دوما يكنون له الحب والطمأنينة ،ممارسو واضح في مستهل الحفلة التي أقيمت في داره والتي بها لم يكف عن تقديم الهدايا والأموال على ضيوفه ويسد حاجة كل محتاج معتقدا ان مايقدمه سيعود عليه أضعافا واصحابه المنافقين يؤيدونه ويقفون له طمعا بماله باستثناء الفيلسوف المتحذلق (ابيمانتوس) الذي لا يستسيغ كلام (تيمون) مقابل تقديمهم بعض كلمات الحب المزيف، فنجد هنالك تمثلات للشخصية المتشيئة التي كانت لها سمات بارزه في شخصية (الرجل العجوز) الذي ساوم على زواج ابنته بمبلغ من المال وعدها سلعة قابلة للبيع وللشراء عندما أتى الى تيمون شاكيا من ان وصيفه يغازل ابنته فيتدخل ناصحا العجوز بالموافقة. لان الوصيف يستحق هذا الحل المتمثل بشخص (لوسيليوس) على سبيل التعويض وإعطاءه للرجل العجوز مبلغ من المال بعد ان تخد. من قبل الاثيني (ثمن لابنته) تمثل بالحوار الآتي:
العجوز: لدي ابنة وحيدة ولا قريب غيرها واليها سيوءل ما ملكت يدي ،الفتاة جميلة من اصغر البالغات سن الزواج وأنا لم ادخر وسعا في تربيتها على احسن الخصال هذا الرجل من خدمك يسعى الى حبها اتوسل إليك ايها المولى النبيل ان تنضم الى في منعه من زيارتها فانا قد ذهبت جهودي سدى
تيمون: الرجل الشريف
العجوز :اذن لا اجادلك في ذلك ياتيمون ولتكن مكافاته على شرفة ذاته ولكن لا يسلبن بذلك ابنتي
تيمون : و هل هي تحبه
العجوز: هي غرة يافعه ونحن نعرف من ماضي أهوائنا اي نزق وخفة ينطوي عليهما الشباب
تيمون: وكم ستقدم لها مهر لو اقتربت بزوج هو لد لها ؟
العجوز :ثلاثة مثاقيل في الحال وفي المستقبل كل شيء
تيمون :هذا اخد رجالي وقد خدمتي طويلا ولكي اوسع علين ساضيق على نفسي قليلا فان ذلك من شيم الرجال أعطه ابنتك وما ستمنحه لها سأقدم نظيره واجعله يعادلها في الميزان
نرى ان العجوز الشخصية المتشيئه التي هما الأوحد الجري وراء الماده مهمش الجوانب المعنويه ويعامل ابنته على انها دميه قابلة للبيع وللشراء يفقد كرامته من اجل حصوله على سلطه الشيء مغيبا الوعي وبالتالي منجرف تحت سلطة ذلك الشي، في حين نرى الشخصية المشياءه التي أتصفت بشخص (تيمون) الذي خسر كل شي بعد ان وهب جميع أمواله لأصدقائه الذين خذلوه عندما فقد أمواله لهم ظننا انهم لن يتخلوا عنه وبالآخر ينصدم لما يبدر منهم من عدم القبول بالمساعدة وهدفهم الاول الماده وكيفية الحصول عليها حتى لو تطلب الامر ان يفقدوا كرامتهم في سبيل الوصول الى المبتغى ،فيقرر (تيمون) المشياءه الذهاب الى الغابه ليعيش حاله من الاغتراب فيسكن في كهف ناء بعد خذلانه من الذين اعتبرهم الأصدقاء الأوفياء لينتهي به المطاف بالانتحار وهو السبيل الوحيد للخلاص من بني جنسه وشعوره بانه لاقيمة له وأصبح لا يساوي شيئا منزوع الإرادة مهمش كما جاء في حواره مع خادمه الذين طالما نصحه من أصدقاء السوء تمثل بالاتي :
تيمون :ابتعد من تكون؟
فلافيوس :هل نسيت يا مولاي؟
تيمون :لم تسال هذا ؟ لقد نسيت جميع البشر ،لان كنت تحسب نفسك بشرا فقد نسيتك
فلافيوس: خادم مسكين مخلص من خدمك
تيمون :اذن فلست اعرفك لم يكن حولي إنسان مخلص قط اجل كل من استخدمت كانوا انذالا
لتتمثل الشخصيه المتشياءه في تيمون الذي امتاز به انه يعاني من القهر والظلم الذي احل به من أصدقائه والاستبداد من قبلهم ومسلوب الإرادة ضعيف لا يستطيع ان يغير شيء يشعر كأنه آلة لاتملك زمام قيادة النفس .
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت