نص مسرحي: " ايها الضعف…اسمك المرأة" / تأليف: مثال غازي
(( المشهد عبارة عن امرأة متلفعة بالسواد تقف بمواجهة الجمهو وهي تثرثر بسخرية ربما كمهرج بما يدور في خاطرها وما مر بها من احلام ))
في الليلة الماضية حلمت ( تتردد ) … حلمت باني … رجل ( تضحك ) تصوروا ذلك ، فكان لزاماً على ان اتصرف كما الرجال . فكان اول شيء فعلته، (تهمس ) هو انني بحثت عن امرأة كي افرغ فيها رجولتي فأنا رجل .. ولابد ان اثبت رجولتي كما الرجال ( تتفاخر بنفسها ) فالرجال هم الرجال … ولا جدال … ( تكمل حديثها ) فكان بعد ان عثرت عليها (تغمس بخبث ) كنت قد فرغت فيها كل رجولتي … تصوروا ذلك كل رجولتي عندها … وياللأسف .. عندها لم يبقى من رجولتي سوى الانثى ( تسخر) فعدت انثى كما السابق .(تكمل ) ولكن في الليلة التي قبلها ، لم احلم بأني رجل … بل حلمت بأني لست رجل …فالرجال صنفان … رجل، رجل (تؤكد) ، ورجل غير رجل ، فكان لزاماً علي ان اختار من هو غير رجل ، لأكون رجلاً على الاقل، افضل من لاشيء. فكان اول سوء تصرف اتصرفه وانا غير رجل طبعاً، هو انني شبهوني بأنني كما الانثى فعدت مرة اخرى أمرأة …يا للحظ. ولكني لم ايأس، فقررت في الليلة التي قبلها بأن اكون امرأة كما الرجال … تقريباً . فتصرفت تصرفاً يليق بشهامة الرجل وقوة الرجل وبطش الرجل . فنعتوني بأني كما الرجال ، فكان الحلم لعيناً هذه المرة لأن لا احد يبحث عن امرأة كالرجال .
((تغير نبرتها وكأنها تعلن عن قرارها ))
فقررت بعدها الا ان اكون كما النساء. نساء في الحرب، نساء في السلم، نساء في المضاجع، نساء في المهاجع والمخادع يحرثن اسرتهن ضعفاً كماكنة لصنع ما نحلم ان نكونه في كل ليلة مظلمة ( تؤكد ) اعرف ان لا حلم دون نوم ، ولا احلام بوجود الرجال، لذلك قررت ان لا احلم بعد الان مادام الضعف يلد الضعف، يلد الانتظار، يلد الرجال، يلد الرؤوس، يلد المغانم والمظالم والفؤوس (تصرخ) لايها تلد النساء، تلد الحروب، تلد السواتر والخنادق والدروب، تلد الاضاحي، تلد الذئاب، تلد كل سماسرة الشعوب، لايها تلد النساء، سأمزق الليلة من ارديتي ما اشاء، فكل لون حداد لما سيأتي، فهذه الارض اشبعتني من جوعها ما يوصلني حد الموت جوعاً لسعادات كاذبة.
((تتلفت وكأنها تتحدث عن سر ما ))
فالنساء هنا بلا رؤوس، النساء هنا يتخذن الرؤوس كما التيجان، يخلعنها وقت ما يجدن حاجتهن للرجال، بمقدار سلطان حاجتهن لخلع ذلك التاج عظيماً . لن انتظر طويلاً هنا، رغم اني مقحمة بهذا السواد، فعلي ان انتظر وانتظر وانتظر فالموت لن ينتهي كما هذا السواد الذي لا ينتهي، حتى لأبدو كما الليل الذي لا يفارقني وكأنني جاريته.
(( ترتجف من الظلام والفراغ والكوابيس ))
انا هنا الليلة اقبع في الظلمة لكي ادبر لما احلم ان اكونه… امرأة …. امرأة ايها السادة.
