«الخلط الشائع في مسرح الشارع » / بقلم: حسام الدين مسعد-مصر
4 سنوات منذ
كان الدافع الأول لي في دراستي البحثيه بعنوان: « الخلط الشائع في مسرح الشارع» هو محاولة البحث عن إجابة للسؤال الجدلي مسرح شارع ام مسرح في الشارع؟ او بتعبير أدق ماهي سمات مسرح الشارع التي تميزه عن باقي الأشكال الفرجويه التي تقدم في الشارع فإن كانت أغلب التعاريف المعجميه وما اتفق عليه الباحثون من ان مسرح الشارع هو اي عرض مسرحي خارج العمارة المسرحية.
وهذا التعريف العام قد ادي الي وجود خلط بين عروض مسرح الشارع وبين أي شكل فرجوي آخر يقدم في الشارع، لذلك حاولت جاهدا عقد مقاربات بين هذه الأشكال الفرجويه التي تقدم في الشارع مثل (مسرح الحلقه والقوال والسارد وبعض عروض المسرح الملحمي وتجربة عبد القادر علوله في الجزائر وعروض المسرح الإحتفالي وطقوس المسرح الجنائزي من جهة وبعض العروض التي تقدم في المهرجانات المختصه بمسرح الشارع). من جهة اخري وكانت نقاط المقاربة من حيث طبيعة المكان والسينوجرافيا ووضع المتلقي بالنسبة لهذه الأشكال الفرجويه وتقنيات الأداء التمثيلي ومهارات التفاعل الإجتماعي الإيجابي.
لأتوصل الي بعض النتائج التي قادتني الي تحديد المفهوم التعريفي لمسرح الشارع
* بداية يثور سؤال هام هو لماذا خرج المسرح الي الشارع؟
والإجابه بسيطه جدا وهي بحثا عن الجمهور ليكتمل مثلث العناصر الأساسية للعرض المسرحي وإذا كان خروج المسرح الشارع هدفه البحث عن الجمهور او المتلقي، فإن هذا المتلقي هو المادة الأساسيه التي تكون محل الدراسة لصناع مسرح الشارع ولكن قبل بداية الدراسات للمتلقي في مسرح الشارع والتي تستهدف إنتاج عرض مسرح الشارع يسبقها إختيار المكان هذا الفضاء المادي الطارئ الذي تتم مسرحته ويراعي فيه صناع مسرح الشارع طبيعته الإنفلاتيه وطبيعته الجغرافيه وطرازه المعماري ووضعية المتلقي المكانيه بالنسبه للعرض المسرحي والذي سيكون بمثابة المحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع وعقب إختيار المكان يتم بداية عمل دراسات ديموجرافيه ودراسات سيسيولوجيه ودراسات سيكولوجيه تكون بمثابة المدخل الأول في تكوين روابط العلاقه الثنائيه بين المتلقي وممثل مسرح الشارع والتي تسمح بالزج بهذا المتلقي الي داخل ركعة التمثيل عن طريق مناقشة قضايا المتلقي اليوميه بخلق حاله ديالكتيكيه تسمح لهذا المتلقي المصادف للعرض بالمشاركه مع صناع العرض في بلوغ الغايات الدلاليه للعرض
* وهنا يثور سؤال هل تقنيات اوجستوبوال في مسرح المقهورين يمكن اعتبارها مسرح شارع
إن أهم سمات مسرح الشارع هي المصادفه والتي يكون المتلقي ليس لديه علم مسبق بموعد العرض المسرحي يفاجأ به. وهذا الأمر الخاص النابع من خصوصية المكان الطارئ هو ما يميز عروض مسرح الشارع عن اي شكل فرجوي آخر يقدم في الشارع ومن هنا فإن تقنية مسرح المنتدي عند بوال تفتقد للمصادفه فالمتلقي علي علم مسبق بها وإن كان المتلقي يشارك في تغيير الواقع في مسرح بوال وكذا في تقنية المسرح التشريعي ومسرح قوس قزح
* أما في تقنيتي الجريده الناطقه والمسرح الخفي فهما يعدان من قبيل مسرح الشارع لأنهما يتوافر فيهما المصادفه .
