نص مسرحي: ” راجع ؟” / تأليف: محمد اسماعيل القناوى
اللوحة الاولي
(قبل ان يضاء على ساحة العرض فى بؤرة ضوء خافتة على جانب من جوانب ساحة العرض شخص يجلس فى الوضع الجنينى و غير واضح الملامح و بعد لحظة صمت طويلة يبدأ فى الحركة مع الحركة يضاء عليه ليتضح لنا شخصه)
المهرج: (يغنى) قال لنا جدي عن حكاياته
وكلام جده عن ايامه
كان بيرص الكل امامه
ان ف يوم الدنيا اتقسمت
كل الناس بقم اتنين
و كأن الارض الملعب
و كل الكل بقو فريقين
قال لنا جدى جوة حكايته
ان جده حكالو حكايته
كان فى فريق م الاثنين
نسأل احنا … الارض ياجدى اتقسمت؟
جدى كلامه عن جد جدوده
و يزعل منا لما نقوله مش فهمين
نسمع منه .. و بعد شوية حفظنا حكايته
و بنحكيها زيه للاولاد بنات و بنين
و بعد شوية جم اولادنا و شافو الدنيا
و عرفو ان كلامنا و كلام اجددنا بالتأكيد
كان ف الاصل كلام تهديد
و ان حكايته صوت بلا صورة
كانت اصلا اسطورة
بس يا سيدى عنها و خدنا كلامنا و جينا
يمكن نعرف نكشف رمز الكلمة و اصل الصورة
(تخفت الاضاءة على المهرج وهو فى وضع الثبات على احد جوانب ساحة العرض و بعد لحظة صمت يضاء علي الام وهى شابة تجلس على فوتية و الاب يقف ينظر من نافذة فى عمق المسرح )
الام: ماما بعتتلى النهاردة علبتين صلصة…اصلى الطماطم غالية ..الصيف شادد حيله بيقولوا حرق زرعة الطماطم
الاب: جبتلك بلطو اسود و جوانتى … اصل الشتا السنادى عفى و البرد شديد
الام: بكرة هانشر مراتب العيال فى الشمس تتهوى… شمس بؤنة شديدة
الاب: الدنيا بتشتى ياه كنت عايز انزل … اولعلك الدفاية
الام: امى تعبانة قوى عايزة اروحلها … البنت لما تكبر بتبقى ام ابوها و امها
الاب: و فى وسط ده كله بفكر فى بناتى … لو مت تفتكرى ممكن اخواتى يطردوهم من البيت عشان يخدوا ورثهم …. ممكن اعملهم و ديعه يشتروا بيها نصيب اعمامهم و يعيشوا
الام : (تقاطعه) المحامى قال فى التليفزيون العقد الابتدائي بيثبت البيع فعلا
الاب: معلش مزنق عليكو .. فلوس القرض بتاخد اكثر من نص المرتب و ياريت مرتبى لوحدى ده مرتبك كمان
الام: 200الف جنيه يااه مشوار … لولا القرض مابقاش بيت
الاب: مصاريف الجامعة تحت المخدة
الام: انا اخدت فلوس النور من ع التسريحة
الاب: لما فكرت انى احسن المرتب قالى السيد مدير المديرية ما ينفعش لانك مثبوت عندى فى السجلات انك زى ماانت
الام: بدلو مكانى فى احصائيات الموظفات و خلونى فى احصائيات الامهات الموظفات
الاب: (يتجه ناحية الام) هاتفضلي زي ما انتى (يمسك يدها فى لطف و ينظران الى بعضهما نسمع صوت اغنية أغدا القاك فى المقطع الذى يقول … كم أناديك ، وفي لحني حنين ودعاء / يا رجائي أنا ، كم عذبني طول الرجاء / أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء / أنا أحيا في غدي الآن بأحلام اللقاء… يخفت الصوت و يعود الاب مكانه و الام مكانها )
الام: جرام الذهب بقى ب 500جنيه
