بالصور… ندوة المسرح المدرسي والتحول الرقمي/ ناصر بن محمد العُمري
تعليم المخواة تثير جدل المصطلحات وتستشرف مستقبل المسرح المدرسي
تحولت الندوة الافتراضية التي نظمها تعليم المخواة عن بعد بعنوان المسرح المدرسي في عصر التحول الرقمي والتي أدارها الفنان عباس الحايك وشارك فيها أكثر من ٧٠٠ مشارك عبر منصة الزوم وقناة اليوتيوب إلى ورشة عمل ناقشت العديد من القضايا المتعلقة بالمسرح المدرسي ، وأثارت الندوة جدل المصطلحات ، ففي حين رفض البعض مصطلح المسرح المدرسي وطالب بمسرح طلابي, استشرف آخرون مستقبلاً جيداً للمسرح الرقمي في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي والهولوجرام مع ضرورة إجراء الدراسات التطبيقية المتعمقة حوله ، فيما انتقد البعض إحلال التقنية بديلاً عن العنصر البشري والخلط القائم بين المسرح المدرسي ومسرح الطفل .
( كيف نحافظ على دهشة المسرح) ؟
مدير التعليم بالمخواة الدكتور علي الجالوق كان أول من قدح شرارة النقاش عن المسرح كخطاب تربوي يعلّم الأطفال قيم اكتشاف الذات ومن خلاله تتم عملية اكتشاف العالم متسائلاً عن كيفية الحفاظ على دهشة المسرح المدرسي ومغايرته لكي يبقى مؤثراً في ظل تحولات متسارعة تقنياً ؟ .
ووقف عند أهمية تعريض المتعلم لخبرات التربية المسرحية قائلاً : “المسرح في التعليم ليس معنياً بتخريج الممثل والمخرج ولا يهتم بالموهوب والعاشق للمسرح، بل هو منهجية تربوية اجتماعية، لتنمية التفكير النقدي لجميع المتعلمين وتحصينهم، وتنمية مهارات التعليم الذاتي والمهارات التواصلية للتعبير عن الذات، وإعداد المتعلمين لمواجهة المستجدات العصرية والمشاركة الحياتية والاجتماعية الفاعلة”، داعياً إلى نشر ثقافة المسرح وتعميق حالة الاهتمام به في الوسط التعليمي ، واستشراف مستقبله من خلال مايطرحه المشاركون في الندوة.
( المسرح الرقمي مستقبل واعد)
مشرف عام النشاط الثقافي بندر مفرح العسيري أكد أن المسرح المدرسي في وزارة التعليم يتلقى دعما كبيرا من القيادة التعليمية يتم ترجمته على شكل خطط وبرامج ومشروعات ومهرجانات ومشاركات دولية وتدريب نوعي، أسهمت في مكتسبات مميزة على المستوى المحلي والدولي. وعن المسرح الرقمي قال: “نستشرف مستقبلا جميلا له في ظل تقنيات الذكاء الصناعي وتقنية الهيلوجرام ونؤكد ضرورة تناول المسرح الرقمي بمجموعة من الدراسات والأبحاث التطبيقية والتجريبية”، مؤكداً أن لدى وزارة التعليم خطط تطويرية واعدة في المسرح المدرسي ونطمح في توسيع الشراكات لدعم عملية التطوير .
(مسرح طلابي لا مدرسي )
من جانبه أبان المخرج المسرحي محمد ربيع عن وجود إشكال لديه مع المسرح المدرسي وذهب إلى أنه مسرح طلابي، مؤكداً أن المصطلحات في أي فن هي لغة المشتغلين بذلك الفن، ولذلك فإن فنا بلا مصطلحات هو فن بلا لغة، ومصطلحات أي فن هي جماع ذلك الفن من أدركها فقد أدركه ومن جهلها فقد جهله،هي مملكة الفن وهي حدوده الجغرافية، وهي المسبار الذي يقيس عراقة ذلك الفن. هي ليست مفردات مجانية ولكنها نتاج استيلاد من مخاض الممارسة والتجربة والتعاطي والاختلاف. ومفردات المسرح المدرسي هي نفسها مفردات المسرح العام، وحتى المفردات التي تولدت عند المشتغلين بالمسرح المدرسي أنضمّت لدى المسرح العام.
