حزن كبير يا سقراط العرب ( باحسن )/ د. أحمد شرجي
صعب جدا هذا الرحيل الموجع لقامة نقدية وثقافية كبيرة (با حسن)، الدكتور حسن المنيعي مؤسسة ثقافية قائمة بذاتها، رغم كل متاعبه الصحية لكنه ظل وفيا للدرس النقدي الاكاديمي، بل هو عرابه حينما ادخله للدرس الجامعي، لم يكن مجرد باحث وأستاذ جامعي، ابعد من ذلك بكثير وكثير جدا، سعى لتغيير وجه المشهد النقد المغربي وترك ذلك أثره على المشهد النقد العربي، مخلصا اياه من الإنشائية والفذلكة اللغوية والجمل الجاهزة، يدخلك في صلب الفكرة ويشد القارئ حتى تكون عنده قراءته الخاصة ،حفر في السوربون عن الفرجات الشعبية والمسكوت عنها بتأصيل معرفي وأكاديمي ليؤسس لمفهوم الفرجات، وأكمل طلابه وجلهم اليوم قامات نقدية تنظيرية مهمة في المسرح العربي، ومعه ارتقى العرض المسرحي المغربي ليتخلص من جلباب التراث والموروث والكلائشية، واتخذ له مسارا حداثويا ليتسيد به المسرح في المنطقة العربية..
لم تكن مجرد عراب لجيل نقدي مهم ،بل ابا واخا وصديقا بتواضع الكبار والاصغاء للاخر بكل اهتمام رغم انك تدرك جيدا بانه يثرثر فقط. با حسن صعب التعود على غيابك وانت الحاضر فينا بقوة ، وصعب أن يتبع اسمك ( الله يرحمه) لان مثلك حي في كل الأماكن والكلمات ،خسارتك كبيرة جدا ومكانتك لا يمكن أن يشغلها احد، نم بسلام وامان ايها المعلم ولترقد روحك بفخر و زهو ومشروعك راسخ بالأرض لانك زارع ماهر، وداعا با حسن، وداعا ايها الكبير،وداعا ايها المعلم المفكر، وداعا سقراط العرب، با حسن موتك مزحة اطفال ليس إلا….
بالدورة 24 للمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي و المعاصر (عدسة: بشرى عمور)