نص مسرحي: "أن تنام في أحضان العدو" / تأليف: نسرين نور

الشخصيات:
ليلى : سيدة في منتصف العمر، تحافظ بكل ما أوتيت من قوة ومال على جمال بدأ يذوي. تدير مؤسسة ناجحة حصلت عليها عبر عدة طرق غير مشروعه، سيدة أعمال “برجماتية” درجة أولى ._كانت تنظر لعلاقتها بأدهم في البداية على إنها صفقة_”ميكيافيلية” عندما تقتضي الحاجة ..
ليلى تنتمي لنوعية من البشر لا يمكن الارتياح لهم ولا التباسط في حضرتهم . لها تاريخ حافل في الأذى. تحب الطعام الجيد وتجيد الطهي.سوداوية المزاج .شديدة الذكاء شعارها في الحياة ، “حقا المال لا يشتري السعادة ،لكنه يشتري كل شئ عدا ذلك تقريبا” (اقتنائها لأدهم يندرج تحت تلك المقوله فقد كانت تحاول البحث عن السعادة).
قديما آمنت أن الحب بلا سبب نقص حياء وأدب، فلم تتزوج إلا لتحقيق مصلحة أو استكمال للشكل الاجتماعي أو كلاهما. ماتت أمها منذ كانت في السادسة فلم تحتفظ في ذاكرتها بشئ عن تلك الأم عدا لون شعرها فقد كانت صهباء من الريف المصري .بيد أن فقد عاطفة صادقة تأتي من الأم ترك في نفسها خواء لم يملئه شئ.
السمه المميزة لشخصيتها : الحزن ،التعاسة ،إحساس عام بإنها مظلومة دائما.
سرها: ذاقت الفقر يوما وعرفت الجوع و الحرمان مما أورثها إحساس بالنقص تبذل مجهود كبير لإخفائه . ونهم للحياة حرضها على فعل أي شئ وكل شئ لتصل لما تريد.
لم تكن تتوقع أبدا أنها تقع في الحب في هذه السن و لتلك الدرجة..  لكن لماذا شخصية بتلك المواصفات تقع في الحب من الأساس؟؟ التوقيت كان عامل مهم. سنوات عدة مرت منذ تزوجت آخر مرة ،ظهر أدهم في وقت بدأت تنهشها الوحدة.  كما وأن لكل جواد كبوه.
تفتح الستار وقد علمت بالدليل خيانته لها ، ولا تستطيع أن تواجهه أو تتركه أو تنتقم منه لإنها تحبه ولا تستطيع العيش دونه و حين تحسم أمرها في النهاية يهددها بتركها وحيدة.
أدهم : شاب في الثلاثين ..ذو عضلات بارزة يعمل على تنميتها باستمرار،وسيم ،طويل يستخدم عدسات لاصقة ملونه بدلا عن النظارة الطبية، كسول.ينتمي لأسرة عريقة أرستقراطيه لكنه ولد في آخر أيام العز مما أورثه عداء وحنين ،عداء لكل من هم دونه “طبقة وسطى ،فقراء” وحنين ومماحكة في كل من هم أعلى منه “الأغنياء على اختلاف درجاتهم” مسرف لكي يعوض حرمان قديم و لكي يظهر بمظهر لائق لا يتناسب وحقيقة دخله ..يفرط في الشراب احيانا ..
سره: قديما كان لديه كلب دوبرمان مات في حادث و من يومها قرر عدم اقتناء الكلاب أو أي حيوان أليف آخر لعظم الألم الذي مر به .ألم الفقد ..
السمه المميزة لشخصيته :الآنانية.. الكسل
_الحبيب الأول
_الزوج الثاني
_الزوج الثالث
ملحوظة تقنية : يتم استحضار الشخصيات عن طريق الفيديو بروجيكتور في الخلفية ، أواستخدام تقنية الهولوجرام .
معلومة فنية : المونودراما تظل مونودراما طالما أنها لا تحتوى إلا على “صوت” واحد هو صوت البطلة وإن تعددت الشخصيات .
