العقد الذهبي للفرق المسرحية البصرية / مجيد عبد الواحد النجار
اصر الكثير من الفنانين والمثقفين في محافظة البصرة على تسمية عقد السبعينيات، بالعقد الذهبي، لما امتاز به من ثقافات مختلفة، وذلك لما توفر من كتب وبمختلف العناوين، كما امتاز هذا العقد بكثرة العروض التي قدمت على المسارح المنتشرة في المدينة، فكان مسرح بهو الإدارة المحلية، ومسرح التربية – قاعة عتبة بن غزوان حاليا – ومسرح مبرة البهجة ومسارح أخرى، تقدم عروضا على مدى سنة كاملة دون انقطاع، وذلك من خلال حركة الفرق المسرحية التي توسعت، وامتازت بالمنافسة مع الفرق الأخرى، حيث يذكر البعض من الفنانين، ان قاعة التربية كانت مشغولة طوال اليوم، وذلك لوجود بروفات صباحية، وعروض مسائية.
كانت الفرقة التابعة للمديرية العامة لتربية البصرة، اكثر نشاطا في هذا العقد، لما تمتاز به من كادر اكاديمي، ووجود الداعم الأساسي لأعمالها – وهو مديرية التربية – ، لذلكاستمرت الفرقة بتقديم عروضها، حيث قدمت في مطلع عام 1970 عرضت مسرحية “راشيمون” لرينوسوكياوكاتوجارا، ومسرحية “قيم الركاع”([1]) لشاكر العطار، وخلال الموسم المسرحي 1971 قدمت الفرقة مسرحية “انت اللي قتلت الوحش”، تأليف علي سالم، وإخراج محمد وهيب، ومسرحية “المسالة تخصك”([2]) من اعداد نبيل فرحات، كما اخرج لهذه الفرقة عبد الأمير السماوي مسرحية “ملك يبحث عن وضيفة”، اما مسرحية “بعد الانتظار” فهي من اعداد حسن زبون وإخراج باقر عبد الواحد. كما قدمت في 12 تشرين الثاني مسرحية “حسن افندي” تأليف طه سالم، وإخراج خالد الربيعي، وعلى قاعة التربية، ولعب أدوارها : خليفة السعد، وهيام عبد الصاحب، وسميرة الكعبي، وسهيلة محمد ماجد([3]).
لم تتوقف فرقة المسرح الفني الحديث عن تقديم عروضها، حيث بدأت عقد السبعينات بتقديم اوبريت “المطرقة” الذي انفرد الشاعر علي العضب بتأليفه.
عام 1970 انبثقت جماعة كتابات مسرحية والتي تأسست، من النقاد : بنيان صالح، عبد الصاحب إبراهيم، ياسين النصير، حميد مجيد مال الله، كاظم عيدان لازم، عزيز الساعدي، جبار صبري العطية، وكان اكثر ما يشغل هؤلاء النقاد عمل ورشات في التمثيل والنقد، وكانوا يعملون جلسة نقدية بعد انتهاء أي عمل مسرحي، يتناولونه بالتحليل والنقد، اول عمل مسرحي قدمته الجماعة هو مسرحية “هو الذي يتحدثون عنه كثيرا”، بمناسبة يوم المسرح العالمي، وهو من تأليف عبد الصاحب إبراهيم وإخراج بيان صالح، بعدها مسرحية “اليانكي” تأليف وإخراج بنيان صالح، اخر عمل قدمة جماعة كتابات هو مسرحية “المنجم” للأديب والشاعر معين بسيسو، بالتعاون مع جماعة المسرح المعاصر عام 1975 ، على قاعة التربية _ قاعة عتبة بن غزوان حاليا _ في العشار([4]).