وعلي سبيل المثال فلقد استخدم بعض صناع مسرح الشارع في فرنسا تقنية المسرح الخفي، بأن قاموا بإستيقاف السيارات الماره في الشارع وسحبوا التراخيص الخاصة بقائديها فظن الجمهور أنهم من أفراد الشرطه وظل الأمر لبضع دقائق ضجر فيها الجمهور وتعالت اصواتهم بالرفض ليكشف لهم صناع العرض ان ما تعرضوا له خلال دقائق معدوده يتعرض له كل يوم الفلسطيني الذي يعيش تحت سطوة الإحتلال الإسرائيلي .
ومن خلال هذا الموقف الذي تعرض له المتلقي استطاع أن يتجادل ديالكتيكيا مع ما حدث له ويبلغ غاية دلاليه من العرض مفادها تغيير وجهة نظره بالنسبة للقضية الفلسطينيه وما يتعرض له الفلسطيني داخل الأراضي المحتله .
* إن تقنيات اوجستوبوال الخمس هي جميعها تهدف إلي جعل المتفرج أو المشاهد متلقي يعي ويفهم اي هدفها التبصير والتوعيه وخلق جيل من المتلقيين المشاركين في تغيير الواقع مع عرض له طبيعة سينوجرافيه خاصه يفرضها المكان المنتخب او الذي يتم اختياره للعرض في الشارع
* وهنا يثور السؤال هل عروض المسرح الملحمي التي تقدم في الشارع يمكن اعتبارها عروض مسرح شارع ؟
هذا السؤال يستدعينا ونحن نجيب عليه ضرورة عقد مقاربه بين المسرح الملحمي ومسرح الشارع من طبيعة استخدام السينوجرافيا في كل منهما:
••المسرح الملحمي ينقل التمثيل من علي منصة التمثيل الي صالة المتفرجين
أما مسرح الشارع فينصهر المتلقي ويشارك فعليا في بلوغ الغايات الدلالية للعرض من خلال الزج به داخل ركعة التمثيل.
••في المسرح الملحمي وضعية المتلقي المكانيه هي أمام فتحة البروسينيوم وإن تعدلت اثناء كسر الحائط الرابع لا تتغير الطبيعه المكانيه للمتلقي
لكن في عرض مسرح الشارع يمكن للمتلقي حرية تغيير وضعيته المكانيه للإنتقال الي وضعية اخري يتمكن منها من مشاهدته للعرض.
••المسرح الملحمي ريديكالي مادي جدلي
أما مسرح الشارع فهو يخلق حاله جدليه تستفز المتلقي للمشاركه في بلوغ الغايات الدلالية للعرض
* وهنا يثور سؤال هام هل تجربة عبد القادر علوله في الجزائر من قبيل مسرح الشارع؟
إن تجربة عبد القادر علوله هي توظيف التراث في العرض المسرحي من أجل كسر الهيمنة الغربيه للمسرح وبالتالي فإن تجربة علوله ليست من قبيل مسرح الشارع
وكذا عروض المسرح إلإحتفالي رغم التشاركيه فيها إلا أنها لا نناقش القضايا اليوميه للمتلقي
* إلا أن ثمة سؤال هام يطرح نفسه للتمييز بين مسرح الشارع ومسرح العصابات؟ ورغم كون مسرح العصابات مسرح إحتجاجي تحريضي يقدم في الشارع يستخدم في عروضه السخرية اللاذعه في نقض شخصيات سياسيه إلا أنه يختلف عن مسرح الشارع الذي يعد الإحتجاج فيه قضية مثل اي قضيه يناقشها مسرح الشارع وليست سمة مميزه له كما هو الحال في مسرح العصابات .
