«الإنتاج المسرحي العربي المشترك » مابين احلام الهواة وتقاليد النخبه/ بقلم: حسام الدين مسعد
دراويش المسرح يا ساده هم من يؤمنون برسالته وبدوره التوعوي فتراهم ينتقلون في تصاعد سلمي يرتقوا به من المعرفة الماديه الي المعرفة النهائيه وهم من نلقبهم العارفين بالمسرح أو متصوفي المسرح الذين آثروا المسرح علي انفسهم .فزهدوا فيه وانفقوا اموالهم عليه من أجل بلوغ الرسالة التثقيفيه والتوعويه للمتلقيين في كل مكان .
لقد حظي العام 2019 ببزوغ نجم هؤلاء الدراويش المتصوفون في رحاب معشوقهم المسرح.
فنري المتصوف السعودي د.سامي الجمعان رئيس رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشتركATPa هذا العاشق الزاهد لفنون المسرح هذا المجاهد بماله من أجل تحقيق فكرة عامة وقوميه هي حلم كل عربي فكرة الوحده العربيه التي فشلت الحكومات العربيه سياسيا في توطيدها يأتي حلم المتصوف ليصير واقعا ملموسا و كأن حلاج جديد يبعث ليزيد فوق عشقنا للمسرح عشقا آخر يحمل هويتنا العربية الخالصة.
ويحقق حلم الوحدة العربيه من خلال عروض مسرحيه يشترك فيها فناني الدول العربية لإنتاج عرض عربي مشترك
لم تكن الفكره غير مألوفه لمن يعرف الدكتور سامي الجمعان فالرجل عاشق للمسرح وزاهد فيه. واستطاع أن يكون رابطة الإنتاج العربي المشترك والذي كان اول إنتاجاتها العرض المسرحي (إنتحار معلن )تأليف الكاتب السعودي د.سامي الجمعان واخراج الفنان المصري مازن الغرباوي وتمثيل التونسيه مني التلمودي
و«إنتحار معلن » مونودراما
تدور أحداثها حول حياة الكاتبة والروائية الإنجليزية الشهيرة فرجينيا وولف Virginia woolf، بكل ما عاشته في حياتها من مآسي، وما تركته من أثر إبداعي في الكتابة الروائية، حيث تعرضت فرجينيا للعديد من المواقف الحياتية الصعبة كفقدانها كل من تحبهم أمها وأختها وأخيها ووالدها، وتعرضها لعنصرية ذكورية جعلتها تكره الرجال، باستثناء زوجها الذي أحبته وأحبها حتى أنها لم تكن تستطيع الانتحار دون أن تعترف له بحبها وتقديرها لما فعله معها من معروف.
وتم عرض هذه المونودراما في تونس علي مسرح الحمرا ثم شارك العرض في مهرجان المسرح التجريبي والمعاصر بالقاهره يومي 13،14 سبتمبر 2019 ليتوقف العرض ويتوقف إنتاج الرابطه مع بداية العام 2020 بسبب الجائحة الوبائيه كوفيد 19
لكن السؤال الذي يطرح نفسه علي بساط الواقع هو هل لو لم يتعرض العالم والمسرح تحديدا للعزلة التي فرضتها جائحة كورونا هل كان سيستمر إنتاج رابطة الإنتاج العربي المشترك؟ ام ان العزلة الحدوديه وآثارها وما خلفه الإستعمار في الوطن العربي سيشكل عائق امام نجاح فكرة الإنتاج العربي المشترك؟
إن التعاون الثقافي بين دول الوطن العربي قد يسر المهمة علي إنصار فكرة الإنتاج العربي المشترك وجعل لها بريق ينبئ بثراء مسرحي عربي .
