نص مسرحي: "الهــــــــــروب" / تأليف: فاتن فريح

الشخصيـــات: المهر، الحمار، الام و المزارع
المنظــــــــر :
(مزرعة جميلة وواسعةي حيط بها من جميع اركانها العشب الأخضر والورود الملونة الجميلة  والأشجار الشاهقة  جوها جميل ورائحتها عذبة وفي المزرعة حضيرة  وايضا تحتوي المزرعة على الحشائش وعلف الحيوانات، كما  يملأ المكان بأصوات البلابل. يوجد في المزرعة بعض الحيوانات من ضمنها مهر صغير جميل جدا يلعب ويرقص في المزرعة. كما نرى الحمار يدخل المسرح وهو منتعشا قائلا)
 
الحمار: يا له ٌ من جوٌ جميل ..كأنما الربيع حل علينا.. ارجو ان لا يأتي  هذا المهر ويعكر علي هذا الجو فكل ما يفعله هو تقديم نصائح لا معنى لها (بسخرية) ويتباهى  بجماله فهو يتخيل نفسه اجمل ما في الغابة. لا يعلم  بجمال صوتي لو سمعني وانا اغني لعرفَ حقيقة الجمال…لكن هذا ليس مهماً لأغني وارقص كي يعرف جمال صوتي (يبدأ بالغناء والرقص وهو ينظر للمهر خلسة يراه يرقص على اصوت البلابل ويقطف ورده ويكمل الرقص، يشتعل الحمار  بنار غضبه و يحاول ان يدبر للمهر مكيده) يا ايها اللعين شكله مع الطبيعة كانه لؤلؤة فإنه يحمل ألوان لا مثيل لها مثل قوس قزح
المهر: صباح الخير يا صديقي الحمار؟
الحمار: (يضع قدمه امام المهر يتعثر ويسقط المهر, يضحك باستهزاء) صباح الرقصات الأرضية، يجب عليك ان تنظر لطريقك وانت تمشي حتى لا يتكرر وقوعك مره اخرى
المهر: هل تتصور اني لا اعرف من وضع قدمه امامي لأتعثر فهناك من يتصرف كالأغبياء مثل الجحش بلا تفكير ولا يعلم ان الامر ليس باستطاعتي (بغرور) فانا جميلاً بكل شيء حتى في مشيتي لكن هذا ليس مهم فانا قطفت هذا الوردة لك ياصديقي رمز لصدقتنا وحبي لك وكلما تشم عطرها الجميل تتذكر جمالي
الحمار: (يأخذ الوردة يشمها ويرميها) ومن قال انها لها عطر جميل فهي مثلك مجرد لون
المهر: (بحزن)  لكن انا جميل امي دائما تقول انت اجمل حيوانات الغابة (يحرك ذيله)  انظر الى ذيلي فأنا احمل من الوان لا مثيل لها بين الحيوانات
الحمار: (باستهزاء) مسكين ياهرهوري الصغير فانت تصدق كل ما يقال فأمك تكذب عليك لأنك طفل صغير فهي تحاول ان تقنعك
  (يضرب باب حضيرته  على ذيله الملون يصرخ المهر بصوت عالي )
المهر: اوووووه . ماذا فعلت يا حمار
الحمار: (يضحك بصوت مرتفع) اوه هرهوري ما بك لماذا هذا الصياح
المهر: سلامتك يا حمار اولا انا لست بهرهور انا حصان كبير وقوي و من المحتمل انك لا تعرف مدى قوتي لأني لا اريد ان اظهر هذه القوة امام احد
الحمار: ولكونك حصان قوي لماذا لا اعرف بهذا القوه التي تملكها فمجرد ان اغلقت باب الحضيرة وانت بدأت بالصراخ
المهر: لكن انا لم اصرخ من شده الالم ولكن صرخت  بسب افعالك الغبية فأنت تكرر هذا الافعال كل مره (بمكر وتحايل) المهم لا مشكلة سأخبرك سرا اقترب مني لأقول لك (يتقرب منه..يتحدث المهر بطريقه مشوقه ولهفه) في زمن بعيد ومكان مهجور
الحمار: (مقاطع المهر يضحك) ها هاها زمن بعيد من يسمعك يقول انك تملك لحيه بيضاء
المهر: (ينظر له )
الحمار: (يبتسم وينظر نظرة للمهر ونظرة للجمهور)
