بتونس: بالصور… مسرحية “العاشقات” لحاتم مرعوب: قصة رجل غريب يؤجّج الصراع بين ثلاث نساء
في منزل مهجور كائن في مكان منعزل، تعيش ثلاث نساء لوحدهنّ في عزلة اخترنها بعيدا عن الناس. امرأة (هجرها زوجها) وابنتها وأخت زوجها. وفي الأثناء يحلّ عليهنّ رجل غريب، فتتغيّر حياتهن وينشب بينهنّ صراع على عشق هذا الرجل. ويتحول الهدوء النسبيّ الذي ساد المكان إلى حرب تعصف بكل شيء.
هكذا هيّ أحداث مسرحية “العاشقات” للمخرج حاتم مرعوب الذي اقتبسها عن المسرحية العالمية “جزيرة الماعز” للكاتب الإيطالي “ايغو بيتي”. وأدى الأدوار في المسرحية كلّ من أصالة كواص وأميرة حاجي وجيهان اللوز وريم الهميسي وحمودة بن حسين. وتمّ تقديم العرض الأول لمسرحية العاشقات، الليلة الماضية 20 أبريل بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.
تتجلّى خيوط أحداث المسرحية رويدا مع دخول الرجل الغريب، الذي يكتشف من خلاله الجمهور سرّ عزلة النساء الثلاثة، فالزوجة تركت المدينة وخيّرت أن تسلك طريق زوجها الأستاذ الجامعي الذي آمنت بأفكاره، لكنها تكتشف كذبه وخيانته لها فتواجهه فيهرب ويتركها في منزل آيل للسقوط ومكان مهجور. ويدخل السجن ويموت هناك بعد أن أفصح لهذا الرجل الغريب عن مكان زوجته وابنته وشقيقته ويطلب منه أن يحل محله.
وعند قدوم الرجل الغريب “دجو” يواجه منعا من النساء في البداية، لكنه سرعان ما يتهاوى هذا المنع ويتحول إلى ترحيب، سببه حاجة النسوة إلى إشباع شهواتهن العاطفية، فينشب صراع للاستحواذ عليه بين زوجة تعرضت للخيانة وشقيقة زوجها التي بدأت تفقد شبابها والابنة التي لم تجرب علاقة مع رجل بعد وتريد تعويض غياب الأب. وهكذا استطاع الرجل الغريب السيطرة عليهن جميعاً، لينتهيَ هذا الصراع بينهنّ بالتخلّص منه في قاع البئر.
وقد أراد المخرج من خلال هذا العمل تسليط الضوء على ثلاثة أصناف من الصراع: هي الصراع بين الرجل والمرأة، والصراع بين المرأة والمرأة، والصراع بين المرأة والذات.
ولتجسيد أحداث المسرحية، اختار المخرج حاتم مرعوب تأثيث الركح ببئر في الجهة اليسرى من خشبة المسرح، معوّلا بدرجة أولى على لعب الممثلين وعلى تقنية الإضاءة لإبراز حالات العزلة التي تعيشها النسوة وللتعبير أيضا عن الصراع والأجواء المشحونة بينهنّ، فكان اللونان الأزرق والأحمر هما الغالبان على معظم المشاهد لإبراز أجواء هذه العزلة والصراع القائم بين العاشقات.
عن: وات