الاب: لما الواد سخن و ما كنتش عارف ايه اللى فيه حسيت بقيمته … الولاد نعمة
الام: بعت كل ذهبى و اشتريت دوا كحة للبنت
الاب: امك لسه تعبانة؟
الام: بفتكر كلام امي الله يرحمها دايما بس بخاف منه …. اربط الحمار مكان ما يحب صاحبه
الاب: ما قلتلهاش ليه اننا مش حمير
الام: قلتلها انا لو الحمار هكون انا صاحبه
الاب:(منفعلا) امي دي كلامها كله اساطير و خرافات
الام: ابويه ملي كلامها بأساطير جده
الاب: (فى لهجة رفض و غضب) مات جدى من عشر الاف سنة و ابويا له اكثر من خمسين قرن مُصر على خرافاته
الام: ( تتجه ناحية النافذة و تنظر منها بينما الاب يتحرك و يذهب مكانها) الدنيا بطلت … تشتى ها تخرج؟
المهرج: (يدخل فى وسط المسرح. يمسك الام من يدها و يأخذها تجاه الاب و يجعلها تمسك بيده و هما متقابلين يحضر آلة موسيقية “كمنجة مثلا”و يعزف لهم موسيقى راقصة يرقصون عليها و اثنائها يخرج الفوتيه من ساحة العرض و يظلم عمق المسرح على الاب و الام و يبقى المهرج فى ساحة العرض و هو يرقص و يعد ديكور اللوحة القادمة )
اللوحة الثانية
(تضاء بؤرة ضوء علي المهرج و هو يقف على احد جوانب ساحة العرض )
المهرج: ادعوك الآن للقاء … الآن نعم (يقوم و يحضر الام و يضعها فى عمق ساحة العرض ) لقد أرسلت أليك كل نبضات القلق (يخرج و يعود بالاب و يضعه فى جانب اخر ) و أمطرت وجهك العرق .. و هاتفتك وكان الرقم خطأ… (يخرج و يعود بالفتاة الكبيرة و يضعها امام الاب ) و مشيت تحت شرفتك (يخرج و يحضر الابن الاكبر و يضعه فى اسفل ساحة العرض)
الابن الكبير: سمعت صوت قراءة الفاتحة و زغرودة مخنوقة خبيثة و سمعت الجيران يهنئونك بالخطيب الجديد
المهرج: (يأخذ الام و يخرجها من ساحة العرض ثم الاب ثم البنت الكبيرة ثم الولد) الآن نعم
(ثم يبدا يعد ساحة العرض يضع مقعد قديم و يحضر الام ثم ينزل الى احد جوانب المسرح فى بؤرة ضوء خافته و تضاء بؤرة علي الام و بعد لحظة صمت تدخل الابنة الكبيرة و معها جهاز تسمع منه اغنية قديمة حزينة تنظر الى الام ثم تذهب فى بؤرة ضوء اخرى بعد فترة تتحرك الام تجاه الابنة الكبيرة و تأخذ الجهاز منها و تغير الاغنية الي موسيقى راقصة ترقص البنت عليها و تعبيرات وجهها مليئة بالحزن الام تغلق الجهاز وترميه ثم تعود لمقعدها و البنت لازالت ترقص دون موسيقي بعد لحظة تدخل الابنة الاصغر لا تنظر الى احد تجلس فى بؤرة ضوء. (بعد لحظة صمت)
البنت صغيرة: الواد كان بيلعب كورة …. بس هو بطل لعب لحد ما عديت … بس كان بيبص على … علي … (الام تنظر لها) على شنطتى اصل الشنطة كانت مفتوحة …. انا خدت بالى و قفلتها … هم ليه العيال بيبصوا على الشنط ؟ (صمت) حرامية صح
البنت الكبيرة: هي الزغاريط دي جاية منين ؟ ( لا نسمع صوت )
الام: من ثلاثين سنة ماسمعتش زغاريط
البنت الكبيرة: اخر احصائية بتقول ان كل يوم فيه عشر الاف زغروطه و نصف