المهر: “في يوم من الايام كانت هناك قطه جميلة غير مقتنعة  بجمالها فهي ترى ما يوجد عند اصدقائها جميل وفي يوم من الايام مرَ من امامها عصفور  مليء بالألوان ويحلق بجناحيه في السماء فأرادت ان تصبح مثله وتطير هنا وهناك فحاولت تقليده لكنها سقطت على الارض وانجرحت “
الحمار: (يقاطعه) اوه مسكينه يجب عليها ان لا ترتفع كثيرا
المهر: يالك من حمار فهي مثلك  لأنها لا تفهم ان هذا الامر ليس باستطاعتها. دعني اكمل يا حمار..وبعد مده قصيرة من اصابتها رجعت الى عادتها وهي تنظر الى ما يوجد عند اصدقائها حتى تصبح قطه مميزة واخذت تفكر هذه القطه المسكينة قالت لابد ان يكون لي ريش حتى استطيع الطيران فأخذت  تلصق ريش على جسدها الجميل المميز وبعد ان انتهت من عملها قررت ان تنام قليلاً واخذت هذا القطه تحلم بالطيران وهي نائمة  ”
الحمار: (يقاطعه لكن متى تطير هذا القطه اريد ان اراها وهي تطير
المهر: يا لك من حمار وهل انت مقتنع بانها سوف تطير. ؟
الحمار:  نعم نعم لأنها اصبحت تملك ريشاً
المهر: ليس غريب  عليك فأنت… دعني اكمل لك لكن اين وصلنا
الحمار: وصلنا عندما كانت القطه العصفورة نائمه
المهر: صحيح. صحيح فأنا  اتذكر لكن يجب عليك ان لا تقاطعني لان هذا الامر يجعل الحديث يفقد اهميته  واخسر ذاكرتي وانسى القصة (مسترسل بحديثه) والان دعني اكمل لك بدون مقاطعة منك وانا اتحدث فإذا فعلتها مرة ثانيه لن اكمل لك القصة
الحمار: حاضر لن افعلها المهم اكمل يا هرهور فأنا اريد ان اعرف متى سوف تطير (يضع يده على فمه)
المهر: وهي  نائمة نوما عميق هجم عليها كلب ضناً منه انها عصفور لكن انا قمت بالواجب وعلمته درساً وضربته هكذا على وجهه ( يضرب الحمار)
الحمار :  اااااااه انفي ماذا فعلت يا غبي اعتقد انك بدأت تحلم  ابتعد عني قليلا
المهر: يا لك  من حمار انت الذي يجب عليك ان تبتعد وليس انا لكن وفي نهاية القصة تعلمت القطة ان لا تتمنى ما يوجد عند غيرها فهي مميزه بما لديها ولا تحتاج  ما يميزها وانت متى تتعلم  يا حمار
الحمار: (بعصبية)  انت من قلت لي اقترب وانا اقتربت اذاً هذا خطأك
المهر: لا بل خطاك
الحمار: بل هذا خطاك انت
المهر: (باستفزاز) بل خطاك يا عزيزي الحمار انا اقول وانت تسمع وتنفذ كالحمار (بغرور) والان يا صديقي فأنا اريد ان اتناول طعامي (بصيغة الامر) احضر لي طعام
الحمار: لماذا انا من يحضر  لك طعام اذهب انت وكُل فأنا لن افعل كل ما تطلبه مني  بعد الان
المهر:عليك ان تفعل كل ما اطلبه منك لأني انا اجمل منك ولأني صديقك واجلب لك وردة  كل صباح اتذكر الوردة
الحمار:  نعم ( يبتعد عن المهر ويفكر قليلا)  هذه فرصتي (بمكر وحيله ) لا مشكله يا صديقي  تناول هذا طعامك
المهر: شكرا لك يا صديقي فأنا  اعدك ان لا اسخر منك  ولن نزعج بعضنا وسأقول لك كل يوم قصه جميلة  ونتبادل القصص والحكايات كما يفعل الاصدقاء  اتفقنا؟
الحمار : دعني افكر قبل ان نتفق فمن المحتمل انك تتحايل علي
المهر: انا لست مكار كما يفعل بعض الأصدقاء فأنا  اريد صديق يشاركني كل شيء
الحمار: لكن يجب ان افكر.
