نص مسرحيّ: “الستائر الحمراء” / تأليف: عبد الصاحب إ أميري
ملحوظة (1): المسرح عندي، ليس منصة المسرح فحسب بل قاعة العرض وما يحيط القاعة المسرح عالم كبير
ملحوظة (2): الزمان والمكان في هذه المسرحية، ليست لهما أهمية تذكر شخصيات عاشوا في عوالم مختلفة و أزمنة متضادة و مختلفة، جمعهم المؤلف لأمر في ذاته على خشبة مسرح لغرض معين
ملحوظة (3): شخوص المسرحية، شخصيات حقيقية البسها المؤلف رداء النص
شخوص المسرحيّة:
ـ المؤلف: صالح ( رجل ستيني)
ـ الأوّل: ديمتري باكشيفا (روسي)
ـ الثّاني: جفري إهرست،( بريطاني)
ـ الثّالث: أحسن أخلاق (باكستاني)
ـ الرّابع: بابلو اسكوبار (كولومبي)
ـ الخامس: مطرود (عربي)
ـ رجال الأمن: خمسة رجال
ـ (جمهور العرض(
المشهــــد الأول
( الوقت ساعة الغروب، مقبرة مجموعة كبيرة من القبور، على قبر الشاهد صورة المتوفي، وبعضها تفتقد الصورة، صور القبور تدل على قدمها وتنوع هويات الموتى الستائر الحمراء تحيط القبر بأحجام مختلفة، تتفق باللون فقط وتختلف بالحجم ، الرياح العاتية تحرك الستائر تبدو كلوحة راقصة، و تكون سبباً في خروج الموتى من قبورهم ، بين حين وآخر نشهد خروج شخصية، من قبره ملطخا بالأتربة)
ديمتري باكشيفا:هذا أنا ديمتري باكشيفا،(مرتديا بذلة سوداء ، يتفحص جسده بحذر) من أيقظتني من سباتي، (ناتاليا) وكأنني أشم راحة لحم مشوي هذه أنت (ناتاليا) تدعوني لشواء لذيذ ، (يضحك) كالعادة لا تتناولين الشواء إلا معي (يصرخ) أنا لا أراك في هذا المحشر أخذوك مني ناتاليا، (يحتد) ناتاليا (صدى صوته يسمع في كل مكان، تهب عاصفة أخرى سببا في عدم استطاعته الوقوف يقع ارضاَ )
(جنرال بريطاني يجد منفداَ يخرج منه مرتدياَ زي القرن السابع عشر، يحاول استعادة قواه وهيبته يمسح الاتربة من رداءة)
جفري إهرست: أنا جفري إهرست، ومن أنتم، من طلب منكم اللعب معي، لاشك أن الذي طلب يريد التخلص منكم لا لن تخيفني رياحكم سألعب معكم قبل أن تلعبوا معي ، لا شك انكم لا تعرفوني أنا أول من أدخلت الحرب البيولوجية هيا اقتربوا نحوي
(تشتد الرياح وتظهر من بين القبور أجساداَ ترتدي الأكفان أو الملابس وتختلط الأصوات)
أحسن أخلاق: أحمد، أحمد الله على هذه الصحوة، بعد حادث الانفجار، أنا مسلم باكستاني،
مطارد: أنا وعلى أثر ما حدث لي نسيت أسمى، بقيت صفتي أنا مطارد اهرب،،؟ أتوا من أجلي،،؟
بابلو اسكوبار: أين تهرب. أيها الجبان وأنا هنا أنا أبحث عن رجال أشداء وأنت رجل لو لم تكن رجلاً ما كنت هنا (ينظر إليه الموتى بحيرة، ويجتمعون حوله، على وجوههم الإرهاق والتعب، وفي اعناق بعضهم اطواقاَ من حديد) تنظرون اليّ بتعجب، وكأنكم لم تروا انساناَ ألم تسمعوا بيّ،؟ إذن أسمعوا أنا بابلو اسكوبار تاجر مخدرات وسياسي كولومبي، مؤسس وقائد منظمة كارتل ميديلين الإجرامية…لا أدري، لم لا يتركوننا نرتاح، اسمي يتداول في المحافل، في الصّحف، وسائل الارتباط المجازي ويتّهمونني بشتّى الاتهامات واليوم طلبوا مني أن أمثل أنا لا أعرف إلا النصب والاحتيال والسرقة وأنتم ستشكلون معي العصابة (يضحك بسخرية)