الحلم الاول
(حلم موت شهريار)
((فجأة تجد المرأة نفسها في احدى غرف قصر شهريار، وثمة باب مغلق، تجده المكان المناسب لتختفي خلفه وهي ترتدي ثياب شهرزاد بانتظار مجيء الملك وهي تحمل خنجراً لقتله))
اعرف انه لن يجهد في الوصول الي، سيعلن الحراس مجيء الخليفة، سيفزع الجند لوقع خطاه، وستبدو الرؤوس والرقاب اطول من خطاه الى هنا. وسأعلن انني انا المرأة التي تخاف الظلمة كما تخاف الموت، ان لا خليفة، ولا حراس ولا عسس، فهم لن يثنوني عن ما سوف اقدم لاجله الليلة (بشبق عالٍ) هو سياتي الى هنا الى مخدعه بهيا ,قويا ,شجيا مرتديا كامل زي فحولته لالتهامي حية سأمنحه جل وقتي ، سأمنحه تلك السعادات الكاذبة .. وليأتي متى ما يشاء. الساعة ينتهي كل شيء فأنا بانتظار الخليفة شهريار. سيشرب من الخمر ما يشاء، وسيملك العالم والنساء وسيظل يشرب ويشرب مني ما يشبع جوعه ويروي عطشه .
(( بألم ))
سينتهي بي ، سينتصر بي ، وسيعلن قوته وجبروته وامارته وسلطانه، وجوع الشعب وظلمه .
(( بألم ))
فخلف الباب امرأة يا سيدي، سيطلقها الحراس والعسس وصاحب الديوان، ليبدو الامر اقرب للهوان (تؤكد) على الباب امرأة يا سيدي تجاهد في الوصول اليك ما جهدت اليها في ان تشرب دمك .
(( ترفع الخنجر عالياً ))
هو لن يشعر بالتماعة ما افكر فيه، هو لن يشعر بالقبور التي تقبع صدري . هو لن يشعر بالصراخ والانين والمظالم، لن يشعر بالسكوت، لن يشعر بمن يموت او لا يموت، لن يشعر بالخنجر الذي سأوغله فيه، حينها لن ارضخ لتوسلاته، لن ارضخ لضعفه واستسلامه. فلا كذب غير تلك الدقائق الأخيرة ولا حقيقة غير الموت الذي يفضح جبنه حين يفقد ذاكرته لمرأى الخنجر الذي يحلق فوق رقبته كفاخته يعشق اصطيادها. ليس بيني وبينه غير ان يفتح هذا الباب (بخبث ودهاء) ساعتها ….نعم ساعتها سأمنحه نفسي، سأكون كامرأته وفية وكريمة ومخلصة لما تبقى من الموت، لينال مني ما يناله, وانال منه ما اناله. سيفقد قوته بين قدمي، سيبدو صغيراً اسيراً كسيراً، سيجد مني ما يشاء، سيضع التاج جانباً والملك قبلها، سيضع القصر والشعب والامراء والوزراء على حافة السرير، سيغدو اسير لمرأى لما يود ان يراه (بقوة وحزم) هو لن يصدق ما يراه مني، حينما يجترح الخنجر تلك المناخات كي يقرب قلبه ومن قبلها عظامه وهو يسمع ما يتمزق من جسده، حينها سيرى مني ما لا يود ان يراه وهو غير مصدق لما يحدث (تصرخ) فخلف الباب امرأة يا سيدي ستجحظ عيناه وتحلق يداه، وستمزق ركبتاه السرير، سيبدو حقير وسيخفق قلبه للمرة الاخيرة وفي عينيه لا امنية غير ان لا يصدق ما سوف يحدث له. حينها سيرى كل تلك الدماء وهي تغرق السرير وكل ذلك الحرير سيستعطف السماء ان لا يشرب السرير كل تلك الدماء سيبدو بريئا كطفل صغيرليضعف بعده ساعده….ركبتاه….صدره ..راسه ….