(مع دخول الجمهور وحتى فتح الستار ينصح بالاستماع إلى مثل تلك الأغاني وهي على التوالي:
لما أنت ناوي تغيب على طول  “عبد الوهاب”
مادام تحب بتنكر ليه “ريما خشيش”
خايف أقول الي في قلبي “عبد الوهاب”
حبيبي يسعد أوقاته “أم كلثوم”
كل ده كان ليه “عبد الوهاب”
لا مش أنا الي أبكي “ياسمين حمدان”
أنت فين  “ياسمين حمدان”
أهواك “ياسمين حمدان”
يا حبيبي تعالى ألحقني “ياسمين حمدان”
هيمتني “غالية بن علي ”
غير أنت “سعاد ماسي”
صباح ومسا “فيروز” و التي يبدأ معها العرض
(المنظر ثابت الخلفية والأجناب بيضاء .. المسرح خال تماما إلا من ..أعلى اليمين مرآة كبيرة أمامها أدوات للتبرج و الزينه ،أسفل المنتصف أريكة أسطانبولي .. أسفل يسار المسرح منضدة يعلوها زجاجة خمر وكوب ومزهرية تحتوي على زهور ذابلة ودفتر يوميات .. أعلى المنتصف شباك عليه ستائر يحركها الهواء .. كرسي هزاز .. راديو قديم الطراز وضع على حامل خشبي أعلى اليمين .
الخلفيه بيضاء .. الإضاءة خافته ..أغنية فيروز “صباح ومسا”تبدأ قبيل فتح الستار وتنسحب بالتدريج..
(ليلى مستلقية على الأريكة ، متدثرة بالغطاء،تنظر إلى السقف ، تحتضن صورة “أدهم”.. أصوات مختلفة تترد .، صوت ضحكات متشابكة لأنثى وذكر يليها صوت لهاث و آنات متتالية بمصاحبة مؤثر خبطات متتاليه.تتلاشى الأصوات بالتدريج .، ليلى تنهض بصعوبه .. تمسح عن جفنيها الدموع، تمشي في عدم اتزان باتجاه المرآه .تستخدم أوراق مبلله لإزالة الدمع و التبرج)
ليلى: مفيدة قطرات الدمع .تذوب الكحل فتجعل المورد أسهل جريانا على الجفنين وتغتسل بها أحلام البارحة  ..(تنظر للصورة) المشاعر القوية تقتل (تضعها عند المرآة) لكني أحب وأفضل العيش مع الأشباح على العيش مع من لا آمن غدره (بنبرة مختلفة) وماذا لو تركني إلى الأبد.. اللعنة سيعود .. حتما سيعود
(تتكرر الأصوات مصحوبه بموسيقى تعبر عن حالة ليلى التي تسارع بوضع يديها على آذانها )
ليلى: لا أريد سماع تلك الأصوات .. تبا لوسائل الاتصال الحديث، من يوم أن سمعتها و أنا لا أستطيع النوم ولا اليقظة و لأول مرة _ أنا ليلى _ لا أستطيع اتخاذ قرار، ولا أدري ماذا يجب أن أفعل. اتخلص منه ببطء .، أريح العالم منها في حادث سير .، أم اتخلص منهما معا (موسيقى) هل استطيع الادعاء بأني لم أكن أعرف؟! لا ..  أبدا.. فقد كنت أراها في عينيه!!العبيط وقع في حبائلها.،سجلت اللقاء، والفاجرة أرسلت لي ما سجلت.أن تشك في الأمر يختلف تماما عن أن تشاهد أو تسمع . بنت الكلب جعلتني أرى و أسمع.،عندها كان الأمر أشبهه بارتدائي نظارات جعلت كل شئ أصبح مشوشا ولم أستطع إلى الآن أن اتخذ قرار (الأصوات تتردد) كفى .. كفى ..يجب أن يصفى ذهني لأرى ماذا أفعل .
(موسيقى ..تتغير الإضاءة .. على الفيديو في الخلفية مشاهد للحظات صفاء جمعت بين ليلى وأدهم يوما ما فيما يشبهه شهر العسل جريهما على الشاطئ ولعبهما للنرد على عشب أخضر وعند الغسق يمشيان في مودة وهناء يغلف ما بينهما )
( تتجه إلى الزجاجة تصب الكأس بهدوء وتشرب، تضئ النور تذهب ناحية الراديو تدير المؤشر.. “حبيبي يسعد أوقاته”تبدأ وتظل في الخلفية .. تعود إلى الأريكة تحاول النوم مرة أخرى بكل الطرق عدة مرات ولا تستطيع) 
ليلى : يالله لا أستطيع النوم في شقة ليس بها نفس ..وما زاد الطين بله تلك الأصوات التي اسمعها دائما ( تذهب للمنضدة وتجلس على الكرسي ) قالت لي مدربة “life coach” أسرع طريقة للنسيان هي التذكر !. فيلسوفه هي (تضحك ضحكة مصطنعه) لا اخفي سرا كلامها لا يخلو من وجاهه.، فالذكريات تصنعنا تصنع ما نحن عليه.، فالأتذكر جيدا لأطارد الذكريات بدلا عن مطاردتها لي .،لكن من أين أبدأ؟!