** عروض مسرح الشارع يجب ان تناقش القضايا اليوميه للمتلقي مصادفة وخارج العمارة المسرحيه وتخلق حالة ديالكتيكيه تجعل المتلقي يشارك في بلوغ الغايات الدلالية للعرض
••ان اسباب الخلط الشائع التي تعتري عروض مسرح الشارع في عالمنا العربي ترجع للفهم الخاطئ للوظيفة الأساسيه لمسرح الشارع والتي تكمن في مناقشة القضايا اليوميه للمتلقي ديالكتيكيا هذا فضلا عن الميل الجارف لدي صناع مسرح الشارع بكسر القواعد العلميه تحت مقولة (وضعت القواعد ليكسرها المبدع) فتتحول العروض من مسرح شارع الي عروض مسرح في الشارع يمكن أن تقدم داخل العمارة المسرحيه ولن نلحظ اي تغيير في التفاعل او الإداء .كما يؤكد علي غياب المفهوم التعريفي لمسرح الشارع
** المفهوم التعريفي لمسرح الشارع في عالمنا العربي ناقشه الباحثون لكن أقرب التعريفات التي حاولت تحديد وظيفة مسرح الشارع وتحديد اماكن العرض
هو تعريف د.بشار عليوي عراب مسرح الشارع في وطننا العربي (كل عرض مسرحي يقدم في الشارع والساحات والأماكن العامة متخذا من الناس المتواجدين عشوائيا جمهورا له ومستلهما موضوعاته من الواقع اليومي بهدف إيصال أفكاره عن طريق المشاركه التفاعليه مع العرض)
إلا انني اري ان هذا التعريف لم يحدد دور المتلقي في عرض مسرح الشارع لذا أري أن المفهوم التعريفي لمسرح الشارع هو (كل عرض مسرحي يصادف المتلقي خارج العمارة المسرحيه ويناقش قضاياه اليوميه خالقا حالة ديالكتيكيه تجعل من المتلقي يشارك في بلوغ الغايات الدلالية للعرض)
وقد يري البعض أن هذا التعريف يحاول حصر وتضييق الخناق علي مسرح الشارع لكنني حاولت أن يشمل تعريفي للخصائص والهويه والإعتراف بدور المتلقي في عروض مسرح الشارع
ولقد شمل تعريفي لسمتين هامتين هما المصادفه والديالكتيكيه
**وهنا يثور سؤال هام جدا العلاقة الثنائيه بين المتلقي والممثل في عروض مسرح الشارع من صاحب قرار تأطير هذه العلاقه ؟
إن صاحب قرار التأطير هو المتلقي الذي نبحث عنه في عروضنا ونناقش قضاياه اليوميه ونحاول خلق حاله ديالكتيكيه كي نزج به داخل رقعة التمثيل هذا المتلقي الذي تقوم الدراسات العلميه حوله هو صاحب قرار تأطير العلاقه الثنائيه
*وماهي حرفية الممثل في مسرح الشارع ؟ وكيف تكون طبيعة الإداء التمثيلي لمسرح الشارع في ظل الطبيعة الإنفلاتيه المكان الممسرح؟
ونظرا. للظروف وللمستجدات الحاصله أثناء العرض في عروض مسرح الشارع يعد الارتجال من أهم التقنيات الأدائية في عروض مسرح الشارع لكون الشارع محمل بالمفاجئات التي تطرأ أثناء العرض لذلك على الممثل أن يتكيف وينسجم مع تلك الظروف والمستجدات الحاصلة أثناء العرض.
إن الممثل في مسرح الشارع منوط بإدراك ووعي شديدين حين ينتقل من حالة تشخيصيه إلي حالة تشخيصية اخري لأن هذا الوعي هو ما يخلق حالة التباين الأدائي ويعطي دفعة إستمراريه للعرض تجذب وتدهش المتلقي للتفاعل مع العرض في مسرح الشارع
•••ونستخلص من ذلك ان بنية الإداء التمثيلي وتقنيات الأداء في مسرح الشارع تفترض ممثل ذو قدرات فائقه وتساعد علي تطوير قدرات الممثل من خلال التوظيف الجيد لقدراته وتقنياته .فضلا عن ان ممثل مسرح الشارع ينبغي عليه كسر عوائق اللغة واللهجات و كسب مهارات التفاعل الإجتماعي الإيجابي واهمها إدارة الحوار مع المتلقي ورد الفعل السريع وقوة الملاحظه
**وهنا يثور سؤال هام هل مسرح الشارع آذان بموت المؤلف والمخرج؟
لا طبعا فإن كان مسرح الشارع يشتغل علي الإرتجال فليس الإرتجال العشوائي وإنما ارتجال مبتني علي دراسات علميه للمتلقي وأثناء التدريبات يتم تدوين نص أولي للعرض من قبل المؤلف او الدراماتورج يتم تعديل هذا النص الأولي مع كل عرض فالنص في مسرح الشارع يدون عقب العرض كنوع من التوثيق وهذا هو الفارق بين مسرح الإمبرو (الإرتجالي )ومسرح الشارع فالأخير وإن اعتمد علي الإلعاب الإرتجاليه والعاب الممثلين وغير الممثلين إنما يعتمد عليها عقب دراسات علميه للمتلقي تهدف لمناقشة القضايا اليوميه له