استمر المسرح الجامعي في تقديم عروضه، حيث قدم عام 1972 مسرحيةط “الضحية” لطاغور، وهي من اعداد وإخراج محمد وهيب،كما عرضت مسرحية “جزة وخروف” تأليف علي حسن البياتي 1972 من اخراج محمد وهيب، كما اخرج الفنان محمد وهيب مسرحية “الضباب” والمسرحية الكوميدية “اسود وابيض” وهي من تأليف علي الأطرش ، والتي عرضت عام1973،
اما فرقة المسرح الجماهيري والتي تأسست عام 1973 تحت اسم (منتدى الغد للطليعة)، فقدمت خلال خمسة سنوات مسرحيات “رماد تحت الالسن” لمحمود أبو العباس وإخراج الزبيدي، ومسرحية “في انتظار باص المصلحة” لمحمود أبو العباس وإخراج علي الزبيدي، كما قدمت مسرحية “سولارا” لمحمد فيتورى وإخراج محمود أبو العاس، ومسرحية “انتبهوا أيها السادة” لنبيل بدران ومسرحية “الحكاية الأولى والحكاية الثانية” وهن من اخراج الفنان محمود أبو العباس، كما اخرج الفنان طارق العذارى مسرحيتين “ثوب الامبراطور” لعبد الغفار مكاوي، ومسرحية “السبع في السيرك” لمحجوب عمر .
ومن اخراج الفنان محمد وهيب قدمت فرقة تلفزيون البصرة مسرحيات (الرواد 1974 ، وعرس الأرض 1977 ، ورحمة وامير الغابة المسحورة ، والحصار ، وأبو الأمين الخليع ، والجارية شموس ، وتذكر قيصر ) اما مسرحية (آدابا) ومسرحية ( القاعدة والاستثناء) فهي من اخراج الفنان قاسم جابر.
اما فوقة البصرة للتمثيل والتي تأسست في شباط 1976 فكانت بواكير اعمالها مسرحية (الشاهد والشهيد والتجربة) وقدمت على مسرح بهو الإدارة المحلية في البصرة ، يوم 1/5/1976،والعمل الثاني للفرقة كان مسرحية(الفرحة والحسرة في اخبار البصرة) وعرضت يوم 22/3/1977، ثم اعيد عرضها في بغداد يوم 25/4/1977،ومجمل ما قدمت الفرقة من اعمال مسرحية من تأسيسها عام 1976 ولغاية عام 1991 بلغ (23) عملا مسرحيا.
عام 1976، قدم المسرح الطلابي مسرحية (الوصية) لنور الدين فارس ومن اخراج الفنان هلال العطية ، وقدم عام 1977 مسرحية (مساء التأمل) لقاسم محمد وإخراج اسعد عبد الحسين ، ومن اخراج الفنان طارق العذارى قدم عام 1978 مسرحية(الفيل ياملك الزمان) لسعد لله ونوس.
كما قدمت فرقة (خولة) التابعة للاتحاد العام لنساء العراق ، والتي تأسست عام 1976، اول اعمالها المسرحية الشعبية (الصورة) من تأليف سهيلة إبراهيم وإخراج غازي عودة الصالحي ، على قاعة الاجتماعات في قضاء الزبير للأيام 19- 30/11/1979)، كما قدمت بعدها مسرحية (رغم الحب) وهي من تأليف وإخراج غازي الصالحي ، ومسرحية (عرضوله قبل لايموت) تأليف إبراهيم البصري ، وإخراج غازي الصالحي ، وقد ضمت الفرقة من بين أعضائها الفنان (غازي عودة الصالحي ، وناهي مهدي ، وعامر جاسم ، وميعاد عواد ([5]).
ومن الاعمال التي قدمتها فرقة نقابة الفنانين فرع البصرة ، والتي تأسست عام 1973،هي مسرحية (مقام الحسام في مصرع الفتى الهمام) لعبد الجبار الجوزي وإخراج بنيان صالح ومسرحية( الملك هو الملك) لسعد الله ونوس وإخراج عبد الأمير السماوي.
اما فرقة مسرح نقابة النفط فقد قدمت مسرحيتين هما مسرحية (الصوت) ومسرحية( الخبر) وهما من اعداد الفنان خضر البدري.
قدمت فرقة الطليعة التابعة للاتحاد العام لنساء العراق ، ومن اخراج الفنان طالب جبار مسرحية(وداعا ياغرناطة) تأليف لوركا ، ومسرحية( زياره عصرية للأندلس) من اعداد عبد الاله عبد القادر ، ومسرحية( الباص أبو عرام).
