إعطاء انطلاقة برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية
وفي هذا السياق، أكد السيد بنسعيد، أن منح الرعاية الملكية السامية لهذا الحدث الثقافي، يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالشأن الثقافي، مذكرا بما جاء في الخطاب الملكي السامي الموجه للقمة السادسة للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي حيث أكد جلالته أن “التعليم والثقافة والتكوين المهني والتنقل والهجرة كلها قضايا تشكل مجتمعة أوليات عملنا في المغرب وفي إفريقيا” .
وأضاف الوزير أن جلالة الملك أبى إلا أن يطلق سنة 2014 على الرباط إسم مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية ، وهي المدينة التي تزخر بمنشآت وبنيات تحتية ثقافية بفضل الرؤية الملكية الحكيمة والمشاريع الملكية الرامية إلى تحقيق التنمية الحضرية والثقافية والسياحية لعاصمة المملكة.
وأشار إلى أن الرباط تعيش على إيقاع عدد من الأحداث الثقافية الهامة والتي تحمل البعد الإفريقي ، مما يعكس التزام المملكة بالعمل من أجل القارة الإفريقية ، مبرزا أنه سيتم غدا افتتاح الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب حيث ستكون الآداب الإفريقية ضيف شرف الدورة .
وأبرز الوزير أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية يشمل مجالات الآدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السرك ، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.
وستنظم هذه الأنشطة بجميع الفضاءات التاريخية والساحات العمومية وكافة أحياء مدينة الرباط بمشاركة فعاليات ثقافية تمثل المجتمع المدني ومشاركة هامة لمختلف المؤسسات العمومية الوطنية، المعنية بالشأن الثقافي.
وسجل السيد بنسعيد أن هذا الحدث الثقافي الذي يعزز مكانة المملكة قاريا، يحظى بدعم كبير ومتواصل من قبل منظمة الحكومات والمدن المحلية الإفريقية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة وعمالة الرباط ومجلس مدينة الرباط وجميع وسائل الإعلام الوطنية والدولية التي تواكب الأحداث الثقافية بروح مسؤولية عالية.
من جانبها، أكدت السيدة أسماء غلالو، في معرض حديثها بالمناسبة، أن جلالة الملك ما فتئ يعطي توجيهاته السامية لإيلاء الثقافة حيزا هاما في المشاريع التنموية التي تعرفها جميع جهات المملكة.
وأشارت إلى أن مجموعة من المشاريع الثقافية التي رأت النور بالعاصمة الرباط ستساهم لا محالة في إشعاعها الثقافي، الأمر الذي يجسد الإرادة الملكية في جعل العاصمة قطبا حضاريا وثقافيا عالميا، من أجل إبراز الموروث الثقافي المغربي الغني، وإسهاماته المتميزة في محيطه العربي والإفريقي والإسلامي، وجعله محطة عالمية لتعزيز قيم التعايش والحوار بين الثقافات.
وذكرت السيدة غلالو بأن منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الافريقية أقرت “الرباط العاصمة الإفريقية للثقافة لسنة 2022” وقدمت هذه المنظمة مشروع اتفاقية إطار بين مختلف الأطراف المعنية، والتي تحدد شروط التعاون بين الشركاء، من أجل تنظيم وتنفيذ برنامج الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنزيلها في إطار احتفالية الرباط العاصمة الافريقية للثقافة.
وأضافت أنه، نظرا لأهمية هذه المناسبة ودلالاتها الوطنية والإفريقية، تم إدراج مشروع الاتفاقية ضمن دورة استثنائية لمجلس جماعة الرباط بتاريخ 15 دجنبر 2021، واتخذت توصية الاشتغال على الإعداد للاحتفال بهذه المناسبة بتنسيق مع وزارة الشباب، والثقافة والتواصل عبر اتفاقية شراكة تحدد التزامات كل الأطراف.
وذكرت أغلالو بأنه خلال القمة التاسعة للمدن والحكومات المتحدة الإفريقية (أفريسيتي) التي نظمت بكيسومو الكينية خلال الشهر الماضي، تم التأكيد خلال التوصية السادسة للقمة على ضرورة اعتماد الثقافة باعتبارها الركيزة الرابعة للتنمية المستدامة من خلال تعزيز الهوية الثقافية للمجالات الترابية وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية.
من جانبه، أكد السيد جون بيير إلونغ مباسي، أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية سيساهم في تثمين وإبراز الثقافة الإفريقية كدعامة للتنمية المنشودة في القارة، معتبرا أن هذه الاحتفالات بالثقافة الإفريقية تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمغرب وإفريقيا والعالم ككل.
وفي هذا الصدد، أشاد السيد إلونغ مباسي بالاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للقارة الإفريقية على مختلف المستويات، والدعم الذي ما فتئ يقدمه للبلدان الإفريقية.
وكانت لجنة عواصم الثقافة الإفريقية، قد أعلنت رسميا، في فبراير 2020 عن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية برسم 2022-2023.
عن: و م ع