المهر: فكر يا حمار ….. ودعنا ناكل معا
الحمار : ( باحتيال) لا يا صديقي فأنا  سبقتك أنهِ طعامك
المهر : (وهو يأكل) لكن طعام اليوم فيه شيء غريب هل شعرت بهذا يا صديقي. ورائحته نتنة (باشمئزاز)
الحمار:  ( يضحك بالخفية) وما الغريب فانا مضغة الطعام ورميته من فمي من المحتمل ان يكون هذا السبب الذي يجعله غريب (يخرج لسانه من فمه ليغيظه) لقد وقعتك في فخي الم اقل لك انك مسكين فأنا العبها عليك كل مره صحيح انك اجمل مني لكن لن تصل  الى ذكائي (يركض للجهة اليسرى من المسرح)  
المهر: (مهرولاً  الى اليسار يقف وسط يسار المسرح) اللعنة عليك..من الان وصاعداً انت لست صديقي. سأتركك واذهب من هنا ولن تجد احد يلعب معك فلا احد يتحملك غيري انت ارعن ومكار هذا ليس ذكاء
الحمار: ( يعود للمهر) لا يا صديقي لا تتركني  فأنا كنت امزح
المهر: لا انا لست صديقك سأذهب وانت  ابحث عن اصدقاء غيري
الحمار: لا يا صديقي اتوسل اليك  لا تتركني لا …….
المهر: (بغرور) توسل بي اكثر حتى اقبل صداقتك
الحمار : (يضحك) ابتعد عني  الم اقل لك لا تصدق كل ما يقال وها انت وقعت في الفخ للمرة الالف..والان سأتركك كي اذهب للعمل واتجول في كل المدينة وكل مزارعها اما انت فأبقى هنا تعد هذه الاشجار حتى يزداد  ذكائك فانت مكانك فقط في المزرعة اما انا فأذهب اين ما شئت ومتى ما شئت
المهر: (متجه بقوه نحو الحمار)
الحمار : (ملوح بيده ويضحك ) الى اللقاء يا هرهور اقصد يا مهر لا لا اقصد يا حصان
( يخرج الحمار يبقى المهر وهو يتجول بين الاشجار)
المهر: اووووه كم انه يكرهني لا اعرف ما السبب..(يفكر قليلا ) لكن صحيح علي ان اعد هذه الاشجار..