(تتغير الإضاءة .. موسيقى .. على الفيديو ليلى في ثياب المدرسة على المسرح ليلى تتحرك على إثر الضوء كأنها مشدودة إلى ماضي بعيد .. تخلع غطاء الرأس لينكشف عن شعر مجدول في ضفيرة حتى منتصف الظهر .. تخلع العباءة فتظهر ملابس المدرسة ،تحتضن دفتر اليوميات كأنه كراسات المدرسة..  في الفيديو يدخل الحبيب الأول شاب لم يكمل عامه الثامن عشر يمر جيئة وذهابا يقترب حينا ويبتعد أحيانا )   
ليلى: رخيصة كنت.  عند أهلي… عند الجيران….  في المدرسة في المجتمع، عديمة الثقة بالنفس مما سبب حزني و انعزالي. عند محطة الحافلة الوحيدة التي تمر بناحيتنا لتوصل من يريد إلى مركز المحافظة اقترب همس بأشياء اعترف إنها دخلتني..اخترقتني..نفذت إلى داخل داخل نفسي و مضى.(الحبيب الأول يخرج)انتظرت .. مازالت الحافلة تمر،و ما زلت انتظر..لما مرت الحافلات حاملة أجمل سنين العمر رضيت، و اشتريت أول من دق الباب أظن أنا التي دقت بابه، معتقدة أني أشتري نفسي و مضيت.. ومضت الأيام (تنسحب الموسيقى .. تعود الإضاءة حالتها الأولى ، ليلى ترتدي العباءة وتضع غطاء الرأس  ها أنا وحيده أجتر ألمي..   ما مضى  قد مضى لولا ما يقولون عن جزاء من يصبر، لمت كمدا و لم انتبه..
(أغنية “يا من هواه أعزه و أذلني ” عبد الرحمن محمد / المطلع فقط )
ليلى: لا أريد سوى مكان لي في هذا العالم، جميع من حولي إما حاقد أو طامع. أنا بالنسبة للجميع أبنائي، اخواتي الممول.،تلك المرأة القاسية متحجرة القلب التي نالت ما نالت بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .لا احد يعلم ما أنا عليه فعلا لا احد اهتم ليعرف من أنا حقا .لا أدري لماذا لم أقابل إلا بالكراهية والنكران (موسيقى .. تتغير الإضاءة..أصوات ضحكاتهم من كل اتجاه ..تضع يديها على آذانها)الإنسان الفاشل هو من ليس له أعداء . الله وحده يعلم من تلك الرخيصه ولماذا فعلت ما فعلت (موسيقى .. تعود الإضاءة لحالتها.، ليلى تتحرك ببطء.. تجلس على الكرسي الهزاز) لا أنسى أبدا أول مرة قابلته. كان عائدا من أوروبا . نعم لقد سافر كثيرا لأوروبا وغيرها وهو دائم الفخر بذلك كأول و آخر نجاح حققه في حياته حياة هزيله تافهه فقد كان ممثل هاو في احدى الفرق المستقلة، لم أكن أعلم وقتها أن مواهبه التمثيلية ستمتد لتلحق بي الأذى، لقد كان بارع في التمثيل أنا أشهد. قابلته في بار، حال جلوسنا على أريكة جلدية متداعية سألني هل ذقت الحب يوما؟؟ باغتني السؤال ولم أرد.كان يرتدي جوارب مجانية من شركة طيران محلي وقميص إيطالي اهداه إليه احد ما وبنطال جينز يمكن  بسهولة التكهن بأنه قد يكون صنع منذ عقود في مصنع تحت السلم . ولد في المهجر لأسرة أرستقراطية. ولد بعد أن زال عنهم العز والجاه ،مما أورثه عداء وحنين عداء للفقراء وكل ما يمت للفقر بصلة وحنين ومماحكة في كل من هم أعلى منه منزلة. وأنا (موسيقى) ماذا عني أنا ؟؟ كيف لم انتبه؟؟ لقد مر علي من هم مثله  يوميا  من على شاكلته؟!  لماذا هو بالذات حرك تلك الأشياء بداخلي؟؟ (موسيقى) كنت أعاني الوحدة.، نعم هي الوحدة . الوحدة و العزلة في حياة باردة.
