بالمغرب: غدا…دار الشعر بمراكش تنظم ندوة “الشعر والفنون الأدائية.. شعريات المجال”
ضمن سلسلة “ندوات”
بمشاركة نقاد وباحثين مغاربة
تنظم دار الشعر بمراكش، ضمن سلسلة ندوات، لحظة حوارية جديدة حول موضوع “الشعر والفنون الأدائية.. شعريات المجال”، وذلك يوم الأربعاء 29 يونيو 2022 على الساعة السابعة والنصف مساء بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات. ويشارك في هذه الندوة ثلة من الأساتذة الباحثين: المخرج والدراماتورج الدكتور ابراهيم الهنائي، والناقد عادل القريب، والشاعر والمسرحي عبداللطيف الصافي، فيما يسهر الفنان والشاعر المهدي حلباس على تقديم لوحة شعرية ممسرحة، من مسرحية “منطق الطير” لفريد الدين العطار (إعداد وإخراج ابراهيم الهنائي).
وتشكل هذه الندوة، استكمالا للنقاش الذي افتتح ضمن ندوة الدار السابقة حول “مسرحة القصيدة”، في محاولة للاقتراب من الأسئلة الجديدة التي تفتحها اليوم انفتاح هذه الأجناس التعبيرية على الفضاءات العمومية، وترسيخها لشعريات المجال المفتوح. ويسعى النقاد المشاركون الى استثمار هذا التقاطع الجمالي، في سعي لاستقصاء الأسئلة التي تجعل من فنون الأداء (المسرح، الموسيقى، الرقص، الدراما،…)، والشعر، بما أمسى ينفتح عليه الشاعر اليوم، ضمن لحظة التحقق القرائي من توظيف للفضاء والجسد والموسيقى، الى التوقف عند هذه الوشائج الغائية وتمثلها معرفيا.
إن انفتاح دار الشعر بمراكش، ضمن الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي، على المكونات الثقافية المغربية وتعددها مكن الاقتراب من أنماط الكتابة الشعرية، ضمن سياقات ترتبط بمرجعيات، حيث تصبح القراءات الشعرية فضاء فرجويا بامتياز. وسواء من خلال فقرة “أنظام” (الشاعر)، والتي احتفت بالشعر الأمازيغي، أو برنامج “سحر الغنا” (الشعر الحساني)، نكتشف هذا التجسير للحظة الأداء (اللحظي للشعر) ضمن “قالب” يوظف نمطا معينا من أنماط الفنون الأدائي. بل تذهب بعض التعبيرات الى اندغام كلي، بين الشعر والفنون الأدائية.
وامتد هذا المسعى اليوم، ضمن هذا الانفتاح التي سعت إليه برمجة دار الشعر بمراكش ومنذ تأسيسها (2017)، الى ترسيخ الفعل القرائي للشعر وتلقيه ضمن فضاءات مفتوحة. حديقة مولاي عبدالسلام، عين أسردون (بني ملال) (حدائق الشعر)، الشعر في المآثر التاريخية (قصر البديع، قصر الباهية، القصبات..)، الشعر في الشواطئ (سيدي افني، أكادير)، الشعر في الساحات العمومية (ساحة الحسن الثاني/الداخلة).. تنويع في البرمجة بموازاة السهر على إخراج فني، وتوظيف للموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والسينما والرقص والكوريغرافيا وأنماط من فنون الأداء، جميعها تتجه الى فتح أفق خاص لجماليات التلقي للشعر.
لقد أمست الكثير من الفنون الأدائية، وبعضها شكل حضوره القوي السنوات الأخيرة في المشهد الثقافي والفني كمسرح الشارع (نموذجا)، وأمسى يطرح أسئلة جديدة على جماليات تلقي الفرجات الفنية. وتطرح مرجعيات المثن الشعري، في الكثير من الفرجات، بل وارتباطها الوثيق في نماذج من أسئلة “التأصيل”، بعدا نقديا يلامس في العمق طروحات تهم “الجنس الأدبي” في علاقته بفضاءات التلقي، وأيضا قدرة الشعر على خلق شعريات جديدة للتلقي. هذه الشعريات للمجال المفتوح، وما أمست تفتحه اليوم من عودة الظاهرة الجمالية الى فضائها الآثيري، يشكل أرضية مناسبة لموضوع “الشعر وفنون الأداء.. نحو شعريات جديدة للمجال”، ضمن سلسلة ندوات دار الشعر بمراكش.
تواصل دار الشعر بمراكش، من خلال هذه الندوة، استقصاء الخطاب الشعري استكمالا لسلسلة الندوات، التي برمجتها الدار خلال مواسمها السابقة: (الشعر والترجمة، الهوية، مسرحة القصيدة، أسئلة الحداثة، المشترك الإنساني، أسئلة التلقي، “أسئلة التحولات”، “التوثيق والرقمنة”، “النقد الشعري في المغرب”، “وظيفة الشاعر اليوم”، “الشعر والفلسفة”، “الشعر والصوفية”، أسئلة القيم…). هي لحظة معرفية أخرى، تشكل تحفيزا مضاعفا للتفكير في المنجز الشعري المغربي، على مختلف مرجعياته وتجاربه.
وهي محطة جديدة، ضمن استراتيجية الدار، للمساءلة والتمحيص النقدي، ستتواصل مستقبلا، بمزيد من الانفتاح والمقاربات، سعيا للإنصات البليغ لنبض النصوص ولجغرافيات شعرنا المعاصر اليوم وللاقتراب أكثر من نبض أسئلة النقد الشعري وقضاياه المحورية وحواريته مع الفنون.