البنت صغيرة: انا سمعتها بوضوح و قوية.. ممكن تكون هنا.. قصدى فى بيتنا.. الواد اللى بيلعب كورة .ممكن يكون (صمت)
البنت الكبيرة: يمكن جارتنا ام الواد اللى بيلعب كورة ؟
البنت صغيرة: بس ديه متجوزه
البنت الكبيرة: يمكن اتطلقت … الاحصائيات بتقول ان فى ست بتطلق كل 30 ثانية
الام: يمكن يكون ابنها (تنظر للبنت الصغيرة) الواد اللى بيلعب كورة
البنت الصغيرة: بس ده لسه بيلعب كورة و بيبص على الشنطة بتاعتى…(مغيرة لهجتها) و بعدين انا مسمعتش اى زغاريط ولا فيه اى زغاريط (للاخت الاكبر) انتى سمعتى الزغاريط دى فعلا؟ (للام) انتى سمعتى اى زغاريط.. مفيش اى صوت لاى فرح..العالم كله ساكت..حتى الزغاريط موضة قديمة بطلت… (صمت)
(تخفت الاضاءة على عمق ساحة العرض و يضاء على المهرج)
المهرج: (يحضر الاب و يوقفه فى احد جوانب ساحة العرض) ف الاخر انا موجود
الاب: اعيد دوران عقارب الساعة .. اجرى معاها
المهرج: (يخرج و يعود و معه الابن الاكبر) القى نفسى وراها
الابن الاكبر: سبقانى و مش سيبانى … اعمل انى مش فى مكانى
المهرج: (يخرج و يعود ومعه الابن الصغير) لكن القانى ف الاخر موجود
الابن الاصغر: و كأن الشمس بتزغلل عيني و ماشفش الا بريق معكوس
المهرج: (يخرج و يعود بكرة و يلعب بها العاب بهلونية بين الاب و الابن الاكبر و الابن الاصغر .. ثم يبدأ فى اخراجهم الواحد تلو الآخر و بنفس ترتيب دخولهم ثم يجلس فى مكانه الاول و تخفت عليه الاضاءة و تعود الاضاءة على عمق ساحة العرض)
البنت الكبيرة: هي الزغاريط دي جاية منين ؟ ( لا نسمع صوت )
الام: يمكن يكون ابن جارتنا الجديدة اللى ولدت الشهر اللى فات
البنت الكبيرة: بس ده لسة صغير
البنت صغيرة: يمكن كبر … اه فعلا … انا شفته امبارح ماشى مع مُزة صاروخ
الام: الصوت مش جى من هنا … من بيتنا
البنت صغيرة: ممكن من البيت اللى قدامنا
البنت الكبيرة: هو فيه حد ساكن فيه ؟ عزلوا … سكنوا فى الكمبوند اللى على اطراف البلد
الام: ابن الست اللى ساكنه فى و شنا رجع من دبى
البنت الكبيرة: اجازته 48 ساعة يدوب امه تأكله محشى و ملوخية و يرجع تانى … هناك .. قاللى مرة انه بيبيت طول الليل يحرس الاسلاك الشائكة …. رغم ان الحدود مفتوحة من تحت و من فوق
البنت صغيرة: بيجيبو معاهم برفانات قوية جدا (الام تنظر لها) من هناك … دبى
البنت الكبيرة: الزى بتاعه شكله شيك بس هو مش بيحبه …
(يضاء على المهرج و تخفت الاضاءة على عمق ساحة العرض المهرج يخرج من احد الجوانب و يحضر سور كورنيش النيل ثم يخرج و يحضر الابن الاكبر ثم يذهب الى عمق المسرح و يحضر البنت الاكبر ثم يحضر دلو به زجاجات مياه غازية)
المهرج: بيبس حاجة ساقعة فرح حبيبتك يا عاشق (يعطى زجاجة للابن الاكبر ثم يخرج)
الابن الاكبر: نقسمها ده نصيبك وده نصيبى
