جمال القبح في " Gate 7" / بقلم: منتهى طارق المهناوي
هل النص يمكن ان ينتج تناصا لصورة دلالية اخرى؟ نعم فقد بدت رغبة العرض في ملاحقة صورة النص الجمالية وذلك في تشفير واقعا واسطرته وسحبه ضمن واقعا معاشا بشكل انحرافي دلالي زماني ينفتح وبشكل واضح على البعد الوجودي ضمن صورة جمالية قاسية انتجها العرض (Gate7 ) .
ملاحقة انتزعها المخرج بذكاء متناهي من خصوصية الحدث الى عالم تكريس الاستباحة ليحول النص الى صورة جمالية مفعمة بجمال القبح بتجسيد لايخلو من الجراة ضمن دلالات زاخرة بالالم والعذاب الذي يلف مجتمعاتنا العربي كلا حسب همه في استباحة ارضه وفكره ليسحب المخرج العرض الى عالمية الاداء والدلالة ضمن مشهد اقترب الى الجو العالمي بعيد عن الاجواء العربية بملاحقة صورية اخترقت الصوت الداخلي تحت ظل قصدية المعنى بخطاب عالي الاحتجاج والسخرية وبتجسيد فكري واع عبر امتداد سكة الحديد التي اراد بها تواصلية المحطات التي تاخذ مسيرها بالانهاية يرافقها هاتف يرن بين لحظة واخرى يدين الكل عبر دوامة الاجدوى من الهروب فالكل مدان كشفها لنا بالتحاف الرجل المصري بعد ان عري تماما امام مراى الجميع بسجادة الصلاة هذه الادانة الكبرى التي استخدمها وعي المخرج بادانة المدعين للاسلام التي جسدها الممثل بشكل مبهر وباقناع ومصداقية في التجسيد في حين جسدت شخصية المراه السورية ضمن بناء ادائي رائع جسديا وحركيا وصوتيا وباحساس عالي برسم صورة الاستباحة ضمن شفرات ادائية جسدية باستحضار مرارة وقساوة الارهاب، يشاركها في التجسيد الممثل علاء قحطان ضمن تواصلية مكملة لبراعة تجسيد الحدث ضمن انشقاق الانا لعابرة لكل الشخصيات تجسيدا ملفتا وهو يسمو كعادته مشاركا له شخصية الممول لكل مايحدث، هذه الشخصية التي جسدها باتقان الفنان المبدع حيدر خالد كشفت عن ارهاب اخر خطير مختبئ تحت عباءة المال، ليتعاضد ضمن مشهدية ادائية لشخصية الهارب القاتل الذي يبحث عن الطهر مستنجدا بالماء مثله مثل الليدي مكبث وهي تستنجد ببقعة الدم زولي لايختلف هذا المشهد عن الليدي فالدنس واحد مهما بعد الزمن ضمن تجسيد نفسي ملفت وباحترافية تامة، وبتواصلية تجسيدية تظهر لنا السخرية باعلى صوتها وهي ترتعد بضحكات عالية يجسدها المبدع الكبير نظير وهو الاب الذي يبحث خلاصا لولده القاتل ساخرا من كل ما يحدث لينتهي هو الاخر مدنسا بالارهاب مكملا لصورة جمالية القبح بتجسيد كوني للعرض اما اللسان الفرنسي الذي ابهرنا من ممثلة شابة واعدة لها حضورها على الرغم من انها لم تتلفظ العربية طيلة زمن العرض لكنها امسكت بايقاع الشخصية باداء متميز تقصده المخرج ليكشف لنا عن فكر الغرب وما يفكر به اتجاه المسلمين فكان لتحقيق هذه القصدية لها اثرها على الجو العام للعرض ، لينهي المخرج محطته برنين متواصل للهاتف هذه الشفرة التي ارادها نهاية لمحطته تنبئ عن ان الادانة مستمرة ولامفار منها .
على الرغم من ان العرض اخذ زمن طويل قارب الساعتين ووكذلك تخلله تكرار ضمن سياقاته الاانه لم يفقد جماليته ورسالته وقصديته ومتعته، هكذا هو سنان العزاوي حينما يريد ان يجسد الابداع بجنون الجمال الذهني المتقد الذي سار به ضمن محطة سكة قطاره وبمسافرين رسموا خطوط سيره . لهم التحية والشكر الكبير ولصانع جمال العرض المبهر تحية ملؤها الابداع. ولا انسى الموسس الاول مخ الابداع الاول الفنانة القديرة مؤلف النص عواطف نعيم لها كل الحب وشكرا من القلب لكل صناع العرض.
ملاحظــة: “اليوم الذكرى الثالثة لتقديم هذا العرض وقت كتبت في حينها عنه اتمنى ان يكون في الفرجة الموقرة “