قلبه. فخلف الباب امرأة يا سيدي (بقوه وهي تصرخ) هذا انا يا سيدي يا صاحب التاج والقصر والامارة . هذا انا يا من تجاهد في الوصول الي لتخلعني من قلبك الى حضيض الموت الذي تعلنه كل مساء، كل ليلة امام السياف بعد كل ليلة تنتهي منها من احدى النساء. فليأتي متى ما يشاء، فخلف الباب امرأة تجاهد في الوصول اليك … الى موتك (فجاه تخاف وتجبن وتتخاذل) ايها الحلم اللعين كفى ارجوك متى تنتهي مني كي يوقف هذا النزيف الدماء ارجوك ا يها الحلم. لازلت اسمع خطاه لازلت اسمع انينه والخنجر الذي يمزق خطاه. فلست بعيدة عنه، هو غير ان يجتاز الباب لينتهي الحلم بالجريمة. سيبدو جميلاً للمرة الاخيرة وسيحرسه العطر والجوهر (تخاف عليه من نفسها) انا هنا يا سيدي فحاذر الوصول الي كما لم تحاذر الشعب الذي ينام على خوفك في ان يموت الخليفة ليحل بموته كل ليلة بانتظار خليفة جديد وامرأة جديدة تدبر ما تود ان تكونه في حلم اسود في ليلة سوداء حالكه مغبره ظلماء (تستعطف الجمهور) اتوسلكم الا ياتي الي الا يطا مخدعه الليله ان لا ينثر الورود تحت قدمي سأدعو الله ان لا يقربني، اتوسل خطاه ان لا يقربني، فكل شيء هنا معد للخيانة، فأنا مجرد امرأة غاضبة لا تعرف ما تود ان تكونه في ليلة مظلمة .. فحذار سيدي ان تفلت قدميك عتبة الباب، ان تطل برأسك دون ان تعرف ما خلف الباب.. حذار من السراب فلا صباح تدركه بعد الان ايها الملك السعيد (وكانها تعود الى الواقع) ربما علي ان اغادر الحلم، اغادر السرير وافرش بعد كل تلك الدماء الحرير. لابد ان ابتعد من هنا في الحال كي تحول المسافات بيني وبينه. لازال في السؤال ولا يزول . هل القاع بعيداً من هنا ام لا زال الفراغ طويلاً حتى الوصول. ربما علي ان اتوسلكم. ان لا يأتي الى هنا، فأنا عازمة على ما اريد ولن ابرح المكان حتى يأتي الليلة زمناً آخر. مادام الضعف لا يلد الا الضعف.او ربما على ان لا انام طويلاً … فأنا امرأة تجاهد ان تتوسل جبروتكم كي لا توقظوا الذئب الجاثم في حدقات عيونكم كي لا يثب اليها، فلا يبقى مني غير الفتات تقتات منه القطط والكلاب فأنا مجرد امرأة ايها السادة. فالليلة افرغتني الاخبية جوفها، الليلة حملني آدم ذنوبه وانا اصحو على لهاثه في ان يتوسلني العمر كله دون خيانات. فأنا امرأة ليس لي ان منع ما تفكرون به او تنظرون اليه حتى ولو بجزء من ساق تتلهفون لعقها كما الكلاب .
(( تمسك راسها وهي تشعر بألم بالغ لتدور حول نفسها وكأنها تقبع في قلب العاصفة وهي لا تعلم الى اين يقودها الحلم ))
راسي … رأسي … كل شيء حولي يدور (تسأل) الى ايها تقودني ايها الرأس .. الى ايها تقودني يا رأسي… لايها تقودني ايها الحلم (تصرخ) لايها … لايها
الحلم الثاني
(حلم انقاذ دزدمونه )
(( فجأة تجد المرأة نفسها وسط غرفة دزدمونة حيث السرير الابيض وامرأة تضطجع عليه، ونافذة وشموع، تبدأ بتقصي المكان دون ان تعرف ما هو ))
اين انا …. اين انا (تدقق في وجه المرأة المضطجعة) هذه المرأة اعرفها .. لابد انها (تحاول التذكر) انها دزدمونة
(( تحاول ايقاضها ))
دزدمونة … دزدمونة … انهضي .. انهضي .