المهرج: (يعود ومعه صندوق به كروت “صندوق الحظ و به كروت كتب عليها عبارت تعبر عن حظ من يختارها بشكل عشوائى” يقترب من الولد و البنت) شوفى حظك يا حلوة شوف حظك يا استاذ
البنت الاكبر: (تسحب احد الكروت من الصندوق و تقرأ) اليوم مقسوم… الليل و الغيم و هموم الدين و ساعات الفجر و شروق الحق و صباح الخير
المهرج: (للولد) اسحب حظك يا عريس
الولد: (لا يعيره انتباه) و حياتك و ماحلف غير بالغالية.. بيكِى.. انا مش راجع..ولا هاستنى الصبح يجينى …انا ها فضل ماشى و الصبح هاجيبه و اجي … بدراعى
المهرج: (ياخذ البنت و يعيدها الى عمق ساحة العرض ثم يأخذ الابن و يخرجه من ساحة العرض ثم يعود و يأخذ سور الكورنيش و يضعه فى احد جوانب عمق ساحة العرض ثم يعود مكانه اسفل ساحة العرض و تخفت عليه الاضاءة و تعود على عمق ساحة العرض)
الام: اخته على وش جواز
البنت الكبيرة: ممكن تكون ها تتخطب
البنت صغيرة: او هو …( البنت الكبيرة تنظر للام و التى بدورها تنظر للبنت الصغيرة) او ان مفيش اصوات … فعلا مفيش اصوات (للبنت الكبيرة ) انت سمعتى الصوت ده فعلا ؟
الام: (تقوم ة تذهب الى الجهاز و تفتح على موسيقى راقصة ترقص البنت الكبيرة بنفس تعبيرات الرقصة الاولى و البنت الصغيرة تراقص امها فى مرح بينما الام تقاوم الرقص وترفض و تعود الى المقعد بينما يدخل المهرج و يخرج البنت الكبيرة ثم البنت الصغيرة و يعود ومعه مقعد ثم يخرج و يعود ومعه الاب يجلس الاب مواجه للام)
المهرج: (ينتقل الى اسفل ساحة العرض ) ده شاب ولا طفل ولا الم/ شموع السواد / وصوت الولاد / وحبال المشانق (يخرج و يعود بالابن الكبير و البنت الكبيرة و يضعهم فى منتصف ساحة العرض)
الابن الكبير: (مخاطبا الاب) اه يابا لسة مستنى على باب بكره ؟ انا اسف .. بكرة فاتني كان نفسي تلبسني بدلة الفرح
البنت الكبيرة: عريس راكب مهرته البيضا فاتح للنور حضن البراح زارع الهوا تمرحنة .. بسمته افراح راسم الليل شموس بترقص بالعصا
الابن الاكبر: (للبنت فى وله العاشقين) ميدانك مكانك اللى اشتهى الراح انت نديم ميدانك و لا ميدانك كاسك؟
البنت الكبيرة: يابو سُمرة نورت الوجود كرامة اوعى تفتكر انى هاعجز و اخبى طرحة فرحى انا مستنية فى الميدان و عمرى ماها اكون جبانة
المهرج: (يسحب الولد و البنت و يخرجهم ثم يذهب الى مكانه اسفل ساحة العرض و تخفت الاضاءة تدريجيا حتى الاظلام التام)
اللوحـــة الثالـــــثة
(تضاء بؤرة ضوء على المهرج فى منتصف ساحة العرض و يذهب الى عمق المسرح حيث يضاء على الاب يجلس على مقعد قديم و الام جواره على مقعدها يأخذ الاب الى اسفل المسرح ثم يخرج و يأتى بسور بلكونة يضعه فى احد الجوانب ثم يخرج و يعود بمقعد صغير يُجلس عليه الاب)
الاب: ايه يا ليل … مستنى ايه ؟ … امشي بقي خلصت منى سجايرى و البن خلص … مستنى تخلص كمان دمعى … ولا بتسلى نفسك لانك و حيد من غير قمر
الام: (من مكانها) قلت لك الف مرة بلاش تشرب شاى قبل ما تنام ….