شعوري كشعور هذه الاشجار الحيوانات تسافر وتذهب خارج هذا المزرعة وهي واقفة هنا وتنظر اللعنة عليك يا حمار انه يزعجني طوال الوقت كأن المزرعة ملك له وحده فهو يذهب ويتجول كل المدينة اما انا فأبقى هنا طول الوقت كل ظنهم اني مهر صغير لا يعرفون اني كبرت واستطيع ان اعتمد على نفسي في كل شيء لكن سأثبت لهذا الحمار الجحش اني استطيع ان افعل كل شيء لأني املك عقلا اذكى منه
الام: (تدخل) بماذا انت منشغل يا صغير
المهر: ( يتلكأ في الكلام)  لا لا. شيء يا امي . فأنا  انظر الى الاشجار
الام: اعتقد ان هناك شيء  يشغل تفكيرك
المهر: (مع نفسه) يجب ان اتحدث مع امي واخبرها على ما فعله الحمار (متجه نحو امه يتوقف وهو يفكر) لكن علي ان لا اخبر امي عن شيء كهذا حتى لا تنعتني بالصغير والضعيف..لاشي يا امي. فأنا  افكر هل يوجد مزرعة غير مزرعتنا هذا
الام:  بالتأكيد يا صغير  يوجد الكثير فالكرة الأرضية كبيرة ويوجد فيها  الكثير من المزارع والغابات والبساتين  ويعيش انوع كثيرة من الحيوانات والنباتات ولكن لماذا تسأل يا صغير
المهر: انا لست صغير فأنا  حصان كبير
الام:  بالتأكيد انت كبير (تواصل عملها وهي تراقب ردود افعال المهر الصغير)  
المهر: (يفكر بينه وبين نفسه)  لكن هل ما فعلته صحيح هل يجب ان اخفي الامر على امي؟ ام يجب عليه ان اقول لها ان الحمار يزعجني انا خائف اذا علمت امي بما فعله الحمار بي سوف تعاقبني وتمنعني من اللعب معه لذلك يجب ان افكر ماذا افعل ماذا
الام:   بماذا تفكر ياعزيزي
المهر:  لا لاشي يا امي
الام: هل تعلم من يكذب على امه ماذا يحصل له
المهر: نعم نعم يا امي  انت قلتي  لي ان من يكذب يأخذونه الى مكان مظلم وانت دائما تقولين توجد كذبة بيضاء وكذبة سوداء
الام: لكن يبقى كذبا يا صغيري فالكذبة الصغيرة اذا كبرت ماذا  تفعل بنا هل تعلم يا صغيري
المهر: (بدهشه) ماذا يا امي؟
الام: سوف يزداد الظلام و لن نرى ما حوله وكل من بالمزرعة او المزارع الاخرى سيلقبونه بالكذوب ولا يرى بعين صدق (تواصل عملها وتفكر في نفسها تنظر للمهر وهو حزين بائس) ما باله اليوم لماذا تبدو عليه علامات الحزن؟ يا صغيري لماذا لا ارى الحمار يلعب معك  هل تشاجرتم مره ثانيه
المهر: لا يا امي  لم نتشاجر لكنه ذهب ليقضي نهاراً سعيدا بعيدا عن هذه المزرعة المزعجة
الام: لما تبدو منزعجا من الامر يا عزيزي؟
المهر: ( بقلق) نعم يا امي فأنا  منزعج من هذه المزرعة يا لها  من مزعجة لا تهتم بالصغار مثلي
الام: فقط المزرعة ام يوجد أمرا آخرا؟
المهر: كل الحيوانات منشغلة بالعمل والمرح هنا وهناك وابقى انا هنا فريسة سهلة في هذا المزرعة المهجورة لأني ما زلت صغيرا في نظركم
الام: لما تصفها بالمهجورة طوال الوقت وهي ليست كذلك انت فعلا صغير على مواجهة ما يوجد خارجها من مخاطر ليتك تعرف مدى كبر هذا العالم لكن مهما كبر لا يوجد موطناً اجمل من الموطن الذي نعيش فيه لأننا نعرف عنه كل شيء ونعرف اصدقائنا واعدائنا