(فروقات عدة بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي)
ورقة الممثل والمخرج المسرحي سامي الزهراني تناولت بتعمق الفرق بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي من حيث المفهوم، النص، الفئة المستهدفة، واخيراً مكان العرض . وتحدث عن بعض الأشكال والأنماط التي يتقاطع فيها مسرح الطفل مع المسرح المدرسي، كما تناول أقسام مسرح الطفل والمسرح المدرسي من ناحية المضمون . وتحدث عن كيفية استهداف المراحل العمرية للطفل وللطالب من خلال وجوب مراعاة هذه المراحل في تناول الخطاب المسرحي المقدم . وفنّد الزهراني بعض المقترحات للتقسيمات المسرحية لتنفيذ المسرح داخل المدارس تتناسب مع مختلف الشرائح العمرية حسب المراحل الدراسية الموجودة حالياً في التعليم بالمملكة العربية السعودية .
(إنقاذ المسرح )
المخرج المسرحي نايف البقمي تناول في ورقته المسرح كفن خالد لن يندثر ، ولكنه ألمح. أن المهتمين به يتناقصون مع الثورة الرقمية التي يرى أنها جاءت كمساعد للمسرح لا أن تكون هي الأساس فيه لأنه المسرح فن يقوم على العنصر البشري .، وقال ( البقمي ) أن المسرحيين لم يستطيعوا استغلال التقنية للترويج لمشاريعهم. كما طالب البقمي وزارة التعليم وهيئة المسرح و الفنون الأدائية بالاستفادة من المسرحيين المنتمين للتعليم وإنقاذ المسرح مما أسماهم العابثين به ممن لا علاقة لهم بالمسرح. وختم بأنه لكي يتطور المسرح المدرسي يجب توفير قاعات في المدارس ودخول التربية المسرحية كمنهج في التعليم العام والتعليم الجامعي.
(تقنيات الطالب الممثل )
الممثل المسرحي عبدالقادر سفر الغامدي تحدّث عن دور المسرح في تأكيد الشخصية ومهارات الإلقاء وأهمية تدريب الطلاب على الخيال.
أما الأستاذ سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية قال مداخلة له على هامش الندوة : “لدينا في هيئة المسرح خطط طموحة والمسرح المدرسي يحظى باهتمامنا ونؤمل أن نستفيد مما يطرح في مثل هذه الندوة من آراء تثري ميادين العمل الثقافي المسرح الرقمي لخلق روح الدهشة”
( المسرح المدرسي. خلق روح الدهشة والجذب )
أما المختار العسري من دولة المغرب فقال : “أن أطفال اليوم ليسوا أطفال الأمس وهم أكثر إتقاناً للتكنولوجيا من الآباء”. وتساءل العسري هل استغل المسرحيون هذه الوضعية لخلق روح الدهشة والجذب نحو المدرسي؟ وكيف يبني المسرح المدرسي فرجته في ظل التحول الرقمي ؟ مؤكداً على أهمية التقنيات في بناء الفرجة والترويج لها. وقال ؛ “ينبغى الاهتمام بهذا المكون لابتكار عالم مسرحي له دهشته. وأضاف : “المسرح لديه قابلية على توظيف كل التقنيات لتجديد نفسه متحدثاً عن المسرح كوسيط موسع قادر على أن يتعامل مع الرقمنة ويوظفها في استدعاء الفضاءات التي يصعب تجسيدها على المسرح كالبحر والصحراء لصناعة خلفية فرجوية ومشهدية متكاملة.
(خطط طموحة لهيئة المسرح بوزارة الثقافة تستهدف المسرح المرسي)
من جانبه أكد ضيف شرف الندوة الأستاذ سلطان البازعي الرئيس التفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة أن هيئة المسرح لديها خطط طموحة . وأضاف:”أن المسرح المدرسي يحظى باهتمام الهيئة”. وقال:”نؤمل أن نستفيد مما يطرح في مثل هذه الندوة من آراء تثري ميادين العمل الثقافي.