الاب: انا موافق على المشروع بتاع البيت الجديد
الام: امتى ها نشترى كسوة الانتريه … هايعدم كده من التراب
الاب: يا ليل … ليلى فيه مليون قمر لكن متعلقين بين السما وبين الامل (للام) ابنك جاب موقفه من التجنيد ؟
الام: البنت استلمت شغلها … رداده بالكهرباء فى الشركة العالمية للردود
الاب: ياليل …اوعى تمشى… خليك قاعد… تاخد سيجارة ؟كلمنى على طول وانسى فجرك
الام: خد بالك بكرة هييجي غصب عني و عنك
(يدخل الابن الاكبر ومعه جهاز “تليفون او تابلت او ماشابه”يكتب عليه و يجلس عى الارض فى بؤرة ضوء بين الام و الاب)
الاب: البن بقى ب200 جنيه الكيلو… اشتريت ربع كيلو حلبة حصى
الام: ام جارتنا اللى ساكنة جديد لغو عزاها … لانهم ماخدوش تصريح من السيد مدير دار المناسبات انهم يقدموا حلبة فى العزا… قالوا لوايح التقاليد ما بتسمحش غير بالقهوة
( نسمع اصوات اليكترونية من التى تصدر من الاجهزه الالكترونية بينما يدخل الابن الاصغر و معه عصاة دون ان ينظر لاحد يرقص بالعصاة بين الاب و الام و اخيه دون موسيقى)
الاب: (للابن الاكبر) شغل موسيقى لاخوك عشان يرقص عليها
الام: موسيقته جواه .. انت ليه ما بتسمعش موسيقانا؟
الاب: زمان جدا كنت بكتب جدا / زمان بس كنت بكتب بس و كنت اقرأ و اسمع / دلوقتى السمع غطى على الشوف / و الالم اسأل عن اللى يقضى الليل بين الامل و بين الذكرى
المهرج: ( يأخذ الاب الى مقعده بجوار الام ثم يأخذ سور البلكونة و يضعه على احد جوانب ساحة العرض مقابل لسور الكورنيش ثم ينزل الى اسفل يأخذ المقعد الصغير و يخرج)
الآبن الصغير: (و هو يقترب من امه ) لما شفتها وقفت اللعب … بس هى بصت عليا … تفتكرى خدت بالها؟
المهرج: (يدخل ومعه البنت الصغيرة و يضعها فى احد جوانب ساحة العرض بحيث تقابل الابن الصغير ويوجه كلامه للام) امتى اخر مرة شوفتيه بوستى جبينه و رقيتيه كان وشه بيضحك ؟كان مزكوم ؟مريلته نظيفة ومكوية ؟دعياله و انت متوضية؟ قريتى الفاتحة و المعوزتين اتطمنتى على الكراسة فى الشنطة (لا تلقى له بالا)
الابن الكبير: خدت بالها من اللعب ؟
الاب: اللعب له وقته
الام : (وهى تقوم) و قفلت الشنطة (تتجه الى العمق ناحية سور البلكونة) شباكهم مقفول من عشر سنين
المهرج: (للام) امتى اخر مرة سمعتيه ؟كان بيطلب مصروفه ولا بيسأل عن ابوه (لا تلقى له بالا)
الابن الصغير: هو مين اللى حدد الاوقات ؟
الابن الكبير: بعتولي و قالولى مفيش اماكن فاضية فى دبي
الاب: كل شئ متحدد من زمان اجدادنا قالولنا كده ..العصاية دى ممكن تعور حد ارميها
الام: و مافيش اماكن تانى فى اى حته تانى؟
المهرج: (وهو ينزل الى اسفل ساحة العرض) بكرة هيجى غصب عنى و عنك … بس بكرة ده هيجى بيبكى ولا بيضحك؟ (يأخذ البنت و يخرجها و يعود يجلس مكانه )
الابن الصغير: عرفت منهم انهم ها يشتروا بيت فى الكمبوند اللى هناك
الابن الكبير: بعتولى تانى
الام: بيوت الكمبوند اتحجزت و ممنوع حد يقرب منها
الاب: مشروع البيت .
