بالمغرب: بالصور..مسرحية “دبليوسي” تجسيد حي لواقع مرير/ ايوب بنعبيد
لقد رأيت اليوم على خشبة المسرح تجسيدا حيا وحقيقيا للواقع مسرحية “دبليوسي” فك للعزلة الثقافية و نقاش الطابوهات، ظاهرة زواج القاصرات و الدعارة.
أب وأم يبيعوا طفلتهم لأي خاطب ميسور يتقدم لها ولو كان يبلغ من العمر عتيا، بموافقة إخوة يخشون أن تندمج الأخت في بيئة قد تكون غير آمنة أو خوفا عليها من الوقوع في الحرام رغم أن الحرام الحقيقي عندما يتم التعدي على طفلة لا تعرف الحكمة من الليل والنهار لا تعرف الفرق بين الحلال والحرام…طفلة توضع بين يدي من لا يراها إلا جسد، و أدات للإنجاب…
هل الهدف تدوق طعم الدجاج الذي لم تعرف العائلة له من قبل سبيلا أو نقود “الغرامة” يبيعون بها طفلتهم…يموت الزوج فيقولون “اللحم إلى خناز تيهزوه ماليه” لم يحملوها وهي لازالت طرية مابالك وقد فاحت منها رائحة العفن، تعفن جراء مجتمع فاسد و ما يدعى العائلة وبدأ كل واحد ينسب تعفنها للآخر بينما ينهشها دود المشاعر أين قولكم “زواج ليلة تدبيره عام” رغم أن هذا المثل للراشد بالراشدة وأين قولكم “ألف تخميمة وتخميمة ول ضربة بالمقص”..،لتجد نفسها غير مسلحة لا عاطفيا ولا دراسيا ولا مهنيا لتكون مؤهلة للشغل بعيدا عن التكافل العائلي و الاجتماعي،فتعيد تجربة الزواج بطرق أخرى و يستمر مسلسل الفشل…
في هذه الحالة نقول مرحبا بامرأة محرومة و مشردة تبيع جسدها من أجل العيش فتتقيئ نفسها…
عرض مسرحي متميز قدمه الثنائي المؤلفة د. نزهة حيكون و المخرج ذ. محمد رضى لمنادي وشخصته الفنانة الجميلة فاطمة الزهراء شتوان، بسينوغرافية رائعة للمبدع وديع العواد.