أما المخرج فمخرج مسرح الشارع هو المدرب التكويني لممثل مسرح الشارع الذي يسعي لتدريبه علي مهارات التفاعل الإجتماعي و كيف ان عروض مسرح الشارع لها طابع تفاعلي هو التفاعل الإجتماعي الإيجابي الذي ننشده من خلق متلقي يعي ويفهم ويشارك في تمييز صحيح الفكر من فاسده
** سؤال هام هل مسرح الشارع إحتياج ام إحتجاج؟
إن الإجابة علي هذا التسأول تستدعينا في البحث عن القيم وعلاقاتها بمسرح الشارع
إن القيمة الماديه في مسرح الشارع تبرز من خلال القدرة الأدائيه والوظيفيه والنفعيه لعروض مسرح الشارع التي تحمل رسالة تثقيفيه وتوعويه لمتلقي الشارع المستهدف عشوائيا لمناقشة قضاياه اليوميه من خلال مكونات عرفيه ووجدانيه وسلوكيه تنتج عنها قيمة نفعيه هي التفاعليه التي تحدثها تلك العروض في نفوس متلقيها في الشارع .
والقيم الفلسفية جزء من الأخلاق
فقيمة الحق التي يتناولها علم المنطق من خلال تحديد القواعد التي تسمح بتمييز صحيح الفكر من فاسده تتمثل في مسرح الشارع الذي يسعي لطرح القضايا اليومية للمتلقي واشراكه في حوار ديالكتيكي لتمييز صحيح الفكر من فاسده في قضية يوميه معينه
أما قيمة الخير والتي توضح القواعد التي ينبغي علي الفرد إتباعها فتتمثل في مسرح الشارع من خلال رسالته التثقيفيه والتوعويه التي يقدمها العرض وصناعه بمد يد العون لمتلقيهم
أما قيمة الجمال والتي يتم فيها البحث في القواعد والمعايير التي يجب توافرها في اي عمل نطلق عليه صفة الجمال اي مراعاة القواعد والنظريات النقديه لمسرح الشارع حتي تتصف عروضه بالجمال والكمال
«فلسفة مسرح الشارع »
مسرح الشارع نتاج تمازج بين ملكات الإنسان (العقل -الوجدان-السلوك )
لذا فإن مسرح الشارع هو تعبير عن (نظريه فلسفيه) من خلال رأي او مذهب او أيدولوجيه
والنظريه تعني خلفية المعرفه للنظريات العلميه المرتبطه بالفن سواء من نواحي العلوم الأساسيه او غيرها من العلوم التطبيقيه بينما الممارسه ترتبط اساسا بتكنولوجيا الإنتاج ويتم ذلك عادة بواسطة اشخاص لديهم قدر كاف من المعرفه
«منطق مسرح الشارع»
يتولي علم المنطق دراسة ما يتعلق بجوانب قيمة الحق من خلال سمات لغة التفكير العقلاني
ومن السمات المنطقيه في مسرح الشارع:
1-مسرح الشارع مرتبط بالشكل او بفضاء المتلقي (الشارع) او خارج العمارة المسرحيه
2-موضوعات عروض مسرح الشارع تدرس صورة الفكر او التفكير بوجه عام أيا كان الموضوع الذي يدور حوله هذا التفكير
3-ان الطريقة العلميه الأساسيه في تفسير وفهم التفكير العلمي لمسرح الشارع تبني علي دراسات سيسيولوجيه وديموجرافيه للجمهور المستهدف وبالتالي فإن إستنتاج النتائج من المقدمات لا يتم جزافيا وإنما وفق قواعد معينه هي القواعد المنطقيه
4- ان مسرح الشارع يضع القوانين العامه التفكير السليم من خلال طرحه ومناقشته للقضايا اليوميه للمتلقي ومن خلال الحوار الديالكتيكي الجدلي الذي يجد المتلقي نفسه مشارك بالعرض المسرحي من خلال تعبيره عن رايه وتفاعله مع العرض وممارسته الديمقراطيه التي تقودنا لوضع القواعد العامه للتفكير السليم
«اخلاق مسرح الشارع »
قيمة الخير تتمثل في عروض مسرح الشارع كون تلك العروض:
1/ تخدم المجتمع والناس وتمد يد العون للمهمشين والفقراء الغير قادرين للذهاب للمسرح فتذهب تلك العروض اليهم أينما وجدوا قاصدة بذلك تثقيفهم وتوعيتهم وتمييز صحيح الفكر من فاسده لديهم
2/ إعلاء قيمة الإنسانيه من خلال معايير الجمال والنفعيه والملائمه والجودة التي يطرحها العرض وصناعه
3/ التشاركيه التي ينشرها العرض من خلال طرحه للقضايا اليوميه للمتلقي الذي يتفاعل معها من خلال حوار ديالكتيكي يعبر فيه عن رأيه الذي نستطع من خلاله تمييز صحيح الفكر من فاسده .