الابن الكبير: قالولى فى مكان هناك على الحدود
الام: (للاب) موقفه من التجنيد اتحدد
الابن الصغير: كتاب الفلسفة اتقطع و اصلا انا مش فاهم حاجه
الاب: بطل لعب كورة
الام: سيب شنط البنات فى حالها
الابن الكبير: لما اوصل هكتب لكم على عنوان البيت الجديد
الاب: لغوا البريد ابعت SMS
الام: (للابن الكبير) هتروح هناك امتي
المهرج: (يضاء علي المهرج يخرج من احد الجوانب و يأتى بسترة عسكرية حمراء عليها بعض النياشين و يعطيها للابن الكبير يرتديها و ينزل الجميع الي منتصف ساحة العرض بينما يخرج المهرج و يعود بالبنت الكبيرة يشكل الجميع قوس حول الابن الكبير بينما البنت الكبيرة تواجهه المهرج يوجه الكلام للابن الكبير) راجع؟
الاب: راجع حلمك اقرأ السطور اللي فاتت
الام: شفت ف منامى انك مارد و الشمس فى صوابعك خاتم دايس بسنابك حصانك فوق امر اللى خانك
البنت الكبيرة: راجع؟ راجع كتابك شوف الصفحات اللى فاتت
الام: صفحة سودا تسرق نور عنين الحقيقة
الاب: صفحة حمرا متزينة بكل الحبايب
الابن الصغير: صفحة صفرا تسرق نور عيون صحابك
البنت الكبيرة: وسط المطر و الغبار سابك .. اللي سابك … كر هو وركب الحصان و لجمه بلجام جبان
الاب: اسمع كلام كراسات اللي مات تحت رجلان اللي خان
الام: راجع رفاقك … رفيق كان نايم وفجأة قام
الابن الصغير: و رفيق انكر عليك الكلام
البنت الكبيرة: رفيق يشوف معاك الحلم حام
الاب: ورفيق متشوفش وشه الا لما تفوز
الام: ورفيق خسارة تقول عليه رفيق
البنت الكبيرة: بياكل فى لحمك حى باسم الدين
المهرج: (و هو يعيد الاب و الام و الابن الصغير الى عمق ساحة العرض) و الكل واقف بعد اليوم المعلوم هناك بيرقص ما تعرف مين فرحان عشانك و مين فرحان معاك و مين اللى نصب فرحه على جثتك ورماك (يأخذ البنت الكبيرة و يخرجها)
البنت الكبيرة: ( وهي تخرج مع المهرج) راجع؟ راجع حسابك… راجع؟ وراجع تانى للحلم ؟ولا راجع للكابوس؟
الابن الكبير: راجع هناك عندك راجع للميدان
(الولد الكبير يخرج من جهة غير التى خرج منها المهرج بينما نسمع موسيقى مارش عسكرى بينما الاب يرقص مع الام تانجو و الولد الصغير يرقص بالعصا و يعود المهرج الى مكانه .. تخفت الاضاءة تدريجيا حتى الاظلام التام)
اللوحـــة الرابعــــة
(يضاء على ساحة العرض يقف الابن الاكبر على مستوى اعلى و تقابله البنت الكبيرة على مستوى اخر يفصل بينهم سلك شائك فى عمق ساحة العرض و جانب سور الكورنيش وعلى مستوى اخر يجلس الابن الاصغر و معه كورة و عصى و تليفون تقابله البنت الصغيره على مستوى اخر ترتدى تنورة قصيرة و قميص ابيض و معها حقيبة و عصى و تليفون يفصل بينهم صور من الخشب كالذي فى الحدائق الخاصة بينما يدخل المهرج و معه ” دروة اراجوز و هى عبارة عن المكان الذي يعرض الاراجوز منه عرضه ” ولا يظهر الاراجوز اطلاقا لكن نسمع صوته …)
(ويجلس الاب على مقعده بجوار سور البلكونة و معه جريدة قديمة و الام تجلس فى الجهة المقابلة لها على مقعدها و تمسك ورقة وقلم …. الاضاءه خافتة و الاشخاص كالاشباح نسمع ضجيج الشارع ثم بعد لحظة يضاء على دروة الاراجوز و بجوارها المهرج)