(( وهي تتلفت نحو الباب خائفة ))
انهضي ايتها الخالدة … انهضي كي نقرع معاً ذلك الناقوس. كي نوقظ الكابوس. كي ندفع الجريمة بالحلم .. فلا حلم ولا نوم انهضي ايتها الخالدة…انهضي وكوني كما الرجال بنصف اغماضة تملكين العالم تملكين الرجال.. انهضي كي ندفع .. ندفع .
(( تتلبس روحها ذات دزدمونة فجأة ))
لماذا لم ينتظر … لماذا لم يسألني ..لماذا يقرر كل شيء هنا.. لماذا علي ان انام طويلاً ليزحف الى هنا لقتلي، لقد قرر وانتهى دون الرجوع إلي .. لقد قرر ان يأتي الي ..ان يقرأ الشعر في عيني وان يصفني باجمل الصفات، هو غير مصدق لما يقولونه عني، ولكن لا أذن لقبضتيه.. ربما جاء او ربما قد يجيء… سأفر من يديه . سأختفي ربما خلف الستائر.سيبدو كما الشعراء نقياً صالحاً، ذلك القواد اللعين اذي كان يتمنى ان يعلم جميع معسكره بخيانتي دونه انتصاراً لمشاعره في ان تجرحها سمعتي السيئة .
(( بألم ))
اي قواد لعين انت يا عطيل .. واي لعنة مستباحة رماك القدر إلي (تصرخ) فأنا لست من خان صدقني(بياس) هو لن يصدق توسلاتي، لن يصدق ذلي تحت قدميه، هو لن يوقظني هذا الحقير. ليس يكفيني ان يشعر بعدها بالندم، ليس يكفيني دمه حتى لو ملأ القصر به، فكل قطره في دمه خيانة لي .
(( تنتفض )) (( وكأنها تكلم عطيل ))
لماذا .. لماذا .. لماذا عليك ان تقرر خناقي ..
((تسأله ))
تخاف دمي … تخافني .. تخاف ان الوث السرير ..اعلم انك تحرص على كتمان دمي كي لا يفضحك ..هل قررت كل شيء. هل انتهى كل شيء.. هل انتهى كل شيء ام انتهيت.الا انطفئي يا شمعة وجيزة. الا انطفئي وليكن الظلام رهانك القادم على ما سوف يحدث او يكون (تحاول ايقاظها مرة اخرى) انهضي دزدمونة فهو كما الثور قادم الى هنا، يحرث الارض بقرونه القوية وصولاً الى هنا.انهضي فالاسرة موت لنا وضعف. انهضي واطفئي ما شئت من الشموع فهي عينا الخنجر القادم في يديه. اطفئيها كي تدرئي النور بالنور كي تقتلي الظلم بالظلام فهو كاذب لعين تدفعه الغيرة للبحث عن قتلك، هذا التيس اللعين قادم الى هنا…انهضي فقد آن اوان الثورة والعصيان، فقد زال زمان الهوان، وطبي نفساً بالقوة التي نريد، وليسطع زمان جديد. من الضعف يلد الضعف يلد الرجال تلد الخيانة، تلد الاستكانة تلد الردة في ثياب البطولات. انهضي فلن ينفع الجمال المورق نظره عين غاضبة في ان يقتلع اغصانك الزاهيات.هو يحبك الى الحد الذي يقرر ساعة يشاء نهايتك فهو صاحب الامر والامارة، فهو يملك روحك وجسدك ساعة يشاء، ستلف يده عنقك المرمري ليخالطه سواد يديه ووجهه ، سيطبع على صدرك كفه اللعين كي ينتصر لنفسه، سيفيك حقك من الوفاء له بخيانة ما يعتقد صواباً .
(( تصرخ ))
اللعنة عليك ياعطيل ..اللعنة عليك يا شهريار فلا صباح تدركونه بعد كل ليلة ايها الكلاب، ستتجمع كل الليالي الالف لأعلان ثورة الصياح، انا الحلم … انا الثورة …. انا الصباح انهضي دزدمونة … انهضي يا حبيبتي …
(( تعود الى ذاتها من جديد ))
كم انت طويل ايها الليل .. لا اعرف لماذا انا هنا واي زمن هذا.. واي مكان .. لماذا علي ان اهرب كل ليلة من حلم الى حلم. من ذا يملك يقظته.. من ذا يملك لحظة لا يود مغادرتها .الدماء والليل وانا ولا شيء سوانا الليلة (تمسك رأسها)لايها تقودني..لايها تقودني ايها الحلم هذه المره .
