نص مسرحي: "غربـــاء .."/ تأليف: حسين العراقي
الشخصيات
راجح : الأخ الكبير العائد من المهجر تجاوز الخامسة والأربعين
نافع : الأخ الثاني رجل دين يرتدي جلباب (دشداشة) وطاقية على رأسه في الأربعين من العمر
عفاف : الأخت مقعده على كرسي مدولب في الخامسة والثلاثين
عادل : الأخ الأصغر مريض نفسيا تجاوز الثلاثين
سينوغرافيا العرض (توحي لبيت كبير .. كما وضعت في وسط المسرح صوره كبيره لرجل كبير في احد أركان ألصوره وضع شريط اسود .وفي العمق يوجد شرخ في الجدار كل ما يتعمق الصراع يكبر هذا الشرخ ..و يبقى الخيار للمخرج لإضافة أي قطعه على المسرح
بقعة ضوء على وسط يمين المسرح حيث يقف راجح وهو يرتدي قميص بألوان صارخة وحذاء رياضي..وفي الجهة اليسرى ألمقابله بقعة ضوء أيضا على عفاف وهي تجلس على الكرسي المدولب. وفي مقدمة المسرح جلس عادل وهو يضع رأسه بين رجليه ولزم الصمت فقط يهز بجسده ).
عفاف: (تخاطب راجح) انتظرك كثيرا جدا أراد أن يراك قبل أن يموت وعندما عرف انه لم يراك أصبح ينتظر عسى أن يرن الهاتف ليسمع أي خبر عنك كان هذا اضعف الإيمان عنده ..
راجح: (يرد عليها بعصبيه) لم يكن الأمر بيدي كنت معجون بضيم الغربة وألمها ..
عفاف: هذا ليس مبرر يمنعك خمسه وعشرين عام دون أن تسأل عن أبوك وإخوانك خمسه وعشرين عام حتى لم تكلف نفسك بالاتصال هاتفيا ..
راجح: انتم لا تعرفون سنين الغربة كيف تأكل بي وتأكل بنفسها يوم يأكل يوم. لا يوجد عمل لم أجربه حتى وان كان عمل دوني.. نمت جائعاً في الحدايق وعلى الأرصفة.. ونخر عظامي البرد.. وخدمت ضحالات البشر والما يسوه حتى أوفر مكان نومي ولقمة تسد جوعي ..
عفاف: أتعرف أننا حسبناك ميت.. رغم أننا غير متأكدين من موتك..هو الوحيد الذي بقي بداخله أمل عودتك .. وانك حي كان يرددها راجح يرجع وما كان يقتنع بالكلام الذي نسمعه ويقال عنك ..
راجح:أنا ميت منذ زمان.. الغربه موتت أشياء كثيرة في داخلي..حتى انتم نسيت ملامح وجوهكم ونسيت أي شي يذكرني بكم حتى استطيع أن أقف بوجه الغربه بقلب ميت لا يعرف اللهفة وانكسر إمامها ..وها انتم أموات أيضا داخل هذه الخربة الآيلة للسقوط
( تنفرج الإضاءة بهدوء على وسط المسرح يدخل نافع بملابس رجل الدين )
نافع : أستغفرك يا رب وأتوب أليك (ينظر ألى راجح ) وما الذي أرجع قلبك للحياة لماذا لم تتركه ميت لأنك أنت بالنسبة لنا حسبناك ميت ..
راجح: (ينظر له يدور حوله) أن لم أكن مخطأ أنت نافع .. كنت أتوقع أن أراك بأي شكل لكن بهذا اللوك لم أتوقعك .. شيخنا .
نافع: لا أنت لم تخطأ أنا نافع والذي يفترض أني أخوك. وإذا أوربا ألبستك وجه أخر لا يحمل ملامح تشبه ملامحنا وأنستك اهلك وأصلك نحن باقين بنفس وجوهنا ولم نبدلها
عفاف: قلب ميت منذ سنين طويلة وأصبح حجر . كيف له أن ينبض ..
راجح:عليك أن تجعل قلبك يموت من أول ألم أفضل من الموت كل يوم مثل ما يحدث لكم أنتم تتصورون أنكم إحياء والحقيقة انتم أموات بداخل فوضا لمقبرة عشوائية ..