أحسن أخلاق :أنا طلبوا منّي أن أمثّل،
ديمتري باكشيفا: جعلني المؤلف أصدق نفسي إن شخصية هذا الروسي، أثرت علي، أختلط الأمر عندي، حتى انني بدأت أشعر، أنها خطة مدبرة وان إسناد الدور لي كان مدبراَ، انه يعرف تماماَ إني عاينت من زوجة أبي، ولم أتزوج حتى الآن قاربت على الأربعين
احسن اخلاق: أن الحصول على معلومات عنا لا يعد امراَ صعباَ وخاصة نحن السجناء، كل شيء عنا مدون في صحيفة أعمالنا
ديمتري باكشيفا: الحق مع صديقنا السجين ،، أنا لا أومن بالعرض، قد تكون عملية إبادة
أحسن أخلاق : (ينظر للمجموعة بحذر) منّ الله سبحان وتعالى بالبصيرة، وهي سبب بلائي أبصر الأحداث قبل وقوعها
مجموعة الموتى : أتوا بك من مشفى المجانين
أحسن أخلاق: أنا أعلم أن ما أقوله لكم لا يرتضيه العقل إلا أنني صادق معكم والله أعلم أنا أبصرت ساعة موتي
مجموعة الموتى : تمزح
مطرود: أنا أصدقك
أحسن أخلاق: كان اليوم جمعة، وفي طريقي لمسجد المدينة، أصلي الجمعة جماعة، وإذا بيّ أرى رجلاَ ذو لحية كثة، وكأن شخصاَ همس باذني داعشي هذا رأيت الداعشي كيف تسلل اقتربت نحوه هرب من نظراتي قرأت الموت بعينييه صرخت بأعلى صوتي داعشي سيفجر نفسه داعشي، لا تدعوه يهرب فرّ أغلب المصلين من المسجد صرخوا فيّ أخرس أنه منا ونحن أعرف أردت أن ارمي نفسي عليه، أمسك به اتتني رصاصة من الخلف، من حيث لا أدري وقعت علية مسكت ثيابة فجر نفسه انتهى أمري
بابلو إسكوبار:(ساخراَ) يكفي أن مطرود يصدقك قصتك تصلح فيلما، وأنا أرى العالم على حقيقته، الحمقى يكتنزون أموالهم من أجلي، اسرقها واكفكف الدموع عن أعينهم (يضحك عاليا)
جفري إهرست: إن أردت أن تمثل، مثل قصتي
بابلو إسكوبار: دعنا نسمع قد يحالفك الحظ ونمثل قصتك
جفري إهرست: قائد بريطاني سابق شخصيتي التي أمثالها، قاتل لا يحمل ذرة رحمة في قلبه
بابلو إسكوبار: أنا أعشق أمثال هذه الشخصيات
جفري إهرست: ذهبت في زيارة للهنود الحمر عام 1710م بهدف استكشاف القارة الأمريكية ومدى إمكانية استعمار أجزاء منها
أحسن اخلاق: نعم استقبلني فقراء الهنود بحب و بكل حفاوة ومنحوني هدايا من الذهب و ملابس مطرزه بالحرير
ديمتري باكشيفا: ملابس مطرزة بالحرير؟
احسن أخلاق : وأنت ماذا اهديت لهم؟
جفري إهرست: (يقهقه عاليا) أهديت لهم وباء الجُدري
بابلو اسكوبار: وباء الجدري اوه، كم انت قذر وأنا أعشق القذارة
أحسن اخلاق: ألم تفكر بعواقبهم؟
جفري إهرست: فكرت
أحسن أخلاق: أنا لا يمكنني أن اهضم ما تقول،
جفري إهرست: أنقذتهم من هذه الحياة البائسة، من الفقر مع إنهم يكتنزون الذهب والحرير وبطريقة سهلة وغير مكلفة يلتحفون بالبطاطين للتخلص من البرد ، ينفذ الوباء ونتخلص منهم ، نحن نريد القارة ولا يهمنا شأن الهنود (يضحك بحقارة) هديت لهم بطاطين موبوءة بوباء الجُدري فاستقبلوها بفرح بالغ وغادرت القارة فتك المرض بحوالي مليون هند.
