بالمغرب: التكوين المسرحي من أجل تثقيف الشباب / جمال الدين بن العربي
يعد المسرح من بين الفنون التي تقوم بأدوار عدة في المجتمع، من حيث تحقيق الفرجة والمساهمة في التربية والتثقيف والتوعية.
ويقوم العديد من المسرحيين المغاربة بمبادرات في مجال التكوين المسرحي من أجل بعث جيل جديد من المسرحيين والمهتمين بأب الفنون، وكذا للمساهمة في التثقيف على الاهتمام بالفنون بشتى أنواعها وفروعها.
وفي هذا الصدد، قال الفنان المسرحي طارق الربح، إن المسرح أكثر من وسيلة إبداع، بل هو “أسلوب حياة”، معبرا عن إيمانه بأنه من الضروري أن يخضع الشباب المغربي للتكوين في مختلف مكونات المسرح، لأن “الأمر يتعلق بالبعد الإبداعي للشخصية وبالتواصل المجتمعي وبحضور الشخص وطريقة تصرفه مع الآخرين”.
وأبرز الفنان الربح، وهو باحث مسرحي وسينوغراف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه القضايا “لها علاقة بتكوين وتطوير الشخصية وبتحقيق التواصل الجيد مع المجتمع”.
وأشار إلى أنه يتم، في هذا الإطار، بذل مجهودات كبيرة في محاولة “لتلقين الشباب والناشئة، أينما كانوا في مختلف مناطق المغرب، تكوينا مسرحيا، ونعمل على صناعة جمهور ومسرحيي الغد”.
من جهتها، أكدت الممثلة المسرحية السعدية لديب، في تصريح مماثل، أن التكوين الفني عامة، سواء في الموسيقى أو الرسم أو المسرح، يساعد في تكوين شخصية الشاب والمراهق والطفل.
وأوضحت الفنانة لديب أن التكوين المسرحي من الأساسيات التي ينبغي الاهتمام بها على مستوى قطاع التربية والتعليم، ابتداء من التعليم الأولي مرورا بجميع المراحل التعليمية، لكونه “هام جدا بالنسبة للشخصية، ويساهم في إبعاد الشباب عن الانحراف والتطرف، والفن يملأ الفراغ ويحول دون تبني أشياء سلبية تفسد مستقبلنا”.
ومن المبادرات الخاصة التي يقوم بها عدد من المسرحيين لتكوين الشباب في أدب الفنون، مبادرة “ستوديو تياتر” التي تجوب العديد من مدن الجهات ال12 للمملكة.
وتعمل هذه المبادرة على تأطير ورشات تكوينية في المجال المسرحي لفائدة الفعاليات المهتمة بأب الفنون، من خلال الإشراف على أربع ورشات تهم السينوغرافيا والارتجال والتشخيص والإخراج، وهي مجالات أساسية في البناء المسرحي المتكامل.
وتعتبر هذه المبادرة، التي تنظمها جمعية “ارتيليلي” للفنون، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بمثابة مختبر متنقل للتكوين المسرحي بمقاربة حقوقية، حيث يتم التطرق خلال كل محطة إلى موضوع يشغل بال سكان الجهة.
وأوضحت السعدية لديب، وهي رئيسة جمعية “ارتيليلي” للفنون، أن هذه المبادرة عبارة عن قافلة تتوجه إلى المدن من أجل تأطير ورشات مسرحية مع الاشتغال في كل محطة على تيمة معينة تختلف عن المحطات الأخرى وبحسب خصوصيات الجهة التي تنتمي إليها المدينة، “لأننا نؤمن بأن التكوين المسرحي له أهميته الكبرى بالنسبة للناشئة وللشباب”.
وذكرت بأنه يشرف على تأطير هذه المبادرة الفنية كل من طارق الربح، والسعدية لديب، ومريم الزعيمي، وعادل اباتراب.
وتكمن أهمية هذه المبادرة في انفتاحها على أب الفنون ضمن ورشات متعددة تتطرق إلى قضية معينة، حيث تمحورت فقرات محطة مدينة الرشيدية حول موضوع “زواج القاصرات” المنتشر بكثرة في جهة درعة تافيلالت.
عن: و م ع