بالمغرب: بالصور…”سي والو” العدالة الإلهية التي تهزم الطاغوت/ بشرى عمور
قدّمت جمعية النادي الفني المراكشي كوميديا مسرحية “سي والو” (الرجل اللاشيء) للمخرج بوسرحان الزيتوني وتأليف عبد الاله بنهدار في أولى عروضها مساء الأمس الأربعاء بمسرح محمد الخامس الرباط، جملة من السلوكيات الاجتماعية التي تهيمن على إيقاع أيامنا وترخي بظلالها على حياتنا. فتمحور العرض حول مشاكل مستمّدة من الواقع تتعلّق بالفقر و ارتفاع الأسعار وخيانة الأمانة و استغلال السلطة في تحقيق أغراض شخصية والإضطهاد وشهادة الزور. فالعرض اختار صنّاعه لغة مسرحية تقترب من الجمهور وتعاين جانباً من حياته اليومية.
تحكي مسرحية ، عن شخصية “القاضي أغبالو”، المعروف بشططه في المدينة واستغلاله للسلطة، وشغفه المدفون لزوجة اخيه “راضية”، إذ وصل به هذا العشق، ذات ليلة، حد اقتحام بيت اخيه “الراضي” الذي ائتمنه على عرضه/ زوجته و أيضا على كل ممتلكاته أثناء سفره لأداء مناسك الحج. لكن “راضية” ترفضه بل يحتد بها الامر إلى ضربه وتهديدها له بفضح تصرفاته اللاخلاقية لتقوم بطرده مدلولا. وفي هذه اللحظة كانت إحدى الجارات تترقبه لتخرج عنده وخلال الحوار الذي دار بينها عبرت له عن اهتمامها به ولكي تعبر عن حبها له طرحت عليه مساعدتها له وذلك بقلب الموازين على “راضية” واتهامها في شرفها بأنها سيدة خائنة تستقبل عشيقها في بيتها أثناء غياب زوجها، وينصب القاضي جلسة لمحاكمة “راضية” معتمدا على شهادات زور من بعض الجيران الذين اضطروا تحت الترهيب والخوف. ليصدر حكما قاسيا ضد “راضية” بنفيها من المدينة. لتختفي عن الأنظار لكنها تظهر من حين إلى آخر مختفية بقناع. وما هي إلا أيام حتى تصدر العدالة الإلهية في حق “القاضي أغبالو” حيث يصاب بمرض (الجذري) الذي تسبب له في عزلة و تهميش مخافة من انتقال العدوى للآخرين وأيضا الدخول في حالة هستيرية من الهرش و التعفن. وعند عودة (الراضي) من الحج يبحث عن زوجته فيلجأ إلى أخيه لمعرفة مصير الزوجة المختفية ليصدم بحاله ويستفسر عن اسباب ما آلته إليه حالته الصحية. لتظهر سيدة مجهولة مختفية بقناع تقدم مساعدتها لعلاج القاضي شريطة اعترافه بذنوبه أمام الملأ. وأثناء الضغط عيه يبوح بكل شيء .
المسرحية تطرح موضوعا قديما / جديدا، يتعلق باستبداد السلطة وغطرسة المتمكنين من دواليبها، الذين يستغلون نفوذهم من أجل تحقيق ما يرغبون فيه، حتى ولو كانت على حساب الدين (الأمانة) و الأخوة لتحقيق أهدافهم وشبع رغباتهم الجنسية المحمومة، وأيضا وقف الأرزاق بطرد الباعة المتجولين وغيرها من المواضيع التي راقت الجمهور، الذي تابع أطوار العرض المسرحية لمدة ساعة كاملة.