عفاف: لكن لدينا قلوب تنبض وتحس بما يجري حولها.. ووجوه بلون گاعنه ما تلونت كل يوم لون ..
نافع: وما الذي جعلك تعود لهذه المقبرة التي نحن بها أموات
راجح: (يضحك بمرارة) انتم ما زلتم تعيشون بنفس الشعارات والوطنية الفارغة انتم مجرد بقايا إطلال لحياة كانت هنا .. حتى امتلأت أفواهكم بهذا التراب المتساقط من تلك الجدران المخيفة ..
عفاف: وأنت ألان قادم لتتفرج على تلك الإطلال وهم اهلك وإخوانك وتأريخك
نافع: تصورت حين وصولك تطلب أن تزور قبر أمنا .. وقبر أبي من بقي ينتظرك خمسة وعشرون عام..
راجح: ليس هناك عوده بعد الموت ولا اعتقد هناك فائدة بزيارة قبورهم المهم هو القبر الكبير هذا الذي انتم تعيشون به ..
عادل: (في مقدمة المسرح يرفع رأسه من بين ركبتيه ويمسكه بيديه ويصرخ) كفى كفى لا تحتمل الأرواح كل هذا الجحود (يكررها أكثر من مره)
عفاف: من الصعب أن تعيش الحمائم مع النسور (تتجه نحو عادل)
راجح: أتعرفون سابقا كانت توجد خارج المدن أماكن بعيده عن مركزها يتركون بها الخيول المريضة أو التي تكسر احد سيقانها فتترك هناك ألى أن تموت ببطء (يضحك بصوت عالي) هكذا هو انتم تموتون كالخيول المريضة موت بطيء .. بهذه الخربة
نافع: استغفر الله ألا تلاحظ انك تتمادى في كلامك ..لولا انك الكبير لكان ردي قاسي جدا
عادل: (يقف وهو يمسك رأسه بيديه ويصرخ) ألا تدركون أن أعمارنا كذبه وأحلامنا مؤجله ..والغصة تقتل أصواتنا ألا يكفيكم كل هذا الألم .. الشرخ يتسع في جدار الروح يتسع.. يتسع
عفاف : عادل أرجوك استرح لا تتعب نفسك ..
راجح : تذوقون كل يوم هذا الألم ولم تشعرون بالندم..عليكم أن تتخلصوا من هذا الموت البطيء ..
عفاف: (تنظر ألى راج ) أنت دائما تبحث عن مخرج طوارئ من أي أشارات استفهام تحاول أن تنجو بنفسك لا يهمك الأخر حين تهرب ..
ناف : لأنه لم يلتصق بهذا المكان حد الانصهار لم يتعبد في طهره ارض الأنبياء والأولياء
راجح : (يضحك بقوه) بل لا أريد حتى أن أموت متقطعا أن وجدوا لي شيء ويكتبون على شاهدة قبري تلك الشعارات ويجعلون مني بطل وأنا أموت ولا اعرف كيف ولماذا .
عادل : (يقف ويجول في المسرح ويقف أمام كل واحد منهم وهو يصرخ ويردد) وما ذنب النوارس حين تقتل على أعتاب الأرصفة (يرددها أكثر من مره)
راجح : هذه نتائج الانتماء الذي تتحدثون عنه اليس كذلك ..هذه مخلفاته
نافع : لقد لطف الله سبحانه وعلا .. وأنجاه من تفجير كبير مات أمامه عدد كبير من الأطفال والنساء ليلة عيد ..
راجح: الله.. يعطيكم الأدلة على أنكم تمارسون لعبة الموت مع عزرائيل والخاسر أكيد انتم دائما.. لكن لا تفقهون
نافع : لكل اجل كتاب فإذا جاء اجلهم لا يتأخرون ساعة ولا يستقدمون
عفاف: دائما أفشل في تشكيل جملة استفهامية عنك لا نها تنتهي بجواب أحمق. والأكثر أني دوما أقف طفلة صغيرة حين أعيد ذاكرتي لتلك السنوات لكن الآن لا أعرفك .. راجح من كان يحملني بين يديه مات .