لم تكن تجربة رابطة الإنتاج العربي المشترك هي التجربة الأولي لإنتاج مسرحي عربي مشترك فسبقها العديد من التجارب لكن لا جدال ان فكرة إنشاء الرابطه كانت مسعي محمود من متصوف مسرحي وحلاج في المسرح العربي هو د.سامي الجمعان
الذي هنأنا انفسنا عقب إنشاء
رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك Atpa Atpa Atpa
ودعونا الله من قلوبنا ان يخلق بيننا وفي وطننا العربي مائه بل الف سامي الجمعان ليزيد عدد صوفية المسرح
ليصير الحلاج حلاجيين عاشقه وزاهده تسعي الي وحدة اوطاننا العربيه من خلال القوي الناعمه التي يصنع تأثيرها الفن حتي لو كان هذا الفن لا يسعي لتقويض الثقافة الغربيه
ومن التجارب التي سبقت إنشاء رابطة الإنتاج العربي المشترك تجربة لمجموعة من الهواة لا يمتهنون المسرح كحرفه وغير دارسين له أكاديميا تجربه حملت اسم (القارب) ولك عزيزي القارئ ان تفكك الأسم كما تشاء فقد يكون قارب (النجاة/جسر التواصل العربي/ الشقف /المطبره….)
لكنه في نهاية الأمر رسي علي بر الأمان واستهل عروضه في شهر يونيه بتونس في «ساحة العمله» بالملتقي الدولي لمسرح الشارع ويعرض من تأليف الكاتب العراقي« سعد هدابي» وإخراج الجزائري «مهدي قصدي »
وتمثيل كل من :
1. الممثل وسيم بورويص ليبيا
2.الممثل احمد المطرديليبيا
3.الممثلة عبير الحاجي تونس
4.الممثلة جميله كامارا تونس
5.الممثل محمد العكاري المغرب
8.الممثل علي ديدي موريتانيا
وتدور أحداث النص الذي كتبه سعد هدابي حول غربة المواطن في وطنه فلا سبيل امامه بعد ان قتلت جميع احلامه داخل وطنه سوي الهجره الجماعيه في قارب صغير بحثا عن النجاة لكن القارب هو مطبرة للجميع
لقد كانت تجربة القارب تجربة إنتاج عربي مشترك ولدت عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعد ما دعا لها الفنان الليببي« وسيم بورويص» في احدى المهرجانات في تونس و تحت شعار (القوا بالمسارح إلى الشارع يحتضنه الجمهور)
وهدف الفرقة
نشر رسالة صادقة مجتمعة بهدف واحد أساسه السلام بين الشعوب تجوب الشوارع لتصل الى كل الشرائح بالمجتمع
كما تهدف هذه الفرقة إلى زرع روح التعاون والمحبة والمسامحة والإخاء و الإنسانية…بين البلدان العربية
وقد تم اختيار الأسم…(فرقه القارب العربي للمسرح و الفنون) ليبحر هؤلاء الهواة بقاربهم في جوف الإبداع ثم يرسوا ليفرغوا ما بجعبتهم من إبداع.ثم يبحروا مره اخري وهكذا دواليك ……فهم عازمون على أن يأتوابالمسرح أليكم بعيدا عن القاعات المغلقة …ليقولوا( منكم نستمد قوتنا يا جمهورنا العزيز )
لقد انتجت هذه الفرقه عرض واحد هو عرض مطبره وشاركت به في مهرجانين لمسرح الشارع بتونس هما الملتقي الدولي لمسرح الشارع وملتقي القطار لمسرح الشارع وحصلت على جوائز في ملتقى لقطار لمسرح الشارع بتونس جائزة احسن اخراج للمخرج قاصدي مهدي ( الجزائر) و جائزة احسن ممثلة جميلة كمارا (تونس). وتوقف إنتاج الفرقه بسبب الحظر الجوي الناتج عن الوباء العالمي
لقد عقدت مقاربة بين تجربتين للإنتاج العربي المشترك بين شكلين مسرحيين مختلفين احدهما يسعي من أجل أن يصل المسرح الي المهمشين والغير قادرين للذهاب اليه فإخترقوا كل الحدود وطرحوا قضية يوميه يعاني منها المواطن العربي بل كان العرض الذي حمل هم عربي هو تعبير رمزي للوحدة العربيه وتقويض صريح للثقافة الغربيه في تجربة ما بعد حداثيه استخدمت فضاء مغاير وغير تقليدي وكسبت إحترام وتفاعل الشارع العربي.