مطرود: مليون مسكين قتلت دفعة واحدة ألا تشعر بندم
جفري إهرست: بلي شعرت بالانتصار، (بعد لحظة) انا أعرف أنهم لن يتركوا الأمر دون انتقام، إنهم وبلا شك، اشتروا المؤلف، وهو ينوي القضاء علي
بابلو اسكوبار: انت عبقري بالبطانيين تقتل الملايين
مطرود: لا أنت الشيطان بنفسه
جفري إهرست: (محتدا) أتريد أن اقتلك الساعة
مطرود: لن بخيفني الموت، ولمسته على يد جبناء أثناء التحقيق، جثتي افزعتهم
أحسن أخلاق: أتركوا الموت، أنه معنا أينما كنا
جفري إهرست: اتراه الآن
أحسن أخلاق: نعم
جفري إهرست: أين؟؟
أحسن أخلاق : كن قويا
جفري إهرست: (محتدا) أين والا قتلتك
أحسن أخلاق: خلفك
جفري إهرست: (يلتفت للخلف متخذاَ حالة الهجوم) بدأت تسخر مني ايها اللعين
مجموعة الموتى: (يشكلون حلقة دائرية ، يلتفتون حول القبور) آه،،، آه نحن موتى من ازمان غابره أتوا بنا لنقدّم لكم عرضاَ مسرحيّا هكذا قالوا لا تخافوا منّا إن ثرنا صرخنا غضبنا نحن لسنا كما كنا إنّه عرض ولا أكثر هكذا قالوا لنا الحياة لها نهاية كنهايتنا كنهايتك كنهاية تفاحة.
ديمتري باكشيفا: لو تتركوا الأمر علي، سأنهي على العجوز بضربة واحدة
جفري: تتحدث حديث الواثق
ديمتري باكشيفا: وكيف لا بل أدعوكم لوجبة طيبة سنعمل منه الكباب،انا خير من يعمل الكباب (ينادي) ناتاليا..لا ادري أين اصبحت عشر سنوات قتلنا 30 امرأة وتناولنا بعض أجزائها بعد شيها
مطرود: أوه،، من أنت
ديمتري باكشيفا: أنا ديمتري باكشيفا، رجل لا يستطيع أن يقاوم شهيته لم يكن الحصول عليهم سهلاَ، لابد من تخطيط ومقاومة، والوقوع في المصيدة (يضحك)
بابلو اسكوبار: لا اراديا
جفري إهرست: ما الذي يضحك بابلو اسكوبار
بابلو اسكوبار : اضحك لاني أنا الآخر لم أستطع المقاومة، كنت اذهب الثروة أينما تكون في هذه القبور ثروة
ديمتري باكشيفا: أنا رجل قليل الكلام، إلا إن قولك في هذه القبور ثروة لن تجعلني اسكت يرسلون الميت بعد ان يجردونه مما يملك نقطة ثروتي بدأت من المقابر، بدأت بسرقة شواهد القبور مع عصابة من الرجال ثم أعيد ترميمها وبيعها، انتقلت بعدها إلى سرقة السيارات وانا في العشرين. كنا نسرق السيارات نبيعها كقطع مجزأة. أعتقد يكفي؟
مطرود:هل تريدني أصدق إنهم قتلوك من أجل سرقة السيارات
أحسن أخلاق: مطرود على حق أنا لا أصدق أيضا (يضحك)
بابلو اسكوبار: (من بين أسنانه) بابلو اسكوبار الحق معك قمت بتجنيد المجرمين لخطف وحجز رؤساء ميديلين التنفيذيين من أجل الحصول على فدية. أكسب تقريبا 100,000 دولار أمريكي من الاختطاف لا يكلفنا الأمر شيئا، سوى مكالمة هاتفية حذره وقبض المال وإطلاق سراح المختطف (يضحك بصوت عال)
أحسن أخلاق : وما الذي يضحكك
بابلو اسكوبار: أحياناً أقتل المختطف رغم تلقي المال كما حصل مع رجل الأعمال الشهير دييجو إشافاريا ميساس، الذي تم اختطافه وقتلته رغم دفع المبلغ
أحسن أخلاق: ممكن اعرف السبب؟
بابلو اسكوبار: قتله كان يجعلني مشهوراَ، وهذا ما حدث أصبحت شخصية شهيرة.