( تتغير الإضاءة .أغنية اشكي لمين الهوى و الكل عزالي لعبد الوهاب .. على الفيديو تعرض مشاهد متفرقة ليلى أخرى غير تلك المنهارة  أمامنا . ليلى صاحبةالشركة والنفوذ . تخفت الأغنية مع بداية الكلام)
ليلى: بعض الأخطاء ترقى إلى مرتبة الخطايا نبذل العمر ثمن لها و لا تنقضي..  ولا ينقضي دين العمر (تعلو الأغنية من جديد ..ليلى تعود للكراس و القلم و تبدأ في التذكر.. تتغير الإضاءة ..تنسحب الأغنية .. موسيقى .. على الفيديو  يدخل الزوج الثاني متلصصا ، يبحث في المكان) لا تراودني عن حُلمي ..  ليس هناك من يصدقه غيري.. سيهرب_ الحُلم المسكين _ قبل أن يجد من  يحققه. لا تأخذ الأمل مني.. فعلى الأمل أحيا أنا وحلم يتعلق بأذيال ثوبي  (الزوج الأول يأخذ كل ما خف حمله وغلى ثمنه) أغمضت عيني. أقسم إنها غمضة عين (بنبرة مختلفة)_ لم يبق على شئ ؟؟؟؟ بلى.. ترك مطفأة سجائر عامرة و جورب متسخ.. ترك جرائد قديمة تدفئ البلاط..  و لوحة على الحائط كنت احبها.. كان الأمل يطل على من سمائها ليلا  ويبتسم.. ترك هاتف خلوي معطل..  وحُلما ينزف على الجدار
(الزوج الأول يتلفت حوله ، يخرج تنسحب الموسيقى .. الأصوات من جديد ..تتغير الإضاءة .. ليلى تنهض فزعه)
ليلى: يا الله .. ما هذا العذاب ..لست مفتضحة الحزن لست عاشقة للنكد .، ولا أنوي العبث بقبر مأساتي التي أحاول جاهدة اخفاء معالمها عن من حولي ليس هناك من يسمع لشكواي ، كل من حولي_ أخوتي أبنائي ،من يعملون تحت إمرتي، الجميع_ يرى أنني حائط .هل هناك من لديه استعداد أن يسمع أنين حائط يستند عليه ؟! هل يقبل أن يرى دموعي دون أن يهتز شعوره بالمهابة والأمان،هل هناك من يقبل أن يرى دموعي دون أن يحشر أنفه ويشغل دماغه .ترى ماذا بها ؟؟ ترى ما أصابها ؟؟ أريد لو أنني أتوقف عن الاهتمام برأي الناس .وقد حاولت تطوير هذه المهارة في نفسي،كلنا يكافح للوصول إلى حالة من التبلد. (موسيقى.. تنظر في المرآة) ونحاول التحكم في الزمن .
(أغنية يا جارة الوادي لعبد الوهاب .. على الفيديو ليلى مجتمعه بأهلها في فيلاشديدة الفخامة الجميع مجتمع حول مائدة عامرة بمختلف الأطياب . الأغنية تبدأ مع الفيديو ثم تخفت مع بداية الكلام ،تتغير الإضاءة)
ليلى: لم يكن الجرح هو الأول. عرفت الحب يوما . خبرت الحب الذي لا يعيش إلا لحظة الشبق.عرفت حب التناسق الاجتماعي و تناسب الأفكار.،عرفت حب المصالح .،عرفت حبا يأتي بالاعتياد. كيف وقع مني قلبي في الحضيض؟! الله وحده يعلم نهاية هذا الوله المؤرق (موسيقى / ليلى تتجه للكراس و القلم) لأنتهك حرمة الذكريات .الذكريات السيئة أكياس قمامة نحملها على كواهلنا فنتعثر وكما قالت مدربتي الذكريات السيئة يجب التخلص منها أولا بأول.. (تعلو الموسيقى) كانت شركات توظيف الأموال في أوج أزدهارها عندما تعرفت عليه.، فتشاركنا الجميع كان يحسدني عليه (موسيقى .. تتغير الإضاءة .. في الفيديو ليلى  تحبك العباءة وترتدي الحجاب.. على المسرح ليلى  تمشي كالمنومه .. ثم تفيق تتلفت حولها كمن يرى المكان للمرة الأولى) كان المنظر ثابت واثق يمارس وجود شبه أبدي ..وجود حي
( في الفيديو يدخل الزوج الثالث ، طويل عريض ذا لحية واضحة يرتدي جلباب قصير و بنطال يخلع الجلباب أثناء المشهد فيظهر بالفانلة البيضاء الداخلية..يتم مشهد حركي بينهما يوضح إنه مصاب بالسادية. مع نهاية المشهد يخرج بهدوء كما دخل لا ينسى ارتداء جلبابه أو يأخذه في يده ويخرج.ليلى منهكة القوى تبكي على الأرض تلملم عباءتها ..حالتها مزرية)
ليلى: غرقت في أسئلة طفت إلى السطح هل يؤمن حقا من لا ضمير له ؟! أين يحمل إيمانه إذن إن لم يملك جوف؟! هل يفسد دمي النازف على ركبتيه وضوءه؟! أم إنه لا يصلي و لا يسجد؟! ماذا تفعل إذن تلك الزبيبة على جبهته؟! سوداء ..نافرة كظهر سلحفاه .. طويل و عريض يسد عين الشمس وكان ذلك يحدث كل ليلة لمدة سنة. (الأصوات من جديد) لم اتعافى بسهولة وكان يصيبني هلع محفوف بالخطر حين أشتم روائحهم قلت وقتها.، يكفيني في العمر الواحد …  جرح واحد تلهيت بمآسي الأخريات . بصناعتها احيانا .. بالمشاركة و التحريض احيانا بالمشاهدة و التشفي في جميع الأحوال. وكانت تلك طريقة مثلى للاحتفاظ بالذكريات خارج الدماغ … (تنهض بصعوبة) أعلم أن الجميع وقتها نظر إلى زواجي على إنه صفقة خرجت منها رابحة.وأنا أعلم أني لم أخرج منه أبدا (أغنية “يا ناس أنا مت في حبي”.. تتغير الإضاءة تذهب إلى المرآة تناجي صورة أدهم) اتصل بي.. فقط دعني اسمع صوتك.. لا تتركني لأشباح الماضي و الحاضر . لا تتركني مع نفسي فأنا اخشاها..  لماذا تفعل هذا بي؟ لماذا ؟ أنت يا من قرر عدم اقتناء الكلاب حين مات كلبه ومكثت يوما بلا طعام وكنت تهزي. لا تفعل ذلك بي .. لا أريد أن أرى منك ذلك الوجهه القبيح .. لا تفعل ذلك بي ..اتصل بي.. فقط دعني اسمع صوتك . آه..(الأصوات من جديد .. ليلى تصم آذانها .. تلقي صورته على الأرض ..تتغير الإضاءة .. موسيقى) ماذا كان ينقصني ؟! ماذا كان ينقصني لأعرفه أو اعرف غيره ؟؟ هاه ظل رجل؟! (تحاكي الكلمات التي تنطق بها)يتمطى  في كسل قط بيتي.. يحبذ من تقتنيه و ترعى ظله كي يكبر . إذن هو غير متعب و متفرغ لا يريد غير سجائر من نوع محلي و ما يقيم الأود استهلك مشاعري حتى نفدت نفدت جميعا لم يبق شيء سوى حفنة من الكراهية و لا مبالاة كثيرة و خيبة أمل..(تأخذ صورة أدهم من الأرض) أيامي مرت أمامي غير عابئة بي أما أنت تستطيع ملء أيامك بالتُرهات لكنك أبدا لن تستطيع منح معنىً لها . رجل لا يحب طبخك ولا يهتم لكلامك ولا يحب ما تحبي من أغاني ،كتب ،أفلام ومع ذلك يحبك و الأدهى أنك صدقت.. (تتغير الإضاءة .. موسيقى ..يدخل أدهم كأنه شبح .. تجري ناحيته) أدهم .. أدهم ..حبيبي ..احبك ..لا أستطيع العيش دونك، لا تتركني أرجوك..أحب كل ما فيك.، رائحة جسدك أنفاسك حين تلمس خدي،شعر جسدك حين يدغدغ صدري،صوتك  لما ينطق بكلمات الحب. كذبك إن كذبت . لمساتك ،نظراتك (تقترب شيئا فشيئا حتى تحتضنه من الخلف.. ينزع يدها ويتحرك باتجاه الباب)أنا أكرهك..أكره ضعفي أمامك.أكره إنك لم تحبني يوما إلا من أجل المال أكره كذبك و نزواتك . أكره حبي لك ورغبتي فيك (يخرج.. الأصوات من جديد .. ليلى تضع يديها على آذنها) رهنت زجاجات الدمع وحلي الذكريات وانتيكات مشاعري النادرة، لأشتري له بسمات وضحكات وصندوقا كبيرا من الفرح يؤطره حبي. فلم يكن ما معي كافيا لأشتري بعض النسيان عندما رحل عني .. يا من تنصح بالتذكر لمطاردة الأشباح ماذا تعرف عن الألم، هل نمت يوما مع عدو؟؟ (يدخل الجميع الحبيب و الأزواج و أدهم و يحاصرونها ) ماذا تعرف عن الأعداء ؟؟ ماذا تعرف عن النوم مع الأعداء؟؟

ستــــــــــــــــــــــار

 

                                                                               نسرين نور
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت