بتونس: “ذاكرات” مشروع يُعيد للحكاية بريقها في زمن الانترنت
مشروع يستفيد منه أكثر من 1000طفل في ولاية المنستير
انطلق فضاء “روسبينا للمسرح” بالمنستير في مشروعه الجديد والذي يحمل عنوان “ذاكرات”، وهو مشروع ثقافي يهتمّ بتجميع الحكايات والتّكوين في تقنيات فنّ الحكي وطُرقه، وهو مشروع مُموّل من برنامج تفنّن – تونس الإبداعيّة وبشراكة مع المندوبيّة الجهويّة للشّؤن الثّقافية، المندوبيّة الجهويّة للتّربية، المكتبة الجهوية بالمنستير وجمعيّة أحباء المكتبة والكتاب.
وينقسم مشروع “ذاكرات” إلى ثلاثة مراحل، حيث تمتدُّ المرحلة الأولى والتي تهتم بتكوين المكونين من 07 ديسمبر إلى 31 ديسمبر 2020 حيث تمّ تكوين 44 متكون ومكون من أعمار مختلفة، ينتمون لمسالك ومشارب واختصاصات متعدّدة (شباب مهتمون بفنّ الحكاية، مربّون، مكتبيّون، مؤطرو دور الثّقافة، حقوقيون، مهندسون…). وأثث هذه المرحلة ثلة من المتخصّصين، حيث أشرفت الفنّانة الحكواتيّة الجزائريّة جميلة حميتو على ورشة التّكوين في تجميع الحكايات والتي تمّ برمجتها عن بعد، فيما أشرف على ورشات التّكوين في طرق وتقنيّات فن الحكي مجموعة من الفنّانين الحكواتيين التّونسيين أمثال صالح الصويعي، يوسف البقلوطي، خالد شنان، هدى بن عمر، علاء الدين أيوب، فوزي اللّبان ورائدة القرمازي.
أما المرحلة الثّانية فتمّ تخصيصها لتكوين الأطفال وتمتدّ من 10 جانفي إلى 31 ماي 2021، سيتمّ خلالها تأمين ما يقرب من 80 ورشة في 40 مؤسسة تعليميّة، بينها 9 مكتبات عمومية و5 دور ثقافة. وفي هذه المرحلة سيعمل المشرفون على المشروع تكوين زهاء الألف طفل وطفلة في مناطق متعدّدة من ولاية المنستير من طرف المجموعة الّتي تلقت تكوينا في المرحلة الأولى مع إعطاء أولويّة للمؤسسات التّعليميّة المتواجدة في المناطق المحرومة البعيدة عن مراكز المدن والأحياء الشعبية. تكوين التّلاميذ سيكون في تقنيات وطرق فنّ الحكي مع إعطاء أهميّة خاصة لتجميع الحكايات لتحسيس الأطفال بأهمية التراث اللاّمادي ولتعميق التّواصل مع الأجيال السّابقة لحماية هذا الإرث الحضاري من الاندثار.
ستكون المرحلة الثّالثة تتويجا للمشروع من خلال تنظيم “مهرجان ذاكرات” والذي وبفعل الوضعية الصحية العالمية، سينقسم بدوره الى جزئين، الجزء الأول يكون مهرجان ذاكرات “التّلمذي” وسينظم من 16 إلى 22 ماي 2021، وسيتم خلاله برمجة نِتاج الورشات المشاركة وبالتّالي تمكين التّلاميذ من مختلف المناطق المشاركة من ولاية المنستير من الاطلاع على أعمال بعضهم البعض، وهي أعمال تضم أعمالا حكائية جماعية وأخرى فردية لكل ورشة، وسيتم تكريم جميع التلاميذ اعترافا بجهودهم المبذولة واِلتزامهم طيلة أشهر التّكوين. فيما سيكون الجزء الثاني مخصّصا للمهرجان الدّولي لفن الحكاية بالمنستير “ذاكرات” والذي سينظم خلال شهر سبتمبر 2021 حيث ستتم برمجة مجموعة من العروض الحكائية التّونسية والأجنبية لمجموعة من الحكواتيين المحترفين إلى جانب مجموعة من الحكواتيين الهواة الّذين تمّ تكوينهم في مرحلة تكوين المكونين فضلا عن مجموعة من كبار السن الذين أبدوْا رغبة في تطوير قدراتهم في فن الحكي والّذين سيتمّ تأمين ورشة لهم بمجرد انفراج الأزمة الصحيّة الحالية. هذا إلى جانب مشاركة عدد من الأعمال الحكائيّة التّلمذية الجماعية أو الفردية والّتي أظهرت تميزا واضحا خلال ذاكرات التّلمذي.