المؤلف: (يطل عليهم، رجل ستيني، نحيف بعض الشيء ينظرون في وجوه الموتى) أحمد الله وانا أراكم تضحكون.. أرى أن العدد اكتمل سنبدأ ( يترك المكان)
ظــــــــــــــــــــــلام
( الإنارة تسلط على قاعة العرض أصوات سيارات المخابرات تحاصر قاعة العرض، همهمه بين الجمهور ، يحاول بعضهم ترك مكانه وترك قاعة العرض، رجال الأمن يجبرهم على عدم ترك أماكنهم، صوت من ميكروفون للقاعة)
الميكرفون: هناك مؤامرة ، كاميراتنا رصدت كل صغيرة وكبيرة، أي حركه مشبوهة تعني القتل نعلن انتهاء المشهد الأول
(لا أحد يترك موقعه همهمة)
الموتى: لا شك إنهم يشهدون ثورة ،محاولة انقلاب هذه المرّة الأولى الّتي بدأت أشعر بالخوف سيقبضون علينا بحجّة التآمر، دعونا نقضي اللّيلة بسلام، ونعود من حيث أتينا
صوت المؤلف: (يجعل الأنظار تتجه صوب المسرح) فترة استراحة
ظـــــــــــــــلام
**
إنارة المنصة (المقبرة) ما أن يعزم الموتى على ترك المكان عدد من رجال الأمن يطوقون الموتى
أحدهم : هناك من يتآمر ضدنا، لابد من تفتيشكم بدقة ، وأي حركة زائدة تعني الموت مجددا
(الموتى، يستسلمون، للتفتيش، يشكلون الدقيق يشكلون طابوراَ)
أحدهم: ساعد إلى الثلاثة واذا وصلت الرقم ثلاثة، لا اريد أن أرى أي غطاء، أي لباس على اجسادكم وإلا الموت نصيبه
(مجموعة الموتى الواحد منهم يتأمل الآخر وعلامات الاعتراض على الوجوه متباينة)
مطرود: أنتم تعلمون مع من تتعاملون، حرمة الميت واجبة أنا لن أخلع
أحدهم : أخرس سأعد
أحسن أخلاق : أنا لن أخلع أحدهم (محتداَ) ستقتل واحد
(اثنان الموتى يتبادلون النظرات)
بابلو إسكوبار: (يمد يده على كفنه، ليخلعه، يخجل أمام صمود مطرود و أحسن أخلاق يهتف) حقآ انتم رجال أنا لا اخلع
احدهم:أثنان
بابلو إسكوبار: قلتها من قبل هيا،،، ثلاثة لترى
احدهم: (يطلق ثلاثة عيارات في الهواء، صراخ وهلع الحضور.. أصوات من داخل القاعة)
الآخر : لا أحد يتحرك من مكانه، ، كان مجرد تمرين
أحدهم: (مخاطبا صمود) اقترب افتشك
صمود: لا أخلع
أحدهم: اقترب ولا تخلع (يبدأ بتفتيش صمود تفتيشاَ دقيقاَ يجد بين طيات كفن مطرود، صورة لامرأة مسنة) من تكون،،؟
مطرود: إنها صورة أمي الطاهرة،
أحدهم : عرفتها من وجهها، إنها أمك.. من أتى بها إليك؟
مطرود: أمي
أحدهم : كيف اخترقت انظمتنا الحساسة ووصلت إليك؟
مطرود: أية انظمة وخروقات تتحدث عنها، أنا وصيت بدفن صورتها معي اتعرف معنى الأم عندنا الجنة وضعت تحت اقدامها
أحدهم: أين أمك الآن إذ لم تعترف سامزق الصورة