المهرج: (ينادى) تعالو يا شباب الخطاب ها يبدأ دلوقتى و انا جهزت شاشة العرض و ضبطت الارسال (يضاء على ساحة العرض و كل من فيها ينظر فى اتجاه المهرج)
صوت الاراجوز: (الصوت التقليدى للاراجوز و اثناء الكلام يقوم المهرج بعمل حركات بهلوانية ضاحكة) ولان العالم اتغير احنا كمان لازم نتغير … و نغير ملابسنا الداخلية بدل مهى ابيض تكون الوان و نجيب شبشب و لبان و هنفتح كل الابواب بس بجمارك (الشباب يعترض بصياح) جمارك رسوم رمزية و ما تخافوش الكل ها يكسب اصل ف يوم الدنيا اتقسمت … كل الناس بقم اتنين … و كأن الارض الملعب … و كل الكل كانوا فريقين … النهارده بس العالم بقى فرقة واحدة تحت قيادة اكبر فرقة … ناس محترمة صناع مهرة تصنع كل صغيرة و كبيرة و احنا نبطل نصنع و نرتاح
الاب: و نعيش ازاى هنجيب الحاجة منين؟
الارجوز: الناس محترمة و تجار شطار هيبيعولنا كل شئ و اى شئ … هتقلولي و منين الفلوس … لا شطار برافو عليكم …. هم هيدونا معونة لحد ما نعمل فى بلادنا تجار
الام: مين هيبيع لمين و من فين نشترى ايه؟
الارجوز: متقلقوش فى منح و هبات و عطايا منها تشتروا من اولادى التجار التجارة اصل كلامى ده من اصل المبدأ كان الاجداد بتعيشه و اللى ما يصدق يجرى ينبش قبر جدوده و يسألهم و ان جاوبوه يبقى يقابلنى … خلاص خلص الكلام اظلام …( تظلم سا حة العرض عدا بؤرة ضوء على الاب و الام بينما يخرج المهرج بدروة الاراجوز ويعود المهرج يجلس مكانه )
الاب: وتقرر صرف علاوة بدل انترنت لكل حامل بطاقة ائتمان ذهبية
الام: (و هى تكتب) ستة متر شيفون مشغول بالذهبي و ستان و تل و ورد ابيض
الاب: و الضرائب التى حددها القرار على كل من يحمل بطاقة عائلية تصل لحد الركب
الام: قاعة الميدان هتكون ارخص … بس التصريح مش ها نعرف نخده
(يأتى صوت سارينة كالتى تنبعث من سيارات الطوارئ “اسعاف او مطافي او شرطة” )
الاب: (للام) عربية اسعاف .. تفتكرى رايحة لمين؟
الام: سارينة عربيات المطافى ديه رايحه فين ؟ قوم شوف
(يضاء على الابن الاكبر و هو يتكلم مع البنت الاكبر)
الابن الكبير: التأشيرة بتطلع بعد شهرين
البنت الكبيرة: الفستان مليان الوان …. مش عايزة شيفون و ستان
(يضاء على الابن الاصغر و البنت الصغيره)
البنت الصغيرة: رسمت النهارده على كراسة العلوم قلب …. اذين اعلى و بطين اسفل
الابن الصغير: طول اليوم قاعد موجود … لانى بفكر …. تعرفى امتى عرفوا
الابن الكيير: عرفتى امتى هبقى اقدر ؟
البنت الكبيرة: قطعت كل الحسابات اللى ماما عملاها … و عملت حساباتى انا
الابن الصغير: تعرفى تلعبى كورة طايرة؟
البنت الصغيرة: اعرف بس … الشنطة … تقع
الام: ( للاب ) بيت مين اللى اتحرق؟
الاب: (للام) الست صاحبة البيت القديم عندها غيبوبة و خدوها المستشفى
(مازال صوت السارينه يخفت و يعلوا بينما نرى محاولة من الولدين ان يخترقا الحواجز ليصلا الى البنتين)
الاب: ( ينظر فى الجريدة) بيقولوا انها تعبانة قوى و بيلمولها تبرعات … معاكى فكة
الام: هم مش قالوا بيتها اتحرق؟
الاب: بعد بيتها ما اتسرق هى تعبت … معاكى فكة؟
الام: هى مش كانت وارثة من جدها ؟ ماعييش … الشنطة فاضية
