بتونس: دليلة مفتاحي توثق شهادات سجينات في عمل مسرحي بعنوان "النفس"
تابع جمهور الفن الرابع، ضمن تظاهرة سهريات صيف 2020 بالحمامات، عرض مسرحية « النفس » عن نص لطاهر الرضواني، إخراج دليلة مفتاحي وإنتاج فرقة مدينة تونس وتمثيل ريم عبروق وليلى الرزقي وليلى الطرابلسي وعبير الصميدي وكمال الكعبي، وذلك يوم الاثنين 10 أوت 2020 بمسرح الهواء الطلق بالحمامات.
بإضاءة خافتة وديكور اسود داكن مقيت يعكس السواد والظلام الذي تعيشه السجينات وسط زنزانتهن، انطلقت مسرحية » النفس » التي تسرد قصة ثلاث نساء ورجل قادتهم قساوة الحياة وظلم المحيط وراء القضبان لدفع ثمن سذاجتهن في مجتمع لا يرحم ولا يتسامح مع الاخطاء حتى ان لم تكن مقصودة .
في قراءة اجتماعية نفسية، ذهبت مسرحية « النفس » بعيدًا في تقديمها لمعاناة السّجناء، أربع مساجين، ثلاث نساء ورجل، عليهم أحكام تتراوح بين مائتي سنة ومؤبد وإعدام. شخصيات منكسرة، تتذكر، تحلم، تتخاصم، ليست الا مجرّد ارقام في سجلاّت السجن في العالم المظلم، في عزلة عن العالم الخارجي المضيء لم تزدهم قساوة تعامل السجانة معهم الا كرها لبعضهم البعض تارة وتوادد وانسجام تارة أخرى.ذهبت « النفس » عميقًا بحفرها في نفسيّة السّجينات الثّلاث خاصة في لحظات التّداعي والشّروع في سرد آلامهنّ ومآسيهن وأحزانهنّ وقصص حبّهنّ والشروخ العديدة التي طالتهن وبقيت كأوشام في أرواحهنّ. بعد أحداث جانفي 2011 ، تطل عليهن السجّانة بخبر صدور عفو على السجينات الثلاث، ولكنهن ترفضن هذا العفو، ترفضن مغادرة السجن، ترفضن الحرية، وتخيّرن الحياة السجنية على الخروج للسجن الأكبر « سجن الحياة » رغم فتح البوابات لم يغريهنّ « نفس » الحرية .
وكان للمخرجة دليلة مفتاحي لقاء بمجموعة من الصحفيين بعد العرض، إذ أكدّت على أن عرض الحمامات هو الأول أمام الجمهور بعد تجربة عمل في السجون دامت ثلاث سنوات تعايشت فيها مع النزيلات واستوحت العمل من قصص سجينات حقيقيات وجدن أنفسهن وراء القضبان « دون ارتكاب جريمة بالمعنى الحقيقي للكلمة » ورفضن الخروج من السجن بعد صدور عفو في حقهن.
وأضافت أن قصص السجينات بقيت محفورة في ذاكرتها إلى أن جاءت الفرصة لتقترح الفكرة على الكاتب طاهر الرضواني الذي حوّلها لنص مسرحي تحت إشرافها وتبنت مديرة فرقة مدينة تونس منى نورالدين هذا العمل وتكفلت بإنتاجه رغم الصعوبات المادية التي تمر بها الفرقة.
وات