مطرود: ارفع يدك القدرة عن صورة امي لم لا تترك أمي بحالها أمثالك قتلتها، عندما حضرت على قبري
أحدهم: مجنونة
مطرود: أ انذرتك لا تتجاوز على امي أتدري أنت تعيد ثانية حادث موتي أحدكم تحدث سوءاَ عن أمي ضربته قتلني
أحدهم: (يضحك ساخرا) مجنون وأم مجنونة
مطرود: أنت ومن يأمرك بهذه الأوامر هو المجنون (يهم أحدهم بضرب مطرود بالعصا، يلتف حوله ويأخذ العصا منه ويقع علية ضرباَ)
(مجموعة الموتى يشجعون مطرود، ويصفقون له، آخر يطلق عيارات نارية على مطرود ويقع ارضاَ صراخ وهلع الحضور.. أصوات من داخل القاعة)
الآخر: لا أحد يتحرك من مكانه،كان مجرد تمرين
المؤلف: (يظهر وينظر لجثة مطرود ) أنا طلبت منكم التحلي بالصبر هيا بسرعة ادفنوا الرجل نريد أن نبدأ العرض
أحسن أخلاق : قبل أن تتحدث عن العرض، أخبرني كيف تكون مراسيم مطرود
المؤلف: (يتلعثم) مراسيم ، والعرض
أحسن أخلاق: أحمد الله أن لك قلماَ سحرياَ، أجعله من العرض
المؤلف: أ يمكن أن نؤجله بعد العرض
أحسن أخلاق : ليس لصالح عملك
المؤلف: نقيم المراسيم
أحسن أخلاق : وصورة أمه؟
المؤلف: ما بالها؟
أحسن أخلاق: تدفن معه
المؤلف: تدفن معه
ظــــــــــــــلام
المشهــــــد الثانــــــي
( المنظر مقدمة المسرح، يزيل المؤلف الستارة قليلاَ ليجد منفذاَ يجد نفسه في مواجهة الجمهور)
المؤلف: أعزي نفسي والفنانين وفرقتنا المسرحية لاستشهاد عضو الفرقة الممثل مطرود، قضى عمرا في الغربة وانتهى في مسقط رأسه واسدل ستاره وهو الآن ليس بيننا سوى ذكراه الحسن، استشهد بطلاَ الرجاء الوقوف دقيقة واحدة لتكريم أحد ابطال المسرحية، (الجمهور يقف احتراماَ، عزف لحن حزين) شكرا لهذه الوقفة، ونبدأ العرض.. السّتائر عنوان مسرحيّة اللّيلة بعد جهود لسنوات طوال وتحقيق مستمر تمكّنت من تحقيق حلمي
ديمتري باكشيفا: (بهمس من خلف الستائر) رأس الحربة
المؤلّف : قد يسأل سائل، لم هذا العنوان السّتائر لكلّ مخلوق من مخلوقات الباري عزّ وجلّ، ستار يرفع يوم يحطّ الإنسان على الأرض، ويسدل الستار عند رحيله
جفري إهرست: (بهمس) رأس الفتنة
المؤلّف : أنا وجمع من السادة سنقدّم لكم عرض اللّيلة، السّتائر
بابلو اسكوبار: آه،، لو أعود للحياة ثانيّة
احسن أخلاق : ماذا كنت تفعل؟
بابلو اسكوبار: لصلبته كما صلبوا المسيح، يطلق علينا تسمية السادة
(ينتفض الموتى بحركة مدروسة تظهر الرؤوس فقط)
مجموعة الموتى : (من بين الستائر ) سادة، نحن سادة نحن لصوص انتم قتله قتلتم مطرود للمرة الثانية
أحسن أخلاق: رحمتك يا رب
