المسرح بتقنية كرة القدم/ محمد الروبي
لا تتعجب عزيزي القارئ من العنوان ، فذلك ما سنسمع عنه قريبا ، وربما نسمع عن أنواع أخرى تتجاوز خيالك وخيالي. فالبعض وبعد أن اخترع مصطلحا جديدا هو مسرح ال( أون لاين) مد الخيط على امتداده ، وبدأ يخترع لنا مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، مسميات لم يستهدفوا منها إلا إثارة جدل عقيم يربأ العقلاء من الدخول فيه . لكن الاستفزاز يصل قمته حين تجد بعضا من دارسي المسرح ومدرسيه يشطحون شطحات تهدم فكرة المسرح من أساسها التي هي وببساطة ( مؤد ومتلق يلتقون في لحظة واحدة في مساحة واحدة ) وحاولوا التواجد مستغلين جائحة ( كورونا ) ليلقوا علينا بأفكار هائمة هم أول من يعلم بإستحالة تنفيذها.
لذلك لا تتعجب عزيزي القارئ حين تسمع قريبا عن مسرح ( الملعب ) وبقوانين كرة القدم ( مثلا) .. ولا تتعجب إذا قرأت لأحدهم إدعاء بأننا ( جربناها ونفعت ) وبأن فلان الفلاني المقيم في هولندا ( مثلا ) شارك في المباراة ( المسرحية) ، بل وأحرز هدفا (مسرحيا ) بارعا أمام فلاني الفلاني المقيم في ( اليمن ) .. هو لن يعرض عليك الأهداف ، فقط سيحدثك عنها.
المفزع أنك إذا حاولت مناقشة ذلك الذي يخترع المصطلح في إثر المصطلح وقلت له (ربما تقصد استخدام الملعب كمساحة خاصة للعرض المسرحي مستفيدا من شكل الملعب وزوايا جلوس الجماهير و… ) سيقاطعك بتعالم ( لا لا .. بل أقصد مسرحا بتقنية كرة القدم .. وسيشرع في شرح ما يظن أنه اختراع و… ) ولن تجد حينها إلا أن تقول له ( طيب ) وتمضي لحال سبيلك.
أظن أن هذا هو أقسى ما فعلته بنا الكورونا بالفراغ الذي أجبرتنا عليه، أن أباحت المجال للمتعالمين، كلما انتهوا من اختراع سارعوا إلى آخر .. لا تتعجب عزيزي القارىء ولا تقلق فها هو المسرح يعود وإن ببطء .. فقط تسلح بـ ( طيب) تواجه بها من يستفزونك بمصطلحاتهم العجيبة.