المهر: لا يا امي  انا اعرف كبر هذا العالم لذلك سوف نجد اجمل منها بكثير وسوف نجد مكان واسع والخضار في كل مكان و الاجمل من هذا كله اصدقاء لطيفين
الام: انا غير موافقة يا عزيزي فأرضي  واصدقائي اجمل من الخضار الكثير ما فائدة المكان والخضار فهو يذهب حين يحل الخريف لكن اصدقائنا معنا في كل الظروف
المهر: نجد أجمل منهم بكثير فأنا  سوف أذهب حتى وان لم تأتي معي
الام: لكن جمال المظهر غير كافي يا عزيزي. (تبتعد. قليلا وهي منشغلة في عملها); ماذا عليان افعل ليس امامي خيار اخر فهو بدا يتصرف بلا وعي وتفكير عليه ان ارشده لكنه الان لا يسمع مني اي شيء
المهر: ماذا تتحدثين يا امي انا جهزت عدتي وسوف اذهب
الام: لكن انا خائفة عليك من هذا المزارع اذا علم بما فعلناه لن يسمح  لنا ان نعود الى هنا
المهر: حتى وان علم يا امي فنحن لن نعود الى هذا المزرعة ليبدا الليل حتى يكون خروجنا سهلا يجب علينا ان نتنكر لنخرج بكل سهوله (يأخذ قطع القماش ويعطيها لامه )
الام: ما هذا يا عزيزي؟
المهر: سوف نرتديها ونتسلل ونخرج خارج هذه المزرعة (يبدئ المهر بوضع القماش على وجهه )
الام: يا عزيزي هكذا نحن هاربان. وليس مسافران
المهر: ليس مهمالمهم ان نخرج هيا يا امي ارتدي هذا القماش
الام: (تبدأ بوضع القماش عليها)
المهر: تخبئي قليلا خلف هذه الشجرة (يمشي المهر على اطراف اصابعه وهو ينظر يمينا وشمالا يمسك يد امه ويختبئون خلف الشجرة وبينما هما يتحدثان يدخل الحمار )
الحمار: يا له  من يوم متعب لكنه كان مسلياً عليان انادي المهر واحدثه يا مهر. ياهرهور اين انت؟……..
المهر: يا له من مزعج من الذي جاء به الان
الام:سوف انادي الحمار حتى لا يقلق علينا عند الصباح ويخبر امه اننا ذهبنا
المهر: لا لا يا امي  فهذا حمار سوف يخبر الجميع  اننا هاربين ويعلم كل من في المزرعة حتى المزارع ماذا نقول له عندما يمسكنا؟
الحمار: سوف اتحدث معه في الصباح فهو كسول يبدو انه نائم (يخرج الحمار وهو يفعل حركات لا ارادية للاسترخاء) يجب ان اذهب للنوم
المهر: واخيرا خرج.. هيا يا امي تعالي معي دعينا نخرج من هنا فاذا بقينا اكثر سوف يأتي  شخص اخر ويعكر علينا عملنا (يمسك يد امه) امشي يا امي على اطراف أصابعك فانتي ثقيلة وتصدرين اصوات كآنك تنادين الجميع
الام:انت تقول هذا لأنك خائف فأنا لست سمينه هذه اصوت دقات قلبك تعمل تب تب (تستمر عمليه التسلل يصلان الى نقطه اشبه بان تكون خارج المنظر كأنها نهاية المزرعة)
 
المشـــهد الثانــــي
المنظر: (الوقت في منتصف الليل، يفتح الستار  على شارع رئيسي  يقطعه من المنتصف جذع شجره وعلى جانبي الشارع اشجار وحشائش توحي الى مكان عام. تتضح هذا التفاصيل بضوء خفيف )
المهر: هنا نحن اصبحنا خارج المزرعة بأمان يا امي والان علينا ان نفكر في اي اتجاه نسلك فأنا اقترح ان نذهب من الجهة الجنوبية
الام: لا فهذا الطريق يكثر فيه الصيادون  والمحتالين لذلك فأنا  اقترح ان نذهب من هذا الطريق
المهر: انا موافق يا امي (وهم يسيران) ما اجمل ان يكون الشخص  حرا بلا قيود بلا انزعاج وكذلك بلا اصدقاء مزعجين