(ترفع الستارة تدريجيا مع توزيع الإنارة وفق إيقاع خاص ستائر بأحجام متفاوتة، تتفق في اللون فقط (حمراء اللون) يظهرون الموتي بحركة موزونه بملابس بيضاء وفي رقابهم طوق الموتى)
مجموعة الموتى : آه،،،و آه،، وآه لا أحد يسمع بعد اليوم صوتنا نحن موتى من عالم آخر اتينا من أزمان غابرة أتوا بنا لنقدّم لكم عرضاَ مسرحيّا هكذا قالوا هذا ما قلنا لا تخافوا منّا إن ثرنا إن صرخنا غضبنا إنّه عرض ولا أكثر له نهاية، كنهايتنا كنهايتك كنهاية تفاحة اليوم شهدنا قتلاَ شهدنا نهاية ميت مات مرتين هذا العجب في عرضنا
(تصفيق الجمهور)
المؤلّف : (على جانب من خشبة المسرح) سنتركهم بأمان في هذه السّاعات يتصرّفون كما يحلو لهم
بابلو اسكوبار: شيطان بحقّ الشّيطان الأكبر الّذي لعب بعقلي واليوم حان وقت هذا الصعلوك قتلت واختطفت اعدادا يصعب عددها، وهذا سيكون أول ضحية بعد عالم الموت
مجموعة الموتى: تعلمنا منذ وعينا الموت حق مات جدي وأبي أمي وجدتي الموتى دفنا حزنا وبكينا الموت مرتين به ما سمعنا كيف يموت الميت كيف يحيا في عصرنا كيف يقتل كيف يعلن شهيد امرُ يحير العقول
أحسن أخلاق: ها أنا أبصر قتلاَ حد أسنانه من أجل واحد منا
ديمتري باكشيفا: من أجلي
أحسن أخلاق: أتخاف الموت ايها الروسي، كيف قتلت 30 إنساناَ، ألم تشعر بخوفهم الثّاني؟
جفري إهرست: أنا
أحسن أخلاق: لم تتضح الصوت لي بعد ، قد تكون وقد لا تكون قتلت مليون هنديا ايها القائد ألم تخف حين أهديت لهم البطاطين الملوثة بالوباء ألم تر موت من اكرموك وجزلوا لك العطاء
بابلو اسكوبار: أتوا من أجلي قد وقد يكون من أجلي من أجلنا
مجموعة الموتى: تلعب معنا ام تهذي؟
أحسن أخلاق : دعوني اكرز ، بدأت صورته تتضح عندي
بابلو إسكوبار: رأيته
أحسن أخلاق: ليس بوضوح ،
ديمتري باكشيفا: الا ترى اننا نقدم عرضاَ مسرحياَ، لم تجعلنا نقلق
أحسن أخلاق: لا تخف لا شك أنه من العرض ونحن لا نعلم
جفري إهرست: اتضحت الصورة أم لا زالت؟
أحسن أخلاق: لو تتركوني بهدوء، قد أتمكن من أن أفعل شيئاَ
جفري إهرست: لن أتكلم
أحسن أخلاق: كأنني سمعت أحدا يخاطبه بإسمه
جفري إهرست: من يكون؟
أحسن أخلاق: الاسكتلندي
بيتر ماكاليز: تعرفه؟
جفري إهرست: كلا
بابلو إسكوبار: من؟
أحسن أخلاق: بيتر ماكاليز،
بابلو إسكوبار: هل لا زال حياَ؟
أحسن أخلاق: لا أدري، نؤدي بهذا الأسم
بابلو إسكوبار:لا شك أنه أتى لأجلي، سبق وقتلني في الثاني من ديسمبر عام 1993، في مدينة ميديلين (الخوف يمتلكه يفرّ خلف الكواليس سماع صوت إطلاق رصاصة يتبعة صراخه) آه (سقوط جسد على الأرض)
المؤلف: (خائفاَ) انتهى العرض يا سادة أسدلوا الستائر