نافع : اللهم لا تجعلنا ممن يطعن أرضه وعرضه ومن وثق فيه وأحبه في ظهورهم ونخون .. أنا أيضا بدأت اشك بمعرفتك
راجح: اسمعوني جيدا ليست الوطنية متر قماش نفصله على مزاجنا .. فنوزع الوطنيات.على مقاس تفكيرنا الأرعن ..ليس كل من هرب من الحرب هو جبان.. وليس كل من ترك الأرض هو خائن .. مازالت صباحات الجحيم في طعم فمي ..
نافع : اللهم لك الحمد على ما ابتليتنا ..
عادل : (يصرخ من احد زوايا المسرح وهو جالس) أنا فقير لا املك ألا وجعي وأحلام مؤجله وأصدقائي فقراء يحملون ألامهم .. أنا فقير ألا املك ألا وجعي ..
عفاف:(تنظر ألى راجح) أنت مثل الإعصار الذي لا يرحم ..تغيره كثيرا من نسمة كانت تهب بحنانها علينا ألى طوفان قاسي لا يترك شيء ورائه من أين لك كل هذا الجحود أنت أخي ..أم أنت شيطان
عادل: الشرخ يتسع الجدار يتهاوى ..الشرخ يتسع
راجح: اعذريني .. لم يكن إبليس بارعاً بالقدر الكافي.. حتى يمرّر وسوسته في عقلي .اعرفوا فقط أنا لا أريد أن أعيش ميت.على أطلال شيء اسمه وطن. اصحوا لأنفسكم ..انظروا للعالم من زاوية أخرى
نافع: هذه الأرض مقدسه من الله وكل من ينعجن دمه بها يكون قريب على الخالق ..
راجح: هذه مقبرة أوهامكم.. انتم لا تعرفون ما يجري حولكم.. اسمعوني جيدا أنا لن أطيل نقاش عقيم معكم فانتم مرضى تحتاجون ألى علاج نفسي وهذا ليس من مسؤوليتي ..
عادل: (يقف وهو يقول بصوت عالي) القتله ليس لديهم رب واحد بل لهم أرباب أكثر من أصابع اليد أقنعوهم أن موتنا هو سفينة النجاة من الطوفان ..
عفاف: (تتوجه نحو راجح بكرسيها المتحرك وتدور حوله وتستعطفه بكلامها) بل أنت من تحتاج ماء طهور تغتسل به وتكفر عن سنين غربتك التي علمتك الاجحاد والتنصل عن أرحامك .
نافع: (أيضا يتجه نحو راجح ويوجه كلامه له) عليك أن تستغفر الله وتعود ألى رشدك وتتعامل بالحسنى مع إخوتك ..
عفاف: مازال يخضع لك قلبّي بكلّ حب وحنان ومودة وتراني أعيش بين الممكن والمستحيل لماذا تريد أن تقتل بصيص الأمل في روحي ..
نافع: أقرأ المعوذات على يديكِ بكلَ خشوع وأمسح بهما على وجهك وصدرك كي يستكين ..
راجح: (ينفر من بينهم وهو يصرخ) انتم فعلا مجانين لا ينفع معكم الحديث سوف أتعامل معكم بالقانون لأنكم تحاول أن تجعلوا مني مريضا نفسيا..
عفاف: راجح .. أنت اخوي ابن أمي وأبوي
راجح: (منفعل ويصرخ بهم) نعم كي تبعدوني لكن لن تمرر علي كل أفعالكم هذه وترهاتكم
نافع : اتقي الله يا أخي نحن أشقائك
راجح : أتعرفون بدأت أخاف أن تقتلوني وترموني بأي حاوية نفايات.. وأكون كأي خبر عابر في أحدى الفضائيات.. عثر على جثت رجل مجهول يحمل جواز سفر أجنبي ويذهب حقي هباء منثور ..
عادل: (وهو خائف ويرتجف) نعم هباء منثورا كانت أجسادهم الصغيرة تتناثر نعم نعم تتناثر حتى رؤوسهم رأيتها تطير ..خطيه خطيه طاروا
عفاف: من غير المعقول أن يكون تفكيرك بهذه ألصوره من اين لك هذه الضنون الإجرامية كيف لأخ يفكر أن يؤذي أخيه .. من أنت بحق الله
راجح: انتم لا تعرفون حجم ما مات بداخلي ..أنا لا تربطني بكم سوى أوراق قانونيه تضمن لي حقي ومدى القربى منكم ..