الام:  أتقول  ان هناك من ازعجك من اصدقائك فأنا  كنت متأكدة
المهر: امي يبدو اننا ابتعدنا عن المزرعة الحمد لله والان انا قادر على رمي هذا القماش التي بدأ يضايقني
الام: لا يا عزيزي فالوضع ما زال  في خطر فالطريق مليء بالصيادين (بصوت منخفض)  توقف توقف يا عزيزي  انا ارى شيء غريب من بعيد كأنه حيوان كبير
المهر:  اين هو يا امي؟
الام:  ها هو  في منتصف الطريق لا تقترب دعنا  نهرب منه
المهر: حتما سوف يأكلنا (يضحك) امي فعلا انت كبرتي ولا ترين جيدا انه جذع شجره وليس حيوان كما تقولين يبدو انك خائفة (يستمر بالضحك)
الام : اوه.. الحمد لله انه جذع شجره دعنا نحمله ونرميه بعيدا عن طريق حتى لا يؤذي  شخص اخر
المهر: (بضجر وملل)  ليس وقته الان يا امي فأنا  اريد ان نصل الى مكان كي استريح من التعب وكذلك انا اشعر بالجوع لا اقدر على حمله دعينا  منه ربما يأتي  شخص اخر ويبعده عن الطريق (يمسك يد امه) دعينا  نكمل طريقنا
الام:لا يا عزيزي فلنرفعه كي لا يقع فيه احد غيرنا ولكي نمنعهم عن الأذى فإن أبعدنا  الجذع المؤذي هذا فإن  الله يبعد عنا كل ما يؤذينا
المهر:  مثلما تريدينيا امي  دعينا نحمله لكنني اشعر بالجوع ولست  قادراً على حمله
الام: دعنا نتعاون على حمله ( تحمل الام احدى اطراف الجذع ويحمل المهر الطرف الاخر) 
المهر: انه ثقيل
الام: ها قد حملناه وازلناه الحمد لله
المهر: الحمد لله فقد تكسر ظهري من حمله دعينا نستريح  قليلا فأنا تعبت كثيرااااا (تجلس الام والمهر على جذع الشجرة بعدما وضعاه على جانب الشارع وبعدها تتعالى اصوات الحيوانات المخيفة والمختلفة )
المهر: ما هذا يا امي انا خائف هل تسمعين هذا الاصوات
الام:  لا تخف يا عزيزي
   ( تتعالى اصوات الذئاب) 
المهر: هل سمعتي عواء الذئب يا امي فهو يقترب منا انا متأكد انه سوف يأكلنا
الام:  دعنا نختبأ خلف هذا الجذع يا عزيزي
المهر: هيا
(عواء الذئاب تتزايد تدريجيا )
الام: سوف اجد حلا لا تقلق (تفكر قليلا) 
المهر : ماذا سوف تفعلين يا امي سنكون له وجبة عشاء فكري في حل قبل ان يقترب اكثر
الام:  اعطيني قطع القماش التي ترتديها يا صغيري
المهر: ماذا ستفعلين بها
الام: ان الذئاب تخاف من النار فهي ترتجف خوفا عندما تلمح نارا من بعيد. سأحرق هذا الاقمشة
(تتعالى الأصوات. تبدا الام بوضع الأقمشة خلف الجذع وتقوم  بحرقها)
المهر: حتما سنكون له وجبه شهيه
الام : (وهي منشغله بعمليه الحرق) العالم خطير جدا وانا حذرتك لكنك لم تسمع مني
المهر: اعتذر منكِ  يا امي  ليتني سمعت كلامك
( تبدا اصوات الذئاب بتلاشي تدريجيا حتى تختفي) 
المهر:  امي فعلا هرب  الذئب ونحن الان أمان الشكر الله
الام: ابعد الله  عنا الخطر
المهر: دعينا نكمل طريقنا يا امي
( وهما يسران مع موسيقى حزينة)
المهر: أتعلمين يا امي عندما قلت ان الله ابعد عنا الخطر ماذا تذكرت
الام: ماذا يا صغيري ؟
المهر: عندما ابعدنا الجذع عن الطريق انت قلتي ان الله سوف يبعد عنا كل ما يؤذينا و فعلا ابعد الله عنا  ذئاب وصار عونا لنا عندما صرنا  تحت ضله