«الجمال في مسرح الشارع»
إن عروض مسرح الشارع والتي هي تعبير عن القضايا اليوميه للمتلقي هي في حقيقتها إرضاء لرغبات هذا المتلقي ليس علي المستوي الفيزيقي او الإجتماعي فحسب بل ايضا علي مستوي اللذة الخياليه .
وبالتالي فعروض مسرح الشارع هي إحتياج احتجاجي .إحتياج لممثل مسرح الشارع الباحث عن المهمشين والغير قادرين للذهاب للمسرح بأن يذهب المسرح لهم حيثما وجدوا
وإحتجاج علي هؤلاء المهمشين يهدف إلي توعيتهم وتثقيفهم لتمييز صحيح الفكر من فاسده
واخيرا إليكم خلاصة حديثنا فيما ما يلي:
1/ ان الخلط الشائع بين عروض مسرح الشارع وبين أي شكل فرجوي يقدم في الشارع سببه عمومية المفهوم التعريفي لمسرح الشارع لدي صناع هذه الأشكال الفرجويه
2/ ان الباعث والمحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع هو المكان
(الشارع) ذلك الفضاء المادي الطارئ بإنفلاتاته الجغرافيه وطابعه المعماري وكذا طابعه الإجتماعي والمتمثل في مناقشة قضايا الناس اليوميه اي ان عموميةالمكان الطارئ تخلق خصوصيه من حيث وضع المتلقي بالنسبة للعرض وبالنسبة للقضايا المطروحة بداخله
3/ ان الدراسة الديموجرافيه والسيسيولوجيه والسيكولوجيه للمتلقي هي المدخل الأول لتكوين روابط العلاقه الثنائيه بين المتلقي وممثل مسرح الشارع
4/ ان أهم سمات مسرح الشارع التي تميزه عن باقي الأشكال الفرجويه التي تقدم في الشارع هي المصادفه والديالكتيكيه
5/ان القيمة التي تنشدها عروض مسرح الشارع هي التفاعل الإجتماعي الإيجابي من خلال بلوغ المهمشين والغير قادرين للذهاب إلي المسرح ان يصل المسرح اليهم اينما وجدوا من أجل تبصيرهم وتثقيفهم لتمييز صحيح الفكر من فاسده
6/ لن تتأتي القيمة التي تنشدها عروض مسرح الشارع إلا بكسر عوائق اللغه وبلوغ المتلقي للغايات الدلاليه للعرض
7/ ان الإحتجاج في مسرح الشارع قضيه مثل اي قضيه تطرحها عروض مسرح الشارع وليست سمة غالبه في عروضه.
بهذه النتائج التي توصلت إليها إنما أحاول الخروج من كهف العمومية في تعريف مسرح الشارع الي تحديد الأنساق المفاهميه له من حيث طبيعة المكان ووضع المتلقي بالنسبة لعروضه والقيمة التي ينشدها مسرح الشارع لذلك أري ان المفهوم التعريفي لمسرح الشارع هو «كل عرض مسرحي يصادف المتلقي خارج العمارة المسرحيه ويناقش قضاياه اليوميه خالقا حاله ديالكتيكيه تجعل المتلقي يشارك في بلوغ الغايات الدلالية للعرض»
وقد يري البعض ان هذا التعريف يحاول حصر و تضييق الخناق علي مسرح الشارع لكنني حاولت ان يشمل تعريفي للخصائص والهويه والأعتراف بدور المتلقي في عروض مسرح الشارع .