كما قدمت فرقة المسرح الفلاحي ، اعمالا مسرحية موجهة للفلاحين ، وكانت هذه العروض تقدم في القرى الفلاحية ، ومن هذه الاعمال مسرحية( المحنه وعرس الأرض) تأليف صباح عطوان ، وإخراج محمد وهيب ، والتي عرضت في المهرجان القطري للمسرح الريفي عام 1977، بعدها عرضت مسرحية (الضوء) وهي من تأليف عبد الرزاق حسين وإخراج الفنان محمد عبد الواحد.
قدمت فرقة الثغر التابعة لنادي الثغر الرياضي مسرحيتين هما مسرحية( المهرج) ومسرحية (الحائط) اخراج صادق جعفر ، وقدم المخرج محمد سعيد الربيعي مسرحيتين هما مسرحية( السؤال) لمحي الدين زنكنه ، ومسرحية (أبو الخليل القباني) لسعد الله ونوس.
كما قدمت الفرقة المسرحية التابعة لنقابة المعلمين مسرحية ( محاكمة الرجل الذي لم يحارب) ، تأليف ممدوح عدوان ن وإخراج نصير عوده ([6]).
اما الفرقة المسرحية التابعة لإعدادية العشار للبنات فقد قدمت مسرحية( يهودي مالطة) ، تأليف كرستوفر مارلو ، وإخراج طالب جبار ، لعب أدوارها : مجموعة من طالبات الإعدادية ([7]).
وقدمت فرقة نقابة المعلمين مسرحية (المنجم) ، تأليف معين بسيسة ، وإخراج جبار صبري العطية ، لعب أدوارها : محمد صالح ، وعلي كاظم ، وام عادل ، عبد الوهاب نعمة ([8]).
هكذا كانت مدينة البصرة حاضنة الفن والثقافة ، لم تبالي رغم التغيرات السياسية التي طرأت عليها والتي اخذت مأخذها من الفنانين اللذين كانوا يجاهدون ويناضلون من اجل الحفاظ على السلم المجتمعي ، يحافظون على ثقافة المدينة التي عرفت بشعرائها وأدبائها ، مدينة عرفت بالثقافة وتميزت بها ، لذلك اخذ الفنانون على عاتقهم نشر الوعي والثقافة بين المجتمع ، وبجميع شرائحه ومفاصله ، في المدارس او الجمعيات الخيرية او النوادي الرياضية ، كان الفنان لا يكل من تقديم رسالته في أي مكان وزمان ، متحمل اعباء السياسة وما اكلت من جرفة الاقتصادي والثقافي والسياسي ، كان الفنان البصري ولا زال فنانا يعطي دون ان يأخذ ، الفنان البصري لم ينتظر احد ان يعطيه خبزاً لكي يقوم بتثقيف المجتمع ، بل اكتفى بخشبة عارية قدم كل رسائله بحب واخلاص.
الإحـــالات:
[1]) حميد مجيد مال الله ،((صحيفة الثغر )) ، العدد 8932 في 22/ت1/1970 .
[2]) حميد مجيد مالله ، (( المجلة الثقافية)) ، العدد 7 ، السنة الثانية / تموز / 1973 .
[3]) راجع: محمد وهيب ، حياتي في الفن ، الطبعة الثانية ، (دمشق: دار الينابيع ، ب – ت).
[4]) ينظر :عبد الوهاب الفائز ، (( صحيفة الاخبار)) العدد / 338 ، في 25/ت1/2011.
[5]) مقابلة اجراها الباحث مع المخرج غازي الصالحي عبر الوتس اب 23/5/2021
[6]) حميد مجيد مال الله (( صحيفة الثورة))، العدد 1457 في 22/5/1973.
[7]) حميد مجيد مال الله ، ((مجلة الإذاعة والتلفزيون)) ، العدد 124 في 2 شباط / 1975.
[8]) بلا ، (( صحيفة طريق الشعب ))، العدد 534 في 11 حزيران / 1975.