الام: (تضع راسها على راس المهر) فعلا يا عزيزي  انت كبير لكنك لا تسمع الكلام دائما انظر اين اصبحنا  ونحن نتبع تهورك
المهر: ( بحزن)  انا اسف يامي على كل ما فعلته ولأني لم اخبركِ الحقيقة
الام:لا بأسيا عزيزي سوف تتعلم و تسمع كلامي وانا متأكدة
المهر:نعم يا امي لكن انا جائع حشاء بطني تتكلم مع بعضها من شدة الجوع
الام:سوف ابحث لك على بعض من الحشائش اجلس هنا وسوف اجلب لك الطعام
(يجلس المهر مسترخي والام تبحث عن الحشائش بالقرب منه يأتي المزارع  حاملاً  بيده شبكه. وناظور وبعض الحبال وبندقيه لصيد الحيوانات من بعيد) 
المزارع: ما هذا ماذا ارى (ينظر لهمن خلال الناظور) نعم نعم انه مهر لم  اكذب عيني انه صيدٌ جميل سوف اربح الكثير (بتعجب واستغراب) من الغبي الذي فرط بهذا المهر انه يحمل الوان لا مثيل لها (يكلم نفسه) دعك من الكلام الان سوف اصطاده لكن هذا ليس صحيح فالأفضل ان اجلبه معي بالكلام الطيب ( يتجه نحو المهر يقترب منه) مساء الخير يا جميل
المهر: مساء الخير يا……..( يقاطعه)
المزارع: (وهي منشغله بعمليه الحرق) انا مزارع من تلك المزرعة لا تنظر الى ما احمل فانا احملها كي احمي بعض الحيوانات المتشردة اخبرني يا جميل من الذي جاء بك الى هنا
المهر:  لقد جئت الى هنا لأبحث عن مزرعة جميله بلا اصحاب مزعجين وزراعة لا يحزن بها احد
الام: (تنظر للمهر وهو يتحدث مع الصياد ترمي الحشائش من فمها وتذهب  للمهر) عن ماذا تتحدث يا صغيري  (تمسك يد المهر) من انت
المزارع : انا هنا لساعدكم فانا اساعد جميع الحيوانات التي لا تملك منزلا لكن انتِ من؟  انا اراعي المهر الجميل
الام:  ليس مهم من اكون لكن هل انت صياد
المزارع: لا لا تنظري الى مظهري فانا قلت لك اني اساعد الحيوانات اني شاهدت هذا المهر الجميل ذو الالوان المميزة ونيتي مساعدتكم وبالحقيقة جماله ابعد نظري عن ما حوله
المهر:  دعيني اتحدث معه يا امي فأنا رجل هنا
المزارع :اخبرني يا صغيري كم عمرك ؟
المهر:  انا لست صغيرا يا سيدي المزارع
المزارع: هااا بالطبع انت حصان كبير وجميل ايضا وذكي
المهر:  شكرا لك يا سيدي  فكلامك جميلايضا
الام: شكرا لك ايها المزارع  نحن لسنا بحاجه الى المساعدة
المهر: لكن دعيني اتحدث يا امي رجلا لرجل
الام: انت كنت جائع ام نسيت الم الجوع
المزارع :هل انت  جائع ايها الجميل تعال معي الى مزرعتي  كي أعطيك ما لذ وطاب من الطعام
الام: شكرا لك ايها المزارع (تأخذ المهر وتبتعد مسافه عن المزارع) 
المزارع: انتم الخاسرين أردت ان اساعدكم
( الام والمهر بمسافه بعيده عن المزارع) 
الام: لماذا تتحدث مع ذلك الشخص الغريب فانا احذرك دائما لكنك لا تسمع مني ولا تستمع  لنصائحي
المهر: لكن يبدو عليه انسان طيب يا امي لماذا تحكمين عليه
الام: انه يريد ان يستغلك اتذكر اني قلت لك في الطريق يكثر اللصوص والمحتالين
المهر: (بخوف) نعم يا امي اعتقد انه كذلك لأنه قال لي اني املك الوان جميلة
الام: نعم يا حبيبي فهو يريد ان يأخذك لمزرعته وبعدها يبيعك لمزارع اخر ونفترق