الحلم الثالث
( حلم ان تكوني رجلا )
(( تهبط صوره ضخمه لرجل بلحيه طويله وشارب كث وهو يرتدي زيا داعشيا وهو يحمل السلاح ويرتدي حزاما ناسفا وخلفه رايه الجهاد وهو يردد اناشيد الحرب والجهاد حيث تقف المراه بمواجهة الصوره بحيث لا نرى منها سوى ظهرها )) (( فجاه تستدير المراه الى الجمهور لنرى المراه وقد ارتدت ذات الملابس الداعشيه وقد ظهرت على وجهها ذات اللحيه وذات الشارب الكث وكانها هو , وهي تحمل ذات السلاح وذات الحزام الناسف ,نراها غير مصدقه لما يحدث لها ))
لا اصدق هل حقا كل هذا ما يحدث لي ان يكون حلمي رجلا اكونه رجل بشارب ولحيه كثه سلاح وحزام ناسف تكرهونه. هل هذا ما علي ان اكونه رجلا كل همه ان يقتل او يقتلونه. وان يكون شعاري الله اكبر بالف سكين يذبح الانسان فلا تمنعونه .
(( تستدرك ))
اعرف ان الرجال اهم صفة في الحروب فخلف كل سيف جارح قبضه لرجل ووراء كل مدفع وطلقة وخنجر رجل كما وراء كل حرب ترمل الاف النساء وتثكل الاف الامهات وتيتم الاف الاطفال رجل. فقابيل لازال يستحضر في كل مره قتله لاخيه انهارا من دم يثقله الهم فلاشى ينسيه غير ان يواري سوئته في اخيه من خلال قتل من يعتريه كي ينسى بقتل الملايين ما لا يجرا عليه الغراب في محوه اواقترافه اوارتكابه او ان يقتفيه (تصرخ ثائره) اللعنه على كل ما يدعيه. فاي بلاء هذا الذي ابتليه.
((فجاه تسمع المراه صوت الحزام الناسف الايل للانفجار فتصاب بالرعب فتصرخ لتضع يدها على اذنيها وهي تردد متوسله))
((تك ….تك….تك…تك…تك))
يالهي ثمة صوت اكرهه ولا اريده لا يمكن ان يكون هو, ارجوك يالهي ان لا يكون هو فما يعنيه هذا الصوت غير الموت. كيف لي ان انتهي هكذا على امل على اسوئها عمل.وان يقتل معي العشرات لا حضي بجنه عرضها السموات. اهذا ما وعد به الههم ,ان ياكلهم تمرا متى ما يشاء ووقتما يشاء وان ياكلونه متى شائواىوان يلتهم عبيده متى ما يشاء وان يغدق لهم دنان الخمر وانهار العسل مجانا بلا مقابل. وان ياكلوا ما طاب لهم وان يرقصوا وان يفرحوا بلا خجل على اسوئها عمل .
((تسال ))
وماذا عن العشرات الذين يقتلون كل يوم هل ثمة جنه تسعهم عرضها السماوات هل ثمة رب يرعاهم ويحفظ لهم خوفهم وتقواهم وماذا عن اليتامى والارامل وماذا عن الامهات الثواكل. هل يرضى ربهم ان ينام قرير العين دموع الاطفال ودم الضحايا دين.
(( ترمي السلاح بعيدا عنها وهي تردد ))
زولي ايتها البقعه اللعينه زولي
(( تخلع اللحيه عن وجهها ))
زولي
(( تخلع الشارب ))
زولي
(( تحاول خلع الحزام فلاتستطيع ))
يا الهي لما على احلامي ان تنتهي هكذا ان اموت رعبا او خوفا هل حقا هذه هي نهايتي ان تاخذني احلامي بجريرة كوني رجلا بجريرة امراه ارادت ان تكون رجلا .
