بالمغرب:الثقافة في البرنامج الحكومي.. من أجل ازدهار الهوية التعددية التشجيع على الإبداع
جعلت الحكومة الجديدة من ازدهار الهوية التعددية للمغرب، وتقوية قيم المواطنة وتسهيل الولوج للتعبيرات الفنية، والتشجيع على الإبداع، أبرز أهدافها في ما يتعلق بالمجال الثقافي برسم برنامجها (2021-2026) الذي قدمه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أمس الاثنين، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين.
وحسب البرنامج الحكومي، فإن الحكومة تستمد من الخطب الملكية وتوجيهاتها السامية في مجال النهوض بالثقافة، قوتها في السعي إلى تثمين العنصر البشري، مشددا على أنه ستعمل على وضع سياسة ثقافية مندمجة ترمي إلى المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية والتشبث بقيم الوطن والأمة، مع الإنفتاح على التعبيرات الفنية العصرية وجعل الثقافة رافعة للتنمية المجالية ولإدماج الشباب على وجه الخصوص.
كما سينصب اهتمام الحكومة على إحداث مشاريع كبرى مهيكلة للقطاع الثقافي، وتقريب الخدمات والفضاءات الثقافية من المواطن المغربي بمختلف جهات المملكة، وتشجيع الإنتاج الثقافي الوطني في ضوء ترسيخ قيم التعدد اللغوي والإبداعي.
وحسب البرنامج الحكومي، فإن الثقافة تعد بمثابة رهان استراتيجي يهم البناء المعرفي والهوياتي للمجتمع في وحدته وتنوعه في حاضره ومستقبله، مؤكدا في هذا الصدد على أن دعم الدولة عامل حيوي وتحفيزي لصون النسيج الإبداعي الوطني وتطويره، وشرط يساعد الحركية الثقافية على الإبداع، وعلى المنافسة الثقافية.
وأشار إلى بروز وعي جماعي بدأ يعبر عن ذاته بمختلف الأساليب وفي مجالات متعددة مفاده أن للثقافة بعدا سياسيا، بحكم طرحها لعدد من الإشكالات ذات العلاقة بالاختيارات الكبرى للمجتمع، وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، معددا في هذا سلسلة التدابير والإجراءات التي ستشتغل عليها الحكومة.
وأكد البرنامج الحكومي في هذا الإطار الاهتمام بالصناعة الثقافية، وتحفيز الاستثمار في القطاع الثقافي وتمتيعه بالتسهيلات الضرورية؛ والنهوض بالوضعية المادية للمثقفين والمبدعين والفنانين وإحداث متحف وطني يحفظ الذاكرة التشكيلية، ودعم الرأسمال الثقافي وتعزيز الغنى والتنوع والاستفادة من عمليات التثمين المناسبة.
كما تؤكد الحكومة على الرفع من التمويلات العمومية وتوفير جهات محتضنة، وتعزيز البنيات التحتية؛ وتحقيق التكافؤ في الحظوظ لجميع الفنانين المغاربة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ودمج الرأسمال الثقافي في مؤسسات التنشئة كالمدرسة والإعلام وأماكن العيش، إلى جانب توثيق الإبداع المغربي وتثمينه.
وتهم باقي هذه التدابير والإجراءات التنسيق الجهوي والوطني لاستثمار التراث بمختلف تعبيراته لتحويل الموروث إلى رأسمال قابل للتنشيط والحياة، وخلق تكوينات في مجال التدبير الثقافي، وتنشيط الفضاءات الثقافية والتنسيق بين مؤسسات التكوين في هذا الصدد، وحث الجمهور على الاهتمام بالفن عبر توسيع مجالات الإبداع في الجامعات، إضافة إلى تشجيع الفنون والآداب الشفاهية ومدها بكل إمكانيات الاستمرارية والتطور والانتشار.
وشدد البرنامج الحكومي كذلك على أن الحكومة ستعمل على العناية بالشباب في إطار برنامج شمولي ومتكامل من خلال إحداث “جواز الشباب” لتسهيل الاندماج والتنقل، والتمكين الثقافي لهذه الفئة. ويتعلق الأمر، حسب المصدر ذاته، بتمييز إيجابي سيكون في متناول كافة المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 16 و30 سنة، بغض النظر عن ظروف دخلهم، وسواء كانوا من سكان المدن أو القرى.
وسيتخذ هذا الجواز، حسب البرنامج الحكومي، شكل بطاقة رقمية تكون أيضا بمثابة وسيلة في الجماعات الترابية وفي المؤسسات الثقافية والترفيهية لنيل تخفيضات على الخدمات المقدمة للشباب (رياضة، ثقافة، ترفيه). وستعمل الحكومة أيضا على إشراك الجماعات والشركاء الاقتصاديين من أجل تعزيز وتنويع عرض الخدمات المقدمة مع مرور الوقت،مع حث المؤسسات العمومية، من متاحف، وقاعات العروض، والمكتبات، والمسابح، على منح تخفيضات نوعية لكل الشباب.
عن: و م ع