المهر:  لا يا امي فانا الا اريد ان نفترق
الام: يجب علينا ان نعود لمزرعتنا الآمنة
المهر: يا ليتنا نستطيع ان نعود فقد اشتقت لصديقي الحمار كثيرا لكن يا امي كيف سنعود وهذا المزارع يراقبنا من بعيد
الام: انه يراقبك حتى لا يفرط بجوهرة كهذه علي ان افكر بخطه حتى نبتعد عنه
المهر: (بحزن وقلق)  فكري يا امي
الام : وجدتها اقترب مني (يقترب المهر من الام ويبدأ بالتحدث بصوت منخفض لا نسمع منها شيء) 
المهر: (بصوت مرتفع)  هيااااااا (يضع يده على فمه بصوت منخفض)  يا لها  من فكره عظيمه يا امي
الام:  هيا بنا
(يتقرب المهر والام من المزارع) 
المهر:  لكوني الرجل هنا فانا اتحدث بدلا عن امي
المزارع: (بمكر وحيله)  اكيد انت كبير وجميل تحدث
المهر:  يا سيدي  المزارع نحن احببناك ويبدو عليك شخص طيب ونريد ان نذهب معك لكن نحن لا نقدر على المشي من شده الجوع والعطش فنطلب منك ان تأتي لنا بطعام الى هنا ” اه اني اشعر بالعطش الشديد ”
المزارع:  لكن انا استطيع ان احملك الى المزرعة
الام:  وانا من يحملني
المهر:  انا متأكد انك تستطيع لكن امي سمينه من يحملها “اه بطني انا  اموت من الجوع ”
المزارع:  لكن كيف تثبت لي انكما لن تهربا
الام:  الى اين نذهب بهذا الليل فنحن لا نقدر على المشي من شدة العطش
(المهر يتلوى من الجوع) 
المزارع : نعم انا موافق لكن اياكم ان تذهبا سوف اجلب كل ما تحتاجونه (يذهب مسرعا) 
المهر:  امي الحمد لله لقد ذهب
الام :الشكر لك يا الله فقد انقذتنا
المهر: دعينا نهرب قبل ان يأتي (يركض الام والمهر للجهة التي جاءا منها وبعدها ” ظلام ” يفتح الستار على المزرعة يكون الوقت طلوع الشمس) الحمد لله يا امي لقد وصلنا قبل ان يستيقظ احد من المزرعة
الام: نعم يا صغيري يبدو انه لم يشعر احدا بخروجنا لكن كان يوما متعبا واكيد تعلمت الكثير يا صغيري
المهر: نعم لقد تعلمت كثيرا
الام: اذا اخبرنا يا صغيري ماذا تعلمت كي يتعلم منك اصدقائك الاطفال
المهر : يا اصدقائي لقد تعلمت ان من ترك ارضه عاش غريبا وحيدا وتعلمت ان الانتماء الى الوطن والارض هي الحرية وكذلك تعلمت يا اصدقائي الجميلين ليس كل من هو  لطيف في كلامه لطيف في افعاله
الحمار: (يدخل) وكذلك يا اصدقائي الصغار ليس كل ما يحدث بين الاصدقاء من خلافات يمكن حلها بالهروب مثلما فعل المهر
المهر:  احسنت يا صديقي الحمار..وكذلك يا اصدقائي عدم الاصرار على الرأي و التسرع في اتخاذ القرار وانما يجب الاستشارة و التمهل قبل اتخاذ القرار
الحمار: يجب عليكم ان لا تتسرعوا مثلما فعل هرهور
المهر: من هرهور لما الى الان تناديني بهرهور
(يضحك المهر والحمار بصوت مرتفع)
المهر : كيف علمت يا حمار  اننا هربنا من المزرعة
الحمار : علمت لأني اذكى الحيوانات
الام : فعلا انك اذكى الجميع
المهر: لا تخبر احد
الحمار: بالتأكيد فانت صديقي هيا هيا دعنا نغني ونرقص معا
( يرقصان على اغنيه للاصدقاء )
النــــهايـــــــــــــــة
 
 *  فاتن فريح/ 2020
+9647714574567