((تصرخ وهي تنادي مباشره لجمهور المسرحيه ))
هل من احد هنا,هل ثمة احد هناك يحاول ايقاظي , يحاول اخراجي, من اسوئها احلامي فلا حيلة لي من هذا الحزام الناسف سوى ايقاظي ام يا ترى علي ان اموت ضحيه اوهامي من ذا يملك سلطة اخراجي من اسوئها كوابيسي واحلامي. فانا لا يمكن ان ارضى ان اكون ضلعا لرجل وان اولد بين اخر اضلاعه عوجا ليحملني متى ما يشاء مغبة هبوطه من السماء (تحاول ان تمنع الحلم من ان يقودها الى مكان تجهله) كلا .. كلا .. لن اقف طويلاً كي انتظر القادم من بعيد. لانتظر حلما من جديد. سأخرج من هنا .. من الظلمة .. من الظلام .. من الحلم والاسرة والخيانات، سأفر كما الانبياء عرض السموات .سأفر ولن يحدني جدار من التطلع ، سألعن المديات، سألعن الجدران وستجد روحي متنفسها من هواء الغرف المغلقة.. كل شيء هنا خناق لي وموت. سأفر … سأفر ولن اقف طويلاً .. لن ادفع بالمزيد سأقف في يقضتي بمواجهة من يريد او لايريد، فأنا عليه من يقرر كل شيء الليلة. سأحطم في هذه الليلة الاف الاوثان سأفترض الاصنام، سأفترض الفأس، سأفترض الحطام.سأفر من الكتب والصحف الصفراء،سأفر من كل شيء وسأرتدي من ارديتي ما اشاء، سأرتدي وارتدي الاحلام كما الرجال. سأقول لا .. ولن الهث في السؤال. سأوقف بكل ما استطيع هذا النزيف. سينتهي الليل وليبدو الصباح جميلاً كما النور الذي يزف اليه، وسأرتدي من كل لون من الحياة ما اشاء. وارقص للسماء واستقبل المطر كما الاشجار فلن يكون للظلمة موتي . سأرقص وارقص وارقص وسأرفرف كعصفور صغير. هو لا يعرف ان يقف، هو لا يعرف غير ان يطير سأغني واغضب متى اشاء واصرخ متى ما اشاء واقفز .. واقفز واقفز وأسعد حال ان ينتهي الليل بالصباح والنور آه ايها الحلم آه ايها الليل كم انت تسرف بالسعادات ترى هل تنتهي السعادة بالسعادة ، ام تنتهي بسيل من الكوابيس التي لا تنتهي، ام تراني استبق الحلم بالحلم كي لا ينتهي. فأنا امرأة تسرف الوقت بالنوم كي لا تستيقظ لتجد كل شيء على حاله، الباب وشهريار وعطيل والاحلام والخلاص. انا هنا ايها السادة وعلي ان الح بأنني الف هنا كي اصدق انني اناهنا بالفعل. فما عاد خلف الباب امراه يا سيدي بل ماعاد امام المراه سوى باب واحده سيئه الاحوال تحرسها الاف الاقفال (تصرخ)انا هنا ايها السادة (تشير الى الجمهور)انت وانت وانتم يامن هناك .. وانت عليكم ان تعوا جيداً هذا الصوت. ان تسمعوه جيداً، ان تقرأوه جيداً ، ان تفهموا ما فيه، ان تعوا مراميه. فالمرأة في ظل النور تخرج رجلاً في ظل النور، تخرج امة في ظل النور ، تخرج مدناً في ظل النور .
(( تصرخ ))
الا اشتعلي ايتها المدن يهذا الصراخ سأصرخ كثيراً سأصرخ طويلاً سيزعجكم صوتي وسيبدو كما الضجيج، فلتستيقظ المصابيح ولتخرج الرؤوس بطون الغرف المغلقة والشبابيك عليكم ان تسمعوا صوتي.. تسمعوا هذا النشيج ان تستيقظوا لمي الذي اعيش ان تسمعوا صوتي الذي يجيش ان لا تقترحوا صمتي ان لا تقترحوا موتي (تصرخ)انا هنا ايها السادة انا هنا ايها السادة