نافع: لم افهم ماذا تقصد لكن أنت شقيقنا أنت من لحمنا ودمنا نحن من أبوين ومازال هذا البيت يكنى باسمك حيث يعرفه الناس بيت أبو راجح ..
راجح :هل انتم تعترفون بهذا وتشهدون به ..؟
عفاف : لم يتغير شيء هو أنت أخونا ما بك لماذا تغيرت كل هذا التغيير
راجح: لا تسألي أرجوك.. لما تغيرت.. ولما تبدلت لم تعرفوا الوجع الذي أعيشه اليوم وكل يوم ..
نافع: استغفر الله ..هم هكذا هناك في بلاد الغرب بعد يأخذون كل شيء منكم ويرمونكم
راجح : أي شيء يأخذونه منا ونحن نذهب لهم حفاة هاربين من جور بلداننا وحكامها نطلب الأمان وهم يمنحوه لنا دون مقابل ..
عادل: (يهب من مكانه) الأمان أي الأمان أين نحصل على الأمان لهؤلاء الأطفال نعم الأمان ..
عفاف: (تقترب من عادل وتجلسه وتمسكه من يده) عادل اهدأ أرجوك أستريح هنا ..
نافع : نحن الحق .. والله مع الحق ..وهم سلبوا بصيرتكم وقتلوا عواطفكم
راجح : (يضحك بألم) أي ترهات تتحدث بها ..لو سنحت لك الآن فرصة للسفر لرميت مسبحتك وحلقت ذقنك ووقفت على باب السفارة ساعات تنتظر ألتأشيره ..
نافع: أنا لا أبيع ديني بدنياي ومغرياتها وبهرجتها ..
راجح : لو كنتم هكذا لما وصلتم لهذا الحال .. هنا من يحاسبك على كلمه ..وهو حتى عمره لم يفتح غلاف كتاب ..أو يأتيك شيخ رخيصا يبيح قتلك بفتوى يضن نفسه رسول أو حتى رب من الأرباب ..أليس هذا ما يجري في الوطن يا حضرة الشيخ ..
عفاف : (تصرخ بهم) كفى.. كفى.. أنتما تزايدان بحديثكم على حساب مشاعرنا كفى ..أرجوكم (تبكي ..)
نافع : أن كنت تشعر بأنك غريب عن كل البشر . ما دواعي بقائك
راجح : حقي
(الجميع يفاجأ … في العمق يتسع شرخ الجدار)
عادل : انه يتسع يتسع (يضع رأسه بين ساقيه ويجلس قرفصاء )
عفاف : ماذا ؟
راجح : حقي ..نعم أريد حقي حتى اذهب دون عوده وقلق لكم
نافع : وأين هو حقك
راجح : (يضحك ويؤشر بيده على الأرض ) هنا ..حقي هنا
عفاف : ماذا تقصد ؟
نافع: يعني …( وينظر ألى البيت )
راجح : نعم يا جناب الشيخ أليس لي حق في هذا المكان شرعا وقانونا
عفاف: (تنظر ألى عادل وتعود بالنظر لهم ) ونحن .
راجح : أيضا لكم حقوقكم كل واحد هنا له حق في هذا المكان الخرب
نافع :نعم أمام الله والقانون للجميع حق بهذا البيت
عفاف: وأنا .. وأخوك المريض وأنت تعرف حالنا ..أين نذهب ؟
راجح: كل واحد يأخذ حقه ويعيش حياته كيفما يريد فهو حرا
نافع: حتى أكون صريح جدا ومرضي لله سبحانه وتعالى ورغم انه قرار قاسي لكنه شرعا من حق أي وريث الحصول على حقه ..
عفاف : حتى أنت يا رجل الدين والشيخ العارف والزاهد
نافع: أنا لم أقول شيء يغضب الله هذا هو شرعه ومن حق أي فرد بنا يأخذ حقه وأرجو أن لا يغضبنا الحق ..
عادل: (خائف) وحوش نعم وحوش كاسره سرقوا كل شيء حتى ابتسامات الأطفال.. سوف يقع الجدار سوف يقع الجدار على الأطفال
عفاف: وأخوكم هذا وأنا لم يتبقى لنا سوى هذا السقف يأوينا ويحفظ كرامتنا ويحمينا من هذا العالم المتوحش ..
راجح: أنا لا اطلب أكثر من حقي ولن احتاج من أي شخص بكم أن يكون متفضلا علي أنا أتعامل بالقانون أولا وشرع الله ..