(يعلو صوت السارينه و يقترب بينما تساعد البنتان الولدان فى ازالة الحواجز)
المهرج: (تضاء بؤرة على المهرج فى منتصف ساحة العرض بينما يقف المشهد على الجميع فى اضاءة خافتة ليبدو الجميع كاشباح.. المهرج هنا سيكون المخرج الذى يعطي ارشادات فيتغير شكل اللوحة ) وهنا و في هذه اللحظة تحولت كل الاماكن الى مسرح هيمن عليه مخرج لا نعرفه (صمت) تضاء بؤرة ضوء بلون الخوف (يتم ما يقوله المهرج وللمخرج العرض ان يختار اللون المناسب) على عمق الساحة يلتف الصوت و ينشر رعب ممزوج بأسى يتغير لون الخوف يتكون لونا اخر (يتم ما يقوله المهرج و ايضا للمخرج ما يشاء فى اللون) فى البؤرة نراهم نسمعهم (البؤرة تضاء على الابناء الاربع)
البنت الكبيرة: معاك منشار … طرف السلك بان عندى
الابن الصغير: السور بيتهز جامد .. تفتكرى لو شطت فيه الكورة ممكن يقع؟
الابن الكبير: انا لو معرفتش اقطعه بأيدى يبقى ما ينفعش
البنت الصغيرة: شوطه قوية بس ما تبصش عليا
المهرج: و تزيد الحركة و ضجيج صوت الخوف و الضوء مش واضح من كثر التغير الابناء تكسر خوفها (يتم كلام المهرج فيكسر الابن الكبير والبنت الكبيرة السلك الشائك و الابن الصغير و البنت الصغيرة السور) اصوات الخوف و الموت و الابناء تملأ السمع و الضوء قمر مخسوف (يتم كلام المهرج بما يشاء المخرج من ادواته) على الجانب بؤرة ضوء مش شايفة كويس (على المخرج ترجمة هذا بما يشاء و تضاء بؤرة على الاب و الام )
الاب: بيقولوا الست بتخرف … بتقول ولادى ماتوا
الام: مش ولادها هاجروا؟ لا … دول رجعوا … هى بتقصد انهى اولاد؟
المهرج: كل الانوار فى الساحة تتجمع و الكل فى اللحظة دى يتحرك الوضع الثابت كسر للفعل التشكيل المفتعل قابل للخلل الكل يتكلم لا يُحدث فعلا الا المدهش ادهش العالم الكل يتغير(يتم فعل ما يقوله المهرج)
الابن الكبير: ( فى حركة راقصة بين الابن الكبير و البنت الكبيرة و الابن الصغير و البنت الصغيرة لهدم السلك الشائك و السور) خلاص قربت
الابن الصغير: شوطة تانية ويقع
البنت الكبيرة: انا معاك من عندى
البنت الصغيرة: اشيل لك الحاجه بتاعتك
المهرج: صوت القتل (اصوات السارينة و وقع اقدام ثقيلة و طلقات رصاص” يقترب مع فعل المدهش الاولاد تكسر كل الحواجز (يتم ما يقوله المهرج علي ساحة العرض بينما الام والاب ينظرون على الاولاد) يعم الساحة نصر و خوف وموت (تقترب السارينة اكثر و صوت الاقدام و يزداد هز المستويات و يهتز معها الضوء بشدة و تزيد الحركة بينما يمتلئ المسرح بالدخان و نرى الحركة الراقصة تزيد ايقاعها بينما يقف المهرج فى منتصف ساحة العرض فى بؤرة ضوء) ادعوك الآن للقاء الآن نعم هناك بجوار الميدان انتظر عند المكان الذى ودعتنى فيه على لقاء بجوار الكعكة الزكية الحجرية
الاب: (للابن الكبير) راجع حسابك
الام: (للابن الصغير) راجع كتابك
المهرج: (تخفت الاضاءة على الجميع عدا بؤرة على المهرج) وراجع تانى للحلم ؟ولا راجع للكابوس؟ راجع الميدان؟ راجع ؟ (يقولها اثناء خروجه من ساحة العرض و تخفت الاضاءة حتى الاظلام التام)
* محمد اسماعيل القناوى (القاهرة 28/9/2016-12/10/2016 )