بالمغرب: خطير.. أمكراز يصر على تحويل بوصلة قيادة "التعاضدية الوطنية للفنانين" إلى معسكر "الخوانجية"/ إسماعيل بوقاسم
انتفضت أجهزة التعاضدية الوطنية للفنانين، خلال الأيام القليلة الماضية، جراء ما اعتبرته قيادتها تجاوزا من قبل وزارة الشغل والإدماج المهني، وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الإجتماعي، إثر توصلها بتقرير من كاتب عام هذه الأخيرة، وصفته في بلاغ لها، بالمبني على نسخ كربونية من حزمة شكاوى التضليل والإفتراء التي ما فتئت تروجها بعض الحناجر.
وأشارت التعاضدية بأصابع الإتهام في بلاغ لها توصل موقع “الغد 24” بنسخة منه، إلى الأجهزة الوصية على قطاع التعاضد بالمملكة، تحذرها من الإنزلاق في مواصلة تدخلها غير القانوني في قرارات هياكل التعاضدية وفي شؤونهم الداخلية والتنظيمية، ومن محاولات التدخل للتأثير على نتائجهم الإنتخابية التي تحكمها الشروط الديمقراطية التي تضمن نزاهتي التصويت والترشيح لمناصب تدبير شؤونها العامة.
وفي تلميح أقرب إلى التشريح، استغربت التعاضدية من إصرار الوزارة الوصية على عدم شرعية انتخاب الرئيس الجديد عبد الإله أمزيل”، المنتخب بكل شفافية من قبل جمعين عامين للتعاضدية بأغلبية ساحقة (19 من أصل 23 مندوبا)، وفق الآلة الإنتخابية الشرعية والنزيهة التي تحكم هياكل التعاضدية، علما أن شرعية الانتخابات من عدمها شأن يهم السلطة القضائية وليس وزارة محمد أمكراز.
هذا الإصرار من وزارة أمكراز المنتمي للبيجيدي، وصفه إدريس السبتي نائب أمين مال التعاضدية ورئيس فرع جهة الدارالبيضاء-سطات للنقابة المغربية لمهنيي فنون الدراما، في تصريحه لـ”الغد 24″ بأنه يبعث على الشك ويفتح أكثر من استفهام ويرفع من صبيب التأويل، ويؤكد على أن هناك نية مُبيتة تحرك رغبة مُهندسي سياسة وزارة الشغل والإدماج المهني، في تحويل بوصلة قيادة ” التعاضدية الوطنية للفنانين” إلى معسكر”الخوانجية” مع سبق الإصرار والترصد، وإلا، يضيف السبتي، كيف يمكن تفسير تحرك أسطول الوزارة في كل الإتجاهات دفعة واحدة، لمجرد توصلها بشكاية من أحد المحسوبين على صفوف أجندتها الحزبية…؟ ثم، إن تجاوزها لقوانين سلطتها الإدراية، وتدخلها السافر والمتواصل للطعن في شرعية الإنتخابات الداخلية للتعاضدية، يؤكد صحة نيتها في محاولة الزج بقيادة التعاضدية إلى أجنحة الدراع التعاضدي لحزب الـ ” بيجيدي” بالمغرب.
وأضاف نائب أمين مال “التعاضدية الوطنية للفنانين”، أنه منذ 2018 ومهندسو “وزارة أمكراز” يحشرون أنوفهم في الأمور التنظيمية والشؤون الداخلية للتعاضدية، لدرجة أن ارتفاع منسوب حماستهم أربك حساباتهم الضيقة، ودفعهم إلى الطعن في شرعية الإنتخاب الديمقراطي والشفاف للرئيس الجديد عبد الإله أمزيل، بدعوى أن الجمع العام لم يتم بدعوة من الرئيس السابق، علما أن القانون الأساسي للتعاضدية يعطي الحق لثلث أعضاء المجلس الوطني للتعاضدية بالدعوة لجمع عام.. وبالرغم من عدم شرعية تدخل الإدارة الوصية في تجديد هياكل التعاضدية، عمدت هذه الأخيرة إلى عقد جمع عام ثان بدعوة من الرئيس السابق أمحمد يونوس (الحاج يونس) أسفرت انتخاباته بالإجماع على الرئيس الجديد عبد الإله أمزيل، وهو الأمر الذي لم يستسغه محيط وزارة أمكراز، ما حدا بالكاتب العام لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الإجتماعي، إلى توجيه تقرير ملغوم لقيادة التعاضدية يحمل أكثر من علامة استفهام، حول شرعية آلياتها الانتخابية ..؟
وزاد إدريس السبتي في تصريحه لـ”الغد 24″، قوله إن هناك نوايا سياسية تحركها جهات من داخل الوزارة الوصية على قطاع التعاضد بالبلاد، لتحويط ملف “التعاضدية الوطنية للفنانين” والزج به في خانة الإطارات التابعة للحزب الحاكم، وهي نوايا أبعد ما تكون عن احترام إرادة الفنانين بما يخدم مصلحتهم في توفير التغطية الصحية والحماية الاجتماعية لفائدتهم ولفائدة ذوي الحقوق بدل تحويل التعاضدية إلى خلفية لمصالح آنية صرفة وضيقة.
عن: موقع “الغد 24”