عفاف: أي آله هذا الذي تعرفه أنت وتريد أن ترمي أخوك المريض وأختك المقعدة على الرصيف .. هل علمك الدين والشرع هذا
نافع: (بخبث) نحن نناقش موضوع شئنا أم أبينا هو حق والله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه ..
عادل: (يدور حول نفسه) هذا الصراخ في رأسي يعلو كل لحظه هذا الأنين. يفترسني ..
راجح: (يتحدث بعصبيه)هذا أول الغيث ..يأتي وقت عليكم يفترس هذا الوطن منكم كل شيء ..
عفاف: من أي خلق أنت تشمت بمرض أخيك تشمت بحالنا .. هذا ما تعلمته من غربتك وما تدعيه من نضال وبطولات ..؟
راجح: هنا ما عاد لأي شيء طعم ولا نكهة ولا حتى رائحة ولا معنى.. انتم أموات داخل قبر كبير ..
نافع: (يخرج من جيبه مسبحة) استغفر الله ربي وأتوب أليك
عفاف: بل أنت من مات منذ سنوات طويلة وشيعتك ألان في روحي
(يتسع الشرخ في الجدار في عمق المسرح )
راجح: وأنا لا احتاج ألى العيش في هذا القبر ..أريد حقي فقط
عادل : أمي احتاج ألى صدر أمي .. دللول يا لولد يبني دللول ..أمي.. أني بردان يمه ..أني بردان (يتقرفص في مقدمة يسار المسرح )
نافع: أنا اذهب ألان وكيف ما تتفقون انا معكم ..
راجح : (يصرخ به) لا احد يخرج من هذا المكان حتى ننهي هذا الموضوع أنا لا انتظر حتى يقع على رؤوسنا
نافع: أنا قلت كل ما عندي واتفق مع أي حل ينهي هذا
عفاف:أنت متفق مع من تكون منفعتك عنده ..
نافع : أنا اعمل بما يرضي الله ولن أخالف شرعه
راجح: أنا لا ينعني هذا النقاش عليكم أن تدركوا أني أريد حقي بالقانون وبأسرع وقت ..أتفهمين هذا (يمسك كرسيها المدولب من الأمام ويدور بها على المسرح) ولا أريد أكثر من حقي
نافع: الحق حق ولا احد يستطيع ان يغضب ربه بالسكوت عنه وأنا أيضا أريد حقي وارى أن نبيع البيت وكل واحد يأخذ حقه
(عفاف تشيح بوجهها عنهم وهم يتكلمون )
راجح: والمستفيد الأول من هذا هو أنت .. تضعين هذا المجنون في مستشفى الإمراض العقلية وتأخذين حصته وحصتك ..وأنصحك تشغليهم في احد المصارف وتذهبين أنت ألى دار ألعجزه تعيشين معززه مكرمه .
نافع :أخي عادل لا احد يستطيع أن يعتني به غيري وحقه سوف أحفظه له عندي
( يتسع الشرخ في الجدار يصاحبه صوت لهذا الاتساع ودخان وغبار )
عادل: (يضحك بقوه )
راجح: (يفقد أعصابه وهو يدور بالكرسي المدولب وعفاف جالسه عليه) سوف يقع البيت على رؤوسكم أعطوني حقي وسوف أغادر دون عوده لماذا أنت تصمتين لماذا لا تردي علي تكلمي أين أوراق هذه الخربة
عادل : (يضحك ويدور في المسرح فرحا كأنه طفل )
نافع:البيت سوف يقع هذا الشرخ يتسع
راجح : اجلبي الأوراق أين هي .. سيقع البيت الشرخ في الجدار يتسع هيا ما بك أتريدين الموت أنا لا أريد أن أموت بين هذه الأنقاض
(عفاف تضحك بقوه وعادل أيضا يضحك وهو يدفع بالكرسي المدولب وسط المسرح ويأخذها ويخرج )
راجح: أريد حقي أريد حقي (وسط دخان وغبار وأصوات انهيار )
نافع: البيت يسقط البيت يسقط
(تتداخل الأصوات صوت راجح وصوت نافع وضحكة عفاف وعادل وأصوات الانهيار بالإضافة أصوات ضجيج ودمار )
النهايـــــــــــــــــــــــة