التنميط وتجلياته في مسرح اللامعقول نص مسرحية المغنية الصلعاء (انموذجا)/ د. اسيل الطائي
ان هيمنة العالم الاصطناعي او المصطنع على الانسان حوله الى اناس وافراد متمايزين منمطين متكررين ليست لهم شخصيات وانما لهم ملامح نفسية وفكرية يختارون نفس الاشياء ويسلمون بطريقه واحده لا يفكرون وانما افكارهم ردود افعال تملأ عليهم اوامر لايعرفون مصدرها (كالدمى) ذات الخيوط في مسرح العرائس وبالتالي اصبح الانسان مشابه للاخر وكانه نسخه عنه.
فالتنميط يودي الى تنميط اسلوب الحياة العامة والخاصة يقضي فيه الانسان حياته في سلسلة محكومة من روتين يومي منظم بمواعيد دقيقة متتالية ك(النوم/عمل الي /وقت فراغ) الخ ،ظهرت اسباب لتنميط الواقع الانساني كان منها :
1/ طبيعة الانتاج الصناعي لا يسمح بالتنويع
2/ ايقاع الحياة السريع الالي في العصر الحديث
3/ ظهور الدولة العلمانية المركزية التي لا تتفاعل الامه وحدات ادارية ضخمه تحاول ترشيد الواقع الاجتماعي والانساني حتى يمكنها التحكم فيك وتوجهه وتوضفه لصالحها اي حوسلته وبالتالي تنميطه
هنالك الكثير من علماء الاجتماع كانت لهم وجهات نظر خاصة للتنميط منهم (ماركس) وتنميطه للمجتمع بخمس مراحل اعدها اساسية تمثلت ب(البوذية ،المشاعية،الاقطاعية ،الراسمالية ،الاشتراكية ) وهنالك عالم الاجتماع (ماركوز) الذي راى ان النتاج المجتمعي الحديث ظهر الانسان ذو البعد الواحد الذي يسيطر علية العقل الاداتي والعقلانية التكنولوجية مما اسهم في ظهور عدة مصطلحات كان منها مفهوم التنميط ،وهنالك عالم الاجتماع (دوركهايم )اذ يرى التنميط من خلال تحديد النماذج على اساس ابسط العناصر بتحديد النماذج الاجتماعية منها (الزمره،العشيرة، القبيلة، المجتمعات المتعددةالاجزتء المزدوجة)
ففي المسرح ظهرت بوادر الشخصية المنمطة التي لها صفات محددة يتكرر ظهورها في مسرحيات مختلفة وخصوصا في كوميديا (دي لارتي )كانت الشخصيات هي المقال الاوضح للنمطية المستهلكة وهنالك شخصيات نمطية اخرى مثل (العشاق الشباب ،الخدم المضحكون ،الشيوخ الحمقى ،الكابتن الاسباني المتوهج والجبان في ان واحد ،المتحذلق)والخ وظهرت في انكلترا شخصيات نمطية كشخصيات ال(المخادعه،الازواج الظرفاء،القرويين ) وفي ميلودراما القرن التاسع عشر تميزت بتقديم شخصيات نمطيه تجلت في شخصيات ال(الابطال النبلاء، العذراوات ،الاشرار الارستقراطيين،البحاره الاقوياء)
تجلى التنميط في مسرح العبث الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية كرد فعل على اختلال الموازين العقلية والنظم المنطقية التي سببتها الحرب وزعزعت ثقة الانسان بنفسة وانعدمت ثقته وهدفه في الحياة وبالتالي تنمطت شخصياته تجلت في اللغه التي فقدت معانيها واصبحت اداة مليشيا نمطية مشوشة متضاده بتقديم السخرية في الانماط السلوكية كما هو الحال في اغلب نصوص مسرح اللامعقول منها نص مسرحية (المغنية الصلعاء) تجلى التنميط فيها من خلال سلسة الاخداث الغير منطقية والمنمطه تمثل من خلال الحوارات التي جرت بين السيدمارتان ومدام مارتان اذ نجد التنميط في لامعقولية الحوار بين الزوجين كما جاء في الحوار الاتي:
مدام مارتان :وانا ايظا ياسيدي يبدو لي انني التقيت بك في مكان ما
السيد مارتان :الايجوز انني لمحتك ياسيدتي في مدينه ما عن طريق المصادقة ،
تجلى التنميط في قولبة الاحداث في مسرح اللامعقول بنمط معين الاهو الامعقولية في الحوار ولا معقولية في اللفه والامعقولية في الشخصية التي دار فحوى النص بين عائلة السيدسمث والسيده سمث اللذان تقدما بهما العمر وفي بعض الحوارات يجعل كل منهما الاخر ويعجزان عن التواصل على الرغم من انهما عاشا حياة مشتركة طويلة ،
يونسكو الحق الضرر في اللغة المبهمة منذ بداية النص الى اخره غير متسلسله تمثل بالحوار الاتي :
مدام مارتان :استطيع ان اشتري خنجرا لاخي وانت لاتستطع ان تشتري ايرلندا
السيد سمث:اننا نمشي على اقدامنا ولكننا نستدفيء بالكهرباء او بالفحم
التنميط في اللامعقولية وظفها يونسكو في في اللغة بعدم التركيز بشخصياته على نقطة محدده وبالتالي تقوليت في نمط معين وبالشخصية ايظا تجلى التنميط في تلك الشخصيات السابقة الذكر وبالاخر اصبحت تدور في نمطية خاصة ولا شيء يتغيير واوضح يونسكو التنميط بالزمان والمكان اللذان تمثلا بالرتابة وبالتالي يتسمان بالجمود وكسر الاعراف المسرحية وعدم تقيدها بالقواعد وعدم المطابقة مع الواقع وبالتالي تجلى التنميط في نص المغنية الصلعاء في عناصرها الدراميه قاطبة.
** ا.م.داسيل عبد الخالق محمد الطائي
