المسرح جنحة و الحضارة في فسحة/ بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

سمي مسرحا, يعتبر جنحة من الجنح التي تتسبب في تنمية ذات الإنسان, قالوا عنه حرام بداعي الاختلاط, ألم يروا أنه فن من الفنون التي خلقت الحياة العامة, و مختلف العلوم انبثقت منه نذكر على سبيل المثال, ” علم النفس” في كل الأسبوع الثاني من كل شهر ماي يحتفل المغاربة باليوم الوطني للمسرح, تلك الجنحة التي يعتبرها القاضي ذلك الشيخ الواعد في ظلمات من أهل بني عرف (بضم العين و تشديد الراء و كسرها)
إن المسرح باعتباره جائحة أصابت النخبة في جل أقطار المعمور, لم يجدوا لها لقاحا نهائيا, لا لسبب سوى أنها هي لقاح الفيروسات, يحكى في زمن من الأزمنة أنه رجل لسعته حشرة خطيرة فجهل مصيره, حتى التقى أحد الرقاة الذي يوظف المسرح في التداوي, فكان منذ الأزل هو المعافي, فكان أول مشهد على مر التاريخ, هو الذي وقع مع قابيل و الغراب.
إنا نحن نعيش غرباء في أوطاننا, حرمت علينا الميتة و لحم الخنزير و ما أكل السبع و لم يحرم عنا المسرح لا في الحديث و لا في القرآن, هذا النبيل الذي أهانه البعض. دول عديدة دافعت و ناضلت من أجل الحفاظ على هذا المسرح إلا في مغربنا الجميل الذي كان و مازال يقصي شبابه من ممارسته بحجة أنه لا يجلب المادة ألم يفهموا أن المعنى و هرمون السعادة يرتفع حينها, فالمال يعتبر ضرورية من ضروريات الحياة, إلا أن الانسان يجب عليه العمل عليه من أجل حصده.
المسرح جنحة في زمن الحريات و المؤسسات و الحق و القانون الذي يوهموننا به, فمنذ الأزل و نحن نعيش على أمل غد أفضل إلى حين هذا الاشعار الذي أصبح لا يعي من نحن و نحن لا نعرف نحن, فالغربة التي تحدث عنها الشعراء و البكاء على الأطلال و ما قاله المفكرين و الفلاسفة ها هو ذا يقع و كأنهم كانوا يتمنجرون, (نسبة لمهدي المنجرة)
 

إن أظلم عباد الله هم من يتعنون بالسلطة, تلك التي جاءت بنصف لتر من اللبن و قطعة جبنة في بادية, يحكموننا (الجهلة) الذين لا يعرفون ما هو الفن و في أي قطاع يا ترى “إنها الثقافة” الثقافة من اختصاص مثقف كاتب فنان, لكي يعي بمعاناة أخاه كما وقع في مجموعة من الدول و الأوطان و الأوطان و الأوطان.
حان موعد صناعة آذان صاغية حسب توقيت المغرب العربي و ما جاوره, إن التكتلات الإقليمية هي التي تجعل هذا المجال غني, لماذا يتم تقدير مهن أخرى على حساب المسرح, الآن فهمت, ربما لأن الممثل أداته جسده و صوته و إحساسه في حين النجار أداته المنشار و البناء أداته المطرقة, احتقروا أداتنا لأنها أسمى الأدوات, بل فطرية و تم العمل عليها و جعلها حقيقية و تولد أحاسيس بل و تنقل العدوى لآخرين كثر.
المسرح جناية, حكمت عليه هذه الولاية, بالخلاص, حين تتدخل الساسة في الفن فاعلم أن الأمة في خبر كان, و ما نحن إلا زوار الخشبة, نطلب بركتها, لا بالشمع و لا بالهدي, و لكن بالتعبير و التشخيص الذي يتطلب أدوات كبيرة من أجل إتمام العملية.
المسرح جنحة و جناية, قتل المسرح و دفن بأرض خالية, رحمك الله يا مسرح لكن نحن سنظل دائما في تواصل معك لأنك أنت منا و نحن منك و كلنا واحد, هذا ما جعل شعبنا و أمتنا العربية لا تستوعب و تعرف كيانها الضائع الهارب منها, فتقدم الأمم يكون بتقدم مسرحها, مسرح جنحة الآن هو في فسحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت