مسرح انويه..جمال العبارة وبراعة الحبكة/ علاوة وهبي
يعد الكاتب انويه من ابرع كتاب المسرح في فرنسا في انتقاء العبارات وصياغة الحبكة المسرحية واناقة اسلوبية. مما جعله يحصد الكثير من الجوائز ذات القيمة في مساره الفني منها علي سبيل المثال جائزة في الاخراج سنة 1959 وجاىزة افضل نص مسرحي سنة 1961. والجائزة العالمية سينودال سنة 1970. وجائزة المسرح الكبري سنة 1980.
اسمه كاملا هو جان ماري لوسيان بيير انويه ولد سنة 1910بمدينة بوردو الفرنسية وتوفي سنة 1987 كاتب مسرحي وشاعر وروائي ومخرج وكاتب سناريوهات افلام سنيمائية وتلفيزيونية، كذلك حققت اعماله المسرحية نجاحات كبيرة وتركت اصداء جيدة وتابعها الجمهور بمتعة كبيرة خلال العرض.
كتب انويه الكوميديات كما كتب المسرحيات التاريخية ومسرحيات السخرية اللاذعة. وقد قام هو نفسه عند اعادة نشر اعماله الكاملة بتقسيمها الي مراحل جاءت كالتالي:
1/ المرحلة الوردية
2/ المرحلة السوداء
3/ المرحلة البراقة.
4/ المرحلة القارصة.
5/ المرحلة التاريخية.
6/ المرحلة السرية.
7/ المرحلة الساخرة والغنائية .
وقد ضمت كل مرحلة من هذه المراحل مجموعة من الاعمال فمن النرحلة السوظاء يمكننا ان نذكر الاعمال التالية: هيرمبن 1931، المتوحشة 1934، مسافر بلا متاع 1937، انتيغون 1944، ميديا 1946 ومن اعمال المرخلة البراقة نذكر: الدعوة الي القصر 1947، التمرين او عقاب الحب 1950، اليمامة1951
و نذكر من المرحلة القارصة الاعمال التالية: ارديل او المارغريت 1948، رقصة النوريادور 1951، التيار الهوائ اورنيفل 1955، حفل غذاء الرؤوس 1956 . ومن المرحلة التاريخية بيكبت او شرف الله 1959. وجان دارك 1953 ومن المرحلة الوردية نذكر الاعمال الاتية: هيميس الاخرص 1929. حفلة رقص اللصوص 1932، موعد سانليس1937. وضم مجلد المرحلة الغنائية الاعمال التالية: لا توقظوا السيدة 1970، ومدير الاوبرا 1971.
وكما يبقت لنا الاشارة فان اعمال جان انويه تمتاز بالتعابير الجميلة والشاعرية الرقيقة وببراعة كبيرة في الاسلوب ودقة في حبك الحبكة المسرحية وقد خلف انويه ما يزيد عن الثلاثين نصا مسرحيا. اذكر من الاعمال التي قرأتها في مرحلة الشباب لهذا الكاتب مسرحية ارديل وهي من اعمال المرحلة القارصة وكانت اول لقاء لي مع هذا الكاتب المسرحية نشرت في مجلة المسرح المصرية مترجمة وهي التي قادتني فيما بعد الي قراءة اعمال اخري له سواء مترجمة الي العربية او بلغتها الاصلية الفرنسية. ويزاوج انويه في اغلب كوميدياته بين السخرية والمخادعة كما نلمس ذلك في نص الاسماك الحمراء او ابي البطل 1970 وقد استمر هذا التزاوج معه حتي السنوات الاخيرة من عمره. كما كان انويه يركز بشكل خاص علي الثورة ضد الثراء. وضد الميز الميلادي والرفض لعالم مبني علي الكذب والخداع والرغبة في المطلق من الاشياء. او الحنين الي تلجنة الضائعة الطفولة. واستحالة الحب والانتهاء بالموت وكان ينوع في اعماله من الغنائية الي التصويرية مرورا بالماساوية.
كما مان يهتم قبل كل شيئ باللعبة المسرحية . ومما يذكر ان ترجمة اعماله الي اللغة العربية قليلة جدا كما ان الاعمال التي قدمت له في الدول العربية قليلة ونذكر هنا ان الاذاعة المصرية قدمت له في البرنامح الثقافي “نص مسافر بلا امتعة” ترجمه الروئي الراحل اظوار الخراط واخرجه للبرناج محمود مرسي، “وادي اظواره” نبيل الالفي وجلال الشرقاوي وغيرهم من نجوم البرنامج الثقافي .
كذلك قدمت فرقة المسرح الحديث نصه “المتوحشة” من اعداد وتمصير سيد خميس واخراج عبد الرحيم الزرقاني واداء سهير البابلي وحسن عابدين وزوزو ماضي واخرين وساعد في الاخراج عبد الغني زكي. و”العملة” عبارة عن كوميديا اجتماعية تطرح اشكالية او تساءل هل يمكن ان يكون الحب قادرا علي الجمع بين رجل مثقف ومن وسط ثري ارستوقراطي وفتاة من وسط فقير يعمه الجهل والبؤس. وبمراجعة بسيطة للنص الاصلي والنص الذي قدمته فرقة المسرح الحديث علي اساس الاعداد والتمصير نجد ان كل الذي قام به سيد خميس هو ترجمة نص انويه الي اللهجة المحكية المصرية وتغيير اسناء الشخصيات من اسندماء فرنسية الي اسماء مصرية .
باختصار يعني السطو علي نص انويه بالتخفي تحت عباءة الاعداد. ومثل هذه العمليات كثيرة في الوسط المسرحي العربي وتتفاقم امام صمت النقاد والمتابعين .نص “المتوحشة او نرجس” كما اراد المعد قدم سنة 1975 علي ركح المسرح الحديث . كذلك من الاعمال الجميلة لانويه من المرحلة التاريخية نص جان دارك او القبرة الصادر سنة 1953و قدم فيه انويه جان دارك بنظرة غير تلك التي قدمتها بها اعمال غيره فهو لا بنظر لها هنا علي اساس انها بطلة وطنية ولكنه ينظر لها من الجانب الوحشي فيها ومن جانب الشر كذلك ونفس النظرة نجدها في العمل الاخر له من اعمال المىحلة التاريخية وهو بيكيت او سرف الله والتي قظمت في انجلترا ولعب بطولتها الممثل الكبير والقدير لوانس اوليفييه وموضوعها هو الصراع بين رحل الدين توماس ليكيت والملك هنري الثاني ملك انجلترا وهو الصراع الذي ادي الي اغتيال رجل الدين بيكبت سنة 1170 ورغم ما قيل عن الاخطاء التاريخبة التي جاءت في النص الا ان ذلك لا يقلل من جماله وقيمته الفنية
ان مسرح جان انويه او اعماله المسرحية تمتاز كما قلنا بجمال التعبير ودقة في الحبكة